الخميس، 9 يونيو 2011




وصية الشيخ الشنقيطي للطلاب أيام الاختبارات 

 


السؤال : كما تعلمون يافضيلة الشيخ أننا على أعتاب الاختبارات النهائية فهلا ذكرتنا حفظك الله ما ينبغي علينا فعله في هذه الأيام..؟؟

الجواب :أسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يمن علينا وعليكم بالنجاة من عذاب الدنيا وعذاب الآخرة و امتحان الدنيا وامتحان الآخرة وبلاء الدنيا والآخرة ونسأله بعزته وجلاله أن يسلمنا إلى كل خير وطاعة وبر أنه ولي ذلك والقادر عليه-.
أوصي بأمور:

أولها للطلاب : 
أوصيهم أن يجعلوا الآخرة أكبر همهم ومبلغ علمهم وغاية رغبتهم وسؤلهم وأن يكون خوفهم من اختبار الآخرة أشد من خوفهم من اختبار الدنيا وأن يجعلوا اختبار الدنيا مذكراً لهم اختبار الآخرة فكم اهتمت النفوس وشحذت الهمم وأصبح الإنسان في قلق وكرب بهذه الاختبارت وماعند الله أولى بذلك كله بل أولى بما هو أعظم من هذا كله ، ولاشك أن الإنسان الموفق يتخذ من هذه المواقف زاداً يعينه على ذكر الآخرة ولا يزال قلب الإنسان حياً ماذكر الآخرة بل لا يزال الإنسان موفقاً لكل خير ماعمر قلبه بامتحان الآخرة .
أما الأمر الثاني : أوصي به إخواني من الطلاب فهو أن يرفقوا بأنفسهم وألا يحملوها مالا تطيق فإن النفس أمانة في عنق الإنسان فلا يحملها من التعب والسهر والنصب مالا تتحمله .
الأمر الثالث : أن يحدد الطالب أوقات للمراجعة والمذاكرة وأوقات للنوم والراحة ويعطي الجسم حظه حتى لايكون ظالماً ولايبغي بهذا على هذا .
الأمر الرابع : الذي أوصي به طالب العلم في مثل هذه المواقف أن يكون دائم الذكر لله - U- كثير الاستغفار محافظاً على الفرائض كالصلوات ويتنبه من أن يسهر إلى ساعات متأخرة بحيث تضيع عليه صلاة الفجر بل ينبغي في مثل هذه المواقف أن يكون أشد محافظة على الصلاة وكلما حافظت على الفرائض وجدت التوفيق من الله خاصة في أيام الشدائد وصدق الله إذ يقول : { وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاَةِ} فقرن الله الصلاة مع الصبر وإذا وجدت المنكوب والمكروب في أيام كربته ونكبته كثير الصلاة كثير الاقبال على الله فاعلم أن الفرج أقرب إليه من حبل الوريد لأنها صلة بين العبد وربه ، ومن وفى لله في حقوقه وفى الله له والله مع العبد ماكان العبد معه                                                                                                      
الأمر الخامس : أن تبرأ إلى الله من الحول والقوة فلا تعتمد على ذكائك ولاعلى فهمك ولاعلى جدك ولا على اجتهادك ولكن توكل على الحي الذي لايموت وسبح بحمده وكفي به سبحانه ولياً ونصيراً ومن كنوز الجنة لاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم ، لأنها كنـز من كنوز الجنة ومفتاح خير للإنسان إذا برأ لله من الخير والقوة كمل الله نقصه وجبر كسره وأقر بالعاقبة عينه إذا بريء الإنسان من حوله وقوته وأسلم الحول والقوة لله مع أنه حافظ وفاهم فإن الله يوفقه ويلهمه ويسدده .
الأمر السادس:  في حال الاختبارات ينبغي على الإنسان أن يحمد الله على كل حال وأن يدخل وهو مطمئن واثق بالله - عز وجل- ولايدخل في القلق والحيرة ولكن يدخل مطمئن عليه رباطة الجأش وثبات القلب فالأمور كائنة على ماقدر الله - عز وجل- فإن وجد خيراً حمد الله وإن وجد ماسره قال الفضل والملة لله واعترف لله - تعالى - بالفضل ، والله-تعالى- يقول :{ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُنْ تَعْلَمُ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا} فإذا أجاب ووجد الشيء الطيب قال الحمد لله ولا يخرج يتباهى ولا يتعالى فإذا خرج لا يكسر قلوب إخوانه فإنه قد يكسر قلوب إخوانه بادعاء الإجابة وغير ذلك من التصرفات التي يكون فيها أذية لإخوانه فليتواضع لله ويحمد الله - عز وجل - على كل حال لازم ذلك إذا وجد الضد أن يحمد الله على كل حال فلعل الدرجة تفوتك بالدنيا يعوضك الله بها في الآخرة وما من إنسان يرضى عن مصائب الدنيا إلا أقر الله عينه في الآخرة فمن رضي فله الرضا ولا يغتاب ولا ينم ولا يسب ولايشتم فإن المسلم نقي اللسان بريء الجواراح والأركان عفيفاً عن أعراض المسلمين ، ومن اللؤم أن يذكر من له الفضل عليه من أساتذته ومعلميه يغتابهم ويسبهم حتى لو رأيت على معلمك عورة فإن من الوفاء والجميل أن تستره فضلاً عن أن يتبجح الإنسان بها ويسبه ويشتمه أمام قرنائه -نسأل الله السلامة والعافية - لا بل يستر فما كان من خير ستره وما كان منه من إساءة سأل الله له العفو والصفح كلما ذكر جميله وفضله وإحسانه انكسرت عينه مهما كان من بالغ الإساءة والله-تعالى- أوحى إلى نبيه-عليه الصلاة والسلام - لما كتب حاطب بن أبي بلتعه كتابه لقريش بعد صلح الحديبية حينما نقضوا العهد قال عمر-رضي الله عنه- لما كشف أمر كتابه يارسول الله "دعني أضرب عنق هذا المنافق" فقال النبي-صلى الله عليه وسلم -: (( دعه ياعمر ومايدريك لعل الله أطلع على أهل بدر فقال اعملوا ماشئتم فقد غفرت لكم)) فالذي يحسن يذكر بإحسانه ولاتنسى حسنات المحسن فلاينبغي الغيبة والنميمة والسب والشتم والوقيعة في أعراض المدرسين وغير ذلك من الأمور التي يترفع عنها عامة المسلمين فضلاً عن طلاب العلم .
                                                                                                (تم اختصار كلام الشيخ  )
----------
ماذا لو ملكت قلباً يعاهد الله صباحَ مساء بـ "إياك نعبد وإياك نستعين"
قلب عمره يمتد مابين (الحمدلله) إلى (آمين)

أتغلبك الدنيا؟!


۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩ فوائــــد: ۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩
**ما سعى العبد في إصلاح شيء أعظم من سعيه في  إصلاح قلبه  ولن يصلح القلب شيء مثل  القرآن **- قال ابن الحاج في المدخلمن كان في نفسه شيء -  فهو عند الله لاشيء-
<<
قال ابن رجب رحمه الله :"خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنه للعبد لا يطلع عليها الناس".>>
(إن من هو في البحر على لوح ليس بأحوج إلى الله وإلى لطفه ممن هو في بيته بين أهله وماله،
فاعتمد على الله اعتماد الغريق الذي لا يعلم سببا لنجاته غير الله.)
 قال الحسن البصري رحمه الله:( إنّ جورَ الملوك نقمة من نقم الله تعالى،
 و نقم الله لا تلاقى بالسيوف، و إنما تُتقى و تستدفع بالدعاء و التوبة و الإنابة و الإقلاع عن الذنوب،
 إنّ نقمَ الله متى لقيت بالسيوف كانت هي أقطع )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.