صفحة تدبر القرآن



القصص القرآني:



الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، الملك الحق المبين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، الصادق الأمين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليماً كثيرا،  أما بعد:
أيُّها الناس، اتقوا الله تعالى، واعتبروا بما ذكره الله جل وعلا في قصص الأنبياء في القرآن الكريم عبرةً وعظه، وتوطيناً للمسلمين وأن الباطل مهما علا وارتفع فإنه ساقط ومتمزق، وأن الحق مهما ابتلي واعتديا عليه وعلى أهله فإنه باقي وإنه ينتصر والعاقبة للتقوى، وإن مما قصه الله في القرآن الكريم قصة موسى عليه السلام مع فرعون اللعين الذي طغى وبغى وقال: 
(أَنَا رَبُّكُمْ الأَعْلَى)، (يَا أَيُّهَا الْمَلأ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي)، 
ومن قبله قوم عاد: 
(مَنْ أَشَدُّ مِنَّا قُوَّةً أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّ اللَّهَ الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَكَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ
 فما كان من شأن قوم عاد إلا أن سلط الله عليهم الريح العقيم التي جعلت تأخذ الرجال على عظم أجسامهم، تأخذهم وترفعهم إلى الجو، ثم تنكس على رؤوسهم وتدقوا أعناقهم، فصاروا عبرة للمعتبرين، وعظة للمتذكرين، 
وكذلك فرعون الذي تجبرا وطغى وقال عن نفسه: 
(يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلا تُبْصِرُونَ* أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ) يعني: موسى عليه السلام 
(وَلا يَكَادُ يُبِينُ) ما كاد ينطق لما في  كلمه من الثقل عليه الصلاة والسلام،
ولهذا قال في دعاءه: (وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي* يَفْقَهُوا قَوْلِي
 (أَمْ أَنَا خَيْرٌ مِنْ هَذَا الَّذِي هُوَ مَهِينٌ) يعني: ضعيف 
(وَلا يَكَادُ يُبِينُ* فَلَوْلا أُلْقِيَ عَلَيْهِ أَسْوِرَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَوْ جَاءَ مَعَهُ الْمَلائِكَةُ مُقْتَرِنِينَ* فَاسْتَخَفَّ قَوْمَهُ فَأَطَاعُوهُ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ* فَلَمَّا آسَفُونَا
يعني: أغضبونا (انتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ* فَجَعَلْنَاهُمْ سَلَفاً وَمَثَلاً لِلآخِرِينَ) يعني: عبرة للمتأخرين، وهكذا الباطل في كل زمان ومكان مهما ...المزيد


الرابط




الخطبة الثانية:

الحمد لله على فضله وإحسانه، وأشكره على توفقيه وامتنانه، وأشهد أن لا إله الله وحدهُ لا شريك له تعظيما لشأنه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم تسليماً كثيرا،    أما بعد:
أيها الناس، اتقوا الله تعالى، واعملوا أن الباطل مهما ارتفع وعظم فإنه على زوال: 
(فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ   
 فالحق يبقى وإن أصابه ما أصابه، وأصاب أهله ما أصابهم فإنه باقي وسينتصر في يوم من الأيام وسيضمحل الباطل لكن هذا يحتاج إلى الصبر
(فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنْ الرُّسُلِ
 فالصبر عند الشدائد وانتظار الفرج هذا شأن الأنبياء والمرسلين، واتباعهم، وأن لا يهولنكم ما يحصل الآن من أمم الكفر من بطش وكيد وكبرياء وغطرسة ما يحصل منهم من حق المسلمين من تقتيل وتشريد وإيقاد للفتنة بينهم لأجل أن يهلك بعضهم بعضا، فإن هذا ابتلاء وامتحان من الله ليبتلي عباده وليعاقبهم على ذنوب ارتكبوها ليتوبوا إلى ربهم ويرجعوا إليه، فإذا رجعوا إلى الله وتابوا إلى الله تاب الله عليهم وأعاد لهم النصر، وأعاد لهم القوة، سنة الله في خلقه 
(وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلاً).
فاتقوا الله عباد الله، 
(وَلا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الكَافِرُونَ
قد يكون هناك من ضعفاء الإيمان ومن المنافقين، ومن أصحاب الشرور والفتن من يزهد المسلمين في الإسلام ويحثهم على اللحاق بالكفار، وتقديم أعمال الكفار لينجوا بها من هذه المحنة كما يقولون الكفار وافقوا الكفار لا تخالفوهم سايروهم فيما هم عليه لأجل أن ترضوهم وتسلموا من شرهم، ونحو من هذا الكلام الباطل، والواجب أن الحق لا يساوم عليه، وأن المؤمن يصبر على ما يصبيه ويتمسك بدينه، ويدعو الله عز وجل بالفرج، والله قريب مجيب، والنصر للمؤمنين والعاقبة للمتقين،
 نسأل الله أن ينصر دينه ويعلي كلمته ويخذل أعداءه إنه على كل شيء قدير، وسنة الله لا تتغير في الأولين والآخرين، وكما أنه أهلك الأمم الطاغية الباغية فإن قادر على أن يهلك الأمم الموجودة ويبطل كيدهم في عزته وقدرته وينصر الحق وإن كان أهله مستضعفين فإن الله ينصرهم ويعلي كلمتهم إذا صبروا وانتظروا الفرج من الله.
واعلموا أنَّ خير الحديث كتاب الله، وخير الهديَّ هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشرَّ الأمور مُحدثاتها، وكل بدعة ضلالة، وعليكم بالجماعة، فإنَّ يد الله على الجماعة، ومن شذَّ شذَّ في النار.
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)، اللَّهُمَّ صلِّ وسلِّم على عبدِك ورسولِك نبيَّنا محمد، وارضَ اللَّهُمَّ عن خُلفائِه الراشدين، الأئمةِ المهديين، أبي بكرَ، وعمرَ، وعثمانَ، وعليٍّ، وعَن الصحابةِ أجمعين، وعن التابعين، ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يومِ الدين.
اللَّهُمَّ أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الشرك والمشركين، ودمر أعداء الدين، واجعل هذا البلد آمناً مستقرا وسائر بلاد المسلمين عامةً يا ربَّ العالمين، اللَّهُمَّ أصلح ولاة أمورنا وأيدهم بنصرك وتأيدك وتوفيقك يا رب العالمين، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم، اللهم أحفظ بهم أمننا وإيماننا واستقرارنا في أوطاننا ولا تسلط علينا بذنوبنا ما لا يخافك ولا يرحمنا، اللهم انصر الإسلام والمسلمين في كل مكان يا رب العالمين، ودمر أعداء الدين من اليهود والنصارى وسائر الكفرة والمشركين والمنافقين والمرتدين، اللهم شتت شملهم وخالف بين كلمتهم واجهل تدميرهم في تدبيرهم، إنك على كل شيء قدير،
 (رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ).
عبادَ الله،
 (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ)، (وَأَوْفُوا بِعَهْدِ اللَّهِ إِذَا عَاهَدْتُمْ وَلا تَنقُضُوا الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمْ اللَّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ)، فذكروا الله يذكركم، واشكُروه على نعمه يزِدْكم، ولذِكْرُ اللهِ أكبرَ، واللهُ يعلمُ ما تصنعون.
                       



سبحانك اللهم بحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك




--


فواصل لتزيين المواضيع
قال صلى الله عليه وسلم "الدال على الخير كفاعله  
ومن استطاع أن ينشر ما نُرسله فجزاه الله خيرا 



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.