الأحد، 11 سبتمبر 2011

كان قرآنًا يمشي على الأرض







كان خلقه القرآن 








هكذا أجابت عائشة رضى الله عنها لما سئلت عن خلق نبى الله صلى الله عليه وسلم 





فقالت : " كان خلقه القرآن "



يحرص كثير منا على حفظ القرآن


و لكن .. كم منا من يحرص على التخلق بأخلاقه و العمل به ؟

نحن لا نريد نسخا فقط !!


فالقرآن منهاج حياة المسلم، فكم من الذين يحرصون على حفظه يحرصون على إسقاطه على واقعهم، و كم هم الذين يتخذونه منهاج حياتهم فعلا ؟؟

نبينا محمد – عليه الصلاة و السلام – كان خلقه القرآن، فهل نتوق نحن لأن نكون كذلك، أم 





أن هذا الأمر لا يعنينا، و المهم أن نحفظ القرآن و حسب ؟!


حافظ القرآن يا إخوة، ينبغي أن يتميز عن غيره

ينبغي أن يعرف بطهارة لسانه من الغيبة و من البذاءة

و بنقاء قلبه

و بسمو خلقه في تعامله مع الناس

و باهتمامه بإخوانه المسلمين . 


يقول عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه -: 


ينبغي لحامل القرآن أن يعرف بليله إذ الناس نائمون

و بنهاره إذ الناس مفطرون

و بحزنه إذ الناس فرحون

و ببكائه إذ الناس يضحكون

و بصمته إذ الناس يخلطون

و بخشوعه إذ الناس يختالون

و ينبغي لحامل القرآن أن يكون باكيا محزونا حليما حكيما سكيتا

و لا ينبغي لحامل القرآن أن يكون جافيا و لا غافلا 

و لا صخابا و لا صياحا و لا حديدا – أي فيه حدة و هي الغضب - .

و قال الفضيل : حامل القرآن حامل راية الإسلام، لا ينبغي أن يلغو مع من يلغو، و لا يسهو 





مع من يسهو، و لا يلهو مع من يلهو، تعظيما لله تعالى .

لنعقد الآن مقارنة بيننا و بين الصحابة – رضي الله عنهم – لنر كيف كان فقههم في التعامل 





مع القرآن، و كيف تعاملنا نحن معه . 

قال ابن مسعود – رضي الله عنه - : كان الرجل منا إذا تعلم عشر آيات لم يجاوزهن حتى 





يعرف معانيهن و العمل بهن . 

و قال أبو عبد الرحمن السلمي : حدثنا الذين كانوا يقرئوننا أنهم كانوا يستقرئون من النبي – 





صلى الله عليه و سلم -، فكانوا إذا تعلموا عشر آيات لم يخلفوها يعملوا بما فيها من





 العمل، فتعلمنا القرآن و العمل جميعا .

و عن جندب بن عبد الله قال : كنا مع النبي – صلى الله عليه و سلم – ونحن فتيان حزاورة-





 أى صغار السن - فتعلمنا الإيمان قبل أن نتعلم القرآن، ثم تعلمنا القرآن فازددنا به إيمانا . 

و قال عبد الله بن عمر- رضي الله عنهما - : لقد عشنا برهة من الدهر، و إن أحدنا يؤتى 





الإيمان قبل القرآن، و تنزل السورة فنتعلم حلالها و حرامها وزواجرها و أوامرها و ما يجب أن





 نقف عنده منها .

و لقد رأيت رجالا يؤتى أحدهم القرآن قبل الإيمان فيقرأ ما بين فاتحة الكتاب إلى خاتمته لا





 يدري ما آمره و لا زاجره و ما ينبغي أن يقف عنده منه، ينثره نثر الدقل .

كان الصحابة يتعاملون مع القرآن على أنه منهج حياة، وعوا هذه القضية الجوهرية و عملوا





 بمقتضاها

فقهوا بأن القرآن للعمل به و ليس لحفظه فقط !!

أما نحن، فكيف تعاملنا مع القرآن ؟

نحن نقضي أوقاتا طويلة في تعلم أحكام التجويد.


ثم نحن نعنى بعد ذلك – أو قبل ذلك أحيانا – بحفظه

و لكن .. أين حرصنا على فهمه و تدبره ؟

أين حرصنا على العمل به و التخلق بأخلاقه ؟

أنا لا أقول بألا نحفظ القرآن، و لكن أن نحفظه و نعمل به نور على نور، ثم إننا محاسبون 





على العمل به، و لسنا مكلفين جميعا بحفظه .



يقول أستاذنا د. مصطفى السباعي – يرحمه الله - : لو عمل المسلمون بآداب قرآنهم





 للفتوا الأنظار إلى روعته أكثر من ألف جمعية و ألف كتاب و ألف خطاب .



و يقول أيضا : لم يكن عدد المصاحف عند المسلمين في القرن الأول من الهجرة يبلغ عشر





 معشار عددها عندهم اليوم



و هي الآن لا يتلى منها عشر معشار ما كان يتلى حينذاك، و ما يتلى بتفهم و تدبر لا يبلغ





 عشر معشار ما يتلى بغير تفهم و تدبر .



فلا تعجبن إذا لم يفعل القرآن في نفوس المسلمين في الحاضر عشر معشار ما كان يفعله





 في نفوسهم في الماضي !!! .


أعلمتم الآن الفرق بيننا و بين الصحابة، ذلك الجيل القرآني الفريد ؟ !! .


منقوووول 



بقلم : لبنى شرف / الأردن


موقع طريق الإسلام




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.