" الســـبيل إلـى دراســة فقــه إســلامي صحيــح "
بسم الله الرحمن الرحيم
بسم الله الرحمن الرحيم
تقديــــــم
إن الحمـد لله ، نحمـده ونسـتعينه ونسـتغفره ، ونعـوذ بالله مـن شـرور أنفسـنا ومـن سـيئات أعمالنـا ، مـن يهـده الله فـلا مضـل لـه ، ومـن يضلـل فـلا هــادي لـه ، وأشـهد أن لا إله إلا الله وحـده لا شـريك لـه ، وأشـهد أن محمـدًا عبـده ورسـوله .
{ يَـا أَيُّهَـا الَّذِيـنَ آمَنُـواْ اتَّقُـواْ اللهَ حَـقَّ تُقَاتِـهِ وَلاَ تَمُوتُـنَّ إِلاَّ وَأَنتُـم مُّسْـلِمُونَ } . سورة آل عمران / آية : 102 .
{ يَـا أَيُّهَـا النَّـاسُ اتَّقُـواْ رَبَّكُـمُ الّـَذِي خَلَقَكُـم مِّـن نَّفْـسٍ وَاحِـدَةٍ وَخَلَـقَ مِنْهَـا زَوْجَهَـا وَبَـثَّ مِنْهُمَـا رِجَـالاً كَثِيراً وَنِسَـاء وَاتَّقُـواْ اللهَ الَّـذِي تَسَـاءلُونَ بِـهِ وَالأَرْحَـامَ إِنَّ اللهَ كَـانَ عَلَيْكُـمْ رَقِيبـاً } .
سورة النساء / آية : 1 .
{ يَـا أَيُّهَـا الَّذِيـنَ آمَنـُوا اتَّقُـوا اللهَ وَقُولُـوا قَـوْلاً سَـدِيداً * يُصْلِـحْ لَكُـمْ أَعْمَالَكُـمْ وَيَغْفِـرْ لَكُـمْ ذُنُوبَكُـمْ وَمَـن يُطِـعْ اللهَ وَرَسُـولَهُ فَقَـدْ فَـازَ فَـوْزاً عَظِيمـاً } .
سورة الأحزاب / آية : ( 70 ، 71 ) .
أمــا بعـــد :
فـإن أصـدقَ الحديـثِ كتـابُ اللهِ ، وخيـرَ الهـدي هــديُ محمـدٍ ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، وشـرَّ الأمـورِ محدثاتُهَـا ، وكـلَّ محدثـةٍ بدعـةٌ ، وكـلَّ بدعـةٍ ضلالـةٌ ، وكـلَّ ضلالـةٍ فـي النـار .
ثــم أمــا بعـــد :
إن مـن أشـرف العلـوم وأعظمهـا خيـرًا ونفعـًا : " علـم أحكـام أفعـال العبيـد " ، المشـتهر بعـد باسـم :
" الفقـه الإسـلامي " . المشـمول فـي عمـوم قـول النبــي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" مـن يـردِ اللهُ بـه خيـرًا يفقهـه فـي الديـن ، وإنمـا أنـا قاسـم والله يعطـي ..... " . ( متفق عليه من حديث معاوية ) .
صحيح البخاري . متون / ( 3 ) ـ كتاب : العلم / ( 13 ) ـ باب : من يرد الله به ... / حديث رقم : 71 / ص : 20 .
والفقـــه لغـــة :
-------------
الفهـم . ومنـه قولـه تعالـى :
{ وَاحْلُـلْ عُقْـدَةً مِّـن لِّسَـانِي * يَفْقَهُـوا قَوْلِـي }.سورة طه / آية : 27 ، 28 .
الفقـــه اصطلاحــًا :
--------------
" معرفـة الأحكـام الشـرعية العلميـة بأدلتهـا التفصيليـة " .
والمـراد بقولنـا : " معرفـــة " : العلــم ، والظـن .
لأن إدراك الأحكـام الفقهيـة ، قـد يكـون يقينـًا ، وقـد يكـون ظنـًا كمـا فـي كثيـر مـن مسـائل الفقـه .
ولهـذا فـإن مسـائل الاجتهـاد التـي يختلـف فيهـا أهـل العلـم غالبهـا ظنـــي ، وليسـت بعلميـة .
ولـو كانـت علميـة لمَـا اختلفـوا فيهـا .
المقصـــود بالظــن :
--------------
هـو الظـن المحمـود المبنـي علـى أسـس واجتهـاد . فالظـن ظنـان :
ـ ظـن جائـز محمـود :
وهـو المبنـي علـى اجتهـاد ، فهـذا هـو مـا يسـتطيعه الإنسـان .
قـال تعالـى :
{ لاَ يُكَلِّـفُ اللهُ نَفْسـاً إِلاَّ وُسْـعَهَا ... } . سورة البقرة / آية : 286 .
* وعـن عمـرو بـن العـاص ـ رضي الله عنه ـ أنـه سـمع رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقـول :
" إذا حكـم الحاكـم فاجتهـد ثـم أصـاب فلـه أجـران ، وإذا حكـم فاجتهـد ثـم أخطـأ فلـه أجـر " .
صحيح البخاري . متون / ( 96 ) ـ كتاب : الاعتصام بالكتاب والسنة / ( 21 ) ـ
باب : أجر الحاكم ... / حديث رقم : 7352 / ص : 853 .
ومعلـوم أنـه لـو كـان حُكْـم الحاكـم يقينـًا لمـا أخطـأ ، ولكـن الحكـم المقصـود هـو الحكـم الظنـي المبنـي علـى أسـاس واجتهـاد .
ـ ظـن غيـر جائـز ، مذمـوم :
وهـو لا يُبنـى علـى أسـاس .
مثــال :
إذا جـاء رجـل لعامـي يسـأله علـى شـيء هـل هـو جائـز أم حـرام ؟
فقـال العامـي : أظنـه حرامـًا .
هـذا غيـر جائـز ، لأنـه لـم يبـن جوابـه علـى أسـاس علمـي واجتهـاد ، وهـو غيـر أهـل للاجتهـاد أصـلاً .
لكـن لـو كـان هنـاك رجــل ـ عالـم ـ مجتهـد تأمـل الأدلـة فغلـب علـى ظنـه أن هـذا القــول هـوالراجـح ، فهـذا ظـن جائـز ، لأن هـذا منتهـى اسـتطاعته .
شرح الأصول من علم الأصول / للشيخ العثيمين / ص : 23 / بتصرف .
--------------
هـو الظـن المحمـود المبنـي علـى أسـس واجتهـاد . فالظـن ظنـان :
ـ ظـن جائـز محمـود :
وهـو المبنـي علـى اجتهـاد ، فهـذا هـو مـا يسـتطيعه الإنسـان .
قـال تعالـى :
{ لاَ يُكَلِّـفُ اللهُ نَفْسـاً إِلاَّ وُسْـعَهَا ... } . سورة البقرة / آية : 286 .
* وعـن عمـرو بـن العـاص ـ رضي الله عنه ـ أنـه سـمع رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقـول :
" إذا حكـم الحاكـم فاجتهـد ثـم أصـاب فلـه أجـران ، وإذا حكـم فاجتهـد ثـم أخطـأ فلـه أجـر " .
صحيح البخاري . متون / ( 96 ) ـ كتاب : الاعتصام بالكتاب والسنة / ( 21 ) ـ
باب : أجر الحاكم ... / حديث رقم : 7352 / ص : 853 .
ومعلـوم أنـه لـو كـان حُكْـم الحاكـم يقينـًا لمـا أخطـأ ، ولكـن الحكـم المقصـود هـو الحكـم الظنـي المبنـي علـى أسـاس واجتهـاد .
ـ ظـن غيـر جائـز ، مذمـوم :
وهـو لا يُبنـى علـى أسـاس .
مثــال :
إذا جـاء رجـل لعامـي يسـأله علـى شـيء هـل هـو جائـز أم حـرام ؟
فقـال العامـي : أظنـه حرامـًا .
هـذا غيـر جائـز ، لأنـه لـم يبـن جوابـه علـى أسـاس علمـي واجتهـاد ، وهـو غيـر أهـل للاجتهـاد أصـلاً .
لكـن لـو كـان هنـاك رجــل ـ عالـم ـ مجتهـد تأمـل الأدلـة فغلـب علـى ظنـه أن هـذا القــول هـوالراجـح ، فهـذا ظـن جائـز ، لأن هـذا منتهـى اسـتطاعته .
شرح الأصول من علم الأصول / للشيخ العثيمين / ص : 23 / بتصرف .
وأحكـام هـذا العلـم تسـاير المسـلم وتلازمـه فـي عمـوم مسـالك حياتـه فيمـا بينـه وبيـن ربـه ، وفيمـا بينـه وبيـن عبـاده .
ولجـلال هـذا العلـم ونفعـه ؛ تَسَـابق العلمـاء فـي تدويـن " الفقـه الإسـلامي " ، فقعَّـدوا القواعـد ، وأصَّلُـوا الأصـول ، واسـتنبطوا الألـوف المؤلفـة مـن الفـروع فـي آلاف المجلـدات .
وهـؤلاء الأجلـة مـن العلمـاء علـى تنـوع مؤلفاتهـم الفقهيـة وتزاحـم هممهـم العَلِيَّـة ، تختلـف مدوناتهـم باختـلاف مشـاربهم واتجـاه فقههـم :
• فمنهـم مـن ألَّـفَ فـي دائـرة مذهبـه ومـا زاد .
• ومنهـم مـن ألَّـف فـي دائـرة المذاهـب الفقهيـة المنتشـرة فـي الأمصـار .
• ومنهـم مـن كـان كذلـك مبينـًا أدلـة الخـلاف ووجـوه الاسـتدلال .
• ومنهـم رعيـل ألَّـف علـى سـبيل الاجتهـاد والتحقيـق ، والنظـر العميـق ، ...
ومـن خـلال مؤلفـات هـؤلاء العلمـاء الأجـلاء ، عُقِـدَ العـزم علـى تصنيـف " بحـث " لتيسـير فهـم الأحكـام الفقهيـة مـع محاولـة الاسـتدلال لكـل مسـألة بكتـاب الله أو سـنة رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، حسـب قواعـد الاسـتدلال واجتهـاد علمـاء هـذا الفـن مـن العلـوم الشـرعية .
وإن كانـت المسـألة خلافيـة ـ وهـو الغالـب علـى مسـائل الفقـه ـ حاولنـا إيـراد الخـلاف ورأي العلمـاء فيـه .
وقـد يـؤدي بنـا هـذا الخـلاف إلـى ذكـر رأي محـدد مُرَجِّـح لهـذا الخـلاف .
وقـد يـؤدي بنـا إلـى الامتنـاع عـن الترجيــح والتوقـف وتــرك هـذا للـدارس عـن طريـق أهـل الذكـر .
ولكـن قبـل ذلـك لابـد مـن معرفـة السـبيل لفهـم ودراسـة المسـائل الفقهيـة وهـذا لا يتأتـى إلا بدراسـة مصطلحـات معينـة ومعرفـة مدلولاتهـا . ومعرفـة بعـض الضوابـط للدراسـات الفقهيـة .
نسـأل الله التوفيـق فـي الدلالـة إلـى هـذا السـبيل المـؤدي إلـى النبـع الصَّافـي المتمثـل فـي الاتبـاع واقتفـاء أثـر الرسـول راجيــن لقـاءه صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم عنـد حوضـه الشـريف آمنيـن فائزيـن .
والله المسـتعان وعليـه التكـلان .
ولجـلال هـذا العلـم ونفعـه ؛ تَسَـابق العلمـاء فـي تدويـن " الفقـه الإسـلامي " ، فقعَّـدوا القواعـد ، وأصَّلُـوا الأصـول ، واسـتنبطوا الألـوف المؤلفـة مـن الفـروع فـي آلاف المجلـدات .
وهـؤلاء الأجلـة مـن العلمـاء علـى تنـوع مؤلفاتهـم الفقهيـة وتزاحـم هممهـم العَلِيَّـة ، تختلـف مدوناتهـم باختـلاف مشـاربهم واتجـاه فقههـم :
• فمنهـم مـن ألَّـفَ فـي دائـرة مذهبـه ومـا زاد .
• ومنهـم مـن ألَّـف فـي دائـرة المذاهـب الفقهيـة المنتشـرة فـي الأمصـار .
• ومنهـم مـن كـان كذلـك مبينـًا أدلـة الخـلاف ووجـوه الاسـتدلال .
• ومنهـم رعيـل ألَّـف علـى سـبيل الاجتهـاد والتحقيـق ، والنظـر العميـق ، ...
ومـن خـلال مؤلفـات هـؤلاء العلمـاء الأجـلاء ، عُقِـدَ العـزم علـى تصنيـف " بحـث " لتيسـير فهـم الأحكـام الفقهيـة مـع محاولـة الاسـتدلال لكـل مسـألة بكتـاب الله أو سـنة رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، حسـب قواعـد الاسـتدلال واجتهـاد علمـاء هـذا الفـن مـن العلـوم الشـرعية .
وإن كانـت المسـألة خلافيـة ـ وهـو الغالـب علـى مسـائل الفقـه ـ حاولنـا إيـراد الخـلاف ورأي العلمـاء فيـه .
وقـد يـؤدي بنـا هـذا الخـلاف إلـى ذكـر رأي محـدد مُرَجِّـح لهـذا الخـلاف .
وقـد يـؤدي بنـا إلـى الامتنـاع عـن الترجيــح والتوقـف وتــرك هـذا للـدارس عـن طريـق أهـل الذكـر .
ولكـن قبـل ذلـك لابـد مـن معرفـة السـبيل لفهـم ودراسـة المسـائل الفقهيـة وهـذا لا يتأتـى إلا بدراسـة مصطلحـات معينـة ومعرفـة مدلولاتهـا . ومعرفـة بعـض الضوابـط للدراسـات الفقهيـة .
نسـأل الله التوفيـق فـي الدلالـة إلـى هـذا السـبيل المـؤدي إلـى النبـع الصَّافـي المتمثـل فـي الاتبـاع واقتفـاء أثـر الرسـول راجيــن لقـاءه صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم عنـد حوضـه الشـريف آمنيـن فائزيـن .
والله المسـتعان وعليـه التكـلان .
وعملنـا فـي البحـث الموسـوم بـ :
" الســـبيل إلـى دراســة فقــه إســلامي صحيــح " ينقسـم إلـى قسـمين :
• القســم الأول : دراســـة بعــض المصطلحـــات والأســس والمفاهيــم
الهامــة.
• القســم الثانـــي :
دراســـة الأبـــواب والمســائل الفقهيـــة . .
" الســـبيل إلـى دراســة فقــه إســلامي صحيــح " ينقسـم إلـى قسـمين :
• القســم الأول : دراســـة بعــض المصطلحـــات والأســس والمفاهيــم
الهامــة.
• القســم الثانـــي :
دراســـة الأبـــواب والمســائل الفقهيـــة . .
________________
مراجـــع بحـــث
الســبيل إلـى دراســة فقــه إســلامي صحيــح
نزهـة النظـر شـرح نخبـة الفِكَـر فـي مصطلـح أهـل الأثـر .
شـرح الأصـول مـن علـم الأصـول . محمـد بـن صالـح العثيميـن .
الواضـح فـي أصـول الفقـه . د . محمـد سـليمان الأشـقر .
الوجيـز فـي أصـول الفقـه . د . عبـد الكريـم زيـدان .
المرتقـى الذلـول إلـى نفائـس علـم الأصـول . للعلامـة / عبـد الرحمـن بـن ناصـر السـعدي .
السـنن الأربعـة . تحقيـق الشـيخ / محمـد ناصـر الديـن الألبانـي .
صحيـح البخـاري . متـون . طبعـة دار ابـن الهيثـم .
صحيـح مسـلم . متـون . طبعـة دار ابـن الهيثـم .
فتـح البـاري بشـرح صحيـح البخـاري . طبعـة الريـان .
صحيـح مسـلم بشـرح ..... النـووي . دار المعرفـة .
صحيـح الجامـع الصغيـر وزيادتـه الفتـح الكبيـر للحافـظ السـيوطي . تحقيـق الشـيخ / محمـد ناصـر الديـن الألبانـي .
صفـة صـلاة النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ . للشـيخ / محمـد ناصـر الديـن الألبانـي .
تيسـير مصطلـح الحديـث . للدكتـور / محمـود الطحـان .
نظـم الفرائـد ممـا فـي سـلسـلتي الألبانـي مـن فوائـد . عبـد اللطيـف بـن أبـي ربيـع .
رسـالة القواعـد الفقهيـة . تأليـف الشـيخ / عبـد الرحمـن بـن ناصـر السـعدي .
مجموعـة الفوائـد البهيـة علـى منظومـة القواعـد الفقهيـة . تأليـف : الشـيخ / صالـح بـن
محمـد بـن حسـن الأسـمري . واعتنـى بإخراجهـا : متعـب بـن مسـعود الجعيـد .
القواعـد الفقيـة . للشـيخ / محمـد بـن صالـح العثيميـن ـ رحمه الله ـ .
القواعـد الفقهيـة المسـتخرجة مـن كتـاب إعـلام الموقعيـن للعلامـة ابـن القيـم الجوزيـة .
إعـداد أبـي عبـد الرحمـن عبـد المجيـد جمعـة الجزائـري .
رسـالة : مكانـة السـنة فـي الإسـلام . للشـيخ / صالـح الفـوزان .
مناهـل العرفـان فـي علـوم القـرآن . بقلـم / محمـد عبـد العظيـم الزرقانـي .
رسـالة : تعظيـم السـنة وموقــف السـلف ممـن عارضهـا أو اسـتهزأ بشـيء منهـا . بقلـم /
عبـد القيـوم بـن محمـد بـن ناصـر السحيباني .
رسـالة : منزلـة السـنة فـي الإسـلام . تأليـف الشـيخ / محمـد ناصـر الديـن الألبانـي .
* * * * *
الســبيل إلـى دراســة فقــه إســلامي صحيــح
نزهـة النظـر شـرح نخبـة الفِكَـر فـي مصطلـح أهـل الأثـر .
شـرح الأصـول مـن علـم الأصـول . محمـد بـن صالـح العثيميـن .
الواضـح فـي أصـول الفقـه . د . محمـد سـليمان الأشـقر .
الوجيـز فـي أصـول الفقـه . د . عبـد الكريـم زيـدان .
المرتقـى الذلـول إلـى نفائـس علـم الأصـول . للعلامـة / عبـد الرحمـن بـن ناصـر السـعدي .
السـنن الأربعـة . تحقيـق الشـيخ / محمـد ناصـر الديـن الألبانـي .
صحيـح البخـاري . متـون . طبعـة دار ابـن الهيثـم .
صحيـح مسـلم . متـون . طبعـة دار ابـن الهيثـم .
فتـح البـاري بشـرح صحيـح البخـاري . طبعـة الريـان .
صحيـح مسـلم بشـرح ..... النـووي . دار المعرفـة .
صحيـح الجامـع الصغيـر وزيادتـه الفتـح الكبيـر للحافـظ السـيوطي . تحقيـق الشـيخ / محمـد ناصـر الديـن الألبانـي .
صفـة صـلاة النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ . للشـيخ / محمـد ناصـر الديـن الألبانـي .
تيسـير مصطلـح الحديـث . للدكتـور / محمـود الطحـان .
نظـم الفرائـد ممـا فـي سـلسـلتي الألبانـي مـن فوائـد . عبـد اللطيـف بـن أبـي ربيـع .
رسـالة القواعـد الفقهيـة . تأليـف الشـيخ / عبـد الرحمـن بـن ناصـر السـعدي .
مجموعـة الفوائـد البهيـة علـى منظومـة القواعـد الفقهيـة . تأليـف : الشـيخ / صالـح بـن
محمـد بـن حسـن الأسـمري . واعتنـى بإخراجهـا : متعـب بـن مسـعود الجعيـد .
القواعـد الفقيـة . للشـيخ / محمـد بـن صالـح العثيميـن ـ رحمه الله ـ .
القواعـد الفقهيـة المسـتخرجة مـن كتـاب إعـلام الموقعيـن للعلامـة ابـن القيـم الجوزيـة .
إعـداد أبـي عبـد الرحمـن عبـد المجيـد جمعـة الجزائـري .
رسـالة : مكانـة السـنة فـي الإسـلام . للشـيخ / صالـح الفـوزان .
مناهـل العرفـان فـي علـوم القـرآن . بقلـم / محمـد عبـد العظيـم الزرقانـي .
رسـالة : تعظيـم السـنة وموقــف السـلف ممـن عارضهـا أو اسـتهزأ بشـيء منهـا . بقلـم /
عبـد القيـوم بـن محمـد بـن ناصـر السحيباني .
رسـالة : منزلـة السـنة فـي الإسـلام . تأليـف الشـيخ / محمـد ناصـر الديـن الألبانـي .
* * * * *
القســم الأول
دراســـة بعــض
المصطلحـــات
والأســـس والمفاهيــم
الهامــــة
المبحـــث الأول
العمــل
بالكتـــاب والســنة
المطلـــب الأول :
============================
اعلـم أن نصـوص الكتـاب والسـنة التـي لا تُحْصَـى ، قـد تضافـرت بإلـزام جميـع المكلفيـن بالعمـل بكتـاب الله وسـنة رسـوله صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم .
قـال تعالـى :
{ اتَّبِعُـواْ مَـا أُنـزِلَ إِلَيْكُـم مِّـن رَّبِّكُـمْ وَلاَ تَتَّبِعُـواْ مِـن دُونِـهِ أَوْلِيَاء قَلِيـلاً تَذَكَّـرُونَ } . سورة الأعراف / آية : 3 .
والمـراد بمـا أُنـزل إليكـم : هـو القـرآن والسـنة المُبَيِّنَـة لـه ، لا آراء الرجـال .
وقـال تعالـى :
{ فَـلاَ وَرَبِّـكَ لاَ يُؤْمِنُـونَ حَتَّـىَ يُحَكِّمُـوكَ فِيمَـا شَـجَرَ بَيْنَهُـمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِـهِمْ حَرَجـاً مِّمَّـا قَضَيْـتَ وَيُسَـلِّمُواْ تَسْـلِيماً } .
سورة النساء / آية : 65 .
وقـال تعالـى :
{ قُـلْ إِن كُنتُـمْ تُحِبُّـونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِـي يُحْبِبْكُـمُ اللهُ ... } .
سورة آل عمران : آية : 31 .
وقـال تعالـى :
{ فَـإِن لَّمْ يَسْـتَجِيبُوا لَـكَ فَاعْلَـمْ أَنَّمَـا يَتَّبِعُـونَ أَهْوَاءهُـمْ وَمَـنْ أَضَـلُّ مِمَّـنِ اتَّبَـعَ هَـوَاهُ بِغَيْـرِ هُـدًى مِّـنَ اللهِ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْـدِي الْقَـوْمَ الظَّالِمِيـنَ } .
سورة القصص / آية : 50 .
والاسـتجابة لـه صلـى الله عليـه وعلـى آلـه وسـلم بعـد وفاتـه هـي الرجـوع إلـى سـنته صلـى الله عليـه وعلـى آلـه وسـلم ، وهـي مُبَيِّنَـة لكتـاب الله
قـال تعالـى :
{ مَّـنْ يُطِـعِ الرَّسُـولَ فَقَـدْ أَطَـاعَ اللهَ ... } . سورة النساء / آية : 80 .
وقـال تعالـى :
{ إِنَّمَـا كَـانَ قَـوْلَ الْمُؤْمِنِيـنَ إِذَا دُعُـوا إِلَـى اللهِ وَرَسُـولِهِ لِيَحْكُـمَ بَيْنَهُـمْ أَن يَقُولُـوا سَـمِعْنَا وَأَطَعْنَـا وَأُوْلَئِـكَ هُـمُ الْمُفْلِحُـونَ * وَمَـن يُطِـعِ اللهَ وَرَسُـولَهُ وَيَخْـشَ اللهَ وَيَتَّقْـهِ فَأُوْلَئِـكَ هُـمُ الْفَائِـزُونَ } .
ولاشـك عنـد كـل أحـد مـن أهـل العلـم أن طاعـة الله ورسـوله المذكـورة فـي هـذه الآيـات ونحوهـا مـن نصـوص الوحـي ، محصـورة فـي العمـل بكتـاب الله وسـنة رسـوله صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم .
فنصـوص القـرآن والسـنة كلهـا دالـة علـى لـزوم تدبـر الوحـي ،
وتفهمـه وتعلمـه والعمـل بـه .
صحيح فقه السنة / ج : 1 / ص : 34 .
* * * * *
المطلـــب الثانــي :
التمســـك بالكتــاب والســنة
======================
إن قـوة الأمـة فـي ولائهـا لربهـا .
وترابطهـا فـي ارتباطهـا بدينـه .
وعزتهـا فـي إعزازهـا لكلماتـه .
وشـرفها فـي دعوتهـا إليـه .
ورخاءهـا فـي طاعتـه .
وعافيتهـا وأمنهـا فـي اعتصامهـا بـه .
والخيـر جميعًـا فـي إيمانهـا وعملهـا بكتـاب الله وسـنة رسـوله صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم .
وقـد آمنـت أمـة محمـد ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ فـي عهدهـا الأول بذلـك كلـه ،
فعضـت بنواجذهـا علـى كتـاب ربهـا وسـنة نبيهـا ، وقبضـت علـى دينهـا قبضـة المؤمـن
الموقـن بجمـال وكمـال دينـه ، وصلاحـه لقيـادة الحيـاة وهدايـة النـاس ، فعـاش الكتـاب
والسـنة حينـذاك فـي القلـوب إيمانًـا وعقيـدة ، وفـي العقـول فكـرًا وثقافـة ، وفـي النفـوس
واعظًــا ومربيًـا ، وبيـن النـاس حاكمًـا وقاضيًـا ، وبالجملـة فقـد كانـا (1) فـي حيـاة
المسـلمين روحًـا وغايـة وفـي جماعتهـم بِنْيَــةً وقوامًـا وشـريعة ونظامًـا .
ولمـا كـان ذلـك هـو حـال أمـة الإسـلام أعزهـا الله بعـزه وحماهـا بحمايتـه وأيدهـا بجنـود
مـن عنـده وحقـق فيهـا وعـده ، كمـا قـال تعالـى :
{ يَـا أَيُّهَـا الَّذِيـنَ آمَنُـوا إِن تَنصُـرُوا اللهَ يَنصُرْكُـمْ وَيُثَبِّـتْ أَقْدَامَكُـمْ } .
سورة محمد / آية : 7 .
فلمـا وهنـت عضدتهـا علـى دينهـا ، وتداعـت قبضتهـا علـى الكتـاب والسـنة ، وراحـت
تهتـدي بغيـر هـدي محمـد ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، وتحتكـم إلـى غيـر حكمـه ،
وتركـت الدعـوة إلـى الله ، قَـلَّ عزهـا وغـرب مجدهـا .
مقدمة جامع الأحاديث القدسية / عصام ... الصبابطي / ج : 1 / ص : 9 .
( 1 ) كانا : أي الكتاب والسنة كانا .
____________
المطلـــب الثالــث :
الموقــف مــن الأئمــة المتبوعيــن
==========================
" اعلـم أن موقفنـا مـن الأئمـة ـ رحمهم الله ـ الأربعـة وغيرهـم ، هـو موقـف سـائر المسـلمين المنصفيـن منهـم ، وهـو موالاتهـم ومحبتهـم وتعظيمهـم وإجلالهـم والثنـاء عليهـم بمـا هـم عليـه مـن العلـم والتقـوى واتباعهـم فـي العمـل بالكتـاب والسـنة الصحيحـة ، وتقديمهـا علـى رأيهـم ، وتعلُّـم أقوالهـم للاسـتعانة بهـا علـى الحـق وتـرك مـا خالـف الكتـاب والسـنة الصحيحـة منهـا .
وأمـا المسـائل التـي لا نـص فيهـا ، فالصـواب النظـر فـي اجتهادهـم فيهـا ، وقد يكـون اتبـاع اجتهادهـم أصـوب مـن اجتهادنـا لأنفسـنا ، لأنهـم أكثـر علمًـا وتقـوى منـا ، ولكـن علينـا أن ننظـر ونحتـاط لأنفسـنا فـي أقـرب الأقـوال إلـى رضـا الله وأحوطهـا وأبعدهـا مـن الاشـتباه " . ا . هـ .
( أضواء البيان / 7 / 555 ) . حاشية صحيح فقه السنة / ج : 1 / ص : 35 .
•ولتمـــام الفائــدة نــورد :
أ : أقــوال الأئمــةِ فـي اتِّبــاع الســنة وتــرك أقوالِهــم المُخالِفَــة لهــا :
================================================
أولاً : أبـو حنيفـة ـ رحمه الله ـ :
********************
فأولهـم الإمـام أبـو حنيفـة النعمـان بـن ثابـت ـ رحمه الله ـ ، وقـد روى عنـه أصحابـه أقـوالاً
شـتى وعبـارات متنوعـة ؛ كلهـا تـؤدي إلـى شـيءٍ واحـد وهـو : وجـوب الأخـذ بالحديـث ،
وتـرك تقليـد آراء الأئمـة المخالفـة لـه ، منهـا قولـه ـ رحمه الله ـ : " إذا صـح الحديـث فهـو
مذهبـي " .
ثانيًــا : مالــك بـن أنـسٍ ـ رحمه الله ـ :
***************************
قـال : " إنمـا أنـا بشـر أخطـئ وأصيـب ، فانْظـروا في رأيـي ؛ فكـل ما وافـق الكتـاب والسـنة فخـذوه ، وكـل مـا لـم يوافـق الكتـاب والسـنة فاتركـوه " .
ثالثًــا : الشــافعي ـ رحمه الله ـ :
**********************
قـال : " مـا مـن أحـد إلا وتذهـب عليـه سـنة لرسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ وتَعْـزُب عنـه . فمهمـا قلـتُ مـن قـول ، أو أصَّـلْتُ مـن أصـل فيـه عـن رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ خـلاف مـا قلـتُ ؛ فالقـول مـا قـال رسـولُ الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، وهـو قولـي " . ا . هـ .
رابعًــا : أحمـد بـن حنبـل ـ رحمه الله ـ :
***************************
قـال : " لا تقلدنـي ، ولا تقلـد مالكًـا ولا الشـافعي ، ولا الأوزاعـي ولا الثـوري ، وخـذ من حيـث أخـذوا " .
ا . هـ .
(مقدمة صفة صلاة النبي / للشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ / ص : 49 ، ... .)
ولمـن أراد التوسـع فـي أقـوال الأئمـة فليرجـع إلـى كتـاب " صفـة صـلاة النبـي " للشـيخ محمـد ناصـر الديـن الألبانـي ـ رحمه الله ـ .
____________
ب : تَــرْكُ الأتْبَــاعِ بعــضَ أقْــوالِ أئِمَّتِهِــمُ اتِّبَاعًــا للسُّــنَّةِ :
===========================================
كـان أتبـاع الأئمـة لا يأخـذون بأقـوال أئمتهـم كلهـا ، بـل قـد تركـوا كثيـرًا منهـا لمَّـا
ظهـر لهـم مخالفتهـا للسـنة ، حتـى أن الإماميـن : " محمـد بـن الحسـن " و " أبـا يوسـف "
رحمهمـا الله قـد خالفـا شـيخهما أبـا حنيفـة فـي نحـو ثلـث المذهـب ، وكُتـب الفـروع (1)
كفيلـة ببيـان ذلـك .
ونحـو هـذا يُقـال فـي " الإمـام المزنـي " وغيـره مـن أتبـاع الشـافعي وغيـره .
ولـو ذهبنـا نضـرب علـى ذلـك الأمثلـة لطـال بنـا الكـلام .
وخلاصـــة القـــول :
..... ، فإنما أخذنـا هـذا المنهـج (2) منهـم ـ أي مـن الأئمـة الأربعـة وغيرهـم ـ كمـا سـبق بيانـه .
فَمَـنْ أعـرض عـن الاهتـداء بهـم فـي هـذا السـبيل ؛ فهـو علـى خطـر عظيـم ؛ لأنـه يسـتلزم الإعـراض عـن السـنة ، وقـد أُمِرْنَـا عنـد الاختـلاف بالرجــوع إليهـا والاعتمـاد عليهـا ؛ كمـا قـال تعالـى :
{ فَـلاَ وَرَبِّـكَ لاَ يُؤْمِنُـونَ حَتَّـىَ يُحَكِّمُـوكَ فِيمَـا شَـجَرَ بَيْنَهُـمْ ثُـمَّ لاَ يَجِـدُواْ فِـي أَنفُسِـهِمْ حَرَجـاً مِّمَّـا قَضَيْـتَ وَيُسَـلِّمُواْ تَسْـلِيماً } . سورة النساء / آية : 65 .
أسـأل الله تعالـى أن يجعلنـا ممـن قـال فيهـم :
{ إِنَّمَـا كَـانَ قَـوْلَ الْمُؤْمِنِيـنَ إِذَا دُعُـوا إِلَـى اللهِ وَرَسُـولِهِ لِيَحْكُـمَ بَيْنَهُـمْ أَن يَقُولُـوا سَـمِعْنَا وَأَطَعْنَـا وَأُوْلَئِـكَ هُـمُ الْمُفْلِحُـونَ * وَمَـن يُطِـعِ اللهَ وَرَسُـولَهُ وَيَخْـشَ اللهَ وَيَتَّقْـهِ فَأُوْلَئِـكَ هُـمُ الْفَائِـزُونَ } .
سورة النور / آية : 51 ، 52 .
مقدمة صفة صلاة النبي / للشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ / ص : 55 .
----------------
( 1 ) كتب الفروع : أي كتب الفقه .
( 2 ) هذا المنهج : المقصود به اتباع الكتاب والسنة الصحيحة .
__________________
دراســـة بعــض
المصطلحـــات
والأســـس والمفاهيــم
الهامــــة
المبحـــث الأول
العمــل
بالكتـــاب والســنة
المطلـــب الأول :
============================
اعلـم أن نصـوص الكتـاب والسـنة التـي لا تُحْصَـى ، قـد تضافـرت بإلـزام جميـع المكلفيـن بالعمـل بكتـاب الله وسـنة رسـوله صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم .
قـال تعالـى :
{ اتَّبِعُـواْ مَـا أُنـزِلَ إِلَيْكُـم مِّـن رَّبِّكُـمْ وَلاَ تَتَّبِعُـواْ مِـن دُونِـهِ أَوْلِيَاء قَلِيـلاً تَذَكَّـرُونَ } . سورة الأعراف / آية : 3 .
والمـراد بمـا أُنـزل إليكـم : هـو القـرآن والسـنة المُبَيِّنَـة لـه ، لا آراء الرجـال .
وقـال تعالـى :
{ فَـلاَ وَرَبِّـكَ لاَ يُؤْمِنُـونَ حَتَّـىَ يُحَكِّمُـوكَ فِيمَـا شَـجَرَ بَيْنَهُـمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِـهِمْ حَرَجـاً مِّمَّـا قَضَيْـتَ وَيُسَـلِّمُواْ تَسْـلِيماً } .
سورة النساء / آية : 65 .
وقـال تعالـى :
{ قُـلْ إِن كُنتُـمْ تُحِبُّـونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِـي يُحْبِبْكُـمُ اللهُ ... } .
سورة آل عمران : آية : 31 .
وقـال تعالـى :
{ فَـإِن لَّمْ يَسْـتَجِيبُوا لَـكَ فَاعْلَـمْ أَنَّمَـا يَتَّبِعُـونَ أَهْوَاءهُـمْ وَمَـنْ أَضَـلُّ مِمَّـنِ اتَّبَـعَ هَـوَاهُ بِغَيْـرِ هُـدًى مِّـنَ اللهِ إِنَّ اللهَ لاَ يَهْـدِي الْقَـوْمَ الظَّالِمِيـنَ } .
سورة القصص / آية : 50 .
والاسـتجابة لـه صلـى الله عليـه وعلـى آلـه وسـلم بعـد وفاتـه هـي الرجـوع إلـى سـنته صلـى الله عليـه وعلـى آلـه وسـلم ، وهـي مُبَيِّنَـة لكتـاب الله
قـال تعالـى :
{ مَّـنْ يُطِـعِ الرَّسُـولَ فَقَـدْ أَطَـاعَ اللهَ ... } . سورة النساء / آية : 80 .
وقـال تعالـى :
{ إِنَّمَـا كَـانَ قَـوْلَ الْمُؤْمِنِيـنَ إِذَا دُعُـوا إِلَـى اللهِ وَرَسُـولِهِ لِيَحْكُـمَ بَيْنَهُـمْ أَن يَقُولُـوا سَـمِعْنَا وَأَطَعْنَـا وَأُوْلَئِـكَ هُـمُ الْمُفْلِحُـونَ * وَمَـن يُطِـعِ اللهَ وَرَسُـولَهُ وَيَخْـشَ اللهَ وَيَتَّقْـهِ فَأُوْلَئِـكَ هُـمُ الْفَائِـزُونَ } .
ولاشـك عنـد كـل أحـد مـن أهـل العلـم أن طاعـة الله ورسـوله المذكـورة فـي هـذه الآيـات ونحوهـا مـن نصـوص الوحـي ، محصـورة فـي العمـل بكتـاب الله وسـنة رسـوله صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم .
فنصـوص القـرآن والسـنة كلهـا دالـة علـى لـزوم تدبـر الوحـي ،
وتفهمـه وتعلمـه والعمـل بـه .
صحيح فقه السنة / ج : 1 / ص : 34 .
* * * * *
المطلـــب الثانــي :
التمســـك بالكتــاب والســنة
======================
إن قـوة الأمـة فـي ولائهـا لربهـا .
وترابطهـا فـي ارتباطهـا بدينـه .
وعزتهـا فـي إعزازهـا لكلماتـه .
وشـرفها فـي دعوتهـا إليـه .
ورخاءهـا فـي طاعتـه .
وعافيتهـا وأمنهـا فـي اعتصامهـا بـه .
والخيـر جميعًـا فـي إيمانهـا وعملهـا بكتـاب الله وسـنة رسـوله صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم .
وقـد آمنـت أمـة محمـد ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ فـي عهدهـا الأول بذلـك كلـه ،
فعضـت بنواجذهـا علـى كتـاب ربهـا وسـنة نبيهـا ، وقبضـت علـى دينهـا قبضـة المؤمـن
الموقـن بجمـال وكمـال دينـه ، وصلاحـه لقيـادة الحيـاة وهدايـة النـاس ، فعـاش الكتـاب
والسـنة حينـذاك فـي القلـوب إيمانًـا وعقيـدة ، وفـي العقـول فكـرًا وثقافـة ، وفـي النفـوس
واعظًــا ومربيًـا ، وبيـن النـاس حاكمًـا وقاضيًـا ، وبالجملـة فقـد كانـا (1) فـي حيـاة
المسـلمين روحًـا وغايـة وفـي جماعتهـم بِنْيَــةً وقوامًـا وشـريعة ونظامًـا .
ولمـا كـان ذلـك هـو حـال أمـة الإسـلام أعزهـا الله بعـزه وحماهـا بحمايتـه وأيدهـا بجنـود
مـن عنـده وحقـق فيهـا وعـده ، كمـا قـال تعالـى :
{ يَـا أَيُّهَـا الَّذِيـنَ آمَنُـوا إِن تَنصُـرُوا اللهَ يَنصُرْكُـمْ وَيُثَبِّـتْ أَقْدَامَكُـمْ } .
سورة محمد / آية : 7 .
فلمـا وهنـت عضدتهـا علـى دينهـا ، وتداعـت قبضتهـا علـى الكتـاب والسـنة ، وراحـت
تهتـدي بغيـر هـدي محمـد ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، وتحتكـم إلـى غيـر حكمـه ،
وتركـت الدعـوة إلـى الله ، قَـلَّ عزهـا وغـرب مجدهـا .
مقدمة جامع الأحاديث القدسية / عصام ... الصبابطي / ج : 1 / ص : 9 .
( 1 ) كانا : أي الكتاب والسنة كانا .
____________
المطلـــب الثالــث :
الموقــف مــن الأئمــة المتبوعيــن
==========================
" اعلـم أن موقفنـا مـن الأئمـة ـ رحمهم الله ـ الأربعـة وغيرهـم ، هـو موقـف سـائر المسـلمين المنصفيـن منهـم ، وهـو موالاتهـم ومحبتهـم وتعظيمهـم وإجلالهـم والثنـاء عليهـم بمـا هـم عليـه مـن العلـم والتقـوى واتباعهـم فـي العمـل بالكتـاب والسـنة الصحيحـة ، وتقديمهـا علـى رأيهـم ، وتعلُّـم أقوالهـم للاسـتعانة بهـا علـى الحـق وتـرك مـا خالـف الكتـاب والسـنة الصحيحـة منهـا .
وأمـا المسـائل التـي لا نـص فيهـا ، فالصـواب النظـر فـي اجتهادهـم فيهـا ، وقد يكـون اتبـاع اجتهادهـم أصـوب مـن اجتهادنـا لأنفسـنا ، لأنهـم أكثـر علمًـا وتقـوى منـا ، ولكـن علينـا أن ننظـر ونحتـاط لأنفسـنا فـي أقـرب الأقـوال إلـى رضـا الله وأحوطهـا وأبعدهـا مـن الاشـتباه " . ا . هـ .
( أضواء البيان / 7 / 555 ) . حاشية صحيح فقه السنة / ج : 1 / ص : 35 .
•ولتمـــام الفائــدة نــورد :
أ : أقــوال الأئمــةِ فـي اتِّبــاع الســنة وتــرك أقوالِهــم المُخالِفَــة لهــا :
================================================
أولاً : أبـو حنيفـة ـ رحمه الله ـ :
********************
فأولهـم الإمـام أبـو حنيفـة النعمـان بـن ثابـت ـ رحمه الله ـ ، وقـد روى عنـه أصحابـه أقـوالاً
شـتى وعبـارات متنوعـة ؛ كلهـا تـؤدي إلـى شـيءٍ واحـد وهـو : وجـوب الأخـذ بالحديـث ،
وتـرك تقليـد آراء الأئمـة المخالفـة لـه ، منهـا قولـه ـ رحمه الله ـ : " إذا صـح الحديـث فهـو
مذهبـي " .
ثانيًــا : مالــك بـن أنـسٍ ـ رحمه الله ـ :
***************************
قـال : " إنمـا أنـا بشـر أخطـئ وأصيـب ، فانْظـروا في رأيـي ؛ فكـل ما وافـق الكتـاب والسـنة فخـذوه ، وكـل مـا لـم يوافـق الكتـاب والسـنة فاتركـوه " .
ثالثًــا : الشــافعي ـ رحمه الله ـ :
**********************
قـال : " مـا مـن أحـد إلا وتذهـب عليـه سـنة لرسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ وتَعْـزُب عنـه . فمهمـا قلـتُ مـن قـول ، أو أصَّـلْتُ مـن أصـل فيـه عـن رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ خـلاف مـا قلـتُ ؛ فالقـول مـا قـال رسـولُ الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، وهـو قولـي " . ا . هـ .
رابعًــا : أحمـد بـن حنبـل ـ رحمه الله ـ :
***************************
قـال : " لا تقلدنـي ، ولا تقلـد مالكًـا ولا الشـافعي ، ولا الأوزاعـي ولا الثـوري ، وخـذ من حيـث أخـذوا " .
ا . هـ .
(مقدمة صفة صلاة النبي / للشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ / ص : 49 ، ... .)
ولمـن أراد التوسـع فـي أقـوال الأئمـة فليرجـع إلـى كتـاب " صفـة صـلاة النبـي " للشـيخ محمـد ناصـر الديـن الألبانـي ـ رحمه الله ـ .
____________
ب : تَــرْكُ الأتْبَــاعِ بعــضَ أقْــوالِ أئِمَّتِهِــمُ اتِّبَاعًــا للسُّــنَّةِ :
===========================================
كـان أتبـاع الأئمـة لا يأخـذون بأقـوال أئمتهـم كلهـا ، بـل قـد تركـوا كثيـرًا منهـا لمَّـا
ظهـر لهـم مخالفتهـا للسـنة ، حتـى أن الإماميـن : " محمـد بـن الحسـن " و " أبـا يوسـف "
رحمهمـا الله قـد خالفـا شـيخهما أبـا حنيفـة فـي نحـو ثلـث المذهـب ، وكُتـب الفـروع (1)
كفيلـة ببيـان ذلـك .
ونحـو هـذا يُقـال فـي " الإمـام المزنـي " وغيـره مـن أتبـاع الشـافعي وغيـره .
ولـو ذهبنـا نضـرب علـى ذلـك الأمثلـة لطـال بنـا الكـلام .
وخلاصـــة القـــول :
..... ، فإنما أخذنـا هـذا المنهـج (2) منهـم ـ أي مـن الأئمـة الأربعـة وغيرهـم ـ كمـا سـبق بيانـه .
فَمَـنْ أعـرض عـن الاهتـداء بهـم فـي هـذا السـبيل ؛ فهـو علـى خطـر عظيـم ؛ لأنـه يسـتلزم الإعـراض عـن السـنة ، وقـد أُمِرْنَـا عنـد الاختـلاف بالرجــوع إليهـا والاعتمـاد عليهـا ؛ كمـا قـال تعالـى :
{ فَـلاَ وَرَبِّـكَ لاَ يُؤْمِنُـونَ حَتَّـىَ يُحَكِّمُـوكَ فِيمَـا شَـجَرَ بَيْنَهُـمْ ثُـمَّ لاَ يَجِـدُواْ فِـي أَنفُسِـهِمْ حَرَجـاً مِّمَّـا قَضَيْـتَ وَيُسَـلِّمُواْ تَسْـلِيماً } . سورة النساء / آية : 65 .
أسـأل الله تعالـى أن يجعلنـا ممـن قـال فيهـم :
{ إِنَّمَـا كَـانَ قَـوْلَ الْمُؤْمِنِيـنَ إِذَا دُعُـوا إِلَـى اللهِ وَرَسُـولِهِ لِيَحْكُـمَ بَيْنَهُـمْ أَن يَقُولُـوا سَـمِعْنَا وَأَطَعْنَـا وَأُوْلَئِـكَ هُـمُ الْمُفْلِحُـونَ * وَمَـن يُطِـعِ اللهَ وَرَسُـولَهُ وَيَخْـشَ اللهَ وَيَتَّقْـهِ فَأُوْلَئِـكَ هُـمُ الْفَائِـزُونَ } .
سورة النور / آية : 51 ، 52 .
مقدمة صفة صلاة النبي / للشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ / ص : 55 .
----------------
( 1 ) كتب الفروع : أي كتب الفقه .
( 2 ) هذا المنهج : المقصود به اتباع الكتاب والسنة الصحيحة .
__________________
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.