الأحد، 13 مارس 2011

( سلسلة محاضرات سبيلنا إلى الإتباع )

( سلسلة محاضرات سبيلنا إلى الإتباع )



َإِنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ,ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا
من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن لا إِله إِلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله

"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ " (آل عمران 102)

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُم رَقِيبًا ) ا (النساء )(1)

(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا) (الأحزاب 70-71 )


أما بعد:
فإِن أحسن الحديث كلام الله ,
وخير الهدى هدى محمد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
,وشرّ الأمور محدثاتها ,
وكلّ محدثة بدعة ,
وكلّ بدعة ضلالة وكلّ ضلالة فى النار..... أمابعد:


هذة خطبة الحاجة كان رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يفتتح بها كل مجالسه وخطبه ولايُغَيِّرها
بدأت بها اقتداءً به واتباعًا لهديه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

بعد الأحداث الأخيرة وماحدث فيها من َإِهانات وَإِنتهاك لكل ماهو مقدس لدينا بعد ماحدث وما زال يحدث كان لابد من وقفة صادقة مع أنفسنا نعرف فيها قوله تعالى :

" يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ " ( محمد 7 ).

و قوله تعالى :

"
وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" (الانعام 153)


و قوله تعالى :
"
قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ "(آل عمران 31)



يقول ابن كثير فى تفسيره لهذة الآية الكريمة :

هَذِهِ الْآيَة الْكَرِيمَة حَاكِمَة عَلَى كُلّ مَنْ اِدَّعَى مَحَبَّة اللَّه وَلَيْسَ هُوَ عَلَى الطَّرِيقَة الْمُحَمَّدِيَّة فَإِنَّهُ كَاذِب فِي دَعْوَاهُ فِي نَفْس الْأَمْر حَتَّى يَتَّبِع الشَّرْع الْمُحَمَّدِيّ وَالدِّين النَّبَوِيّ فِي جَمِيع أَقْوَاله وَأَفْعَاله كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيح عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ " مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرنَا فَهُوَ رَدّ " وَلِهَذَا قَالَ " إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّه فَاتَّبَعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّه " أَيْ يَحْصُل لَكُمْ فَوْق مَا طَلَبْتُمْ مِنْ مَحَبَّتكُمْ إِيَّاهُ وَهُوَ مَحَبَّته إِيَّاكُمْ وَهُوَ أَعْظَم مِنْ الْأَوَّل كَمَا قَالَ بَعْض الْعُلَمَاء الْحُكَمَاء : لَيْسَ الشَّأْن أَنْ تُحِبّ إِنَّمَا الشَّأْن أَنْ تُحَبّ .....

أهلي الكرام:

ليس بالشعارات الرنّانة والصراخ العالى ورفع الأكف قدر استطاعتنا إِلى السماء فَإِن الدعاء يرفعه العمل...........

ولن ينتصر ديننا بدعائنا على أعداء الله والرسول الكريم صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .....بل بنصرة هذا الدين العظيم........

فَإِذا علمنا أن نصر الله جل وعلا يكون بطاعته

فالسؤال :

كيف نصرنا الله فى مظهرنا ولبسنا ... فى ألسنتنا ... فى صلة أرحمنا ... فى بصرنا ... برنا لوالدينا ...

الأغانى ...الصور ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

هل أطعنا ربنا لنستحق نصره ؟؟؟؟؟؟؟؟


لالالالالالالالالا ....

أهلي الكرام....... لقد أسأنا إِلى قرآننا قبل الكفار !!!!!!!!

وقال رسول الله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:


" يَا رَبّ إِنَّ قَوْمِي اِتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآن مَهْجُورًا " (الفرقان 30)


أهلي الكرام :

هذة محاولة قام بعملها معلمتي - رحمة الله عليها - فيها تُبِّين بها بعض الوسائل المعينة على تحقيق

اتباع صراط الله المستقيم الذى هو فى نفس الوقت اتباع للنبيّ الكريم صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ .

أقوم بعرضها لعل هذا العمل يكون لها صدقة جارية ترفع درجتها وأسأل الله به ألا يحرمني وإياها وإياكم

رؤية وجهه الكريم......

سيكون ذلك على عدة حلقات أسأل الله جل وعلا الإِخلاص والإِعانة والقبول وماكان من توفيق في إخراج

هذا العمل فبفضل الله وجوده وكرمه وماكان من عيب أو نقص فمن ذنوبي !!!!!

(فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30) الشورى)

ونبدأ مستعينين بالله :

بسم الله الرحمن الرحيم

قال الله عز وجل في كتابه الكريم::

"وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" (الانعام 153)


و قال عز وجل :

"قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ " (آل عمران 31)


وقفات مع خطبة الحاجة



1- الحمد:

من (بدائع التفسير/1/ص 112)

.... فعند قوله
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة: 2]:

نجد تحت هذة الكلمة اثبات كل كمال للرب تعالى - فعلا ووصفا واسما -
وتنزيهه عن كل سوء وعيب - فعلا ووصفا واسما - ....

فهو ...
  • محمود فى أفعاله وأوصافه واسمائه,
  • منزه عن العيوب والنقائص فى أفعاله وأوصافه واسمائه,
  • فأفعاله .......كلها حكمة ورحمة ومصلحة وعدل لاتخرج عن ذلك ,
  • وأوصافه .....كلها أوصاف كمال ونعوت جلال
  • وأسماؤه ..... كلها حسنى
  • وحمده قد ملأ الدنيا والأخرة والسموات والأرض وما بينهما ومافيهما
  • فالكون كله ناطق بحمده ..... والخلق والأمر صادر عن حمده وقائم بحمده ووجد بحمده
  • فحمده هو سبب وجود كل موجود ... وهو غاية كل موجود ... وكل موجود شاهد بحمده
  • وإِرساله رسوله بحمده .......وإِنزاله كتبه بحمده
  • والجنة عمرت بأهلها بحمده........والنار عمرت بأهلها بحمده........
  • ماأطيع َإِلا بحمده .........وما عصي َإِلا بحمده ..........
  • ولاتسقط ورقة َإِلا بحمده .... ولايتحرك في الكون ذرة َإِلا بحمده ...
  • وهو المحمود لذاته وَإِن لم يحمده العباد ...
  • كما أنه الواحد الأحد ولو لم يوحده العباد .. واَلإِ له الحق وَإِن لم يؤلهوه
  • وهو سبحانه الذي حمد نفسه على لسان القائل :
  • الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ [الفاتحة: 2]:,

  • كما قال النّبيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -
  • " إِن الله تعالى قال على لسان نبيه: "سمع الله لمن حمده" (رواه مسلم)
  • فهو الحامد لنفسه في الحقيقة على لسان عبده
  • فإِنه هو الذي أجرى الحمد على لسانه وقلبه .....و إِجراؤه بحمده ...........
  • فله الحمد كله .........وله الملك كله .... وبيده الخير .... و إِليه يرجع الأمر كله
  • فهذة المعرفة من عبودية الحمد


2 - نستغفره :

الاستغفار يكون مقرونا باستحضار الذنوب جملة أو تفصيلا, والندم والتحسر , والذل والافتقار , والخوف من عدم القبول .

وجاء في كتاب تيسير الكريم الرحمن ص 727 للسعدى مايلى:

" قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53) وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (54) وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ (55) أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ وَإِنْ كُنْتُ لَمِنَ السَّاخِرِينَ (56) . أَوْ تَقُولَ لَوْ أَنَّ اللَّهَ هَدَانِي لَكُنْتُ مِنَ الْمُتَّقِينَ (57) أَوْ تَقُولَ حِينَ تَرَى الْعَذَابَ لَوْ أَنَّ لِي كَرَّةً فَأَكُونَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ
(58) بَلَى قَدْ جَاءَتْكَ آيَاتِي فَكَذَّبْتَ بِهَا وَاسْتَكْبَرْتَ وَكُنْتَ مِنَ الْكَافِرِينَ (59) " . ....(الزمر)



" قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " 53

يخبر تعالى عباده المسرفين بسعة كرمه، ويحثهم على الإنابة قبل أن لا يمكنهم ذلك فقال:

( قُلْ ) يا أيها الرسول ومن قام مقامه من الدعاة لدين اللّه، مخبرا للعباد عن ربهم:

( يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ ) باتباع ما تدعوهم إليه أنفسهم من الذنوب، والسعي في مساخط علام الغيوب.

( لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ ) أي: لا تيأسوا منها، فتلقوا بأيديكم إلى التهلكة،

وتقولوا قد كثرت ذنوبنا وتراكمت عيوبنا، فليس لها طريق يزيلها ولا سبيل يصرفها، فتبقون بسبب ذلك مصرين

على العصيان، متزودين ما يغضب عليكم الرحمن،

ولكن اعرفوا ربكم بأسمائه الدالة على كرمه وجوده، واعلموا أنه يغفر الذنوب جميعا من الشرك، والقتل،

والزنا، والربا، والظلم، وغير ذلك من الذنوب الكبار والصغار.

( إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) أي: وصفه المغفرة والرحمة، وصفان لازمان ذاتيان،

لا تنفك ذاته عنهما، ولم تزل آثارهماسارية في الوجود، مالئة للموجود، تسح يداه من الخيرات آناء الليل

والنهار، ويوالي النعم على العباد والفواضل في السر والجهار، والعطاء أحب إليه من المنع، والرحمة سبقت

الغضب وغلبته،ولكن لمغفرته ورحمته ونيلهما أسباب إن لم يأت بها العبد، فقد أغلق على نفسه باب الرحمة

والمغفرة، أعظمها وأجلها، بل لا سبب لها غيره، الإنابة إلى اللّه تعالى بالتوبة النصوح، والدعاء والتضرع والتأله

والتعبد، فهلم إلى هذا السبب الأجل، والطريق الأعظم.


ولهذا أمر تعالى بالإنابة إليه، والمبادرة إليها فقال:

( وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ (54) )


( وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ ) بقلوبكم

( وَأَسْلِمُوا لَهُ ) بجوارحكم،


إذا أفردت الإنابة، دخلت فيها أعمال الجوارح، وإذا جمع بينهما، كما في هذا الموضع، كان المعنى ما ذكرنا.

وفي قوله ( إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ ) دليل على الإخلاص، وأنه من دون إخلاص، لا تفيد الأعمال الظاهرة والباطنة شيئا.

( مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ) مجيئا لا يدفع

( ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ )

فكأنه قيل:

ما هي الإنابة والإسلام؟ وما جزئياتها وأعمالها؟


فأجاب تعالى بقوله: ( وَاتَّبِعُوا أَحْسَنَ مَا أُنزلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ ) مما أمركم :

*
من الأعمال الباطنة:

كمحبة اللّه،
وخشيته،
وخوفه،
ورجائه،
والنصح لعباده،
ومحبة الخير لهم،
وترك ما يضاد ذلك.

*
ومن الأعمال الظاهرة :

كالصلاة،
والزكاة
والصيام،
والحج،
والصدقة،
وأنواع الإحسان،
ونحو ذلك، مما أمر اللّه به،

وهو أحسن ما أنزل إلينا من ربنا، فالمتبع لأوامر ربه في هذه الأمور ونحوها هو المنيب المسلم،


( مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ )

وكل هذا حثٌّ على المبادرة وانتهاز الفرصة.

ثم حذرهم ( أَن ) يستمروا على غفلتهم، حتى يأتيهم يوم يندمون فيه، ولا تنفع الندامة.

و ( تَقُولَ نَفْسٌ يَا حَسْرَتَا عَلَى مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ اللَّهِ ) أي: في جانب حقه.

وَإِنْ كُنْت في الدنيا ( لَمِنَ السَّاخِرِينَ ) في إتيان الجزاء، حتى رأيته عيانا.



وجاء في
كتاب تيسير الكريم الرحمن ص 331 للسعدى مايلى:

( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى (82) ) .......(طه)

# ( وَإِنِّي لَغَفَّارٌ)) ........ أي: كثير المغفرة والرحمة،
لمن تاب من الكفر والبدعة والفسوق،
وآمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر،
وعمل صالحا من أعمال القلب والبدن، وأقوال اللسان.

# استوعب الله جل وعلا بهذه الأية الأسباب التي تدرك بها مغفرة الله جل وعلا وهى:

التوبة:

وهي الرجوع عما يكره الله ظاهرا وباطنا َإِلى ما يحبه الله ظاهرا وباطنا وهي تجب ماقبلها من الذنوب صغارها وكبارها.

الَإِّيمان :


وهو ا لَإِقرار والتصديق الجازم العام بكل ماأخبر الله به ورسوله الموجب لأعمال القلوب ثم تتبعها أعمال

الجوارح العمل الصالح وهذا شامل لأعمال القلوب وأعمال الجوارح وأقوال اللسان.


الاستمرار على الَإِّيمان والهداية والازدياد منها..... بقوله تعالي:

( ثُمَّ اهْتَدَى) أي: سلك الصراط المستقيم، وتابع الرسول الكريم، واقتدى بالدين القويم.

# فمن كمّل هذة الأسباب الأربعة فليبشر بمغفرة الله العامة الشاملة .


3
- ونعوذ بالله من شرور أنفسنا
.....

@
جاء فى تفسير السعدي :

قال تعالى:

" .......... إِنَّ النَّفْسَ لأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (53)" "يوسف"



( إِنَّ النَّفْسَ لأمَّارَةٌ بِالسُّوءِ ) أي: لكثيرة الأمر لصاحبها بالسوء، أي: الفاحشة، وسائر الذنوب، فإنها مركب الشيطان، ومنها يدخل على الإنسان ( إِلا مَا رَحِمَ رَبِّي ) فنجاه من نفسه الأمارة، حتى صارت نفسه مطمئنة إلى ربها، منقادة لداعي الهدى، متعاصية عن داعي الردى، فذلك ليس من النفس، بل من فضل الله ورحمته بعبده.

أمَّارَةٌ ....... على وزن فعّالة .... أي كثيرة الفعل.


@ وجاء فى دعاء افتتاح الصلاة:


" اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب .....إلى آخر الدعاء "


@ وكذلك دعاء النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم - :


" اللهم عالم الغيب والشهادة ......أعوذ بك من شر نفسي وأن أقترف على نفسي سوءاً أو أجره على مسلم "(حصن المسلم/ القحطاني /رقم : 85/11//ص:62)


@ وكذلك دعاء النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم - :



" ياحي ياقيوم برحمتك أستغيث إصلح لى شأني كله ولاتَكِلُنى إلى نفسي طرفة عين"


(حصن المسلم/ القحطاني /رقم : 88/14//ص:64)


4 ـ ومن سيئات أعمالنا :

من سيئات الأعمال ، أي : من عقوبات الذنوب التي لم تغفر ولم يكفر عنها

ومن هذه السيئات :

* تكوين الران :

•عن أبي هريرة أن النبي قال :

" إن العبد إذا أخطأ خطيئة ، نُكِتَتْ في قلبه نُكتة سوداء ، فإن هو نزع واستغفر وتاب ، صُقِلَ قلبُه ، وإن عاد

زيد فيها ، حتى تعلوَ على قلبه ، وهو الران الذي ذكرالله تعالى :

(( كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُواْ يَكْسِبُونَ )) . ( صحيح الجامع الصغير

وزيادته / حديث رقم : 1670 ) .


•عن حذيفة بن اليمان أن النبي قال :

" تعرض الفتن على القلوب عرض الحصير عودًا عودًا ، فأيُّ قلب أشربها ، نُكتت فيه نُكتة سوداء ، وأيُّ قلب

أنكرها ، نُكتت فيه نُكتة بيضاء ، حتى يصير القلب أبيضَ مثل الصفا لا تضره فتنة ما دامت السموات والأرض ،

والآخر أسودَ مُرْبَدًّا كالكوز مُجَخِّيًا ، لا يعرف معروفًا ولاينكر منكرًا إلا ما أُشرب من هواه "


( صحيح الجامع الصغير وزيادته / حديث رقم : 2960 ) .

ـ ورد في شرح مسلم للنووي ، في شرح هذا الحديث :

" ... معنى الحديث أن الرجل إذا اتبع هواه وارتكب المعاصي ، دخل قلبه بكل معصية يتعاطاها ظلمة ، وإذا صار كذلك ، افتتن وزال عنه نور الإسلام ، والقلب مثل الكوز ، فإذا انكب انصب ما فيه ، ولم يدخله شيء بعد ذلك " .

* تسلط الشيطان على المذنب :

•قال تعالى :


(( إِنَّ الذِينَ تَوَلَّوْاْ مِنكُمْ يَوْمَ الْتَقَى الجَمْعَانِ إِنَّمَا اسْتَزَلَّهُمُ الشَّيْطَانُ بِبَعْضِ مَا كَسَبُواْ ... )) .


( آل عمران : 155 ) .

" يخبر تعالى عن حال الذين انهزموا يوم " أحد " ، وما الذي أوجب لهم الفرار ،

أنه من تسويل الشيطان ، وأنه تسلط عليهم بسبب ذنوبهم ، فهم الذين أدخلوه على

أنفسهم ، ومكّنوه بما فعلوا من المعاصي ، لأنها مركبه ومدخله ، فلو اعتصموا

بطاعة ربهم ، لما كان له عليهم من سلطان ...

قال تعالى :

(( إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ إِلاّ مَنِ اتَّبَعَكَ مِنَ الغَاوِينَ )) .


( الحجر : 42 ) .
وقال تعالى :

(( إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ * إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالذِينَ هُم بِهِ

مُشْرِكُونَ )) . ( النحل : 99 ، 100 ) .

( تفسير السعدي / ص : 153 ) .

* الذنب يأتي بالذنب :

•قال تعالى :

(( ... فَإِن تَوَلَّوْا فَاعْلَمْ أَنَّمَا يُرِيدُ اللهُ أَن يُصِيبَهُم بِبَعْضِ ذُنُوبِهِمْ ... )) .

( المائدة : 49 ) .


" ... فإن تولّوا عن اتباعك واتباع الحق ، فاعلم أن ذلك عقوبة عليهم ، وأن الله يريد أن يصيبهم ببعض ذنوبهم

، فإن للذنوب عقوبات عاجلة وآجلة ، ومن أعظم العقوبات أن يبتلى العبد ويزين له ترك اتباع الرسول وذلك

لفسقه بالخروج عن طاعة الله واتباع الرسول " . ( تفسير السعدي / ص : 234 ) .


* الذنوب سبب للبلاء :

•قال تعالى :

(( وَاسْأَلْهُمْ عَنِ القَرْيَةِ التِي كَانَتْ حَاضِرَةَ البَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا

وَيَوْمَ لاَ يَسْبِتُونَ لاَ تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ))
. ( الأعراف : 163 ) .

" كان الله قد أمر بني إسرائيل أن يعظموا يوم السبت ويحترموه ولا يصيدوا فيه صيدًا ، فابتلاهم الله وامتحنهم فكانت الحيتان تأتيهم يوم سبتهم كثيرة طافية على وجه البحر ، وإذا ذهب يوم السبت تختفي في البحر فلا يرون منها شيئًا ...

(( كَذَلِكَ نَبْلُوهُم بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ )) ففسقهم هو الذي أوجب أن يبتليهم الله وأن تكون لهم هذه المحنة ، وإلا ، فلو لم يفسقوا لعافاهم الله ولما عرّضهم للبلاء والشر " . ( تفسير السعدي : ص 306 ) .

* المعيشة الضنك في الدنيا والآخرة :

•قال تعالى :

(( وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ القِيَامَةِ أَعْمَى )) . ( طه : 124 ) .

" ... أي من أعرض عن كتابي الذي يتذكر به جميع المطالب العالية ، وأن يتركه على وجه الإعراض عنه ...

فإن جزاءه أن نجعل معيشته ضيقة شاقة ، ولا يكون ذلك إلا عذابًا ..... وعلى قول بعض المفسرين ، إن

المعيشة الضنك عامة في دارالدنيا ، بما يصيب المعرض عن ذكر ربه من الهموم والغموم والآلام التي هي

عذاب معجل ، وفي دار البرزخ ، وفي الدار الآخرة ، لإطلاق المعيشة الضنك وعدم تقييدها " .

( تفسير السعدي / ص : 515 ) .

*
الذنوب سبب للمصائب :

•قال تعالى :

(( أَوَ لَمَّا أَصَابَتْكُم مُّصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُم مِّثْلَيْهَا قُلْتُـمْ أَنَّى هَـذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِـكُمْ ... )) . ( آل عمران : 165 ) .

" ..... أيْ قلتم : من أين أصابنا ما أصابنا وهزمنا ؟ ... قل هو من ذنوبكم حين تنازعتم وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون ، فعودوا على أنفسكم باللوم ، واحذروا من الأسباب المردية " .

( تفسير السعدي / ص : 156 ) .

( وجاء في التسهيل / تفسير سورة آل عمران /مصطفى العدوي / ص:389 ) :

(( أَنَّى هَذَا )) معناه :

" من أين حدث لنا هذا ونحن مؤمنون ، ومعنا رسول الله يأتيه الوحي من السماء

، وديننا دين الحق ، وعدونا كافر بالله مكذب بلقائه " .

(( قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنفُسِكُمْ )) معناه : " أنكم أنتم المتسببون فيه لأنفسكم ، بما

ارتكبتموه من معاصي ، وبما فعلتموه من مخالفة أمر نبيكم " .


5 ـ ومن يضلل فلا هادي له :

•قال تعالى :

(( إِن تَحْرِصْ عَلَى هُدَاهُمْ فَإِنَّ اللهَ لاَ يَهْدِي مَن يُضِلُّ ... )) .( النحل : 37 ) .

•وقال تعالى :

((.. وَلَكِن كَرِهَ اللهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ القَاعِدِينَ )) ( التوبة : 46 ).

يقول الشيخ العثيمين :

" اللهم أجِرْنا ... هذه الآية خطيرة جدًا وميزان ...

(( كَرِهَ اللهُ انبِعَاثَهُمْ )) أيْ :

في الجهاد .... (( وَقِيلَ اقْعُدُوا مَعَ القَاعِدِينَ )) .

فاحذر يا عبد الله ، فَتِّشْ ، إذا رأيت نفسك متكاسلاً عن الخير ، اِخْشَ أن يكون الله كره انبعاثك في الخير ...

ثم أَعِدْ النظر مرة ثانية ، وصَبِّرْ نفسك ، وأرغمْها على الطاعة ، واليوم تفعلها كارهًا ، وغدًا تفعلها طائعًا هينة عليك ...

المهم ، في هذا تحذير شديد لمن رأى من نفسه أنه مثبط عن الطاعة ، فلعل الله تعالى كره أن يكون هذا الرجل من عباده المطيعين ، فثبطه عن الطاعة ... أسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته " .

6 ـ التقوى :

( من كتاب " وصية مودع " / العوايشة / ص : 17 / تحت عنوان " أوصيكم بتقوى الله " ) :

" أوصيكم بتقوى الله ... اتبعوا أوامر الله تعالى ، واجتنبوا نواهيه ... راقبوه فيالسر والعلن ... اجتنبوا الهوى

سبب الشرور والنار ... زكوا أنفسكم ... اتقوا النار بالأعمال الصالحة النافعة ... إن تكالبت عليكم الدنيا

بجمالها وسحرها ، والحرام بفتنته ، والذهب ببريقه ، والأشغال بمغرياتها ، فتذكروا قوله :

(( أوصيكم بتقوى الله )) .

إن أردتم الخلاص من الضيق والكرب والبلاء ، وأن تُرزقوا الرزق الحلال ، ويُبسط لكم فيه فاتقوا الله :

(( .. وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ ... )) .

( الطلاق : 2 ، 3 ) .

إن أردتم أن يجعل الله لكم من أمركم يسرا ، وتتخلصوا من العسر ، فاتقوا الله :

(( ... وَمَن يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا )) . ( الطلاق : 4 ) .

إن أردتم أن تتعلموا سبيل النجاة والفوز والتقوى ، فاتقوا الله :

(( ... واتَّقُوا اللهَ وَيُعَلِّمُكُمُ للهُ ... )) . ( البقرة : 282 ) .

إن أردتم أيها المسلمون أن تكونوا السادة والقادة ، وتكون لكم الريادة في كل

العلوم والمجالات ، فاتقوا الله :

(( وَعَدَ اللهُ الذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ .. )) .

( النور : 55 ) .

إن أردتم العيش الآمن والحياة الهنيئة ، فعليكم بتقوى الله ... أليس الملل وضنك العيش من قلة التقوى ؟

أليست الجرائم التي تملأ المجتمع وتهدد الأمن والطمأنينة بسبب قلة التقوى ؟

تقوى الله توجب عليك قبول الحق ولو جاءك ممن هو دونك في الجنس أو العِرْق أو المال أو المنصب أو الجاه أو السن ... (( أوصيكم بتقوى الله )) ... كلمة تصلح لكل زمان ومكان ... كلمة تصلح للذكر والأنثى ، والغني والفقير ، والأبيض والأسود ... كلمة تُصلح الراعي والرعية ... كلمة تُسعد الفرد والمجتمع والأمة ،في الدارين ، إذا عملوا بمقتضاها .


7 ـ وخير الهدي هدي محمد :

•قال : " ..... وستفترق هذه الأمة على ثلاث وسبعين فرقة ، كلها في النار إلا واحدة ... قالوا : من هي يارسول الله ؟ ... قال : من كان على مثل ما أنا عليه وأصحابي " .

•مجموعة صحيح التوثيق / عمر بن الخطاب / ص : 81 :

(( ... وتدخل ابنته حفصة عليه ، فتراه في شدة العيش ، والزهد في الملبس والمطعم ، فتقول :

" إن الله أكثر من الخير ، وأوسع عليك من الرزق ، فلو أكلت طعامًا أطيب من ذلك ، ولبست ثيابًا ألين من

ذلك " ؟ ... قال : " سأخصمك إلى نفسك " ، فذكر أمر رسول الله ، وما كان يَلقى من شدة العيش ، فلم

يزل يذكرها ما كان فيه رسول الله ـ وكانت معه ـ حتى أبكاها ... ثم قال :

" إنه كان لي صاحبان ، سلكا طريقًا ، فإن سلكت طريقًا غير طريقهما ، سُلِك بي غير طريقهما ، وإني واللهِ سأصبر على عيشهما الشديد ، لعلي أن أدرك معهما عيشهما الرَّخيّ " )) .

•كتاب شعر الرأس / سليمان بن صالح الخراشي / ص : 20 :

(( قال ابن عبد البر : " ما صنعه رسول الله في خاصة نفسه ، أفضل مما أقر الناس عليه ولم ينههم عنه ، لأنه في كل أحواله في خاصة نفسه ، على أفضل الأمور وأكملها وأرفعها " .

وقال محمد رشيد رضا : " إن من أرسل شعره بنية الاقتداء بالنبي في عاداته الشريفة ، كان ذلك مزيد كمال في دينه ، إذا كان مقتديًا بسنته الدينية ، ومتحريًا التخلق بأخلاقه الكريمة " )) .



8 ـ كأنها موعظة مودع فأوصنا :


•من كتاب " وصية مودع " / العوايشة / من ص : 9 / تحت عنوان : ماذا بعد موت النبي ؟ :
(( ... مات الرسول ، فدمعت الأعين ، وحزنت القلوب ، وتلوعت الأفئدة ، وأظلمت الدنيا ، وأنكر المؤمنون أنفسهم ... مات الحبيب الغالي ، العزيز ، المربي ، المعلم ، الرءوف الرحيم بالمؤمنين ... شأنُ من يفقد العزيز الغالي ، أن يُرَوِّيَ الفؤاد بالذكريات : هناك كان يجلس ... وهناك كان يقف ... وكان يقول كذا وكذا وكان يفعل كذا وكذا ... شأنُ من يفقد الحبيب أن يتأمل كلماتٍ قالها ، وعباراتٍ نطق بها ... شأنُه أن يتدبر الوصية ويقبل عليها بكليته ، يُمضي ما طلب الفقيد بإخلاص وصدق ... يتأمل الكلمات ويجعل حروفها عملاً فيا من جُرِحَت قلوبكم بموت نبيكم ، سارعوا إلى وصيته ... أقبلوا عليها بقلوب منكسرة وأفئدة خاشعة ذليلة ...


اقرءوا عن العرباض بن سارية قوله : " وعظنا رسول الله ... " )) . الحديث .


9 ـ تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ :


•من أشرطة شرح العقيدة الحموية / العثيمين / الشريط الأول / الوجه الثاني :

(( ... " تمسكوا بها " ... ما قال : " امسكوها " : وفي هذا التعبير إشارة إلى أنها نجاة ، مثل ما أتمسك بالحبل عند الغرق لأنجوَ به ... سنة الرسول والخلفاء الراشدين ، نجاة .


" وعضوا عليها بالنواجذ " : علشان إذا انفلتت أيديكم ، بَقيَتْ أضراسكم ، وهذا من شدة التمسك ...

كأن الرسول يقول : " تمسكوا بها بكل وسائل التمسك ؛ باليد وبالنواجذ " ، وهذا يراد به شدة التمسك

بسنته وسنة الخلفاء الراشدين ... واعلم أنك إذا فعلت هذا انشرح صدرك للإسلام ، واطمئن قلبك بالإيمان ،

وصار العمل لديك سهلاً ميسرًا ،لكن ، كلما أعرضت صعب عليك العمل ، صعب عليك العمل بقدر إعراضك ...

وسل الذين مَنّ الله عليهم بالهداية واتخذوا هذا الطريق سبيلاً ( 1 ) ، سلهم عن مشقة العبادات عليهم ،

سيقولون : " سهلة " ... لكن ، سَلْ المعرضين ، تقول لهم : " صلوا فريضة في المسجد " ، يرون أنها أثقل

عليهم من أثقل الأشياء ))


[هذه محاولة لتبيِين بعض الوسائل المعينة على تحقيق اتباع صراط الله المستقيم الذى هو فى نفس الوقت اتباع للنبيّ الكريم صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ] .

ونبدأ مستعينين بالله :

عن العرباض بن سارية قال:

{ وعظنا رسول الله يوماً بعد صلاة الغداة موعظة بليغة,ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب.فقلنا: يارسول الله كأنها موعظة مودّع فأوصينا} صحيح سنن أبي داود-رقم (3851)"

قال:

"أوصيكم بتقوى الله، والسمع والطاعة وإن أُمِر عليكم عبد حبشي،فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً،
فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ
وإياكم ومحدثات الأمور فإن كُلَّ مُحدثةٍ بدعة وكُلَّ بدعةٍ ضلالة".


"صحيح الجامع الصغير وزياداته " ج(1) رقم (2549)

{وكُلَ ضلالة في النار}


(النسائي بإسناد صحيح كما في :الاجوبة النافعة ص 545—قال العوايشة في بعض كتبه)

ولكي نحقق هذه الموعظة البليغة ستعترضنا لا محالة عقبات كثيرة منها :

أولا :


ما دُوِّن في الكتب من أحاديث كلها منسوبة إلى النبي- صلى الله عليه وسلم-

ما موقفنا منها قبولًا أو رفضًا, وعملًا بها أو تركًا لها ؟

ويمكن أن يجاب على ذلك من خلال عدة نقاط :


1.
ضرورة تصفية سنة رسول الله:

- لنعرف صحيحها فنتحدث ونعمل به ونعرف ضعيفها فنُحَذِّرمنه ونتجنبه.

ونتبين ذلك من دراسة مقدمة كتاب:

"
سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيء في ا لأمة"للشيخ الألباني (الجزء الأول من ص 39- ص 51)



2.
الأحاديث الضعيفة : هل يُعمل بها في فضائل الأعمال أم لا ؟

لمعرفة القول الراحج في هذه المسألة يُرجع إلى مقدمات كتب :

أ
-" صحيح الجامع الصغير وزياداته"للشيخ الالباني الجزء الأول من ص49 إلى ص 57

ب-
" صحيح الترغيب والترهيب "للشيخ الألباني –الجزء الأول من ص 47- ص67


ج-
" تمام المنة"للشيخ الألباني -القاعدة الثانية عشر- من ص 34 إلى ص 38


ثانيًا:

ما ثبت من اختلافات سائغة بين العلماء والأئمة الأفاضل كيف نتعامل معها وكيف نرجح منها ؟

هذا نعرفه من دراسة مقدمة كتاب:
(صفة صلاة النبي- للشيخ الألباني-)
ثالثا:

إذا لم يترجح لدينا قول من أقوال علمائنا و ائئمتنا الأفاضل صارت المسألة بالنسبة لنا من المشتبهات ,

فكيف نتعامل مع مثل هذه المسائل ؟

هذا يتضح لنا من دراسة الشروح على حديث النعمان بن البشير:

( الحلال ببِّن والحرام ببِّن وبينهما أمور مشتبهات)

والتي وردت في كتب عديدة, منها :

{ فتح الباري - شرح صحيح مسلم للنووي - جامع العلوم والحكم }

رابعًا :

ما ينسب إلى الدين وليس من الدين , و هو ما اطلق عليه العلماء :


" مصطلح البدعة "ما هي ضوابطها ؟ وكيف نبينها؟ وما موقفنا منها ؟

هذا نعرفه من دراسة:

1- بعض الفصول من كتاب علم أصول البدع -
للشيخ علي بن حسن بن علي بن عبد الحميد.

2- بعض الفصول من كتاب: " البدعة وأثرها السيء في الأمة "
للشيخ سليم بن عيد الهلالي.

3- بعض الأوراق من كتيب:" الإبداع في بيان كمال الشرع وخطر الإبتداع"..
للشيخ محمد بن صالح العثيمين.

مُدعِّمين ماسبق بمقتطفات من :

-أقوال الشيخ العثيمين رحمة الله عليه
- والشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ عن ا لبدعة,

وذلك من اشرطتهم في شرح كتاب "الأربعين النووية"

4- مثال عن البدعة -من الواقع- من:

أ شرطة" شرح العقيدة الحموية" للشيخ العثيمين رحمة الله عليه.



ملحوظة:

كمقدمة لهذا البحث وقبل الدخول في دراسة تفاصيل المنهج, نتعرض لنقطتين:

الأولى: وقفات مع خطبة الحاجة لتبيان بعض معاني كلماتها.....تم شرحها

الثانية: حديث سلمان الفارسيّ عن رحلته في طلب العلم والبحث عن الحق. .............................. {سيُذكر منفصل إن شاء الله}

وهذا الحديث ورد بتعليقات:
الشيخ " حسين بن عَودِة العوايشة"

في كتابه " من مواقف الصحابة"

وذلك حثاً للقاريء على الصبر والمثابرة والاحتساب اثناء طلب العلم والتحري للوصول إلى الحق , عملاً بقول الرسول - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّم – في الحديث الثابت في َ .

" صحيح الجامع الصغير وزياداته" تحت حديث رقم( 3228) :
فعن أبي هريرة أن رسول الله - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّم- قال:
( إنما العلم بالتعلم , وإنما الحلم بالتحلم , ومن يتحر الخير يُعطه ومن يتق الشر يُوقه)



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.