الخميس، 10 مارس 2011

المُحْكَــــم و المُتَشَــابِه فـــي القـــــرآن

المُحْكَــــم و المُتَشَــابِه
فـــي
القـــــرآن
‏========‏


معنــى " المُحْكَــم " : ‏
‏=============


ـ اللُّغويـون يسـتعملون مـادة الإِحكـام ( بكسـر الهمـز ) فـي معـانٍ متعـددة ‏، لكنهـا مـع تعددهـا ترجـع إلـى شـيءٍ واحـد ، هـو : " المنـع " ؛
‏فيقولـون :‏

‏ أَحْكَـمَ الأمـر -----> أي أتقنـه ومنعـه عـن الفسـاد ‏

ويقولـون :

أحكـم الفـرس -----> أي جعـل لـه حَكَمَـةَ ، والْحَكَمَـة : مـا أحـاط ‏بحنكـي الفـرس مـن لجامـه تمنعـه مـن الاضطـراب

وقيــل : ‏

‏"
آتـاه الله الحكمـة " -----> أي :

العـدل أو العلـم أو الحلـم أو النبـوة أو ‏القـرآن ؛ لمـا فـي هـذه المذكـورات مـن الحوافـظ الأدبيـة الرادعـة عمـا لا ‏يليـق . ‏
‏ { مناهل العرفان في علوم القرآن / ‏ج : 2 / ص : 289 0 ‏}

ـ
إحكـام الكـلام -----> إتقانـه بتمييـز الصـدق مـن الكـذب فـي ‏أخبـاره ، والرشـد مـن الغـي فـي أوامـره .
( ‏مباحث في علوم القرآن / ص : 215 )


معنــى " المُتَشَــابِه " : ‏
‏==============


المتشـابه يَـرِد علـى معنييـن لُغَوييـن :

‏1 ـ
إمـا مـن " الشُّـبْهَة " ----> وهـي الجهالـة وعـدم التمييـز . ‏

فيكـون المتشـابه ضـد المحكـم 0‏
ـ كقولـه تعالــى :

" قَالُــوا ادعُ لَنَــا رَبَّــكَ يُبَيِّـن لَّنَــا مَـا ‏هِـيَ إِنَّ البَقَــرَ تَشَـابَه عَلَينَـا "
{ ‏سورة البقرة / آية : 70 ‏}
‏ - تشـابه علينـا ----> أي اختلـط علينـا ، فـلا نميـزه ولا نعلـم نوعيـة ‏المطلـوب ‏

ـ ومنـه قولـه ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ مـن حديـث النعمـان بـن بشـير : ‏

‏" إن الحـلال بَيِّـن ، وإن الحـرام بَيِّـن ، وبينهمـا مشـتبهات لا يعلمهـن كثيـر ‏مـن النـاس " ‏
( ‏رواه مسلم )

‏2ـ
وإمـا مـن الشَّـبَه ----> وهـو : التماثـل فـي الأوصـاف . ‏
ـ كقولـه تعالـى :

"
وَأُتُـوا بِـهِ مُتَشَـابِهاً " ‏(سورة البقرة / آية : 25 )

متشـابهاً ----> أي يشـبه بعضـه بعضـاً فـي اللـون أو الطعـم أو ‏الرائحـة أو الكمـال والجـودة 0 ‏
ـ وكقولـه تعالـى :

" تَشَـابَهَت قُلُوبُهُـم "
{‏سورة البقرة / آية : 118 0 ‏}
تشـابهت ----> أي يشـبه بعضهـا بعضـاً فـي الغـي والجهالـة . ‏التوحيد ( ربيع أول 1422 )

المُحْكَــم والمُتَشَـابِه فــي القــرآن : ‏


ـ ورد فـي القـرآن ما يـدل علـى أنه محكـم ؛ كقولـه تعالـى :

" الـر ‏كِتَـابٌ أُحْكِمَـتْ آياتُـهُ ثُـمَّ فُصِّلَـت مِـن لَّـدُن حَكِيـمٍ خَبِيـرٍ "
(‏سورة هود / آية : 1 )

ـ وورد أيضـاً مـا يـدل علـى أنـه متشـابه ؛ كقولـه تعالـى :

" اللهُ نَـزَّلَ ‏أَحسَـنَ الحَدِيـثِ كِتَابـاً مُتَشَـابِهاً مَثَانِـيَّ تَقْشَـعِرّ مِنـهُ جُلُـودُ الَّذِيـنَ ‏يَخشَـونَ رَبَّهُـم "
( سورة الزمر / آية : 23 )‏
ـ وورد أيضـاً مـا يـدل علـى أن بعضـه محكـم ، وبعضـه متشـابه ؛ كقولـه ‏تعالـى :

" هُـوَ الَّـذِي أَنـزَلَ عَلَيـكَ الكِتَـابَ مِنـهُ آيَـاتٌ مُّحكَمَـاتٌ ‏هُـنَّ أُمُّ الكِتَـابِ وأُخَـرُ مُتَشَـابِهاتٌ " ‏
(‏سورة آل عمرآن / آية : 7 )‏

والسـؤال الـذي يطـرح نفسـه علـى الأذهـان : ‏
س : كيـف يمكـن الجمـع بيـن هـذه الآيـات ؟ ! ‏

وقبـل الإجابـة علـى هـذا السـؤال ، نُـوِرد
مقدمـة هامـة لفهـم المحكـم ‏والمتشـابه :

إن الله عـز وجـل خاطبنـا بكـلام له معنـى ، فالقــرآن كـلام عربـي مكـون ‏مـن ألفـاظ لهـا معـان يسـتوعبها صاحـب اللسـان العربـي ، ولا يسـتوعبها الأعجمـي . ‏
فإذا قـال الله تعالـى :

" لَّقَـد رَضِـيَ اللهُ عَـنِ المُؤمِنيـنَ إِذ يُبَايِعُونَـكَ ‏تَحـتَ الشَّـجَرَةِ "
‏ ( ‏سورة الفتح / آية : 18 ) ‏

عَلِـمَ صاحـب اللســان العربـي معنـى كلمـة
" شــجرة " ،

فـإن سـألتُهُ ‏عـن شـكلها وكيفيتهـا ؟

فإن كـان مِمَـنْ بايـع مـع رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ تحتهـا ، ‏ربمـا وصفهـا لـك وصفـاً دقيقـاً لأنه رآهـا بعينـه ،

وإن لـم يكـن ـ منهـم ‏ـ قـال : أنـا مـا رأيتهـا حتـى أصفهـا ، ولكنهـا شـجرة تبــدو فـي ‏كيفيتهـا كأي شـجرة تنبـت فـي الصحـراء .

والحاصــل أنـه سـيصف ‏كيفيـة الشـجرة مـن خـلال رؤيتهـا أو رؤيـة مثيلهـا .

فمعنـى لفـظ الشـجرة عنـد العربـي معلـوم واضـح محكـم ، يميـز بينه ‏وبيـن لفـظ البقـرة أو غيـره مـن الألفـاظ.

لكـن لـو سـألنا " الأعجمـي " : مـا معنـى لفـظ " شـجرة " ، أو حتـى " ‏بقــرة " ؟

عجـز عـن الجـواب لجهلـه بمعنـى الكـلام ‏
وإذا قـال تعالـى :

" أَذَلِـكَ خيـرٌ نُـزُلاً أَم شَـجَرَةُ الزَّقُّـومِ "
(‏سورة الصافات / آية : 62 ‏)

علم العربـي معنـى كلمـة شـجرة ، وأن المقصـود شجـرة معينـة تخـرج في ‏أصـل الجحيـم ، أَعَـدَّها اللهُ للكافريـن .

لكـن لـو سـألناه عـن شـكلها وكيفيتهـا ؟ !

لقـال : الله أعلـم ، فأنـا مـا ‏رأيتهـا ، ومـا رأيـتُ لهـا مثيـلاً ، فكيـف أعـرف كيفهـا ؟ !

فأصبـح لفـظ " الشـجرة " محكمـاً لـه ، والكيفيـة التـي دل عليهـا اللفـظ ‏مجهولـة أو غيـر معلومـة أو متشـابهة أو مختلطـة

لكـن لـو سـألنا
" الأعجمـي " عـن معنـى لفـظ " شـجرة الزقـوم " ، لمـا ‏تمكـن مـن الجـواب ؛ لأن المعنـى ليـس لديـه ومشـتبه عليـه ، لا يعرفـه ‏أصـلاً ، وكذلـك كيفيتهـا متشـابهة عليـه مـن بـاب أولـى .

ممـا سـبق يمكـن تقسـيم المحكـم والمتشـابه إلـى : ‏

‏1 ـ إحكـام عـام ، وتشـابه عـام .
‏2 ـ إحكـام خـاص ، وتشـابه خـاص.




أولاً : " الإحكــام العــام " و " التشـابه العــام "‏


الإحكــام العــام فــي الكــلام :‏



هـو إتقانـه بتمييـز الصـدق مـن الكـذب فـي أخبـاره ، والرشـد مـن الغـي ‏فـي أوامـره . ‏
وقـد وصـف الله سـبحانه القـرآن كلـه بأنـه " محكـم " علـى هـذا المعنـى . ‏
قـال تعالـى :
" الـر ، كِتَـابٌ أُحْكِمَـتْ آياتُـهُ ثُـمَّ فُصِّلَـتْ مِـن لَّـدُنْ ‏حَكِيـمٍ خَبِيـرٍ " ‏
‏ ( ‏سورة هود / آية : 1 ) ‏
وقـال تعالـى :
" الـر تِلـكَ آيَـاتُ الكِتَـابِ الحَكِيـمِ "
( ‏سورة يونس / آية : 1 ‏)
وقـال تعالـى :
" وَإِنَّـهُ فِـي أُمِّ الكِتَـابِ لَدَينَـا لَعَلِـيٌّ حَكِيـمٌ " (‏سورة الزخرف / آية : 4 )

التشــابه العــام فــي الكــلام :‏


هـو تماثلـه وتناسـبه بحيـث يصـدقُ بعضـه بعضـاً . ‏
ـ وقـد وصـف الله سـبحانه القـرآن كلـه بأنـه متشـابه علـى هـذا المعنـى ‏‏. ‏
قـال تعالـى :

" اللهُُ نَـزَّلَ أَحسَـنَ الحَدِيــثِ كِتَابـاً مُّتَشَـابِهًا مَّثَانِـيَ ‏تَقْشَـعِرُّ مِنـهُ جُلُــودُ الَّذِيـنَ يَخشَـونَ رَبَّهُـم ثُـمَّ تَلِيـنُ جُلُودُهُـم ‏وقُلُوبُهُـم إلى ذِكـرِ اللهِ ذَلِـكَ هُـدَى اللهِ يَهـدِي بِـهِ مَـن يَشَـاءُ وَمَـن ‏يُضلِـلِ اللهُ فَمَـا لَـهُ مِـن هَـادٍ "
(سورة الزمر / آية : 23 )

فالمتشـابه فـي الآيــة باعتبــار تماثلـه فـي الحُسْـن ، وفـي الآيــة دليـل ‏علـى أن جميـع آيـات القـرآن لها معـانٍ مُحْكَمَـة معلومـة تُؤثـر فـي ‏المسـتمعين ؛ لأنه لا يُعْقَـل أنْ تَقْشَـعِرّ الجلـود وتليـن القلـوب مـن كـلام ‏مشـتبه ليـس لـه معنـى فـي نفـس السـامع . ‏

‏* وكـل مـن المحكـم والمتشـابه بمعنـاه المطلـق ( العـام ) المتقـدم لا ينافـي ‏الآخـر ،
فالقـرآن كلـه محكـم بمعنـى الإتقـان ، وهـو متشـابه أي متماثـل ‏يشـبه بعضـه بعضـًا مـن حيـث الإتقـان . فـإن الكـلام المتقـن تتفـق ‏معانيـه وإن اختلفـت ألفاظـه ، فإذا أمـر القـرآن بأمـر لـم يأمـر بنقيضـه ‏فـي موضـع آخــر ، وإنمـا يأمـر بـه أو بنظيــره ، وكذلـك الشـأن فـي ‏نواهيـه وأخبـاره فـلا تضـاد ‏فيـه ولا اختـلاف . ‏

قـال تعالـى :

" أَفَـلاَ يَتَدَبَّـرُونَ القُـرآنَ وَلَو كَـانَ مِـن عِنـدِ غَيـرِ اللهِ ‏لَوَجَـدُوا فِيهِ اختِـلاَفاً كَثِيـراً "
( ‏سورة النساء / آية : 82 ) ‏

‏ { مباحث في علوم القرآن / ص : 215 / بتصرف من مصادر أخرى }

‏********************‏
ثانيـًا : " الإحكــام الخــاص " و " التشــابه الخــاص "‏


الإحكـام الخـاص ----> هـو الوضـوح والظهـور فـي المعنـى ‏

التشـابه الخـاص ----> هـو خفـاء المعنـى أو الكيـف .

وهـذا القســم يتمثـل فـي قولـه تعالـى :

" هُــوَ الَّـِذي أَنَــزلَ عَلَيـكَ ‏الكِتَـابَ مِنـهُ آيَـاتٌ مُحكَمَـاتٌ هُـنَّ أُمُّ الكِتَـابِ وَأُخَـرُ مُتَشَـابِهَاتٌ ‏فَأَمَّـا الَّذِيـنَ فِـي قُلُوبِهِـم زَيـغٌ فَيَتَّبِعُـونَ مَا تَشَـابَهَ مِنـهُ ابتِغَـاءَ ‏الفِتنـَـةِ وَابتِغَــاءَ تَأوِيلِـهِ وَمَـا يَعلَـمُ تَأوِيلَـهُ إِلاَّ اللهُ ، والرَّاسِـخُونَ ‏فِـي العِلِـمِ يَقُولُـونَ آمَنـَّا بِـهِ كُـلٌّ مِّـن عِنـدِ رّبِّنَـا وَمَـا يَذَّكَّـرُ إِلاَّ ‏أُولُـوا الأَلبـَابِ "
‏ ( ‏سورة آل عمران / آية : 7 ) ‏

الإحكــام الخــاص ‏

ويتمثـل فـي قولـه تعالـى :

" منـه آيـاتٌ محكمـات " ‏

والإحكـام الـذي وصـف بـه سـبحانه ـ بعـض القـرآن هـو : ‏
قيــل :

الوضـوح والظهـور .
بحيـث يكـون معنـاه واضحـًا بَيِّنـًا لا يشـتبه علـى ‏أحـد. ‏
وهـذا كثيـر فـي الأخبـار و الأحكـام.

ـ
مثالـه فـي الأخبـار :

‏# قولـه تعالـى :
" شـهرُ رمضـانَ الـذي أُنـزِلَ فيـه القـرآنُ ‏‏" ‏
‏ ‏سورة البقرة / آية : 85 0‏
فكـل أحـد يعـرف شـهر رمضـان ، وكـل أحـد يعـرف القـرآن 0 ‏


ـ
ومثالـه فـي الأحكـام :

‏# قولـه تعالـى : " 0000 وَبِالوَالِديـنِ إِحسَـانًا 000 " 0 ‏سورة النساء / آية : 36 0 ‏
‏ فكـل أحـد يعـرف والديـه ، وكـل أحـد يعـرف الإحسـان 0 ‏
‏# وقولـه تعالـى : " حُرِّمَـتْ عَلَيكـمُ المَيتَـةُ وَالــدَّمُ وَلحـمُ الخِنزِيـرِ ‏وَمَـا أُهِـلَّ لِغَيـرِ اللهِ بِـهِ 0000 " 0 ‏سورة المائدة / آية : 3 0 ‏
فكـل أحـد يعـرف معنـى : الميتـة ، والـدم ، ولحـم الخنزيـر ، ويعلـم ‏حرمـة ذلـك 0 ‏
وقيــل :‏
‏ الإحكــام :
هـو الوضـوح والظهــور فـي معنـى الآيـات دون الكيفيــة ‏التـي دلـت عليهـا ؛ لأن القــرآن كلـه محكـم فـي
معنـاه ، فهــو كــلام ‏لـه معنـى ، وليـس كلامـًا أعجميـًّا أو ألغـازًا لا سـبيل إلـى فهمهـا , ولكـن ‏مـن حيـث الكيـف فهنـاك آيـات محكمـات أي معلومـة الكيـف ، وأُخـر ‏متشـابهات
فمـا عاينـه الإنسـان مـن
الكيفيـات التـي تتعلـق ببعـض الأحكـام ، والتـي ‏دلــت عليهـا ألفــاظ الآيـات ، ككيفيـة أداء الصـلاة ، وأفعـال الحـج ، ‏فهـذا محكـم المعنـى والكيفيـة ‏
أمـا
الغيبيـات وحقائـق صفـات الله عـز وجـل ،
فإننـا وإن كنـا نعلـم معانـي ‏هـذه الصفـات ، لكننـا لا نـدرك حقائقهـا ، وكيفيتهـا ؛
لقولـه تعالـى :

" وَلاَ ‏يُحِيطُـونَ بِـهِ عِلمـًا " ‏
‏ (‏سورة طه / آية : 110 )
وهـذا النـوع مـن المتشـابه لا يُسـأل عـن اسـتكشافه لتعـذر الوصـول إليـه ‏
( تفسير القرآن الكريم / سورة البقرة / ج : 1 / ‏ص : 49 0‏)

التشــابه الخــاص

التشـابه مـن الشـبهة وهـي الجهالـة وعـدم المعرفـة والتمييـز
‏ويتمثـل فـي قولـه تعالـى : ‏

‏" وأُخَـرُ مُتَشَـابِهَاتٌ " ( ‏سورة آل عمران / آية : 7 0 ‏)
والتشـابه الـذي وصـف بـه الله بعـض آيـات القـرآن نوعـان : ‏

ـ
النـوع الأول : " التشــابه الحقيقـي " : ‏

وهــو مـا لا يمكـن أن يعلمـه البشـر ، كالغيبيـات ، وكحقائـق صفـات الله ‏عــز وجـل ، فإننـا وإن كنـا نعلـم معانـي هـذه الصفــات ، لكننـا لا نــدرك حقائقهـا ، وكيفيتهـا ؛ ‏لقولـه تعالــى :
" وَلاَيُحِيطُـونَ بِـهِ عِلمـًا " ( ‏سورة طه / آية : 110 )
ككيفيـة الاسـتواء فـي قولـه تعالـى :
" الرَّحمَـنُ عَلَـى العَـرشِ اسـتَوَى" (سورة طه / آية : 5 )
أو كيفيـة سـمعه وبصـره وتكليمـه وكيفيـة الأشـياء التـي فـي عالـم الغيـب ‏،
فهـذا محكـم المعنـى متشـابه فـي الكيفيـة تشـابه حقيقـي ، فـلا يدخـل ‏فـي المتشـابه معانـي الآيـات التـي وصـف الله بهـا نفسـه ، وإلا كانـت ‏كلمـات جوفـاء بـلا معنـى ، تعالـى الله عـن ذلـك
وعلـى ذلـك
فجميـع آيـات الصفـات محكمـة المعنـى متشـابهة فـي الكيفيـة ‏فقـط تشـابه حقيقـي ، فجميــع آيـات الصفـات لهـا معانـي معلــوم عنـد ‏الراسـخين فـي العلــم حسـب اجتهادهـم فـي تحصيلـه .‏

أمـا
الكيـف فيفوضـون العلـم بـه لعـلام الغيـوب . ‏
وهـذا النـوع مـن المتشـابه لا يُسـأل عـن اسـتكشافه لتعـذر الوصـول إليـه ‏‏ ‏
‏ ( تفسير القرآن الكريم / سورة البقرة / ج : 1 / ‏ص : 49 )


ـ
النــوع الثانــي : " التشــابه النســبي " : ‏‏ ‏
وهـو الاشـتباه أي خفـــاء المعنــى بحيـث يشـتبه علـى بعـض النــاس ‏دون غيرهـم ، فيعلمــه الراسـخون فـي العلـم دون غيرهـم
( وهـذا
‏تشـابه نسـبي ـ وهـذا النـوع يُسـأل عـن اسـتكشافه وبيانـه ؛ لإمكـان ‏الوصـول إليـه )

وقـد انقسـم النـاس فـي ذلـك إلـى قسـمين :

القســم الأول : ‏

الراسـخون فـي العلـم : ويقولـون :
" آمنـا بـه كـل مـن عنـد ربنـا "
‏وإذا كـان مـن عنــده ـ سـبحانه ـ فلـن يكـون فيـه اشـتباه يسـتلزم ‏ضـلالاً أو تناقضـًا ، وَيَــرُدُّون المتشـابه إلـى المحكـم فصـار مـآل ‏المتشـابه إلـى الإحكـام . ‏

القســم الثانــي : ‏

أهـــل الضــلال والزيـغ : وهــم يتبعـون المتشـابه ويجعلـوه مثـارًا ‏للشـك والتشـكيك ، فَضَلُّـوا ‏وأَضَلُّـوا . ‏
وقـد يـؤدي هـذا التشـابه إلـى توهـم الواهـم : ‏
ـ مـا لا يليـق بالله تعالـى , ‏
ـ أو مـا لا يليـق بكتـابه , ‏
ـ أو مـا لا يليـق برسـوله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ , ‏
ويفهـم العالـم الراسـخ فـي العلـم خـلاف ذلـك مـن المتشـابه.

فيمـا يتعلـق بالله تعالـى :‏
‏#
مثـال أول :
أن يتوهـم واهـم من قولـه تعالـى :

" بَـل يَـدَاهُ مَبسُـوطَتَانِ " ( ‏سورة المائدة / آية :64 ‏)أن للـه يديـن مماثلتيـن لأيـدي المخلوقيـن .
نـرد هـذا المتشـابه إلـى المحكـم ليكـون الجميـع مُحْكَمـًا كالآتـي : ‏الراسـخون فـي العلـم يقولـون : إن للـه تعالـى يديـن حقيقيتيـن علـى ما ‏يليـق بجلالـه وعظمتـه ، لا تماثـلان أيـدي المخلوقيــن ، كمـا أن لـه ـ ‏سـبحانه ـ ذاتـًا لا تماثـل ذوات المخلوقيـن ؛ لأن الله تعالـى يقـول :
" ‏لَيـسَ كَمِثلِـهِ شَـيءٌ وَهُـوَ السَّـمِيعُ البَصِيـرُ " (سورة الشورى / آية : 11 ‏).
فـردّوا
المتشـابه الـذي هـو ----> " بـل يـداه مبسـوطتان " الغيـر واضـح ‏الدلالـة ، إلـى المحكـم الواضـح الدلالـة الـذي هـو ----> " ليـس كمثلـه ‏شـيءٌ وهـو السـميع البصيـر " . ‏
ليصيـر الجميـع محكمـًا واضـح الدلالـة .
‏ ‏
‏#
مثــال ثــان :‏
أن يتوهـم واهـم مـن قولـه تعالـى :
" إِنَّـا نَحـنُ نُحيـيِ المَوتَـى " ( ‏سورة يس / آية : 12 )‏
ومـن قولـه تعالـى :
" إِنَّـا نَحـنُ نَزَّلنَـا الذِكْـرَ وَإِنَّـا لَـهُ لَحَافِظُـونَ " ‏‏ ‏ (‏سورة الحجر / آية : 9) ‏

ونحوهمـا ممـا أضـاف الله فيـه الشـيء إلـى نفسـه بصفـة الجمـع .

ـ فاتبـع الضـال الـذي فـي قلبـه زيـغ هـذا المتشـابه وادَّعَـى تَعَـدُّد ‏الآلهـة وتـرك المحكـم الـدال علـى أن الله واحـد . ‏
ـ وأمـا الراسـخون فـي العلـم فيحملـون الجمـع المتمثـل فـي لفظـة
" ‏نحـن "
علـى التعظيـم لتعـدد صفـات الله وعظمهـا ، ويـردُّون هـذا ‏المتشـابه إلـى المحكـم فـي قولـه تعالـى :
" وَإِلَهُكُـم إِلَـهٌ وَاحِـدٌ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُـوَ "
( ‏سورة البقرة / آية : 163 ) ‏

فيمـا يتعلـق بكتـاب الله : ‏

‏#
مثـال أول : ‏
‏ أن يتوهـم واهـم تناقـض القــرآن وتكذيـب بعضـه بعضـًا :‏
لقولـه تعالـى :
" مَـا أَصَابَـكَ مِـن حَسَنَـةٍ فَمِـنَ اللهِ وَمَـا أَصَابَـكَ ‏مِـن سَـيِّئةٍ فَمِـن نَّفسِـكَ "
( ‏سورة النساء / آية : 79)

ولقولـه تعالـى فـي موضـع آخـر : ‏

‏" وَإِن تُصِبَهُـم حَسَـنَةٌ يَقُولُـوا هَـذِهِ مِـن عِنـدِ اللهِ وَإِن تُصِبْهُـم ‏سَـيِّئةٌ يَقُولُـوا هَـذِهِ مِـن عِنـدِكَ قُـل كُـلٌّ مِّـن عِنـدِ اللهِ " ( ‏سورة النساء / آية : 78 )


فـرد هــذا النـص المتشـابه ، ظاهــر التناقــض ‏إلـى المحكـم الواضـح الدلالـة ليكـون الجميـع محكمـًا كالآتـي : ‏

رأي أول :

الراسـخون فـي العلـم يقولـون : إن الحسـنة والسـيئة كلتاهمـا بتقديـر الله ‏عـز وجـل ، لكن الحسـنة سـببها التفضـل مـن الله تعالـى علـى عبـاده ، أما ‏السـيئة فسـببها فعـل العبـد ؛ كمـا قـال تعالـى : " وَمَـا أَصَابَكُـم مِّـن ‏مُّصِيبَـةٍ فَبِمَـا كَسَـبَت أَيدِكُـم وَيَعفُـو عَـن كَثِيـرٍ " ‏
‏ (‏سورة الشورى آية : 30 ) ‏
فإضافـة السـيئة إلـى العبـد مـن إضافـة الشـيء إلـى سـببه ، لا مـن ‏إضافتـة إلـى مقـدِّرِهِ ، أمـا إضافـة الحسـنة والسـيئة إلـى الله تعالـى فمـن ‏بـاب إضافـة الشـيء إلـى مُقَـدِّرِهِ ، وبهـذا يـزول مـا يُوهِـم الاختـلاف ‏بيـن الآيتيـن لانفكـاك الجهـة . ‏
‏ { تفسير سورة البقرة / محمد صالح بن ‏عثيمين / ج : 1 / ص : 48 } ‏
‏-
رأي ثــان :‏

قــال ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :

" إن الله قَـدَّرَ مقاديـرَ الخلــقِ ‏قبــل أن يخلـق السـموات والأرض بخمسـين ألـف سـنة "
(‏رواه مسلم / حديث رقم : 653 ) ‏


فـإرادة الله ـ سـبحانه تنقسـم إلـى قسـمين :

القســم الأول
إرادة كونيـة قدريـة
( كـن فيكـون )


وهـي
المشـيئة ، ولا ملازمـة بينهـا وبيـن المحبــة والرضـا ـ أي محبـة الله ورضـا الله عنهـا ـ ،

بـل يدخــل فيهـا
الكفــر والإيمـان ، ولا محيـص عنهـا
كقولـه تعالـى :
" فَمَـن يُـرِدِ اللَّهُ أَن يَهدِيَـهُ يَشـرَح صَـدرَهُ لِلإِسـلامِ وَمَن يُـرِد أَن يُضِلَّـهُ يَجعَـل صَـدرَهُ ضَيِّقـًا حَرَجـًا " ( سورة الأنعام / آية : 125 )

فهـذه الآيـة تشمـل جميـع الخلـق ، فلابـد لكـل أحـد إمـا أن يشـرح الله صـدره للإسـلام ، وإمـا أن يجعـل صـدره ضيقـًا حرجـًا .

القســم الثانــي
إرادة دينيــة شـرعية


@ وهـي ـ مختصـة
بمراضـي الله ومحابـه ، وعلـى مقتضاهـا أمــر عبـاده ونهاهـم ،
كقولـه تعالـى :
" يُرِيـدُ اللَّهُ لِيُبَيِّـنَ لَكُــم وَيَهدِيَكُـم سُـنَنَ الَّذِيـنَ مِـن قَبلِكُـم وَيَتُـوبَ عَلَيكُــم وَاللَّهُ عَلِيـمٌ حَكِيـمٌ " ( سورة النساء / آية : 26 )

وهـذه الإرادة تكـون فـي حـق المؤمـن الطائـع : فتجمـع الإرادة الكونيـة القدريـة ، والإرادة الدينيـة الشـرعية .
وتنفـرد الإرادة الكونيـة القدريـة فـي حـق الفاجـر العاصـي .
{ 200 سـؤال وجـواب فـي العقيـدة ( الحكمـي ) / ص : 84 0 }
‏#
مثـال ثان : ‏
أن يتوهـم واهـم تناقـض القـرآن وتكذيـب بعضهـم بعضـًا :
لقولـه تعالـى :
" إِنَّـكَ لاَ تَهـدِي مَـن أَحْبَبْـتَ " (سورة القصص / آية : 56 )

ولقولـه تعالـى : "
وَإِنَّـكَ لَتَهـدِي إلـى صِـرَاطٍ مُّسـتَقِيمٍ " (سورة الشورى / آية : 52 )

ففـي الآيتيـن موهـم تعـارض ، فيتبعـه
مـن فـي قلبـه زيـغ ويظـن بينهمـا تناقضـًا وهـو النفـي
فـي الأولـى ، والإثبـات فـي الثانيـة!!!!
وأمـا
الراسـخون فـي العلـم فيقولـون :
لا تناقـض فـي الآيتيـن :

= فالمـراد
بالهدايــة فـي الآيــة الأولـى ----> هدايـة التوفيـق ,
وهـذه لا يملكهـا إلا الله وحـده ، فـلا يملكهـا الرسـول ولا غيـره .....
والمـراد بهـا فـي الآيـة الثانيـة ----> هدايـة الدَّلالـة ,
وهـذه تكـون من الله تعالـى ؛ ومن غيـره ..... فتكـون مـن الرسـل وورثتهـم مـن العلمـاء الربانييـن .

فيمـا يتعلـق برسـول الله
ـ صلى الله عليه وعلى وآله وسلم ـ


قـد يتوهـم الواهـم مـا لا يليـق برسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :

#
مثـال ذلــك :

قولـه تعالـى لنبيــه ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :

"
فَـإِن كُنـتَ فـي شَـكٍّ مِّمَّـا أَنزَلنَـا إِلَيــكَ فاسـألِ الَّذِيـنَ يَقـرءُونَ الكِتَـابَ مِـن قَبلِـكَ لَقَـد جَـاءَكَ الحَـقُّ مِـن رَّبِّـكَ فَـلاَ تَكُونَـنَّ مِـنَ المُمتَرِيـنَ "
( سورة يونس/ آية : 94 )


ففـي الآيـة ما يوهـم وقـوع الشـك مـن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ فيمـا أُنـزِلَ إليـه ، فيتبعـه مـن فـي قلبـه مـرض ؛ فيدَّعـي أن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ وقـع منـه ذلـك ، فيطعـن فـي رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ .

ونـرد هـذا المتشـابه إلـى المحكـم ليكـون الجميـع محكمـًا كالآتـي :

الراسـخون فـي العلـم يقولـون :

إن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ لـم يقـع منـه شَـكٌّ فيمـا أُنـزِلَ إليـه ، بـل هـو أعلـم النـاس بالقـرآن ، وأقواهـم يقينـًا كمـا قـال الله تعالـى فـي نفـس السـورة :

"
قُــل يَا أَيُهَـا النَّـاسُ إِن كُنتُـم فـي شَـكٍ مِّـن دِينِـي فَـلاَ أَعبُـدُ الَّذِيـنَ تَعبُـدُونَ مِـن دُونِ اللَّهِ " ( سورة يونس / آية : 104 )

أي إن كنتـم فـي شـكٍّ ـ [ مـن دينـي ] ـ فأنـا علـى يقيـن منـه ، ولهـذا لا أعبـد الذيـن تعبـدون مـن دون الله ، بـل أكفـر بهـم وأعبـد الله .

ولا يلـزم مـن قولـه تعالـى :
" فَإِن كُنـتَ فـي شـكٍّ مِّمَّـا أَنزَلنَـا إِلَيـكَ " سورة يونس / آية : ( 94 ) ،

أن يكـون الشــكُّ جائـزًا علـى الرســول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ أو واقعـًا منـه
ألا تـرى قولـه تعالـى :

" قُـل إِن كَـانَ للرَّحمَـنِ وَلَـدٌ فَأنَـا أَوَّلُ العَابِدِيـنَ " ( سورة الزخرف / آية : 81 )
-

هـل يلـزم منـه أن يكـون الولـد جائـزًا علـى الله تعالـى أو حاصـلاً ؟ !
كـلا ؛ فهـذا لم يكـن حاصـلاً ، ولا جائـزًا على اللهِ تعالـى ، لقولـه تعالـى :

" وَمَا يَنبَغِـي لِلرَّحمَـنِ أَن يَتَّخِـذَ وَلَـدًا 0 إِن كُـلُّ مَـن فـي السَّـموَاتِ وَالأَرضِ إِلاَّ آتِـي الرَّحمَـنِ عَبـدًا " 0 ( سورة مريم / آية : 92 ، 93 )

ولا يلـزم مـن قولـه تعالـى :

" فَـلاَ تَكُونَـنَّ مِـنَ المُمتَرِيـنَ " { سورة البقرة / آية : 147 ، سورة يونس / آية : 94 }
أن يكـون الامتـراء ـ ( أي الشـك ) ـ واقعـًا من الرسـول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ لأن النهـي عـن الشـيء قـد يوجـه إلـى مـن لـم يقـع منـه ، ألا تـرى قولَـهُ تعالـى :

" وَلاَ يَصُدُّنَّـكَ عَـن آيَـاتِ اللَّهِ بَعـدَ إِذ أُنزِلَـتْ إِلَيـكَ وَادْعُ إِلَـى رَبِـكَ وَلاَ تَكُونَـنَّ مِـنَ المُشْـرِكِينَ " ( سورة القصص / آية : 87 )

ومـن المعلـوم أنهـم لـم يصـدُّوا النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ عـن آيـات الله ، وأن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ لـم يقـع منـه شـرك .

والغـرض مـن توجيـه النهـي إلـى مَـنْ لا يقـع منـه : التنديـد بِمَـنْ وقـع منهـم ، والتحذيـر مـن منهاجهـم ، وبهـذا يـزول الاشـتباه ، وظَـنّ مـا لا يليـق بالرسـول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ .
{ تفسـير القـرآن الكريـم / سورة البقرة / ج : 1 / ص : 49 }

فـائــدة :

" إن كنـتَ فـي شـكٍّ " ؛ فـي لغـة العـرب : اسـتجازة العـرب قـول القائـل منهـم لابنـه " إن كنـتَ ابنـي فَبِرِّنـي " ، وهـو لا يشـك فـي أنـه ابنـه .

منشــأ التشــابه وأقســامه وأمثلتــه

نعلـم ممـا سـبق أن منشـأ التشـابه
إجمـالاً ، هـو خفـاء مـراد الشـارع مـن كلامـه ؛ أمـا تفصيـلاً فنذكــر أن منـه مـا يرجـع خفـاؤه إلـى اللفــظ ، ومنـه مـا يرجـع خفـاؤه إلـى المعنـى ، ومنـه مـا يرجـع خفـاؤه إلـى اللفـظ والمعنـى معـًا
فالقســـم الأول :

وهـو ما كـان التشـابه فيـه راجعـًا إلـى
خفـاء فـي اللفـظ وحـده :
منه " مفـرد " و " مركـب "

و
المفــرد

قـد يكــون الخفــاء فيـه ناشــئًا :
= مـن جهـة " غرابتــه " ، أو
= مِـن جهــة " اشـتراكه " .

والمركــب

قـد يكـون الخفــاء فيـه ناشــئًا :

= مـن جهـة " اختصـاره " ، أو
= مـن جهــة " بسـطه " ، أو
= مـن جهـة " ترتيبـه " .

مثـال التشـابه فـي " المفـرد " بسـبب غرابتـه ونــدرة اسـتعماله :

لفـظ "
الأبّ " بتشـديد البـاء فـي قولـه سـبحانه :
" وفاكهـةً وأبـًّا " [ سورة عبس / آية : 31 ]
وهــو ما ترعـاه البهائـم ؛ بدليـل قولـه بعـد ذلـك :

" متاعـًا لكـم ولأنعامكـم " [ سورة عبس / آية : 32 ]

ومثـال التشـابه فـي " المفــرد " بسـبب اشـتراكه بيـن معـان عـدة :

لفـظ
" اليميــن " فـي قولـه سـبحانه :

" فـراغ عليهـم ضربـًا باليميـن " [ سورة الصافات / آية : 93 ]


أي فأقبـل إبراهيـم علـى أصنـام قومـه ضاربـًا لها باليميـن مـن يديـه لا بالشـمال ، أو ضاربـًا لهـا ضربـًا شـديدًا بالقـوة ؛ لأن اليميـن أقـوى الجارحتيـن ؛ أو ضاربـًا لها بسـبب اليميـن التـي حلفهـا ونَـوَّه بهـا القـرآن إذ قـال :

" وتـا الله لأكيـدنَّ أصنامكـم بعـدَ أن تولـوا مدبريـن " [ سورة الأنبياء / آية : 57 ]

كل ذلـك جائـز ، ولفـظ اليميـن مشـترك بينهـا .

ومثـال التشـابه فـي " المركــب " بسـبب اختصـاره :
قولـه تعالـى :

" وإن خفتـم ألا تقسـطوا فـي اليتامـى فانكحـوا مـا طـاب لكـم مـن النسـاء "
[ سورة النساء / آية : 3 ]


فإن خفـاء المـراد فيـه ، جـاء من ناحيـة إيجـازه ؛ والأصـل :
"
وإن خفتـم ألا تقسـطوا فـي اليتامـى لو تزوجتموهـن ، فانكحـوا مـن غيرهـن ما طـاب لكـم مـن النسـاء "

= ومعنـاه أنكـم إذا تحرجتـم مـن زواج اليتامـى مخافـة أن تظلموهـن ؛ فأمامكـم غيرهـن فتزوجــوا منهـن ما طـاب لكـم .
= وقيـل إن القـوم كانـوا يتحرَّجـون مـن ولايـة اليتامـى ولا يتحرجـون مـن الزنـى ، فأنــزل الله الآيـة .
=
ومعنـاه :

إن خفتـم الجَـوْر فـي حـق اليتامـى فخافـوا الزنـى أيضـًا ، وتبدلـوا بـه الـزواج
الـذي وسـع الله عليكـم فيـه ، فانكحـوا ما طـاب لكـم مـن النسـاء مثنـى وثـلاث وربـاع .

ومثـال التشـابه فـي " المركــب " بسـبب بسـطه والإطنـاب فيـه :

قولـه جلْـت حكمتـه :
" ليـس كمثلـه شـيء " [ سورة الشورى / آية 11 ]

فـإن حـرف الكـاف لو حـذف وقيــل " ليـس مثلـه شـيء " كـان أظهـر للسـامع مـن هـذا التركيـب الـذي ينحـل إلـى : " ليـس مثـل مثلـه شـيء " وفيـه مـن الدقـة مـا يعلـو علـى كثيـر مـن الأفهـام .

ومثـال التشـابه يقـع فـي " المركــب " لترتيبـه ونظمـه :
قولـه جـل ذكـره:
" الحمـد للهِ الـذي أنـزل علـى عبـده الكتـابَ ولـم يجعــل لـه عِوَجـًا * قَيِّمـًا "
[ سورة الكهف / آية : 1 ، 2 ]


فـإن الخفـاء هنـا جــاء مـن جهـة الترتيـب بيـن لفـظ " قَيِّمـًا " ومـا قبلـه ولـو قيـل : " أنـزل علـى عبـده الكتـاب قَيِّمـًا ولـم يجعـل لـه عِوَجـًا " لكـان أظهـر أيضـًا .

واعلـم أن فـي مقدمـة هـذا القسـم فواتـح الســور المشـهورة ، لأن التشـابه والخفــاء فـي المـراد منهـا ، جـاء مـن ناحيـة ألفاظهـا لا محالـة .

والقســم الثانـي :

وهـو مـا كـان التشــابه فيـه راجعـًا إلـى خفــاء المعنـى وحــده :
مثالـه :

كـل ما جـاء فـي القـرآن الكريـم :
= وصفـًا لله تعالـى ، أو
= لأهـوال القيامـة ، أو
= لنعيـم الجنـة وعـذاب النـار ؛

فـإن العقــل البشـري لا يمكـن أن يحيـط بحقائــق صفـات الخالـق ، ولا بأهـوال القيامـة ، ولا بنعيـم أهـل الجنـة وعـذاب أهـل النـار .

وكيـف السـبيل إلـى أن يحصـل فـي نفوسـنا صـورة ما لـم نحسُّـه ، ومـا لـم يكـن فينـا مثلـه ولا جنسـه ؟

واعلـم أن فـي مقدمــة هـذا القسـم المشـكلات المعروفـة بمتشـابهات الصفـات ؛ فـإن التشـابه والخفــاء لـم يجـيء مـن ناحيـة غرابــة فـي اللفــظ أو اشـتراك فيـه بيـن عـدة معـان أو لإيجـاز أو إطنـاب مثـلاً ، فيتعيـن أن يكـون مـن ناحيـة المعنـى وحـده .

القســـم الثالــث :

وهـو ما كـان التشـابه فيـه راجعـًا إلـى اللفـظ والمعنـى معـًا :
مثالـه :

قولـه تعالـى :
" وليـسَ البِــرُّ بـأن تأتـوا البيـوتَ مـن ظهورهـا " [ سورة البقرة / آية : 189 ]

فإن مـن لا يعـرف عـادة العـرب فـي الجاهليـة ، لا يسـتطيع أن يفهـم هـذا النـصَّ الكريـم علـى وجهـه ..

وَرَدَ أن ناسـًا مـن الأنصـار كانـوا إذا أحرمـوا لم يدخـل أحـد منهـم حائطـًا ولا دارًا ولا فسـطاطًا مـن بـاب ؛ فـإن كـان مـن أهـل المَـدَرِ ( 1 ) نقــب نقبـًا فـي ظهـر بيتــه يدخـل ويخـرج منـه ، وإن كـان مـن أهـل الوبـر ( 2 ) خـرج مـن خلـف الخبـاء ، فنـزل قـول الله :

" وليـس البِـرُّ بـأن تأتـوا البيـوتَ مـن ظهورهـا ولكـنَّ البِــرَّ مـن اتَّقـى ، وأُتـوا البيـوت مـن أبوابهـا ، واتَّقـوا الله لعلكـم تفلحـون "

( 1 )
أهـل المـدر : سـكان البيـوت المبنيـة ، خـلاف البـدو ، سـكان الخيـام 0
( 2 )
أهـل الوبـر : أهـل الباديـة ؛ لأنهـم يتخـذون بيوتهـم مـن الوبـر0

فهـذا الخفـاء الـذي فـي الآيـة ، يرجـع إلـى اللفـظ بسـبب اختصـاره ؛ ولو بسـط لقيـل :

" وليـس البـر بأن تأتـوا البيـوت مـن ظهورهـا إذا كنتـم محرميـن بحـج أو عمـرة "

ويرجـع الخفـاء إلـى المعنـى أيضًـا ؛ لأن هـذا النـص علـى فـرض بسـطه كمـا رأيــت ، لابــد معـه مـن معرفـة عـادة العـرب فـي الجاهليـة وإلا لتعـذَّر فهمـه .
( مناهل العرفان / ج : 2 / ص : 297 )

الخلاصــــة :


المتشــابه:
  • يرجـع خفـاؤه إلـى اللفـظ فقـط : وهذا:
    = مفـرد : الخفـاء ناشـئًا عـن :
    - غرابتـه
    - اشـتراكه أو
    = مركـب : الخفـاء ناشـئًا عـن :
    - اختصـاره
    - بسـطه
    - ترتيبـه
    يرجـع خفـاؤه إلـى
    المعنـى فقـط : مثـل
    - الغيبيـات
    - وحقائـق الصفـات
    - وغيـره

    يرجـع خفـاؤه إلـى
    اللفـظ والمعنـى معـًا
    بأقسـامها الموضحـة



الحكمــة فــي تنــوع القــرآن إلـى محكـم ومتشــابه
====================================


لـو كـان القـرآن كلـه محكمًـا:
= لفاتـت الحكمـة مـن الاختبـار بـه تصديقًـا وعمـلاً لظهـور معنـاه ،
= وعـدم المجـال لتحريفــه والتمسـك بالمتشـابه ابتغــاء الفتنــة وابتغـاء تأويلـه ،

ولـو كـان كلُّـه متشـابهًا

= لفـات كونـه بيانـًا ، وهـدى للنـاس ،
= ولمـا أمكـن العمـل بـه ، وبنـاء العقيــدة السـليمة عليـه ،

ولكـن الله تعالـى بحكمتـه جعـل منه
آيـات محكمـات ، يُرْجَـع إليهـن عنـد التشـابه ،
وأُخَـر مشـابهات امتحانًـا للعبـاد ؛ ليتبيـن صـادق الإيمـان ممـن فـي قلبــه زيـغ .

فـإن
صـادق الإيمـان يعلـم أن القـرآن كلـه مـن عنـد الله تعالـى ، ومـا كـان مـن عنـد الله فهـو حــق ، ولا يمكـن أن يكـون فيـه باطـل ، أو تناقـض لقولـه تعالـى :

" لاَّ يَأْتِيِـه الْبَاطِـلُ مِـن بَيْـنِ يَدَيـهِ وَ لاَ مِـن خَلْفِـهِ تَنزِيـلٌ مِّـنْ حَكِيـمٍ حَمِيـدٍ "
( سورة فصلت / آية : 42 )


وأما
مـن فـي قلبـه زيـغ فيتخـذ مـن المتشـابه سـبيلاً إلـى :
- تحريـف المحكـم
- واتبـاع الهـوى فـي التشـكيك فـي الأخبـار
- والاسـتكبار عـن الأحكـام ،

ولهـذا تجـد كثيـرًا مـن المنحرفيـن فـي العقائـد والأعمـال ، يحتجـون علـى انحرافهـم بهـذه الآيـات المتشـابهة .
{ تفسـير القـرآن الكريـم / سـورة البقـرة / ج : 1 / ص : 51 }

#
ومـن حِكَـم تنـوع القـرآن إلـى محكـم ومتشـابه :

نقـل السـيوطي عـن الكرمانـي فـي غرائبـه أنه قـال :
"
إن قيـل :
ما الحكمـة فـي إنـزال المتشـابه ممـن أراد لعبـاده البيـان والهـدى ؟
قلنـا :

إن كـان ( أي المتشـابه ) ممـا يمكـن علمـه فلـه فوائـد :
ـ منهـا الحـث للعلمـاء علـى النظـر الموجـب للعلـم بغوامضـه والبحـث عـن دقائقـه ، فـإن اسـتدعاء الهمـم لمعرفـة ذلـك مـن أعظـم القُـرَب .
ـ ومنهـا ظهــور التفاضــل وتفـاوت الدرجـات ؛ إذ لـو كـان محكمًـا لا يحتـاج إلـى تأويـل ونظــر لاسـتوت منـازل الخلـق ، ولـم يظهـر فضـل العالـم علـى غيـره.

وإنَ كـان ( أي المتشـابه ) ممـا لا يمكـن علمـه ( بـأن اسـتأثر الله بـه ) ، فلـه فوائـد :

ـ منهـا ابتـلاء العبـاد بالوقـوف عنـده
- والتوقـف فيـه
- والتفويـض والتسـليم ،
{ مناهل العرفان في علوم القرآن / ج : 2 / ص : 319 }


# تســـاؤلات والـــرد عليهــا :

س : هـل كـل مـن يتبـع المتشـابه يُحْكَـم عليـه بأنـه فـي قلبـه زيـغ ؟ !
ج : لا .
ـ إذا تـرك المسـلم النـص المحكــم وأخـذ بالنـص المتشـابه ، فإنـه ليـس علـى سـبيل الإطـلاق يُحكـم عليـه بأنـه مـن الذيـن يوصفـون بـأن فـي قلوبهـم زيـغ ، فقـد يكـون " المتشـابه " عنـده " محكـم " وذلـك بعـد اجتهـاده وبحثـه وصدقـه فـي طلـب الحـق وفـي اتبـاع الرسـول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، وهـذا أمـر يُوكَــل إلـى عَـلاَّم الغيـوب الـذي يعلـم مـا تخفـي الصـدور ، بـل قـد يكـون هـذا الشـخص عنـد الله مأجـورًا وإن أخطـأ!!!!

ـ وأمـا إذا تـرك المسـلم النـص المحكــم وأخـذ بالنــص المتشـابه ، تَرَخُّصًـا واتباعـًا للهـوى أو المصلحـة أو غيـر ذلـك ـ بينمـا أمامـه النصـوص المحكمــة واضحـة الدَّلالـة ، فهـذا علـى خطـر عظيـم ، والله أعلـم بحالـه ، وقـد يُعَـدّ ممـن يوصـف بأنـه فـي قلبـه زيـغ .

س : هـل المحكـم والمتشـابه يكـون فـي آيـات القـرآن الكريـم فقـط ؟ !

ج : لا .

المحكـم والمتشـابه قـد يكـون أيضًـا فـي الأحاديـث النبويـة :

#
وأمثلـة ذلـك :

ـ نـوم ابـن عبـاس ـ رضي الله عنهما ـ مـع النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ وزوجتـه في فـراش واحـد !!!
  • فتتولـد شـبهة الاختـلاط ومـا إلـى ذلـك
  • ثـم عنـد النظــر فـي الأحاديـث الـواردة فـي هـذا الأمـر نجـد أن هـذه الزوجـة هـي ميمونـة زوج النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ وهـي خالـة ابـن عبـاس
  • فيـزول الإشـكال
{ صحيح سنن أبي داود / ج : / أحاديث رقم : 1205 ، 1215 ، 1216 }

ـ تحديـث عائشـة ـ رضي الله عنها ـ لأحـد الصحابـة بأمـر شـخصي !!!!

عـن عائشـة ـ رضي الله عنها ـ أن النبــي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
{ قَبَّــلَ امـرأة مـن نسـائه ثـم خـرج إلـى الصـلاة ولـم يتوضـأ }

قـال عـروة : فقلـتُ لهـا : مـن هـي إلا أنـت ؟ .... فضحكـتْ .
{ صحيح سنن أبي داود / ج : 1 / حديث رقم : 165}

هـذا المُـزَاح بيـن أم المؤمنيـن عائشـة ـ رضي الله عنها وهـذا الصحابـي يثيـر الشـبهات !!!!!!!
  • نـرد هـذا المتشـابه إلـى المحكـم
  • وذلـك بـأن نَكِـل حقائــق الأمــور إلـى الله ولا نشـك فـي الصحابـة ،
  • ولا نشـك فـي النصـوص التـي تحـرم الاختـلاط
  • وبالتتبـع وجـد أن : عـروة هـو عـروة بـن الزبيـر وهـو ابـن أختهـا
  • فيـزول الإشـكال .
{حاشية صحيح سنن أبي داود / ج : 1 / ص : 36 }


قاعـــدة :

ـ إذا كان لدينـا نصـوص محكمـة وأخـرى متشـابهة ، وليـس لدينـا وسـيلة أو أي أدوات للترجيـح ، فعلينـا أن نتهـم أنفسـنا بعـدم الإلمـام بكـل النصــوص الخاصـة بهـذه المسـألة ، وألا نحيـد عـن المحكـم فـي هـذه المسـألة إلـى المتشـابه فيهـا.

ـ وعنـد تعـارض قـول أو فعـل النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ مـع قـول أو فعـل غيـره ، فـلا يجـوز تـرك قـول أو فعـل النبــي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ لأحـد كائنًـا مـن كـان ، سـواء كـان صاحبيًّـا جليـلاً أو عالمـًا جليـلاً 0 وهـذا هـو منهـج الصحابـة الكـرام.

* عـن صالـح بـن كيسـان عـن ابـن شـهاب أن سـالم بـن عبـد الله حدثـه أنـه سـمع رجـلاً مـن أهـل الشـام ، وهـو يسـأل عبـد الله بـن عمــر عـن التمتـع بالعمـرة إلـى الحـج ، فقـال عبـد الله ابـن عمـر :

هـي حـلال .. فقـال الشـامي :
إن أبـاك قـد نهـى عنهـا
قـال عبـد الله :
أرأيـت إن كـان أبـي نهـى عنهـا ، وصنعهـا رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، أَمْــر أبـي يُتَّبَـع أم أمـر رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ؟ !

فقـال الرجـل : بـل أمـر رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ 0

فقـال : لقـد صنعهـا رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ

{أخرجه الترمذي , وصححه الشيخ مقبل بن هادي الوادعي في كتابه :
الجامع الصحيح مما ليس في الصحيحين / ج : 5 / كتاب السنة / ص : 36 }

فعنـد مـا نناقـش مسـألة : سـفر المـرأة مـع ذي محـرم منهـا :

نجـد أن هنـاك أحاديـث كثيـرة عـن الرسـول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ توجـب سـفر المـرأة مـع ذي محـرم منهـا :

{
فعـن أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ عـن النبــي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال :
" لا يحــل لامــرأة تسـافر مسـيرة يـومٍ وليلـةٍ إلا مـع ذي محـرم عليهـا " متفق عليه ـ نيل الأوطار}


ثـم نجـد أثـر عـن بعـض أمهـات المؤمنيـن أنهـن سـافرن بـدون محـرم !!!!

فهـذا الأثـر مـن المتشـابهات التـي لا نعلــم مـا وراءهـا مـن حقائــق ، فـلا نتهـم أحـد بعـدم الاتبـاع .....
  • فهـذا فعـل صحابـه واجتهادهـم وهـم غيـر معصوميـن
  • ولا نعلـم حقيقـة الأمـر ولا حجتهـم ،
  • ونَكِـلُ أمـرَ الحكـم علـى فعلِهـم إلـى اللهِ ،
  • وأما بالنسـبة لمـن بلغـه الأحاديـث الـواردة فـي تحريـم سـفر المـرأة بـدون محـرم ،
  • وهـي نصـوص محكمـة وفـي أعلـى مراتـب الصحـة ،
  • فعليـه تـرك العمـل بهـذه الآثــار المتشـابهة ، واتبـاع النصـوص المحكمـة ،
  • ولا يحيـد عـن المحكـم إلـى المتشـابه .

جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.