الخميس، 10 مارس 2011

مصطلح { البدعة }



مصطلح { البدعة }
ما يُنسب إلى الدين وليس من الدين


إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره , ونعوذ بالله من شرور ‏أنفسناوسيئات أعمالنا , من يهده الله فلا مضل له ومن يُضلل فلا ‏هادى له . وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له , وأشهد أن ‏محمدا عبده ورسوله . ‏‏

‏{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِوَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ‏‏(102)} ‏‏( آل عمران ).

{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِيخَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ ‏مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَارِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ ‏بِهِوَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (1) ( النساء )

‏‏{يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاًسديداً يُصلح لكم أعمالكم ‏وييغفر لكم ذنوبكم ومن يُطع الله ورسوله فقد فاز فوزاًعظيماً } ‏
( الأحزاب : 70 , 71 ) .

‏‏ أما بعد : ‏فإنأصدق الحديث كتاب الله , وخير الهدى ؛ هدى ‏محمد , وشر الأُمور محدثاتها , وكلمحدثة بدعة وكل ‏بدعة ضلالة , وكل ضلالة فى النار . ‏ ‏
‏‏ عن العرباض بن سارية قال :‏‏

وعظنا رسول الله موعظة بليغة وجلت منها القلوب , وزرفت ‏منها العيون , فقلنا يا رسول الله ! كأنها موعظة مودع فأوصِنا ‏‏(1) قال :

‏‏{أُوصيكم بتقوى الله , والسمع والطاعة , وإن أُمر ‏عليكم عبدٌ حبشى , فإنه من يعش بعدى سيرى ‏اختلافاًكثيراً فعليكم بسنتى وسنة الخلفاء المهدين ‏الراشدين من بعدى , تمسكوا بها وعَضواعليها ‏بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة ‏وكل بدعة (2) ضلالة } ,
{وكل ضلالة فى النار} (3).

هذا ما وعظنا به رسول الله ؛ أن نتمسك بسنته , وسنة ‏الخلفاء من بعده , وأن نعض عليها بالنواجذ .

‏‏‏*****
ولكى نحقق هذه الموعظة البليغة , ستعترضنالا ‏محالة - عقبات كثيرة منها : ‏‏ ‏ ‏ ‏

@ << مادُوِّن فى الكتب من أحاديث كلها منسوبة إلى النبى , ما ‏موقفنا منها قبولا أو رداًوعملا بها أو تركا لها ؟‏ ويمكن أن يُجاب عن ذلك من خلال عدة نقاط >>

( أ ) ضرورة ‏تصفية سنة رسول الله:‏
لنعرف صحيحها فنتحدث و نعمل به ونعرف ضعيفها فنحذر ‏منه ونتجنبه , ‏‏وتتبين أهمية ذلك من دراسة مقدمة كتاب :

"سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيىء ‏فى الأمة "
‏- للشيخ الألبانى – الجزء الأول – من (ص39 إلى ص51)

(ب ( الأحاديث الضعيفة هل يُعمل بها فى فضائلالأعمال أم لا؟
‏‏لمعرفة القول الراجح فى هذه المسألة يُرجع إلى مقدمات كتب :

‏‏1-‏‏" صحيح الجامع الصغيروزياداته‏‏ للشيخ الألبانى (الجزء الأول )"
من ( ص49 إلى ص 57 ) .
‏‏ 2- " صحيح الترغيب والترهيب"- للشيخ الألبانى -
(الجزء ‏الأول )من (ص47إلى ص67‏)
‏‏ 3- "تمام المنة" –للشيخ الألبانى-القاعدة الثانية عشر
من ‏‏(ص34إلى ص38 ) ‏‏ ‏ ‏

@ ثانيا :

<< ماثبت مناختلافات سائغة بين العلماء والأئمة الأفاضل ‏‏, كيف نتعامل معها وكيف نرجح منها ؟ >>

هذا نعرفه من دراسة مقدمة كتاب: ‏ " صفة صلاة النبى " – للشيخ الألبانى. ‏‏ ‏ ‏

@ ثالثا :

‏‏.<< إذا لم يترجح لدينا قول من أقوالعلمائنا وأئمتنا الأفاضل‏ صارت المسألة بالنسبة لنا من المشتبهات.... فكيف نتعاملمع مثل هذه المسائل ؟ >>

‏هذا يتضح لنا من دراسة الشروحعلى حديث النعمان ‏بن بشير :
‏‏{الحلال بيِّن والحرام بيِّن وبينهما أمور مُشتبهات}‏‏
والتى وردت فى كتب عديدة منها :
‏‏•‏ ‏"فتح البارى"‏‏
‏ ‏"شرح صحيح مسلم للنووى"‏‏
‏‏-"جامع العلوم والحكم " . ‏ ‏ ‏

@ رابعا :

‏‏<<ما يُنسب إلى الدين وليس من الدين , وهو ما أطلق عليه ‏العلماءمصطلح:‏‏ " البدعة" ,
‏‏ ما هى ضوابطها ؟ وكيف نتبينها ؟ وما موقفنا ‏منها ؟ >>.

‏هذا ما نعرفه من دراسة : ‏‏
1- بعض الفصول من كتاب "علم أصول البدع"
‏‏ للشيخ على بن حسن بن على بن عبد الحميد . ‏‏

2- بعض الفصول من كتاب "البدعة وأثرها السيىء فى الأمة"
‏ للشيخ سَليم بن عيدالهلالى . ‏‏

3- بعض الأوراق من كتيب"الإبداع فى بيانكمال الشرع وخطر ‏الابتداع "‏‏ للشيخ محمدبن صالح العثيمين .

مدعمين ما سبق بمقتطفات من أقوال:
‏•‏ الشيخ العثيمين
‏‏•‏ والشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ عن البدعة ‏وذلك من أشرطتهم فى شرح ‏كتاب " الأربعين النووية " ‏‏

4- مثال عن البدعة- من الواقع :‏من أشرطة" شرح العقيدة ‏الحموية"
للشيخ العثيمين .

[ 1 ] بعض الفصول
من كتاب
{ علم أصول البدع }
(
للشيخ على بن حسن بن عبد الحميد
)



# تمهيد فى كمال الشريعة وكفايتها :

يقول الله تعالى ممتنا على عباده :
{ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا }(المائدة :3)

فهذه الآية الكريمة تدل على تمام الشريعة وكمالها , وكفايتها لكل ما يحتاجه الخلق الذين أنزل الله- سبحانه- قوله فيهم :

{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) الذاريات}


يقول الإمام ابن كثير فى " تفسيره " ( 2 / 19 ) :
< . هذه أكبر نِعَمِ الله تعالى على هذه الأمة , حيثُ أكمل تعالى لهم دينهم , فلا يحتاجون إلى دين غيرهِ , ولا إلى نبى غير نبيهم –صلوات الله وسلامه عليه - ؛ ولهذا جعله الله تعالى خاتم الأنبياء , وبعثه إلى الإنس والجن ؛ فلا حلال إلا ما أحله و لا حرام إلا ما حرمه , ولا دين إلا ما شرعه .(1) وكل شىء أخبر به ؛ فهو حق وصدق , لاكذب فيه ولا خلف , كما قال تعالى :

{وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا لَا مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِهِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (115) الأنعام }

أى:صدقا فى الأخبار وعدلا فى الأوامر والنواهى فلما أكمل لهم الدين ؛ تمت عليهم النعمة > .

< فلا يُتصور أن يجىء إنسان ويخترع فى الشريعة شيئا لأن الزيادة عليها تُعدُ استدراكا على الله - تبارك وتعالى - , وتوحى بأن الشريعة ناقصة , وهذا يُخالف ما جاء فى به كتاب الله –تبارك وتعالى – فلا يُتصور إنسان يزيد عن شرع الله , ولا يكون غير مذموما > (2) . وهذا أمر قد أيقن به أهل الملل كلهم – ولله الحمد – لكن كثيرا منهم يجحدون ؛ كما قال الله تعالى :

{وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْمًا وَعُلُوًّا (14) النمل } .
-------------------------------

الحاشية :

(1) وقد روى ابن جرير وابن المنذر عن ابن عباس فى هذه الآية : قوله " أخبر الله نبيه والمؤمنين أنه أكمل لهم الإيمان ؛ فلا يحتاجون إلى زيادة أبدا ....." ؛ كما فى " الدرر المنثورة " ( 3 / 17 ) .

(2 ) " البدعة والمصالح المرسلة " ( ص111 ) لتوفيق الواعى .


=======

عن طارق بن شهاب ؛ قال :
< قالت اليهود لعمر : أنكم تقرؤون آية فى كتابكم , لو علينا معشر اليهود نزلت ؛ لاتخذنا ذلك اليوم عيدا !! قال : وأىُ آية ؟ قالوا :
{اليومَ أكملتُ لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتى }
وقال عمر : والله إنى لأعلم اليوم الذى نزلت على رسول الله –صلى الله عليه وسلم – فيه والساعة التى تزلت فيها : نزلت على رسول الله –صلى الله عليه وسلم – عشية عرفة , فى يوم الجمعة > (1)

ولقد قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم- : { إنه لم يكن نبىٌ قبلى إلا كان حقا عليه أن يدل أُمته على خير ما يعلمه لهم , وينذرهم شر ما يعله لهم ...} (2)
وأخرج الطبرانى فى " معجمه الكبير " ( 1647 ) عن أبى ذر الغفارى –رضى الله عنه- قال :
< تركنا رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وما طائر يُقلب جناحيهِ فى الهواء ؛ إلا وهو يذكرُ لنا (3) منه علما.
فقال- صلى الله عليه وسلم -:
{ما بقى شىء يُقربُ من الجنة ويُباعد من النار إلا وقد بُيّن لكم }(4)>

فهذا الحديث النبوى الشريف فيه التصريح الجلى الواضح بأن كل ما يُقرب إلى الجنة قد بينه لنا رسولنا-صلى الله عليه وسلم-وأن كل ما يُباعدنا عن النار ؛ إلا وقد بينه لنا –أيضا- رسولنا –عليه الصلاة والسلام-

فأى إحداث أو ابتداع إنما هو ؛ استدراك على الشريعة , وجرأة قبيحة يُنادى بها صاحبها أن الشريعة لم تكف ولم تكتمل (!!) ,فاحتاجت إلى إحداثه وابتداعه !! وهذا ما فهمه تماما أصحاب النبى - صلى الله عليه وسلم- ؛ كما صح عن ابن مسعود –رضى الله عنه – أنه قال :

< اتبعوا ولا تبتدعوا ؛ فقد كُفيتُم , وكل بدعةٍ ضلالة > (5) .
وخلاصة القول :
< إن المُستحسِن للبدع يلزمه عادة أن يكون الشرع عنده لم يكمُل بعدُ ؛ فلا يكون لقوله تعالى :{ اليوم أكملت ُ لكم دِينكم }معنى يُعتبر به عندهم > (6) .

< فإذا كان كذلك ؛ فالمبتدع إنما محصول قولهِ بلسان حالهِ أو مقالهِ : إن الشريعة لم تتم , وإنه بقى منها أشياءُ يجب استدراكها ؛ لأنه لو كان معتقدا لكمالِها وتمامِها من كل وجه ؛ لم يبتدع ولا استدرك عليها , وقائل هذا ضالٌ عن الصراط المستقيم .

قال ابنُ الماجِشون : سمعتُ مالكا يقول :من ابتدع َ فى الإسلام بدعةً يراها حسنة ؛ فقد زعم أن محمدا –صلى الله عليه وسلم – خان الرسالة ؛ لأن الله يقول :

{اليوم أكملتُ لكم دينكم }, فما لم يكن يومئذ دينا؛ فلا يكون اليوم دينا >
(7) .
---------------------------------
الحاشية:

(1) رواه البخارى ( 45 ) , ومسلم ( 3017) .


(2) رواه مسلم (1844) عن ابن عمرو .


(3) فى " المعجم " : {يُذكرنا}, والتصحيح من نقل ابن كثير له فى " تفسيره" ( 2 / 226 ) .


(4) وسنده صحيح . وانظرتخريجه فى " الإتمام " (21399 ), و" الرسالة "(ص93 ) للإمام الشافعى بتحقيق الشيخ أحمد شاكر , و" مفتاح الجنة " (ص32 ) للسيوطى بتعليق أخينا البدر.


(5)رواه أبو خيثمة فى " العلم " (رقم54) من طريق إبراهيم النُخعى ؛ قال : قال عبد الله :<وهذا سند صحيح ؛ لما هو معروف عن إبراهيم النُخعى فى هذه الصيغة أنها من غير واحد عن ابن مسعود >

(6)" الاعتصام" ( 1 / 111 ) .
(7) "الإعتصام " ( 1 / 49 ) .

========


# الفصل الأول : معنى البدعة

قال الإمام الطرطوشى :

فى " الحوادث والبدع " (1) :

< أصل هذه الكلمة من الاختراع (2), وهو الشىء يُحدث من غير أصل ٍ سَبَقَ ولا مثال احتُذِىَ ولا أ ُلِفَ مثله.ومنه قوله تعالى:

{بديع السموات والأرض}(البقرة:117)

وقوله:
{قل ما كُنتُ بدعا من الرسل}(الأحقاف:9)

أى : لم أكن أول رسول إلى أهل الأرض. وهذا الاسم(3) يدخل فيما تخترعه القلوب , وفيما تنطق به الألسنة , وفيما تفعله الجوارح > .

وقد نقل هذا المعنى عنه الإمام أبو شامة المقدسى فى كتابه " الباعث على إنكار البدع والحوادث" (ص20) , ثم عقب بقوله :
< وقد غلب لفظ (البدعة) على الحدث المكروه فى الدين مهما أ ُطلقَ هذا اللفظ , ومثله لفظ (الميتدع) , لايكاد يُستعمل إلا فى الذم .

وأما من حيث أصل الاشتقاق ؛ فإنه يُقال ذلك فى المدح والذم المراد ؛ لأن المراد أنه شىء ٌ مُخترع ٌ على غير مثال ٍ سَبَق ولهذا يُقال فى الشىء الفائق جمالا وجودة : ما هو إلا بدعة !

وقال الجوهرى فى كتاب " صِحاح اللغة " (4) : والبديع , والمبتدع أيضا,
والبدعة : الحدث فى الدين بعد الإكمال > .
------------------
الحاشية:
(1) ( ص 40 – بتحقيقى ) , نشر دار ابن الجوزى , الدمام .
(2) " لسان العرب " ( 9 / 351 ) , و "مقاييس اللغة " ( 1 / 209 ) , و " القاموس المحيط " ( ص906).

(3) يعنى : البدعة .
(4) " مختاره " ( ص 44 ) .

====

< فالبدعة إذن (1) عبارة عن طريقة فى الدين مُخترعة تضاهى الشرعية , يُقصد بالسلوك عليها المبا لغة فى التعبد لله –سبحانه- > .

كذا اختاره الإمام الشاطبى فى "الاعتصام " ( 1 / 37 ) , وهو من أجمع تعاريف

( البدعة ) وأشملها. ثم شرع –رحمه الله- فى شرح هذا التعريف مطولا فألخصُ مقاصدَ كلامه ؛ قال رحمه الله :

{ طريقة فى الدين } :

الطريقة , والطريق , والسبيل , والسنن : هى بمعنى واحد ؛

وهو : ما رُسِمَ للسلوك ِ عليه . وإنما قُيُدت بالدين ؛ لأنها فيه تخترع , وإليه ِ يُضيفها صاحبها .

{ مُخْترَعة ٌ} :ولما كانت الطرائق فى الدين تنقسم , فمنها ماله أصل فى الشريعة , ومنها ما ليس له أصل فيها ؛ خُصَ منها ماهو المقصود بالحد (1)

وهو القسم المُخترَع . أى : طريقة ابتُدعت على غير مثال ٍتقدمها من الشارع (2) , إذ البدعة إنما خاصتها أنها خارجة عما رسمه الشا رع .

{ تُضاهى الشرعية } : يعنى : أنها تشابه الطريقة الشرعية من غير أن تكون فى الحقيقة كذلك , بل هى مضادة لها من أوجه متعددة ؛ منها : التزام كيفيات وهيئات معينة دون إذن ٍمن الشارع بذلك , ومنها التزام عبادات معينة لم يوجد لها ذلك التعيين فى الشريعة .

{يُقصد بالسلوك عليها المبالغة فى التعبد لله تعالى } : هو تمام معنى البدعة , إذ هو المقصود بتشريعها .

وذلك أن أصل الدخول فيها يَحُثُ على الانقطاع إلى العبادة والترغيب فى ذلك ؛ لأن الله تعالى يقول" { وما خلقت ُ الجن والإنسَ إلا ليعبدون } (3) ؛ فكأن المبتدع رأى أن المقصود هذا المعنى , ولم يتبين له أن ما وضعه الشارع فيه من القوانين والحدود كاف ٍ, فبالغ وزاد , وكرر وأعاد ( *).

قلت ُ : وقد قيل فى تعريفها أيضا :إنها < ما أ ُحدِثَ على خلاف الحق ُ المُتلقى عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم - ؛ من علم أوعمل أو حال , بنوع ِ شُبهة ٍأو استحسان , وجُعل دينا قويما وصراطا مستقيما> (4) (*) .


وقال الفيروز آبادى فى " بصائر ذوى التمييز " ( 2 / 231 ) :


< والبدعة : الحدث فى الدين بعد الإكمال , وقيل : ما استحدث بعده- صلى الله عليه وسلم – من الأقوال والأعمال , والجمع : بدع , وقيل البدعة : إيراد قول أو فعل لم يستن قائلها أو فاعلها فيه بصاحب الشريعة وأمثالها المتقدمة وأصولها المقننة > .

------------------------------------------------


1) انظر " المعيار المُعرب .." ( 1 / 352 و358 ) للمونشريسى . (2) أى : التعريف .

(3) الذاريات : 56

(4) قاله الشُمنى فيما نقله عن العدوى فى" أصول فى البدع "( ص26) .



( *) ورد مزيد شرح لهذين التعريفين فى أشرطة

" شرح الأربعين النووية " للشيخ صالح آل الشيخالشريط الثالث – شرح حديث عائشة الثابت فى الصحيحين عن البدع ...فقال – حفظه اللهتعقيبا على تعريف الشاطبى للبدعة :


<<....لكن يهمنا من هذا التعريف أشياء :


الأول :

أن البدعة ملتزم بها ؛ لأنه قال : {طريقة فى الدين } ,

والطريقة هى الملتزم بها , يعنى أصبحت "طريقة " يطرقها الأول والثانى والثالث , أو تتكرر .


الثانى :

أنها مخترعة , يعنى أنها لم تكن فى عهد النبى , ولم يكن عليها عمل سابق .


الثالث :

أن هذه الطريقة تضاهَى بها الشرعية , من حيث أن الطريقة الشرعية لها وصف ٌ وأثر ٌ:


أما الوصف فمن جهة الزمان والمكان والعدد , وأما الأثر فهو طلب الأجر من الله –جل وعلا- .وقال تعقيبا على تعريف الشُمَّنى للبدعة :


< ...ويتضح لنا من هذا التعريف أن البدعة أ ُحدِثت على خلاف الحق , فهى باطل , وتكون فى الأقوال والأعمال والاعتقادات إذا كانت على غير وصف الشريعة ....يعنى تُعُبِدَ بقول ٍليس على وصف الشريعة , وجُعلَ له وصفٌ من حيث الزمان أو المكان أو العدد , وطلب به الأجر من الله –جل وعلا - ...أو يحدث أعمالا يتقرب بها إلى الله جل وعلا ويجعل لها صفة تضاهَى بها الصفة الشريعية ..أو يعتقد اعتقادات على خلاف الحق المتلقَّى عن رسول الله –صلى الله عليه وسلم -


ثم أضاف حفظه الله كلاما عاما عن البدعة فقال :


<....فهذه كلها مَن أحدثها , بمعنى :(مَن أنشأها) فهى مردودة عليه , ومن تبعه على ذلك ؛ فهو أيضا عمله مردود عليه ولو كان تابعا ؛ لأن التابع أيضا محدِث بالنسبة لأهل زمانه ,وذاك محدث لأهل زمانه ؛ فكل من عمل ببدعة ؛ فهو مُحدثٌ لها ..ولهذا يتقرر من هذا التأصيل أن البدعة ملتزم بها فى الأقوال أو الأعمال أو الاعتقادات , فلا يُقال لمن أخطأ مرة فى اعتقاد ولم يلتزم به ؛ انه مبتدع , ولا يدخل فيمن فعل فعلا على خلاف السنة ؛ أنه مبتدع إذا فعله مرة أو مرتين أو نحو ذلك ولم يلتزمه ...


.قال شيخ الإسلام :


" إن ضابط الالتزام مهم فى الفرق بين " البدعة" و" مخالف السنة ", فتقول :

" هذا خالف السنة فى عمله ", ولا تقول : " إنه مبتدع " ؛ إلا إذا التزم مخالفة السنة وجعل ذلك دينا يلتزمه " ...


إذن , من أخطأ فى عمل من أعمال العبادات أو خالف السنة فيه ؛ فإنه إن كان يتقرب به إلى الله ؛ قيل له :" هذا الفعل مخالف للسنة ",فإن التزمه بعد البيان ؛ فهذا يدخل فى حيز البدعة .. وهذا ضابط مهم فى الفرق ما بين البدعة ومخالفة السنة ..>> .


( انتهى كلام الشيخ صالح آل الشيخ بتصرف )

=====

# الفصل السادس :
اقتصاد فى سنة خير من اجتهاد فى بدعة

هذه الكلمة الذهبية صحت عن غير واحد من الصحابة –رضى الله عنهم- , منهم : أبو الدرداء , وعبد الله بن مسعود , -رضى الله عنهمكما فى :
= " شرح أصول اعتقاد أهل السنة " ( رقم 114 و115 )
= و"السنة " (ص 27-28 ) لابن نصر ,
= و " الإبانة " ( 1 / 320 ) لابن بطة ,
= وغيرها .

ووردت أيضا عن أ ُبى بن كعب رضى الله عنه- ؛ كما فى " الحُجة فى بيان المحجة " ( 1 / 111 ) بلفظ :


< وإن اقتصادا فى سبيل ٍوسنة خير ٌ من اجتهادٍ فى خلافِ سبيل ٍوسنة ٍ>


فانظروا أن يكون عملكم إن كان اجتهادا أو اقتصادا أن يكون ذلك على منهاج الأنبياء وسنتهم-صلوات الله عليهم-
وهى كلمة تعطى منهاجا عظيما للمسلم الذى يريد الاتباع الصحيح فى أعماله وأقواله الشرعية .


وهذه الكلمة مأخوذة من عدة أحاديث نبوية صحيحة :
· منها قوله-صلى الله عليه وسلم- : { إياكم والغلو فى الدين }(2) ؛ والغلو : مجاوزة الحد.
· ومنها قوله-صلى الله عليه وسلم- :
{أحبُ الأعمال إلى الله أدومها وإن قل } (3) .


· ومنها قوله-صلى الله عليه وسلم- :
{..إن لكل عمل شِرّة, وثم فترة , فمن كانت فترته إلى بدعة ؛فقد ضل ومن كانت فترته إلى سنة ؛ فقد اهتدى} (4) .
· وغيرها من الأحاديث .

وقد طبق الصحابةرضى الله عنهم- , والتابعون –رحمهم الله تعالى – هذه القاعدة تطبيقا دقيقا , فكانوا جد حريصين على اتباع السنة ولو بقليل عمل ٍ, ومن ثم ابتعدوا عن البدعة ابتعادا كبيرا , ونفروا عنها ومنها , ولو توهم متوهم أن فى هذه البدعة اجتهادا وزيادة خير:
فقد كان أبو الأحوص (5) يقول لنفسه :

" يا سلاّم ! نم على سنة , خير من أن تقوم على بدعة " (6) .


وقال إبراهيم النخعى :
" ولو أن أصحاب محمد مسحوا على ظفرلما غسلته التماس الفضل فى اتباعهم" (7) .

وما أجمل قول الله سبحانه فى تقرير ذلك :
{ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا} (8) (هود :7 ) .

" أى : خيرَ عملا , ولم يقل : أكثر عملا "؛
كما قال الإمام ابن كثير فى " تفسيره " ( 4 / 619 ) .

< ومن لم تسعه طريقة الرسول –صلى الله عليه وسلم- وطريقة المؤمنين السابقين ؛ فلا وسع الله عليه> (9).

ومن المهم هنا التنبيه على استدلال مُستنكر من ( البعض) إذا ما تلبس ببدعة ما – كصلاة على غير وجهها- فيُنكر عليه مُنكِرٌ فعلته ؛ناهيا له عن بدعنه ! فإذا به يقول له مستدلا عليه :
{ أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10)} (العلق)!!

فهذا استدلال باطل , ورأى فى الآية عاطل !! .

قال الإمام أبو شامة فى " الباعث " (ص114) – بعد أن ذكر عدة أحاديث وآثار ٍفيها النهى عن صلاة على غير وجهها أو صفتها النبوية- :


< أفيجوز لمسلم أن يسمع هذه الأحاديث والآثار , ثم يقول : إن النبى –صلى الله عليه وسلم- نهى عن صلاة من حيث هى صلاة , وأن عمر وابن عباس داخلان تحت قوله تعالى :
{ أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى (9) عَبْدًا إِذَا صَلَّى (10)} (10)؟!

فكذلك كل من نهى عما نهى الشرع عنه ؛ لايقول له ذلك – ولا يستحسنه من قائله , ويسطُرُه متبجحا به- إلا جاهل محرف لكتاب الله تعالى مبدل لكلامه , قد سلبه الله تعالى لذة فهم مراده من وحيه > . وقال (ص 214 ) :

< فقد بان ووضح – بتوفيق الله تعالى- صحة إنكار من أنكر شيئا من هذه البدع , وإن كان صلاة ومسجدا , ولا مبالاة بشناعة جاهل يقول : كيف يؤمر بتبطيل صلاةٍ و تخريب مسجدٍ ؟! فما وِزانه إلا وِزانَ مَن يقول : كيف يؤمر بتخريب مسجد ؟! مع أن النبى –صلى الله عليه وسلم- خرب مسجد الضِرار ! ومن يقول : كيف يُنهى عن قراءة القرآن فى الركوع والسجود؟! مع ما ورد فى حديث على-رضى الله عنه- المُخرج فى " الصحيح (11):

" نهانى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- أن أقرأ فى الركوع والسجود" !! .

فاتباع السنة أولى من اقتحام البدعة , وإن كانت صلاة فى الصورة , فبركة اتباع السنة ؛ أكثر فائدة وأعظم أجرا , إن سلمنا أن لتلك الصلاة أجرا > .

(انتهى ) والله الموفق للصواب .
---------------------------

الحاشية:

(1) رواه اللالكائى (11) , وابن المبارك فى " الزهد"
(2 / 21) , أبو نعيم فى " الحلية " ( 1 / 252)
(2) سبق تخريجه .
(3) رواه : البخارى ( 1 / 109 ) , ومسلم (782 ) عن عائشة .
(4) حديث صحيح , له طرق فانظر : " الإتمام " ( 23521 ) , و "اتباع السنن " (رقم 8 ) .


(5) وامه سلاّم بن سُلَيم مترجم فى " سير النبلاء" (8 /281 ) للذهبى .

(6) " الإبانة" ( رقم251 ) .
(7) رواه : الدرامى ( 1/ 7, وابن بطة ( 254 ) .

(8) انظر ما سيأتى حول هذه الآية الكريمة ( ص 60 ) .
(9) " نقد القومية العربية" ( 48 ) للشيخ عبد العزيز بن باز .
(10)و انظر " مساجلة علمية " ( ص 30-31 ) للمعز بن عبد السلام ؛ وما سيأتى فى :
( مبحث : الأصل فى العبادات المنع ) .
(11) رواه مسلم (480) .

======


# الفصل الأول :
الأصل فى العبادات المنع :

كثيرا ما يخلط (البعض) بين العبادات وغيرها (1) , فتراهم يستدلون – لتسويغ بِدَعِهم- بقاعدة : " الأصل فى الأشياء الإباحة " !.

وهى قاعدة علمية صحيحة , لكنها لاتتنزل على العبادات , إنما تتنزل على ما خلقه الله من أشياء ومنافع , وأن الأصل فيها الحل و الإباحة . قال الشيخ يوسف القرضاوى فى كتابه " الحلال والحرام فى الإسلام " (ص 21 ) بعد أن بيّن الوجه الصحيح لهذه القاعدة : <....وهذا بخلاف العبادة ؛ فإنها من أمر الدين المحض , الذى لايؤخذ إلا عن طريق الوحى , وفيها جاء الحديث الصحيح : { من أحدث فى أمرنا هذا ما ليس منه ؛ فهو رد } (2) .
وذلك أن حقيقة الدين تتمثل فى أمرين :
ألا يُعبدَ إلآ الله , وألا يُعبدَ اللهُ إلا بما شرع . فمن ابتدع عبادة من عنده –كائنا من كانفهى ضلالة تُرَدُ عليه ؛ لأن الشارع وحده هو صاحب الحق فى إنشاء العبادات التى يُتَقرَّبُ بها إليه > .
لذا ؛ فإن صحة الاستدلال بالقواعد العلمية تقتضى أن تقول كما قال العلامة ابن القيم فى كتابه العُجاب " إعلام الموقعين " ( 1 / 344 ) :

< ومعلوم أنه لاحرام إلا ما حرمه الله ورسوله , ولا تأثيم إلا ما أثّمَ اللهُ ورسولُه به فاعله , كما أنه لا واجب إلا ماأوجبه الله , ولا حرام إلا ماحرمه الله , ولا دين إلا ما شرعه الله , فالأصل فى العبادات البُطلان حتى يَقومَ دليلٌ على الأمر , والأصل فى العقود والمعاملات الصحة (3) حتى يقوم دليل على الأمر . والفرق بينهما أن الله سبحانه لايُعبدُ إلا بما شرعه على ألسنة رسله ؛ فإن العبادة حقُه على عباده وحقُه الذى أحقه هو ورضىَ به وشرَعه ... > .
قال شيخُه شيخُ الإسلام ابن تيميةرحمه الله تعالى- فى " القواعد النورانية الفقهية " ( ص112 ):
< ...فباستقراء الشريعة نعلمُ أن العبادات التى أوجبها الله أو أحبها لايثبتُ الأمر بها إلا بالشرع > .

وقال فى " مجموع الفتاوى " (31 /35 ) :
< بابٌ العباداتُ والدياناتُ والتقرباتُ متلقاة ٌ عن الله ورسوله , فليس لأحد أن يجعل شيئا عبادةًٌ أو قربة ًً ؛ إلا بدليل شرعى > .
قلتُ : وعلى هذا جرى السلف الصالح –رضى الله عنهم- من الصحابة والتابعين : فعن نافع أن رجلا عطس ألى جنب ابن عمر –رضى الله عنهما - , فقال : الحمد لله , والسلام على رسوله! فقال ابن عمر : < وأنا أقولُ : الحمد لله والسلام على رسول الله , وليس هكذا علمنا رسول الله- صلى الله عليه وسلم- علمنا أن نقول:
{ الحمد لله على كل حال } > (4) .

وعن سعيد بن المسيب : أنه رأى رجلا يصلى بعد طلوع الفجر أكثر من ركعتين يُكثر فيهما الركوع والسجود , فنهاه و فقال : يا أبا محمد ! يعذبُنى الله على الصلاة ؟! قال :
< لا , ولكن يُعذبُكَ على خلاف السنة > (5) .

قال شيخنا العلامة الألبانى فى " إرواء الغليل " ( 2 / 236 ) بعد إيراده هذا الأثر :< وهذا من بدائع أجوبة سعيد بن المسيب –رحمه الله تعالى- , وهو سلاح قوى على المبتدعة الذين يستحسنون كثيرا من البدع باسم أنها ذِكر وصلاة !! ثم يُنكرون على أهل السنة إنكار ذلك عليهم ويتهمونهم بأنهم يُنكرون الذكر والصلاة (6) !! وهم فى الحقيقة إنما يُنكرون خلافهم للسنة فى الذكر والصلاة ونحو ذلك>
وعن سفيان بن عُيينة ؛ قال (7) :
< سمعتُ مالك بن أنس , وأتاه رجل فقال : يا أبا عبد الله ! من أين أُحرم ؟ قال :" من ذى الحُليفة من حيث أحرمَ رسول الله –صلى الله عليه وسلم- " فقال : إنى أُ ريدُ أن أحرم من المسجد عند القبر . قال : " لاتفعل ؛ فإنى أخشى عليك الفتنة " .فقال : وأى فتنة فى ذلك إنها أميال أزيدُها !! قال : " وأى فتنةٍ أعظمُ من أنك سبقتَ إلى فضيلةٍ قصَّرَ عنها رسول الله –صلى الله عليه وسلم - ؟ إنى سمعتُ الله يقول :

{ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (63) }(8) > .

قلتُ : وما أجملَ ما كتبه الإمام عُمر بن عبد العزيز –رحمه الله – إلى بعض عماله يوصيهم بإحياء السنة وأماتة الفتنة : < أوصيكَ بتقوى الله , والاقتصاد فى أمره, واتباع سنة رسوله- صلى الله عليه وسلم - , وترك ما أحدث المحدثون بعده , فيما قد جرت به سنته , وكُفُوا مؤونته . واعلم أنه لم يبتدع إنسان بدعة ؛ إلا قدَّمَ قبلها ماهو دليل عليها , وعبرة فيها فعليك بلزوم السنة ؛ فإنها لك بإذن الله عصمة. واعلم أن من سنّ السننقد عَلِمَ ما فى خلافها من الخطإ والزلل والتعمُق والحُمق ؛ فإن السابقين عن علم وَقفوا , وببصر نافذ كُفُوا , وكانوا هم أقوى على البحث ولم يبحثوا > (9) .

فصفوة القول هنا :

أنه < قد عُهِدَ من مدارك الشرع أن أمور العباد التعبدية توقيفية , لاتُشْرَعُ إلا بنص نَصَبَهُ اللُ على حُكْمه مسلَّمِ الثبوتِ والدلالةِ؛ لضمان الاتباع عن الابتداع , ودرء الغلط والحدث > (10) .
ومن الأمثلة العملية لتقرير هذه القاعدة ما قاله الإمام ابن كثير الدمشقى فى " تفسيره " (4 /401 ) مناقشا مسألة إهداء ثواب القراءة للموتى , حيث جزم بعدم وصولها , ثم ال معللا سبب المنع :

< إنه ليس من عملهم , ولا كسبهم , ولهذا لم يندب إليه رسول الله –صلى الله عليه وسلم- أُمته ولا حثهم عليه , ولا أرشدهم إليه بنص ولا إيماء ولم يُنقل ذلك عن أحد من الصحابة –رضى الله عنهم- , ولو كان خيرا لسبقونا إليه . وباب القربتا يُقتصرُ فيه على النصوص , ولا يُتصَرَّفُ فيه بأنواع الأقيسة والآراء>.

-------------------------------
الحاشية:

(1) انظر ما سيأتى فى ( الفصل الثلث : 3 –بين العادات والعبادات ) . (2) سبق إيراده و تخريجه . (3) وهو ما يُعبر عنه عند بعض الفقهاء:"الأصل فى الأشياء الإباحة " .

(4) رواه : الترمذى (2738) , والحاكم (4 /265-266) , والحارث بن أبى أسامة فى " مسنده " (ق200 –بغية الباحث) , والمزى فى "تهذيب الكمال "
(6 /553 )؛ بسند حسن .

(5) رواه : البيهقى فى " السنن الكبرى " (2 /466) , والخطيب البغدادى فى " الفقيه والمتفقه " (1/147) , وعبد الرازق (3 /52 ) , والدرامى (1 /116) , وابن نصر (ص84) بسند صحيح .

(6)انظر ما سبق ( مبحث :اقتصاد فى سنة خير من اجتهاد فى بدعة ) .

(7) رواه : الخطيب فى "الفقيه والمتفقه " (1 /148) , وأبو نعيم فى "الحلية "
(6 /326) , والبيهقى فى " المدخل " (236) , وابن بطة فى " الإبانة "(98) , وعزاها أبو شامة فى "الباعث" (ص90) للخلال .
(8) النور : 63 . (9) " الإبانة....." (رقم163) , و " شرح أصول السنة " (رقم16) .

(10) " مرويات دعاء ختم القرآن" (11-12) للأخ الشيخ بكر أبو زيد .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.