السبت، 12 نوفمبر 2011

من روائع ابن القيم في مدارج السالكين





كلمات تُكتب بماء العينين للإمام الرباني شيخ الاسلام
 الثاني \ ابن القيم الجوزية – رحمه الله 






السلام عليكم ورحمة الله بركاته

الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع سبيلهم إلى يوم الدين .
وبعد :

قال الإمام الرباني شيخ الاسلام الثاني ابن القيم الجوزية – رحمه الله – 
في " مدارج السالكين ( 3 / 200 )" :

" فإذا أراد المؤمن الذي يرزقه الله بصيرة في دينه ، وفقها في سنة رسوله ، وفهما في كتابه ، وأراه ما الناس فيه من الإهواء والبدع والضلالات ،
وتنكّبهم عن الصراط المستقيم ، الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ؛ 
فإذا أراد أن يسلك هذا الصراط ؛ فليوطّن نفسه على قدح الجهّال وأهل البدع به وطعنهم عليه ، 
وإزرائهم به ، وتنفير الناس عنه ، وتحذيرهم منه ؛ كما كان سلفهم من الكبار يفعلون مع متبوعه وإمامه صلى الله عليه وسلم .
فأما اذا دعاهم الى ذلك ، وقدح فيما هم عليه ، فهناك تقوم قيامتهم ،
ويبغون له الغوائل وينصبون له الحبائل ، ويجلبون عليه بخيل كبيرهم ورجله ؛ فهو :
غريب في دينه ؛ لفساد دينهم .

غريب في تمسّكه بالسنة ؛ لتمسّكهم بالبدع

غريب في إعتقاده ؛ لفساد عقائدهم .

غريب في صلاته ؛ لفساد صلاتهم .

غريب في طريقه ؛ لضلال وفساد طرقهم .

غريب في نسبته ؛ لمخالفة نسبتهم .

غريب في معاشرته لهم ؛ لأنه يعاشرهم على ما لا تهوى أنفسهم .
وبالجملة ؛ فهو غريب في أمور دنياه وآخرته ، لا يجد من العامة مساعدا ولا معينا .
فهو : عالم بين جهّال .
صاحب سنة بين أهل البدع .
 داع الى الله ورسوله بين دعاة الأهواء والبدع .

آمر بالمعروف وناه عن المنكر بين قوم المعروف لديهم منكر والمنكر معروف " .

الغريب أن هذا الكلام في زمن  العلامة ابن القيم فكيف بزماننا !!

--

۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩ فوائــــد: ۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩
<<قال ابن رجب رحمه الله :"خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنه للعبد لا يطلع عليها الناس".>>
(إن من هو في البحر على لوح ليس بأحوج إلى الله وإلى لطفه ممن هو في بيته بين أهله وماله،
فاعتمد على الله اعتماد الغريق الذي لا يعلم سببا لنجاته غير الله.)
 قال الحسن البصري رحمه الله:( إنّ جورَ الملوك نقمة من نقم الله تعالى،
 و نقم الله لا تلاقى بالسيوف، و إنما تُتقى و تستدفع بالدعاء و التوبة و الإنابة و الإقلاع عن الذنوب،
 إنّ نقمَ الله متى لقيت بالسيوف كانت هي أقطع )
" القلب القاسي لا يقبل الحق وإن كثرت دلائله "فيض القدير (1/94)
لا تكن ممن يتبع الحق إذا وافق هواه ، ويخالفه إذا خالف هواه 
فإذا أنت لا تثاب على ما وافقته من الحق وتعاقب على ما تركته منه 
" قالها : عمر بن عبدالعزيز نقلها صاحب الطحاوية ص/522

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.