الأحد، 6 نوفمبر 2011

عيدكم مباركـ\عيد الأضحى عبوديات وعبر






طباعة
تأتي الأعيـــاد بعد مواسم الطاعات، لتكون بمثابة المكافأة لعباد الله على اجتهادهم في طاعة ربِّهم عزَّ وجلَّ ..
ويوم عيد الأضحى هو اليوم المُتمم لأيـــام العشر؛ خيــر أيـــام الدنيــــا .. وعلى المرء أن يتحرى فيه القبــول ولا يجعل بهجة العيـــد تُنسيه عبــوديـــات عظيمة في هذا اليوم العظيـــم؛ لأن الأعمال بالخــــواتيـــم ..alt
والعيــد عبــادة لله عزَّ وجلَّ؛ لأن حيـــاة المسلم كلها عبودية لله تعالى في أفراحه وأحزانه ..
يقول الله تعالى {قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 162]
ويُعْتَبَر العيــد نقطة بداية لعامٍ جديد؛ ليجدد كُلٍ منا حياته ويعالج سلبياته .. ولكن بعض الناس يُجدد حياته في العيد بشكلٍ آخر، بأن يقع في أفعال لم يكن معتادًا عليها لكنها لا تُرضي الله عزَّ وجلَّ ..
فكيف نجعل من عيدنا قُربةً إلى الله سبحانه وتعالى مع استشعارنا لمعنى السعادة الحقيقية؟
alt
فرحـــة العيـــد ومفاهيم يجب أن تُصحح
أغلب الناس يعتقد إنه لن يستمتع ويفرح بالعيــد إلا إذا لبى جميع رغباته وشهواته، بغض النظر إذا كانت طرق تحقيقها مباحة أم لا .. ومهما قام به من أعمال تحلو له، فهو ينجرف وراء ســراب وغاية ما سيحصل عليه هو سعادة وهمية .. فهو ظاهريًا يضحك ولكن بداخله شعور حزين بإنه ينقصه شيءٌ هــــام ..
فما هي السعادة الحقيقية؟
عن المقداد بن الأسود alt قال: سمعت رسول الله alt يقول "إن السعيد لمن جُنِبَ الفتن، أن السعيد لمن جُنِبَ الفتن، إن السعيد لمن جُنِبَ الفتن .." [رواه أبو داود وصححه الألباني، مشكاة المصابيح (5405)]
alt
فالسعادة الحقيقية تكمُن في حماية الله عزَّ وجلَّ لك من الوقوع في الفتن، وحفظ قلبك من أن تلوثه الشبهات والشهوات ..
وحينها ستسلم نفس الإنسان من الصراعات التي تكون بين رغباته والواقع الذي يعيشه، ويعيش الاستقرار والاطمئنان النفسي ..
alt
وقال تعالى {وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ} [الأنعام: 116]
فمن يسير خلف أهواء الناس ويفعل ما يفعلونه دون مراعاة لحدود الله عزَّ وجلَّ، فقد ضلَّ سبيـــل الرشـــاد وهو أبعد ما يكون عن نيــل السعادة الحقيقية ..
أما إن أردت السعادة الحقيقية:: عليـــك أن تبتغي مرضاة الله عزَّ وجلَّ في جميع أفعالك ..
فبإمكانك أن تمرح وتخرج للتنزه مع أهلك وأصدقائك في إطــار المبـــاح،،
alt
العيد نُسُك وعبوديــــة
العبوديـــة الأولى: إدخــال السرور على المسلمين، وخاصةً الفقراء والمساكين ..
إن العيد مناسبة طيبة ينبغي للمسلم أن يستفيد منها ليرفع رصيده من الحسنات وذلك بالحرص على الطاعات، والتي منها:
بر الوالدين وصلة الأرحام والتوسعة عليهم بقدر المستطاع ..
التوسعة على الفقراء واليتامى ومشاركتهم بهجة العيد وتوزيع الأضحيــة .. وينبغي أن تحرص على توزيع الأضحية على من يستحقونها بحق، وليس لمن يسألونك عنها فقط ويوجد جهات مُخصصة لتوزيع لحوم الأضحية على من يستحقونها ..
قال تعالى {.. فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ ..} [الحج: 36] .. أي: الفقير الذي لا يسأل، تقنعًا، وتعففًا، والفقير الذي يسأل، فكل منهما له حق فيهما. [تفسير السعدي]
alt
العبودية الثانية: كثرة ذكر الله تعالى ..
فالذكر يجعل قلبك متعلقًا بالله عزَّ وجلَّ، وبما أن أيام العيد تزداد فيها الغفلة .. فقد نبهنا النبي alt بأنها أيام للذكر إلى جانب الأكل والشرب ..
عَنْ نُبَيْشَةَ الْهُذَلِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ alt"أَيَّامُ التَّشْرِيقِ أَيَّامُ أَكْلٍ وَشُرْبٍ وَذِكْرٍ لِلَّهِ" [صحيح مسلم]
ويوم النحر من ضمن أيام العشر التي أمرنا الرسول alt بالإكثار فيها من التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير .. ويُسنَّ التكبير من صبح يوم عرفة إلى آخر أيام التشريق، وهو الثالث عشر من ذي الحجة  ..
فلا تغفل عن الذكر ..
وأكثرُ الناس ذكرًا للرحمن، هم من سيهتدون إلى سواء الصراط ..
يقول الله جلَّ وعلا {.. قُلْ إِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ أَنَابَ (*) الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} [الرعد: 27,28]
العبوديــة الثالثة: المشاركة الوجدانية للحجيـــج ..
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ alt: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ alt رَجَعَ مِنْ غَزْوَةِ تَبُوكَ فَدَنَا مِنْ الْمَدِينَةِ فَقَالَ "إِنَّ بِالْمَدِينَةِ أَقْوَامًا مَا سِرْتُمْ مَسِيرًا وَلَا قَطَعْتُمْ وَادِيًا إِلَّا كَانُوا مَعَكُمْ"، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ؟، قَالَ "وَهُمْ بِالْمَدِينَةِ حَبَسَهُمْ الْعُذْرُ" [صحيح البخاري]
وذلك لأن نية المرء خيرٌ من عمله ..
alt

فإن لم نقدر على مشاركة الحجاج في مناسكهم بأجسادنا، فنحن معهم بأرواحنا وقلوبنــا ..
بالأمس في يوم عرفة، كان الحجاج يقفون على جبل عرفة يدعون .. بينما يُشرع لغير الحاج صيام يوم عرفة الذي يُكفر عنه ذنوب عامين .. ثمَّ ينتقلون إلى مزدلفة لصلاة المغرب والعشاء جمعًا، ومزدلفة أي: قُربة ..
ونحن علينا أن نتقرَّب إلى الله سبحانه وتعالى بشيءٍ يحبه، بكثرة السجـــود والدعـــاء ..
ثمَّ ينتقلون إلى منى ويبدأون في رمي الجمار، في الوقت الذي سنصلي فيه صلاة العيــد ..
ورمي الجمار يُمثل إلقاء جميع القواطع التي تقطعك عن الله سبحانه وتعالى، وهو رمز لإظهار عداوتك للشيطان الذي يحول بينك وبين طريق الله تبارك وتعالى ..
فإن كان الحجاج يرمون الشيطان بالحصى، فعليك أن ترميه بحصى التوبة والإنــابة والطاعة لله عزَّ وجلَّ ..
ثمَّ ينتقل الحجاج لذبح الهدي، ونحن هنـــا نذبح الأضاحي .. وتلك الشعيرة تمثل معنى الاستسلام لله تبارك وتعالى ..
وبعد ذلك يطوفون طواف الإفاضة، والطواف يُمثِل دوران القلب قبل الجسد حول العرش ..
قال بعض السلف "إن هذه القلوب جوالة فمنها ما يجول حول العرش، ومنها ما يجول حول الحش" [الجواب الكافي (1:82)]
فأنت بحاجة إلى قُربة في يوم النحر؛ لتُدلل بها على أن قلبك يطوف حول العرش وليس حول قاذورات الدنيــا وهمومها،،
alt
لحظة الفداء والتضحية
وقفات وعِبَر من قصة إبراهيم مع ابنه إسماعيل عليهما السلام
1) استسلام إبراهيم alt وخضوعه لربِّه سبحانه وتعالى ..
كما وصفه ربَّه عزَّ وجلَّ فقال {إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} [البقرة: 131] .. وتتجلى شدة استسلام إبراهيم alt لربِّه في استعداده التـــام للتضحية بفلذة كبده إسماعيل alt.
alt
2) الجزاء من جنس العمل ..
لما كان إبراهيم alt بارًا بأبيه ومترققًا، حانيًا، عاطفًا، متأدبًا في معاملته إيـــاه .. وفي نفس الوقت طائعًا لأمر الله سبحانه وتعالى ..
alt
كما كان ظاهرًا في حواره مع أبيه وتدرجه في دعوته وشدة حرصه على دعوته للإيمان .. {إِذْ قَالَ لِأَبِيهِ يَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لَا يَسْمَعُ وَلَا يُبْصِرُ وَلَا يُغْنِي عَنْكَ شَيْئًا (*) يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطًا سَوِيًّا (*) يَا أَبَتِ لَا تَعْبُدِ الشَّيْطَانَ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلرَّحْمَنِ عَصِيًّا (*) يَا أَبَتِ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذَابٌ مِنَ الرَّحْمَنِ فَتَكُونَ لِلشَّيْطَانِ وَلِيًّا} [مريم: 42,45]
كان الجزاء أن رزقه الله سبحانه وتعالى ابنًا بارًا، طائعًا له .. فأجابه بنفس أسلوب خطابه الحاني مع أبيه .. {.. قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ} [الصافات: 102]
فبروا بآبائكم، تبركم أبنائكم،،
3) التضحيـــة تُبَلِّغ المنازل العاليـــة ..
إن الله عزَّ وجلَّ قد بلَّغ إبراهيم أعظم المنازل، وهي منزلة الخُلَّة .. {.. وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا} [النساء: 125] .. ولم يتخذ الله عزَّ وجلَّ خليلاً، سوى النبي alt ونبي الله إبراهيم alt.
ولقد بلغ إبراهيم هذه المنزلة بعد حادثة الذبح .. عندما أخرج كل تعلقٍ من قلبه، حتى حبه الجبلي لولده .. وكان عنده استعدادًا للتضحية بابنه؛ فداءً لربِّه عزَّ وجلَّ وحتى يكون ربُّه راضيًا عنه وهو ممتثلٌ لأمره.
alt
4) أهميــة أدب الحـــوار بين الآبـــاء والأبنــاء ..
صارت آداب الحوار بين الآباء والأبناء مفتقدة في زماننا، ولو أنهم إتخذوا من إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام أسوةً حسنة في كيفية الإقناع بالحسنى .. لَحُلَّت جميع المشاكل المعاصرة بين الآباء والأبناء.
وأي مشكلة يعاني منها المسلمون وغيرهم في هذا الزمان، هي نتيجة لغيـــاب القدوة .. فإن كان الأب والأم قدوةً صالحة داخل البيت، سيتسلح أبنائهم بالإيمان والخُلُق الطيب اللازم لمواجهة تحديـــات الحيـــاة خارج البيت.
alt
العيــــد فرصة
إن العيـــد فرصةٌ مباركة لجمع شمل الأهل وصلة الأرحام، ونشر البهجة والسعادة في نفوس المسلمين في كل مكان ..
تحقيقًا لأمر الله عزَّ وجلَّ لنا بأن نفرح في العيد .. {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس: 58]
alt
فلنحيي في هذا العيد سُنن منسية ومعانٍ غائبة عنا
ولنكن جميعًا وحدةً مترابطة .. عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ alt قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ alt "الْمُؤْمِنُونَ كَرَجُلٍ وَاحِدٍ إِنْ اشْتَكَى رَأْسُهُ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالْحُمَّى وَالسَّهَرِ" [صحيح مسلم]
ولا تنس الدعــاء لإخوانك في كل مكان .. فنبينا alt يقول "من استغفر للمؤمنين وللمؤمنات كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة" [رواه الطبراني وحسنه الألباني، صحيح الجامع (6026)]
نسأل الله تعالى أن يتقبَّل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يرزقنا حجَّ بيته الحرام
وأن يجعله عيد نصرٍ وعزة للمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها،،

                                     عيــد الأضحى .. عبوديـــات وعِبَر


http://www.manhag.net/main/2010-11-01-06-18-02/126-2010-10-05-14-51-10/4264-2010-11-16-06-41-58.html
-- لقد تلقيت هذه الرسالة لأنك مشترك في المجموعة "manhag" من مجموعات Google. للنشر في هذه المجموعة، أرسل بريدًا إلكترونيًا إلى manhagnet@googlegroups.com لإلغاء اشتراكك في هذه المجموعة، أرسل رسالة إلكترونية إلى manhagnet+unsubscribe@googlegroups.com. للحصول على مزيد من الخيارات، يمكنك الانتقال إلى هذه المجموعة على العنوان http://groups.google.com/group/manhagnet?hl=ar.

Photos

Download All
  • printButton.png
  •  
  • a3zam-mini.gif
  •  
  • Eid-sep.png
  •  
  • Rady copy.png
  •  
  • oqezgm.jpg.gif
  •  
  • Gold_Flower_Mini(1).png
  •  
  • 3aleehSalam_small.png

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.