فضلاً تابعونا على الرابط التالي:
http://www.scribd.com/doc/71868176/%D8%A3%D9%88%D9%82%D8%A7%D8%AA%D9%86%D8%A7-%D8%A3%D8%B9%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%86%D8%A7
إن الحمـد لله ، نحمـده ونسـتعينه ونسـتغفره ، ونعـوذ بالله مـن شـرور أنفسـنا ومـن سـيئات أعمالنـا ، مـن يهـده الله فـلا مضـل لـه ، ومـن يضلـل فـلا هـادي لـه ، وأشـهد أن لا إله إلا الله وحـده لا شـريك لـه ، وأشـهد أن محمـدًا عبـده ورسـوله.
" يـَا أَيُّهَـا الَّذيِـنَ آمَنُـوا اتَّقُـوا اللهَ حَـقَّ تُقَاتِـه وَلا تَمُوتُـنَّ إِلاَّ وَأَنَتُـم مُّسْـلِمُونَ "
{سورة آل عمران / آية : 102}
" يـَا أَيُّهَـا النَّـاسُ اتَّقُـوا رَبَّكُــمُ الَّـذِي خَلَقَكُـم مِّـن نَّفْـسٍ وَاحِـدَةٍ وَخَلَـقَ مِنْهَـا زَوْجَهَـا وَبَـثَّ مِنْهُمَـا رِجَـالاً كَثِيـرًا وَنِسَـاءً وَاتَّقُـوا اللهَ الَّـذِي تَسَـاءَلُونَ بِـه وَالأَرْحَـامَ إِنَّ اللهَ كَـانَ عَلَيْكُـمْ رَقِيبـًا "
{سورة النساء / آية : 1 }
" يـَا أَيُّهـَا الَّذِيــنَ آمَنـُـوا اتَّقُـوا اللهَ وَقُولُـوا قَــولاً سَـدِيدًا يُصلِـحْ لَكُـمْ أَعْمَالَكُـمْ وَيَغْفِـرْ لَكُـمْ ذُنُوبَكُـم وَمَـن يُطِـعِ اللهَ وَرَسُـولَهُ فَقَـدْ فَـازَ فَـوزًا عَظِيمـًا "
سورة الأحزاب / آية : ( 70 ، 71 )
أمــا بعـــد :
فـإن أصـدقَ الحديـثِ كتـابُ اللهِ ، وخيـرَ الهـدي هــديُ محمـدٍ ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، وشـرَّ الأمـورِ محدثاتُهَـا ، وكـلَّ محدثـةٍ بدعـةٌ ، وكـلَّ بدعـةٍ ضلالـةٌ ، وكـلَّ ضلالـةٍ فـي النـار .
ثــم أمــا بعــد.........
وقـت الإنسـان هـو عمـره فـي الحقيقـة ، ومـادة حياتـه الأبديـة فـي النعيـم المقيـم ، وهـو يمـر أسـرع مـن السـحاب ، فمـا كـان مـن وقتـه وعملـه لله (1) ، وبالله (2) ، وفـي الله (3) ، فيكـون عملـه خالصـًا موافقـًا لشـريعة الله علـى وجـه الاسـتعانة بـه سـبحانه فهـو حياتـه وعمـره ، ومـا كـان غيـر ذلـك فليـس محسـوبًا مـن حياتـه وإن عـاش طويـلاً فهـو يعيـش عيشـة البهائـم .
• قـال ابـن القيـم فـي فوائـد الفوائـد / المبحـث العاشـر : فـي أعمـاق النفـس / ( 1 ) فصـل : كيـف تصلـح حالـك / ص : 323 :
" ... وذلـك أنـك فـي وقـتٍ بيـن وقتيـن ، وهـو فـي الحقيقـة عمـرُك ، وهـو وقتـك الحاضـرُ بيـن مـا مضـى ومـا تسـتقبل ، فالـذي مضـى تصلحُـهُ بالتوبـة والنـدم والاسـتغفار ، وذلـك شـيء لا تعـب عليـك فيـه ولا نصـب ولا معانـاةَ عمـلٍ شـاق ، إنمـا هـو عمـلُ القلـب ، وتمتنـعُ فيمـا تسـتقبلُ مـن الذنـوب ، وامتناعـك تـركٌ وراحـةٌ ، ليـس هـو عمـلاً بالجـوارح يشـق عليـك معاناتُـه ، وإنمـا هـو عـزم ونيـة جازمـة ..." .
ا .هـ .
نتابع معًا بإذن الله تعالى
---------------------------------------------------------
الحاشية:
( 1 ) لله ---> المراد به الإخلاص ، أي إخلاص العمل لله
( 2 ) بالله ---> المراد به الاستعانة به سبحانه ، فلا يعتد بنفسه ولا يعتمد عليها وإنما يستعين بالله
( 3 ) في الله ---> أي في شرعه ، فلا يتجاوز الشرع ، ولا يبتدع في دين الله ما ليس منه
شرح القواعد المثلى / ص : 322
وهـو يحـوي عـدة مباحـث موضحـة بفهـرس موضوعـات البحـث .
نسـأل الله أن تنفعنـا هـذه الرسـالة وإياكـم ، يـوم لا ينفـع مـال ولا بنـون إلا مـن أتـى الله بقلـب سـليم .
==========
نتابع معا ....أوقاتنــــا أعمارُنــــا
ـ فاللبيـب الـذي يفطـن إلـى هـذا فيجتهـد فـي فعـل مـا يسـتغل بـه أوقاتـه وقوتـه ، يجتهـد فـي أن يجعـل كـل لحظـة مـن لحظاتـه عبوديـة يزيـد بهـا إيمانـه ، فإن فاتـه العمـل فلا تفوتـه النيـة ، حتـى لا يكـون فـي هـذه اللحظـة مغبونـًا ، فـإن رأس مـال العبـد صحتـه وفراغـه .
* فعـن ابـن عبـاس ـ رضي الله عنهما ـ قـال : قـال النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" نعمتـان مغبـونٌ فيهمـا كثيـرٌ مـن النـاس : الصحـة ، والفـراغ " .
{ صحيح البخاري 0 متون / ( 81 ) ـ كتاب : الرقاق / ( 1 ) ـ باب : لا عيش إلا عيش
الآخرة / حديث رقم : 6412 / ص : 752 .}
يعنـي أن هذيـن الجنسـين مـن النعـم مغبـون فيهمـا كثيـر مـن النـاس ، أي مغلـوب فيهمـا ، وهمـا الصحـة والفـراغ .
فـإذا كـان الإنسـان فارغـًا صحيحـًا فإنـه يغبـن كثيـرًا فـي هـذا ، لأن كثيـرًا مـن أوقاتنـا تضيـع بـلا فائـدة ونحـن فـي صحـة وعافيـة وفـراغ ومـع ذلـك تضيـع علينـا كثيـرًا ، ولكننـا لا نعـرف هـذا الغبـن فـي الدنيـا ، إنمـا يعـرف الإنسـان الغبـن إذا حضـره أجلـه ، وإذا كـان يـوم القيامـة ، وممـا يـدل علـى ذلـك قـول الله تعالـى :
" حَتَـى إِذَا جَـاءَ أَحَدَهُـمُ الْمَـوْتُ قَـالَ رَبِّ ارْجِعُـونِ * لَعَلِّـي أَعْمَـلُ صَالِحـًا فِيمَـا تَرَكْـتُ .... " . { سورة المؤمنون / آية : 99 ، 100 }.
وقـال عـز وجـل :
"........ مِّـن قَبْـلِ أَن يَأْتِـيَ أَحَدَكُـمُ الْمَـوْتُ فَيَقُـولَ رَبِّ لَـولا أَخَّرْتَنِـي إِلَـى أَجَـلٍ قَرِيـبٍ فَأَصَّـدَّقَ وِأَكُـن مِّـنَ الصَّالِحِيـنَ " . { سورة المنافقون / آية : 10}.
الواقـع أن هـذه الأوقـات الكثيـرة تذهـب علينـا سُـدَى لا ننتفـع منهـا ، ولا ننفـع أحـدًا مـن عبـاد الله ، ولا ننـدم علـى هـذا إلا إذا حضـر الأجـل ؛ يتمنـى الإنسـان أن يُعْطَـى فرصـة ولـو دقيقـة واحـدة لأجـل أن يسـتعتب ، ولكـن لا يحصـل ذلـك .
ثـم إن الإنسـان قـد لا تفوتـه هـذه النعمـة ، بـل قـد لا تفوتـه هاتـان النعمتـان : الصحـة والفـراغ بالمـوت بـل قـد تفوتـه قبـل أن يمـوت ، قـد يمـرض ويعجـز عـن القيـام بمـا أوجـب الله عليـه ، قـد يمـرض ويكـون ضيـق الصـدر لا ينشـرح صـدره ويتعـب ، وقـد ينشـغل بإيجـاد النفقـة لـه ولعيالـه حتـى تفوتـه كثيـر مـن الطاعـات
ولهذا ينبغـي للإنسـان العاقـل أن ينتهـز فرصـة الصحـة والفـراغ بطاعـة الله عز وجل بقدر ما يسـتطيع.
{ شرح رياض الصالحين / للشيخ العثيمين / ج : 1 / ( 11 ) ـ باب : المجاهدة / شرح حديث
رقم : ( 3 / 97 ) / ص : 451 }.
ـ وقـد كـان السـلف ـ رضي الله عنهم ـ أحـرص (1) ما يكونـون علـى أوقاتهـم لأنهم كانـوا أعـرف النـاس بقيمتهـا . وكانـوا يحرصـون كـل الحـرص علـى ألاَّ يمـر يـوم أو بعـض يـوم أو برهـة مـن الزمـان وإن قصـرت دون أن يتـزودوا منهـا بعلـم نافـع أو عمـل صالـح أو مجاهــدة للنفـس أو إسـداء نفـع للغيـر حتـى لا تتسـرب الأعمـار سـدى وتضيـع هبـاء وتذهـب جُفـاءً وهـم لا يشـعرون.
-----------------
( 1 ) وقد كان السلف ـ رضي الله عنهم ـ أحرص مايكونون .... :
سيأتي نماذج ذلك في المبحث الخامس تحت عنوانه : وقفات مع السلف .
http://www.scribd.com/doc/71868176/%D8%A3%D9%88%D9%82%D8%A7%D8%AA%D9%86%D8%A7-%D8%A3%D8%B9%D9%85%D8%A7%D8%B1%D9%86%D8%A7
أوقاتنـــا........... أعمارُنـــا
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمــــة
========
مقدمــــة
========
إن الحمـد لله ، نحمـده ونسـتعينه ونسـتغفره ، ونعـوذ بالله مـن شـرور أنفسـنا ومـن سـيئات أعمالنـا ، مـن يهـده الله فـلا مضـل لـه ، ومـن يضلـل فـلا هـادي لـه ، وأشـهد أن لا إله إلا الله وحـده لا شـريك لـه ، وأشـهد أن محمـدًا عبـده ورسـوله.
" يـَا أَيُّهَـا الَّذيِـنَ آمَنُـوا اتَّقُـوا اللهَ حَـقَّ تُقَاتِـه وَلا تَمُوتُـنَّ إِلاَّ وَأَنَتُـم مُّسْـلِمُونَ "
{سورة آل عمران / آية : 102}
" يـَا أَيُّهَـا النَّـاسُ اتَّقُـوا رَبَّكُــمُ الَّـذِي خَلَقَكُـم مِّـن نَّفْـسٍ وَاحِـدَةٍ وَخَلَـقَ مِنْهَـا زَوْجَهَـا وَبَـثَّ مِنْهُمَـا رِجَـالاً كَثِيـرًا وَنِسَـاءً وَاتَّقُـوا اللهَ الَّـذِي تَسَـاءَلُونَ بِـه وَالأَرْحَـامَ إِنَّ اللهَ كَـانَ عَلَيْكُـمْ رَقِيبـًا "
{سورة النساء / آية : 1 }
" يـَا أَيُّهـَا الَّذِيــنَ آمَنـُـوا اتَّقُـوا اللهَ وَقُولُـوا قَــولاً سَـدِيدًا يُصلِـحْ لَكُـمْ أَعْمَالَكُـمْ وَيَغْفِـرْ لَكُـمْ ذُنُوبَكُـم وَمَـن يُطِـعِ اللهَ وَرَسُـولَهُ فَقَـدْ فَـازَ فَـوزًا عَظِيمـًا "
سورة الأحزاب / آية : ( 70 ، 71 )
أمــا بعـــد :
فـإن أصـدقَ الحديـثِ كتـابُ اللهِ ، وخيـرَ الهـدي هــديُ محمـدٍ ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، وشـرَّ الأمـورِ محدثاتُهَـا ، وكـلَّ محدثـةٍ بدعـةٌ ، وكـلَّ بدعـةٍ ضلالـةٌ ، وكـلَّ ضلالـةٍ فـي النـار .
ثــم أمــا بعــد.........
وقـت الإنسـان هـو عمـره فـي الحقيقـة ، ومـادة حياتـه الأبديـة فـي النعيـم المقيـم ، وهـو يمـر أسـرع مـن السـحاب ، فمـا كـان مـن وقتـه وعملـه لله (1) ، وبالله (2) ، وفـي الله (3) ، فيكـون عملـه خالصـًا موافقـًا لشـريعة الله علـى وجـه الاسـتعانة بـه سـبحانه فهـو حياتـه وعمـره ، ومـا كـان غيـر ذلـك فليـس محسـوبًا مـن حياتـه وإن عـاش طويـلاً فهـو يعيـش عيشـة البهائـم .
• قـال ابـن القيـم فـي فوائـد الفوائـد / المبحـث العاشـر : فـي أعمـاق النفـس / ( 1 ) فصـل : كيـف تصلـح حالـك / ص : 323 :
" ... وذلـك أنـك فـي وقـتٍ بيـن وقتيـن ، وهـو فـي الحقيقـة عمـرُك ، وهـو وقتـك الحاضـرُ بيـن مـا مضـى ومـا تسـتقبل ، فالـذي مضـى تصلحُـهُ بالتوبـة والنـدم والاسـتغفار ، وذلـك شـيء لا تعـب عليـك فيـه ولا نصـب ولا معانـاةَ عمـلٍ شـاق ، إنمـا هـو عمـلُ القلـب ، وتمتنـعُ فيمـا تسـتقبلُ مـن الذنـوب ، وامتناعـك تـركٌ وراحـةٌ ، ليـس هـو عمـلاً بالجـوارح يشـق عليـك معاناتُـه ، وإنمـا هـو عـزم ونيـة جازمـة ..." .
ا .هـ .
نتابع معًا بإذن الله تعالى
---------------------------------------------------------
الحاشية:
( 1 ) لله ---> المراد به الإخلاص ، أي إخلاص العمل لله
( 2 ) بالله ---> المراد به الاستعانة به سبحانه ، فلا يعتد بنفسه ولا يعتمد عليها وإنما يستعين بالله
( 3 ) في الله ---> أي في شرعه ، فلا يتجاوز الشرع ، ولا يبتدع في دين الله ما ليس منه
شرح القواعد المثلى / ص : 322
نتابع معًا أوقاتنا .....أعمارنا.
وقـال ابـن القيـم فـي فوائـد الفوائـد / المبحـث العاشـر ... / ( 9 ) فصـل : جمـع الهمـم علـى الله وحـده / ص : 337 :
علامـة صحـة الإرادة أن يكـونَ هـمُّ المريـدِ رضـا ربـه ، واسـتعدادَهُ للقائـه ، وحُزنَـهُ علـى وقـتٍ مـرَّ فـي غيـر مرضاتـه ، وأسـفَه علـى [ فـوْتِ ] قُربـهِ والأنـسِ بـه .
وجُمَّـاعُ ذلـك : أن يصبـحَ ويمسـي وليـس لـه هـمٌّ غيـرَه .
{ ا .هـ . }
•ويقـول ابـن القيـم ـ رحمه الله ـ :
كـل نَفَـسٍ أو كـل عـرَقٍ سـيخرج فـي الدنيـا فـي غيـر طاعـة الله أو فائـدة فـي الحيـاة ـ
[ تعيـن علـى حسـنة ] ـ (2) سـيخرج يـوم القيامـة حسـرة وندامـة .
------------------
( 2 ) ما بين المعكوفتين تصرف
ا . هـ .
ويقـول عمـار بـن رجـاء : سـمعت عبيـد بـن يعيـش " شـيخ البخـاري ومسـلم " يقـول :
" أقمـتُ ثلاثيـن سـنة مـا أكلـتُ بيـدي بالليـل ، كانـت أختـي تُلَقِّمُنـي وأنـا أكتـب الحديـث " .
ا .هـ .
عندمـا يخلـص الإنسـان لربـه وخالقـه ويشـتغل بكـل دقيقـة مـن وقتـه وعمـره فـي طاعـة ربـه يُبـارك الله لـه فـي عمـره وإن كـان قصيـرًا ، والرجـال لا يقاسـون بطـول أعمارهـم ، وإنمـا يقاسـون بأعمالهـم ، والله عـز وجـل تعبدنـا بحسـن الأعمـال وذلـك فـي مقدورنـا وفـي إمكاننـا بـإذن ربنـا ، ولـم يتعبدنـا بطـول أعمارنـا فـإن ذلـك ليـس بمقدورنـا ولا بإرادتنـا .
فالإنسـان الـذي يعـرف حـق وقتِـه وقيمتـه ينبغـي عليـه أن يعمِّـر وقتَـه بالخيـرات ما اسـتطاع إلـى ذلـك سـبيلاً ويسـارع فيهـا ، فكلمـا تيسـر إليـه خيـر بـادر إليـه تطبيقـًا للآيـة :
قـال الله تعالـى :
" .... وَعَجِلْـتُ إِلَيْـكَ رَبِّ لِتَرْضَـى " . سورة طه / آية : 84 .
وللحديـث :
احـرص علـى ما ينفعـك .
* فعـن أبـي هريــرة قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" المؤمـن القـوي خيـر مـن المؤمـن الضعيـف وفـي كـل خيـر ، احـرِص علـى مـا ينفعــك واسـتعن بالله ولا تعجِــز ، وإن أصابـك شـيء فـلا تقـل : لـو أنـي فعلـتُ كـان كـذا وكـذا ، ولكـن قـل : قَـدَرُ الله ، ومـا شـاء فعـل ، فـإن لـو تفتـح عمـلَ الشـيطانِ " .
{ صحيح مسلم . متون / ( 46 ) ـ كتاب : القدر/ ( 8 ) ـ باب : في الأمر بالقوة وترك العجز ، .. /
حديث رقم :34 ـ (2664) / ص : 677 .
والمـراد بالقـوة هنـا عزيمـة النفـس والقريحـة فـي أمـور الآخـرة .
احـرِص علـى مـا ينفعـك .... ولا تعجِـز : احـرص علـى طاعـة الله تعالـى والرغبـة فيمـا عنـده ، واطلـب الإعانـة مـن الله تعالـى علـى ذلـك ، ( ولا تعجِـز ) ولا تكسـل عـن طلـب الطاعـة ولا عـن طلـب الإعانـة .
صحيح مسلم شرح النووي / ج : 16 / ( 46 ) ـ كتاب : القدر / ( 8 ) ـ باب : في الأمر بالقوة و ... / ص : 329.
قـال صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم :
* " افعلـوا الخيـرَ دهركـم ، وتعرضـوا لنفحـاتِ رحمـة الله ، فـإن لله نفحـاتٍ مـن رحمتـه ، يصيـب بهـا مـن يشـاء مـن عبـاده ، وسـلوا الله أن يسـتر عوراتِكـم ، وأن يؤمِّـن رَوعاتِكـم " .
أخرجه الطبراني في الكبير . وحسنه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في سلسلة الأحاديث الصحيحة /
ج : 4 / حديث رقم : 1890 / ص : 511 .
إن مـن رحمـة الله بعبـاده وإكرامـه لهم سـبحانه أن هيـأ لهـم فرصـًا وأوقاتـًا خصهـا بالأجـر الوفيـر ، أوقـات فاضلـة . فكمـا فضـل سـبحانه بعـض الأماكـن علـى بعـض ، كذلـك فضـل الأزمنـة علـى بعـض .
فلقـد فضـل سـبحانه مـن الشـهور " شـهر رمضـان " الـذي أنـزل فيـه القـرآن وجعـل لمـن فـاز بصيامـه وقيامـه إيمانـًا واحتسـابًا الجائـزة العظيمـة وهـي غفـران مـا تقـدم مـن الذنـب ، ونفـس الجائـزة لمـن فـاز بليلـة القـدر بـأن قامهـا إيمانـًا واحتسـابًا .
وفضـل سـبحانه مـن أيـام العـام : " أيـام العشـر مـن ذي الحجـة ".
وخـص فيهـا يـوم عرفـة بجائـزة عظيمـة لمـن فـاز بصيامـه .
* قـال صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم :
" أفضـل أيـام الدنيـا أيـام العشـر " .رواه البزار عن جابر . صححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في : صحيح الجامع الصغير وزيادته / الهجائي /
ج : 1 / حديث رقم : 1133 / ص : 253 .
أيـام العشـر : أي عشـر ذي الحجـة . فيـض القديـر ... / ج : 2 / ص : 71 .
وهكـذا هـذا على سـبيل المثـال لا الحصـر . فلنتحـر الأوقـات الفاضلـة ليربـو عملُنـا ولتغْفـر ذنوبُنَـا ، ولنفـوز بجنـة ربِّنـا .
ولـذا كـان العـزم علـى تجميـع بحـث صغيـر ليكـون إعانـة لنـا علـى معرفـة حقيقـة أعمارنـا ، ومـا يجـب علينـا تجاههـا ، ووسِـمَ هـذا البحـث بـ :
علامـة صحـة الإرادة أن يكـونَ هـمُّ المريـدِ رضـا ربـه ، واسـتعدادَهُ للقائـه ، وحُزنَـهُ علـى وقـتٍ مـرَّ فـي غيـر مرضاتـه ، وأسـفَه علـى [ فـوْتِ ] قُربـهِ والأنـسِ بـه .
وجُمَّـاعُ ذلـك : أن يصبـحَ ويمسـي وليـس لـه هـمٌّ غيـرَه .
{ ا .هـ . }
•ويقـول ابـن القيـم ـ رحمه الله ـ :
كـل نَفَـسٍ أو كـل عـرَقٍ سـيخرج فـي الدنيـا فـي غيـر طاعـة الله أو فائـدة فـي الحيـاة ـ
[ تعيـن علـى حسـنة ] ـ (2) سـيخرج يـوم القيامـة حسـرة وندامـة .
------------------
( 2 ) ما بين المعكوفتين تصرف
ا . هـ .
ويقـول عمـار بـن رجـاء : سـمعت عبيـد بـن يعيـش " شـيخ البخـاري ومسـلم " يقـول :
" أقمـتُ ثلاثيـن سـنة مـا أكلـتُ بيـدي بالليـل ، كانـت أختـي تُلَقِّمُنـي وأنـا أكتـب الحديـث " .
ا .هـ .
عندمـا يخلـص الإنسـان لربـه وخالقـه ويشـتغل بكـل دقيقـة مـن وقتـه وعمـره فـي طاعـة ربـه يُبـارك الله لـه فـي عمـره وإن كـان قصيـرًا ، والرجـال لا يقاسـون بطـول أعمارهـم ، وإنمـا يقاسـون بأعمالهـم ، والله عـز وجـل تعبدنـا بحسـن الأعمـال وذلـك فـي مقدورنـا وفـي إمكاننـا بـإذن ربنـا ، ولـم يتعبدنـا بطـول أعمارنـا فـإن ذلـك ليـس بمقدورنـا ولا بإرادتنـا .
فالإنسـان الـذي يعـرف حـق وقتِـه وقيمتـه ينبغـي عليـه أن يعمِّـر وقتَـه بالخيـرات ما اسـتطاع إلـى ذلـك سـبيلاً ويسـارع فيهـا ، فكلمـا تيسـر إليـه خيـر بـادر إليـه تطبيقـًا للآيـة :
قـال الله تعالـى :
" .... وَعَجِلْـتُ إِلَيْـكَ رَبِّ لِتَرْضَـى " . سورة طه / آية : 84 .
وللحديـث :
احـرص علـى ما ينفعـك .
* فعـن أبـي هريــرة قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" المؤمـن القـوي خيـر مـن المؤمـن الضعيـف وفـي كـل خيـر ، احـرِص علـى مـا ينفعــك واسـتعن بالله ولا تعجِــز ، وإن أصابـك شـيء فـلا تقـل : لـو أنـي فعلـتُ كـان كـذا وكـذا ، ولكـن قـل : قَـدَرُ الله ، ومـا شـاء فعـل ، فـإن لـو تفتـح عمـلَ الشـيطانِ " .
{ صحيح مسلم . متون / ( 46 ) ـ كتاب : القدر/ ( 8 ) ـ باب : في الأمر بالقوة وترك العجز ، .. /
حديث رقم :34 ـ (2664) / ص : 677 .
والمـراد بالقـوة هنـا عزيمـة النفـس والقريحـة فـي أمـور الآخـرة .
احـرِص علـى مـا ينفعـك .... ولا تعجِـز : احـرص علـى طاعـة الله تعالـى والرغبـة فيمـا عنـده ، واطلـب الإعانـة مـن الله تعالـى علـى ذلـك ، ( ولا تعجِـز ) ولا تكسـل عـن طلـب الطاعـة ولا عـن طلـب الإعانـة .
صحيح مسلم شرح النووي / ج : 16 / ( 46 ) ـ كتاب : القدر / ( 8 ) ـ باب : في الأمر بالقوة و ... / ص : 329.
قـال صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم :
* " افعلـوا الخيـرَ دهركـم ، وتعرضـوا لنفحـاتِ رحمـة الله ، فـإن لله نفحـاتٍ مـن رحمتـه ، يصيـب بهـا مـن يشـاء مـن عبـاده ، وسـلوا الله أن يسـتر عوراتِكـم ، وأن يؤمِّـن رَوعاتِكـم " .
أخرجه الطبراني في الكبير . وحسنه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في سلسلة الأحاديث الصحيحة /
ج : 4 / حديث رقم : 1890 / ص : 511 .
إن مـن رحمـة الله بعبـاده وإكرامـه لهم سـبحانه أن هيـأ لهـم فرصـًا وأوقاتـًا خصهـا بالأجـر الوفيـر ، أوقـات فاضلـة . فكمـا فضـل سـبحانه بعـض الأماكـن علـى بعـض ، كذلـك فضـل الأزمنـة علـى بعـض .
فلقـد فضـل سـبحانه مـن الشـهور " شـهر رمضـان " الـذي أنـزل فيـه القـرآن وجعـل لمـن فـاز بصيامـه وقيامـه إيمانـًا واحتسـابًا الجائـزة العظيمـة وهـي غفـران مـا تقـدم مـن الذنـب ، ونفـس الجائـزة لمـن فـاز بليلـة القـدر بـأن قامهـا إيمانـًا واحتسـابًا .
وفضـل سـبحانه مـن أيـام العـام : " أيـام العشـر مـن ذي الحجـة ".
وخـص فيهـا يـوم عرفـة بجائـزة عظيمـة لمـن فـاز بصيامـه .
* قـال صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم :
" أفضـل أيـام الدنيـا أيـام العشـر " .رواه البزار عن جابر . صححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في : صحيح الجامع الصغير وزيادته / الهجائي /
ج : 1 / حديث رقم : 1133 / ص : 253 .
أيـام العشـر : أي عشـر ذي الحجـة . فيـض القديـر ... / ج : 2 / ص : 71 .
وهكـذا هـذا على سـبيل المثـال لا الحصـر . فلنتحـر الأوقـات الفاضلـة ليربـو عملُنـا ولتغْفـر ذنوبُنَـا ، ولنفـوز بجنـة ربِّنـا .
ولـذا كـان العـزم علـى تجميـع بحـث صغيـر ليكـون إعانـة لنـا علـى معرفـة حقيقـة أعمارنـا ، ومـا يجـب علينـا تجاههـا ، ووسِـمَ هـذا البحـث بـ :
" أوقاتنـا أعمارنـا "
وهـو يحـوي عـدة مباحـث موضحـة بفهـرس موضوعـات البحـث .
نسـأل الله أن تنفعنـا هـذه الرسـالة وإياكـم ، يـوم لا ينفـع مـال ولا بنـون إلا مـن أتـى الله بقلـب سـليم .
==========
نتابع معا ....أوقاتنــــا أعمارُنــــا
المبحــــث الأول
===========
أوقاتنــــا أعمارُنــــا
===============
===========
أوقاتنــــا أعمارُنــــا
===============
مـا نحـن إلا أنفـاس إذا مـر نَفَـس مـر بعضنـا ، وإذا مـرت لحظـة فقدنـا جـزءًا مـن رأس مالنـا .
فالموفـق هـو الـذي يُسـابق اللحظـات ، ويغتنـم الأوقـات ، ولا يـدع لحظـة مـن عمـره تمـر إلا أودع فيهـا عبـادة أو أكثـر وجـدد فيهـا إيمانـه .
فالوقـت أو الزمـن كالمـال كلاهمـا يجـب الحـرص عليـه والاقتصـاد فـي إنفاقـه وتدبيـر أمـره . وإن كـان المـال يمكـن جمعـه وادخـاره بـل وتنميتـه فـإن الزمـن عكـس ذلـك فكـل دقيقـة ولحظـة ذهبـت لـن تعـود إليـك أبـدًا ولـو أنفقـت أمـوال الدنيـا أجمـع .
وإذا كـان الزمـن مقـدرًا بأجـل معيـن وعُمْـر محـدد لا يمكـن أن يقـدم أو يؤخـر ، وكانـت قيمتـه فـي حسـن إنفاقـه ، وجـب علـى كـل إنسـان أن يحافـظ عليـه ويسـتعمله أحسـن اسـتعمال ، ولا يفـرط فـي شـيء منـه قـل أو كثـر .
* عـن ابـن مسـعود ، عـن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال :
" لا تـزول قدمـا ابـن آدم يـوم القيامـة مـن عنـد ربـه حتـى يُسـأل عـن خمـس ، عـن عُمُـرِهِ فيـم أفنـاه ، وعـن شـبابه فيـم أبـلاهُ ، ومالِـه من أيـن اكتسـبه وفيـم أنفقـه ، ومـاذا عَمِـلَ فيمـا علِـمَ " .
* عـن ابـن مسـعود ، عـن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال :
" لا تـزول قدمـا ابـن آدم يـوم القيامـة مـن عنـد ربـه حتـى يُسـأل عـن خمـس ، عـن عُمُـرِهِ فيـم أفنـاه ، وعـن شـبابه فيـم أبـلاهُ ، ومالِـه من أيـن اكتسـبه وفيـم أنفقـه ، ومـاذا عَمِـلَ فيمـا علِـمَ " .
{سنن الترمذي [ المجلد الواحد ] / تحقيق الشيخ الألباني / ( 35 ) ـ كتاب : صفة القيامة والرقائق والورع عن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ / ( 1 ) ـ باب : في القيامة / حديث رقم : 2416 / ص : 544 / صحيح .}
* عـن أبـي بَـرْزَةَ الأسـلمي ، قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" لا تـزول قدمـا عبـدٍ يـومَ القيامـةِ حتـى يُسْـئَلُ عـن عُمُـرِهِ فيمـا أفنـاه ، وعـن عملـه فيـم فعـل ، وعـن مالـه مـن أيـن اكتسـبه وفيـمَ أنفقـه ، وعـن جسـمهِ فيـم أبـلاه " .
{ سنن الترمذي [ المجلد الواحد ] / تحقيق الشيخ الألباني / ( 35 ) ـ كتاب : صفة القيامة والرقائق والورع . / ( 1 ) ـ باب : في القيامة / حديث رقم : 2417 / ص : 545 / صحيح .}
" لا تـزول قدمـا عبـدٍ يـومَ القيامـةِ حتـى يُسْـئَلُ عـن عُمُـرِهِ فيمـا أفنـاه ، وعـن عملـه فيـم فعـل ، وعـن مالـه مـن أيـن اكتسـبه وفيـمَ أنفقـه ، وعـن جسـمهِ فيـم أبـلاه " .
{ سنن الترمذي [ المجلد الواحد ] / تحقيق الشيخ الألباني / ( 35 ) ـ كتاب : صفة القيامة والرقائق والورع . / ( 1 ) ـ باب : في القيامة / حديث رقم : 2417 / ص : 545 / صحيح .}
ـ فاللبيـب الـذي يفطـن إلـى هـذا فيجتهـد فـي فعـل مـا يسـتغل بـه أوقاتـه وقوتـه ، يجتهـد فـي أن يجعـل كـل لحظـة مـن لحظاتـه عبوديـة يزيـد بهـا إيمانـه ، فإن فاتـه العمـل فلا تفوتـه النيـة ، حتـى لا يكـون فـي هـذه اللحظـة مغبونـًا ، فـإن رأس مـال العبـد صحتـه وفراغـه .
* فعـن ابـن عبـاس ـ رضي الله عنهما ـ قـال : قـال النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" نعمتـان مغبـونٌ فيهمـا كثيـرٌ مـن النـاس : الصحـة ، والفـراغ " .
{ صحيح البخاري 0 متون / ( 81 ) ـ كتاب : الرقاق / ( 1 ) ـ باب : لا عيش إلا عيش
الآخرة / حديث رقم : 6412 / ص : 752 .}
يعنـي أن هذيـن الجنسـين مـن النعـم مغبـون فيهمـا كثيـر مـن النـاس ، أي مغلـوب فيهمـا ، وهمـا الصحـة والفـراغ .
فـإذا كـان الإنسـان فارغـًا صحيحـًا فإنـه يغبـن كثيـرًا فـي هـذا ، لأن كثيـرًا مـن أوقاتنـا تضيـع بـلا فائـدة ونحـن فـي صحـة وعافيـة وفـراغ ومـع ذلـك تضيـع علينـا كثيـرًا ، ولكننـا لا نعـرف هـذا الغبـن فـي الدنيـا ، إنمـا يعـرف الإنسـان الغبـن إذا حضـره أجلـه ، وإذا كـان يـوم القيامـة ، وممـا يـدل علـى ذلـك قـول الله تعالـى :
" حَتَـى إِذَا جَـاءَ أَحَدَهُـمُ الْمَـوْتُ قَـالَ رَبِّ ارْجِعُـونِ * لَعَلِّـي أَعْمَـلُ صَالِحـًا فِيمَـا تَرَكْـتُ .... " . { سورة المؤمنون / آية : 99 ، 100 }.
وقـال عـز وجـل :
"........ مِّـن قَبْـلِ أَن يَأْتِـيَ أَحَدَكُـمُ الْمَـوْتُ فَيَقُـولَ رَبِّ لَـولا أَخَّرْتَنِـي إِلَـى أَجَـلٍ قَرِيـبٍ فَأَصَّـدَّقَ وِأَكُـن مِّـنَ الصَّالِحِيـنَ " . { سورة المنافقون / آية : 10}.
الواقـع أن هـذه الأوقـات الكثيـرة تذهـب علينـا سُـدَى لا ننتفـع منهـا ، ولا ننفـع أحـدًا مـن عبـاد الله ، ولا ننـدم علـى هـذا إلا إذا حضـر الأجـل ؛ يتمنـى الإنسـان أن يُعْطَـى فرصـة ولـو دقيقـة واحـدة لأجـل أن يسـتعتب ، ولكـن لا يحصـل ذلـك .
ثـم إن الإنسـان قـد لا تفوتـه هـذه النعمـة ، بـل قـد لا تفوتـه هاتـان النعمتـان : الصحـة والفـراغ بالمـوت بـل قـد تفوتـه قبـل أن يمـوت ، قـد يمـرض ويعجـز عـن القيـام بمـا أوجـب الله عليـه ، قـد يمـرض ويكـون ضيـق الصـدر لا ينشـرح صـدره ويتعـب ، وقـد ينشـغل بإيجـاد النفقـة لـه ولعيالـه حتـى تفوتـه كثيـر مـن الطاعـات
ولهذا ينبغـي للإنسـان العاقـل أن ينتهـز فرصـة الصحـة والفـراغ بطاعـة الله عز وجل بقدر ما يسـتطيع.
{ شرح رياض الصالحين / للشيخ العثيمين / ج : 1 / ( 11 ) ـ باب : المجاهدة / شرح حديث
رقم : ( 3 / 97 ) / ص : 451 }.
ـ وقـد كـان السـلف ـ رضي الله عنهم ـ أحـرص (1) ما يكونـون علـى أوقاتهـم لأنهم كانـوا أعـرف النـاس بقيمتهـا . وكانـوا يحرصـون كـل الحـرص علـى ألاَّ يمـر يـوم أو بعـض يـوم أو برهـة مـن الزمـان وإن قصـرت دون أن يتـزودوا منهـا بعلـم نافـع أو عمـل صالـح أو مجاهــدة للنفـس أو إسـداء نفـع للغيـر حتـى لا تتسـرب الأعمـار سـدى وتضيـع هبـاء وتذهـب جُفـاءً وهـم لا يشـعرون.
-----------------
( 1 ) وقد كان السلف ـ رضي الله عنهم ـ أحرص مايكونون .... :
سيأتي نماذج ذلك في المبحث الخامس تحت عنوانه : وقفات مع السلف .
قـــال الشـــاعر :
إذا مــر بــي يــوم ولـم أقتبـس هــدى
ولـم أسـتفد علمــًا فمـا ذاك مـن عمــري .
{رسالة اقتربت الساعة / محمود المصري / بتصرف . ا . هـ }.
* عـن ابـن عبـاس قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" اغتنـم خمسـًا قبـل خمـسٍ : حياتـك قبـل موتـك ، وصحتـك قبـل سـقمك ، وفراغـك قبـل شـغلك ، وشـبابك قبـل هرمـك ، وغنـاك قبـل فقـرك " .
{ رواه الحاكم والبيهقي عن ابن عباس ـ وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح
الجامع..../ الهجائي / ج : 1 / حديث رقم : 1077 / ص : 244 }.
* عـن أبـي الـدرداء قـال : قـال رسـول الله :
" لـو تعلمـون مـا أعلـمُ ، لبكيتـم كثيـرًا ، ولضحكتـم قليـلاً ، ولخرجتـم إلـى الصُّعـدات ؛ تجـأرون إلـى الله تعالـى ..... ".
{ أخرجه الحاكم ..... وحسنه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الجامع الصغير وزيادته /
الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 5262 / ص : 933 }.
* عـن عبـد الله بـن عمـرو ، قـال : مَـرَّ بـي رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، وأنـا أُطَيِّـنُ حائطـًا لـي ! أنـا ، وأمـي ، فقــال :
" مـا هـذا يـا عبـد الله " ؟ فقلـت : يـا رسـول الله أُصلحـه ، فقـال : " الأمـرُ أسْـرَعُ مِـنْ ذاكَ " .
{ سنن أبي داود [ المجلد الواحد ] / تحقيق الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ / ( 35 ) ـ أول كتاب الأدب / ( 172 ) ـ باب : [ ما جاء ] في البناء / حديث رقم : 5235 / ص : 946 / صحيح .
* عـن الأعمـش قـال :
مَـرَّ علـيَّ رسـول الله ، ونحـن نعالـج خُصـًا لنا وَهَـى ، فقـال : " ما هـذا " ؟ .
فقلنـا : خـصٌّ لنـا وَهَـى فنحـن نُصْلِحـه. فقـال رسـول الله : " ما أرى الأمـرَ إلاَّ أعجـل مـن ذلـك " .
{سنن أبي داود [ المجلد الواحد ] /( 35 ) ـ أول كتاب الأدب / ( 172 ) ـ باب : [ ما جاء ] في البناء /
حديث رقم : 5236 / ص : 946 / صحيح }.
مـا يقصـد صلـوات الله وسلامـه عليـه ، أنْ يمنعهـم مـن إصـلاح ذلـك الخـص ( البيـت ) ، ولكـن يقصـد يذكرهـم بـأن الآخـرة هـي المتـاع ، وبـأن المـوتَ آتٍ لا مَحالـة ، وبـأن العاقـل اللبيـب هـو الـذي يصلـحُ هنالِـك قبـل أن يهتـم بإصـلاح هـذا الفانـي .
ولاشـك أن نصيحتَـهُ أيضـًا تتضمـنُ عـدم الانشـغال الزائـد بالدنيـا ، الـذي يُلْهِـي المؤمـن ، ويجعــل الدنيـا فـي النهايـة كأنهـا الهـدف وكأنهـا الغايـة ، وكأنهـا هـي المقصـودة المُــرَادة .
" إن الأمــرَ أعجـلُ مـن ذلـك " ---> يعنـي إن المـوت آتٍ لا مَحَالـة ، ولابـد أن تسـتعدوا للقـاء الله عـز وجـل ، أي لا تبالِغُــوا فـي إصـلاح دنياكـم ، ولا تُبالِغُــوا فـي الاهتمـام بهـا ، كمـا هـو الحـالُ الآن ، النـاسُ يهتمـون بالدنيـا اهتمامـًا مُبَالَغـًا فيـه . الدنيـا عنـد المؤمـن لابـد أن تكـون بِقَــدَر ، ولابـد فعـلاً أنْ تكـون وسـيلة ، وإذا كانـت وسـيلة قطعـًا لـن يهتـم المؤمـن بالمظاهـر الكاذبـة ، وبالأُمـور التـي يُقصَـدُ بهـا التفاخـر والتباهِـي ، المؤمـن سـيكون فعـلاً قَصْـدُهُ أن يسـتعينَ بهـا علـى حَسَـنَة ، هـذا قـدر الدنيـا عنـده ، أنهـا توصلـه ، هـي مَعْبَـر ، هـي جِسـر ، فلـن يهتـم المؤمـنُ بهـا فـي هـذه الحالــة إلا مـا يُعيـن منهـا علـى طاعــة اللهِ عـز وجـل .
فقولـه صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم " إن الأمـر أعجـل مـن ذلـك " ---> أي لا تُبَالِغُـوا فـي الاهتمـام بأموركـم الدنيويـة . وفـي الحديـث الصحيـح أيضـًا : " مـا قـلَّ وكفَـى خيـرُ ممـا كَثُـرَ وألْهَـى " .
{ مسند أبي يعلي ، عن أبي سعيد . وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته / ج : 2 / حديث رقم : 5653 / ص : 987 . [ السلسلة الصحيحة تحت رقم : 945 ] }.
هـذا الحديـث واضـح الدلالـة فـي أن الإنسـان كلمـا كَثُـرَ انشـغاله بالدنيـا كلمـا كانـت سـببًا فـي إلهائـه وانشـغاله.
{أشرطة شرح رياض الصالحين} .
ـ لا عيـش إلا عيـش الآخـرة :
* .... قـال : حدثنـا سـهل بـن سـعد السـاعديُّ كنـا مـع رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ فـي الخنـدق وهـو يحفـر ونحـن ننقُـلُ التـراب ويمـرُّ بنـا فقـال :
" اللهـم لا عيـش إلا عيـش الآخـرة فاغفـر للأنصـار والمهاجـرة " .
{صحيح البخاري . متون / ( 81 ) ـ كتاب : الرقاق / ( 1 ) ـ باب : لا عيش إلا عيش الآخرة / حديث رقم : 6414 / ص : 752. }
ـ ملعونـة الدنيـا :
.... قـال سـمعتُ أبـا هريـرة يقـول : سـمعتُ رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقـول :
" ألا إن الدنيـا ملعونـة (1) ، ملعـونٌ مـا فيهـا ، إلا ذكـرُ الله ومـا والاه (2) وعالـمٌ أو متعلـم " .
{ سنن الترمذي [ المجلد الواحد ] / تحقيق الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ / ( 33 ) ـ كتاب : الشهادات عن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ / ( 14 ) ـ باب منه / حديث رقم : 2322 / ص : 525 / حديث حسن .}
( 1 ) ملعونـة : أي مبغوضـة.
( 2 ) ومـا والاه : أي قاربـه مـن الطاعـة الموصلـة لمرضـات الله .
ولا يُفهـم مـن هـذا الحديـث سـب الدنيـا مطلقـًا ولعنهـا ، بـل الملعـون ـ المبغـوض ـ منهـا مـا يبعـد عـن الله تعالـى ويُشـغل عنـه .
ـ عـن البـراء قـال :
كنـا مـع رسـول الله فـي جنـازة فجلـسَ علـى شـفيرِ القبـرِ فبكـى حتـى بـلَّ الثـرى ، ثـم قـال : " يـا إخوانـي لمثـل هـذا فأعـدُّوا " .
{ سنن ابن ماجه / [ المجلد الواحد ] / ( 37 ) ـ كتاب : الزهد / ( 19 ) ـ باب : الحزن والبكاء / حديث رقم : 4195 / ص : 696 . حسن }.
فلنُعِـد أنفسـنا لذلـك اليـوم العصيـب ، الـذي لا ينفـع فيـه مـال ولا بنـون ، وكـل منـا آتيـه وحـده ، نسـأل الله التثبيـت .
إذا مــر بــي يــوم ولـم أقتبـس هــدى
ولـم أسـتفد علمــًا فمـا ذاك مـن عمــري .
{رسالة اقتربت الساعة / محمود المصري / بتصرف . ا . هـ }.
* عـن ابـن عبـاس قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" اغتنـم خمسـًا قبـل خمـسٍ : حياتـك قبـل موتـك ، وصحتـك قبـل سـقمك ، وفراغـك قبـل شـغلك ، وشـبابك قبـل هرمـك ، وغنـاك قبـل فقـرك " .
{ رواه الحاكم والبيهقي عن ابن عباس ـ وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح
الجامع..../ الهجائي / ج : 1 / حديث رقم : 1077 / ص : 244 }.
* عـن أبـي الـدرداء قـال : قـال رسـول الله :
" لـو تعلمـون مـا أعلـمُ ، لبكيتـم كثيـرًا ، ولضحكتـم قليـلاً ، ولخرجتـم إلـى الصُّعـدات ؛ تجـأرون إلـى الله تعالـى ..... ".
{ أخرجه الحاكم ..... وحسنه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الجامع الصغير وزيادته /
الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 5262 / ص : 933 }.
* عـن عبـد الله بـن عمـرو ، قـال : مَـرَّ بـي رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، وأنـا أُطَيِّـنُ حائطـًا لـي ! أنـا ، وأمـي ، فقــال :
" مـا هـذا يـا عبـد الله " ؟ فقلـت : يـا رسـول الله أُصلحـه ، فقـال : " الأمـرُ أسْـرَعُ مِـنْ ذاكَ " .
{ سنن أبي داود [ المجلد الواحد ] / تحقيق الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ / ( 35 ) ـ أول كتاب الأدب / ( 172 ) ـ باب : [ ما جاء ] في البناء / حديث رقم : 5235 / ص : 946 / صحيح .
* عـن الأعمـش قـال :
مَـرَّ علـيَّ رسـول الله ، ونحـن نعالـج خُصـًا لنا وَهَـى ، فقـال : " ما هـذا " ؟ .
فقلنـا : خـصٌّ لنـا وَهَـى فنحـن نُصْلِحـه. فقـال رسـول الله : " ما أرى الأمـرَ إلاَّ أعجـل مـن ذلـك " .
{سنن أبي داود [ المجلد الواحد ] /( 35 ) ـ أول كتاب الأدب / ( 172 ) ـ باب : [ ما جاء ] في البناء /
حديث رقم : 5236 / ص : 946 / صحيح }.
مـا يقصـد صلـوات الله وسلامـه عليـه ، أنْ يمنعهـم مـن إصـلاح ذلـك الخـص ( البيـت ) ، ولكـن يقصـد يذكرهـم بـأن الآخـرة هـي المتـاع ، وبـأن المـوتَ آتٍ لا مَحالـة ، وبـأن العاقـل اللبيـب هـو الـذي يصلـحُ هنالِـك قبـل أن يهتـم بإصـلاح هـذا الفانـي .
ولاشـك أن نصيحتَـهُ أيضـًا تتضمـنُ عـدم الانشـغال الزائـد بالدنيـا ، الـذي يُلْهِـي المؤمـن ، ويجعــل الدنيـا فـي النهايـة كأنهـا الهـدف وكأنهـا الغايـة ، وكأنهـا هـي المقصـودة المُــرَادة .
" إن الأمــرَ أعجـلُ مـن ذلـك " ---> يعنـي إن المـوت آتٍ لا مَحَالـة ، ولابـد أن تسـتعدوا للقـاء الله عـز وجـل ، أي لا تبالِغُــوا فـي إصـلاح دنياكـم ، ولا تُبالِغُــوا فـي الاهتمـام بهـا ، كمـا هـو الحـالُ الآن ، النـاسُ يهتمـون بالدنيـا اهتمامـًا مُبَالَغـًا فيـه . الدنيـا عنـد المؤمـن لابـد أن تكـون بِقَــدَر ، ولابـد فعـلاً أنْ تكـون وسـيلة ، وإذا كانـت وسـيلة قطعـًا لـن يهتـم المؤمـن بالمظاهـر الكاذبـة ، وبالأُمـور التـي يُقصَـدُ بهـا التفاخـر والتباهِـي ، المؤمـن سـيكون فعـلاً قَصْـدُهُ أن يسـتعينَ بهـا علـى حَسَـنَة ، هـذا قـدر الدنيـا عنـده ، أنهـا توصلـه ، هـي مَعْبَـر ، هـي جِسـر ، فلـن يهتـم المؤمـنُ بهـا فـي هـذه الحالــة إلا مـا يُعيـن منهـا علـى طاعــة اللهِ عـز وجـل .
فقولـه صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم " إن الأمـر أعجـل مـن ذلـك " ---> أي لا تُبَالِغُـوا فـي الاهتمـام بأموركـم الدنيويـة . وفـي الحديـث الصحيـح أيضـًا : " مـا قـلَّ وكفَـى خيـرُ ممـا كَثُـرَ وألْهَـى " .
{ مسند أبي يعلي ، عن أبي سعيد . وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته / ج : 2 / حديث رقم : 5653 / ص : 987 . [ السلسلة الصحيحة تحت رقم : 945 ] }.
هـذا الحديـث واضـح الدلالـة فـي أن الإنسـان كلمـا كَثُـرَ انشـغاله بالدنيـا كلمـا كانـت سـببًا فـي إلهائـه وانشـغاله.
{أشرطة شرح رياض الصالحين} .
ـ لا عيـش إلا عيـش الآخـرة :
* .... قـال : حدثنـا سـهل بـن سـعد السـاعديُّ كنـا مـع رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ فـي الخنـدق وهـو يحفـر ونحـن ننقُـلُ التـراب ويمـرُّ بنـا فقـال :
" اللهـم لا عيـش إلا عيـش الآخـرة فاغفـر للأنصـار والمهاجـرة " .
{صحيح البخاري . متون / ( 81 ) ـ كتاب : الرقاق / ( 1 ) ـ باب : لا عيش إلا عيش الآخرة / حديث رقم : 6414 / ص : 752. }
ـ ملعونـة الدنيـا :
.... قـال سـمعتُ أبـا هريـرة يقـول : سـمعتُ رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقـول :
" ألا إن الدنيـا ملعونـة (1) ، ملعـونٌ مـا فيهـا ، إلا ذكـرُ الله ومـا والاه (2) وعالـمٌ أو متعلـم " .
{ سنن الترمذي [ المجلد الواحد ] / تحقيق الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ / ( 33 ) ـ كتاب : الشهادات عن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ / ( 14 ) ـ باب منه / حديث رقم : 2322 / ص : 525 / حديث حسن .}
( 1 ) ملعونـة : أي مبغوضـة.
( 2 ) ومـا والاه : أي قاربـه مـن الطاعـة الموصلـة لمرضـات الله .
ولا يُفهـم مـن هـذا الحديـث سـب الدنيـا مطلقـًا ولعنهـا ، بـل الملعـون ـ المبغـوض ـ منهـا مـا يبعـد عـن الله تعالـى ويُشـغل عنـه .
ـ عـن البـراء قـال :
كنـا مـع رسـول الله فـي جنـازة فجلـسَ علـى شـفيرِ القبـرِ فبكـى حتـى بـلَّ الثـرى ، ثـم قـال : " يـا إخوانـي لمثـل هـذا فأعـدُّوا " .
{ سنن ابن ماجه / [ المجلد الواحد ] / ( 37 ) ـ كتاب : الزهد / ( 19 ) ـ باب : الحزن والبكاء / حديث رقم : 4195 / ص : 696 . حسن }.
فلنُعِـد أنفسـنا لذلـك اليـوم العصيـب ، الـذي لا ينفـع فيـه مـال ولا بنـون ، وكـل منـا آتيـه وحـده ، نسـأل الله التثبيـت .
تم بحمد الله
توقيع : د سهير البرقوقي |
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.