قال تعالى:وَإِنَّ مِنَ ٱلْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ ٱلْأَنْهَـٰرُ ۚ
وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ ٱلْمَآءُ ۚ
وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ ٱللَّهِ ۗ
وَمَا ٱللَّهُ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ) البقرة
**قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى:
{ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ} أي: اشتدت وغلظت, فلم تؤثر فيها
الموعظة، {مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ} أي: من بعد ما أنعم عليكم
بالنعم العظيمة وأراكم الآيات، ولم يكن ينبغي أن تقسو
قلوبكم, لأن ما شاهدتم, مما يوجب رقة القلب وانقياده؛
ثم وصف قسوتها بأنها {كَالْحِجَارَةِ} التي هي أشد قسوة
من الحديد، لأن الحديد والرصاص إذا أذيب في النار,
ذاب بخلاف الأحجار؛
وقوله: { أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً } أي: إنها لا تقصر عن قساوة
الأحجار، وليست " أو " بمعنى " بل " ؛
ثم ذكر فضيلة الأحجار على قلوبهم؛
فقال: { وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ)
(وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ)
(وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ }
فبهذه الأمور فضلت على قلوبكم؛
ثم توعدهم تعالى أشد الوعيد فقال:
{ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ }
بل هو عالم بها حافظ لصغيرها وكبيرها,
وسيجازيكم على ذلك أتم الجزاء وأوفاه. انتهى
هذا المثل من أمثلة سورة "البقرة العظيمة" التي يرجع
إليها كل القرآن الكريم وفيه من العبر والعظات مما يشفق
لها القلب فيحزن على حاله ... ثم لعله يستيقظ من رقدته..
بعد كل هذه المعجزات الخارقة اشتدت قلوبكم وغلظت,
فلم يَنْفُذ إليها خير, ولم تَلِنْ أمام الآيات الباهرة التي أرانا هي الله,
حتى صارت قلوبكم مثل الحجارة الصمَّاء, بل هي أشد منها غلظة.
لم تسقط هذه الصخور صدفة لاااا والذي نفسي بيده ؛
لاااااا صدفة أبدااا وماتسقط من ورقة إلا والعليم قد قدر
سقوطها وعلم بها وأبصرها وسمع حركة سقوطها...
وماهبطت هذه الصخيرات وهذه الوريقات إلا
من خشية الله
سبحان الله كأنها في وضع الاستعداد للسجود!!
سبحان الله العظيم؛ من ينظر لهذا المنظر يشعر بخشوع
وخضوع الجبال !!
قال الشيخ السعدي رحمه الله تعالى في شرح قوله تعالى : {وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ }
أي: ويسجد له ظلال المخلوقات أول النهار وآخره وسجود
كل شيء بحسب حاله.
وهذا الموج العظيم مانراه إلا وكأنه راكعا ثم كأنه يريد أن يسجد
وكأنه خر ساجدا من خشية الله وهو يقول بحال لسانه>>
سجدت لك ربي طوعا ..
كم نتمنى قلوبنا تسجد طائعة ذلا وحبا وتعظيما
بين يدي خالقها ولا ترتفع إلا وهي بين يديه
وهذه الظلال التي سجدت على الأرض طوعا
ماأرووورع ظلال كل شيء وهي تسجد على اليمين
والشمال عند شروق الشمس وعند غروبها
أشجار تكاد تخر راكعة تعظيما وإجلالا لمن أبدعها
ماسبب قسوة بعض القلوب؟؟
البعد عن تدبر وفهم كتاب الله العظيم
((ٱللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ ٱلْحَدِيثِ كِتَـٰبًۭا مُّتَشَـٰبِهًۭا مَّثَانِىَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ
جُلُودُ ٱلَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَىٰ ذِكْرِ
ٱللَّهِ ۚ ذَٰلِكَ هُدَى ٱللَّهِ يَهْدِى بِهِۦ مَن يَشَآءُ ۚ..))
ولو أطلقنا بصر قلوبنا ونظرنا نظرة تدبر وتأمل وتفكر
لوجدنا كل المرئيات كأنها ساجدة وليس سجودا عاديا إنما سجود بخشوع وخضوع وسكون فسبحان من جعلها آية لمن ينظر بقلبه ويرى تصديق آيات ربه الحق
وإذا نظرنا للسحب من أعلاها لوجدناها وكأنها ساجدة
وحركاتها كأنها تصلي ترتفع وتنخفض وتتمدد
فسبحان من حملها وأجراها وجمعها