الأربعاء، 14 سبتمبر 2011

محاضرة اكسر قيودك


بسم الله الرمن الرحيم  





محاضرة  اكسر قيودك








  

محاضرة اكسر قيودك للأستاذة : أناهيد بنت عيد السميري-حفظها الله ورعاها- مديرة المعهد العلمي العالي لإعداد معلمات القرآن والسنة بجده 
الثلاثاء : 29 ذو الحجة 1428هـ وقد كانت في دولة الكويت - بمعهد اكسفورد للاستشارات والتدريب

الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، والصلاة والسلام على رسوله الصادق الأمين المكين، مطهر العقول من أدران الوثنية، وسائق ركب الإنسانيةإلى السعادة الأبدية، وعلى آله وصحبه أحلاف السيوف، وقادة الزحوف، وأئمة الصفوف،وعلى التابعين لآثارهم في نصرة الدين إلى يوم الدين، أما بعد:الأستاذة: لو قيل لك مباشرة: اكسري قيودك ، ما ردك؟ ماذا ستقولين؟؟
(إجابات من الحضور على ورقة عمل ،حول ما هي القيود التي تقيدك؟ )


الآنأيهما يأتي أولاً: القيود، أم المرادات التي تريدين تحقيقها ثم القيود هي التي تمنعك من تحقيقها؟يسمى هذا اللقاء في علم السلوك الاجتماعي بـ: ( بعثرة الأوراق ): اليوم سنفرغ كل شيء ونتناقش فقط سنقوم بعملية تفريغ لما في داخلنا ، وغدًا نقدم الحل-بإذن الله-.ما الغرض من هذا السؤال؟الغرض الفقرة الثانية:هل عندك مرادات وتفكري بها؟ثم هناك قيود تمنعك عنها؟هل قمت بعملية مواجهة للنفس حتى تصلي لما هي مراداتك وما الذي يمنعك عنها؟هل أنت تتصوري عمل أو خلق أو صفة تتمني أن تتصفي بها، ووجدت نفسك غير قادرة؟تحديد المراد هو المهمما هو هذا الشيء يمنعني من الوصول إلى مرادي؟أنا أتكلم عن أمر تطلبينه؛ وهناك شيء قيّدك عنه.فكري الآن ماذا تريدين؟؟
(مشاركة من الحضور إجابات عامة)

ممكن تكون إجابتي:ممكن تكون إجابتي غير واضحة .أو واضحة بس عامة؛ مثل: أن أطلب رضى الله ، والدار الآخرة.
أصل الهدف من هذا اللقاءهو دفع الدعاوى.

هذا أكبر قيد نعيشه ألا وهو: الدعاوى؛ أكبر قيد مشترك نعيشه؛ وعندنا أدلة:من الكتاب والسنة.والواقع .والمواقف.
على أن أكبر قيد ومشكلةهي الدعاوى:

سوف أستعمل دليل واحد ،وسيأخذ معنا زمن؛ فنحن نريد أن نطرد وصف: أن نكون مدعين :الآن عبريما الذي يقابل وصف المدعي ؟؟ كلمة مدعي كلمة واسعة؛ الذي يقابله الصادق.
أهم معلومة نطرق عليها: أن تكون صاحب دعوى ولست صادقًا:

هذا أكبر أسر يأسرنا؛ والمشكلة أنه لا يأسر فرد بل يأسر جماعة؛ وكل واحد عنده دعوى تأسره، ولكن نشترك أننا كلنا أصحاب دعاوى.هل أنتم متصورين أنها مشكلة كبرى؟ أننا نريد كذا وكذا... اليوم بعثرة للأوراق: فقط نخرج ما بداخلنا ونصلح ما يمكن إصلاحه؛ ولا يمكن في لقاء ولا لقائين ولا حتى عشرة أن يصلح ، ولكن يبقى:
خط ينير ما هو طريق الصلاح ؟

الآن نناقش الدليل الذي يوضح لنا المدعين والصادقين1)في سورة الحديد: قال تعالى{ يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (12) يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آَمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ }سورة الحديد ( 12 : 13 )

)شرح موجز لآيات سورة الحديد(

الآن تأتي المشكلةماذا يقول المنافقون للمؤمنين؟؟يقول المنافقون <<<  {أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ }.يرد المؤمنون: ما ينكروا أن المنافقين كانوا معهم:
{ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الأمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ }
خمس صفات هي صفات أهل الإدعاء:
1.      فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ  
2.        َتَرَبَّصْتُمْ
3.        َارْتَبْتُمْ
4.       وَغَرَّتْكُمُ الأمَانِيُّ
5.      .وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ  

2)   في سورة محمد :الله عزوجل- صور الفارق فقال-عزوجل-:
{وَمِنْهُمْ مَنْ يَسْتَمِعُ إِلَيْكَ حَتَّى إِذَا خَرَجُوا مِنْ عِنْدِكَ قَالُوا لِلَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مَاذَا قَالَ آَنِفًا أُولَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ (16) وَالَّذِينَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًى وَآَتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ }
 
من يكتشف الفوارق ؟1) مدعينالإنسان نفسه؛ هو من الخارج واحد خارج من حلقة ذكر؛ ولكن في سورة محمد هم خارجين من حلقة ذكر والنبي-صلى الله عليه وسلم-يكلمهم؛كل صفات قبول الخبر موصوف بها النبي-صلى الله عليه وسلم- فهو أصدق حديثًا، و أنصحهم إرادة ، أفصحهم كلامًا ، أعلمهم بمراد الله؛ ثم يخرجوا من مجلسه، يقولوا:{ مَاذَا قَالَ آَنِفًا }: صورتهم صورة ناس مدعين أنهم يطلبون العلم، وإذا خرجوا من عنده ، ظهرت لأنفسهم حقائقها، ليس سهلاً أن أقول: أنني أريد الجنة والبعد عن النار، أدّعي الدعاوى وأعيش من الداخل، ومن الخارج صورتين مختلفتين؛ أعيش من الداخل ضد الدعاوى ومن الخارج مع الدعاوى .

2) ليسوا مدعين ولكنهم ليسوا مهتمين:الآن تكلمنا عن المدعين ،طيب هناك أناس ليسوا مدعين تاركين لكل الأمور ما هم مهتمين، هؤلاء ليسوا بممدوحين.أنت صاحب دعوى تقول: أنا أرجو الله والدار الآخرة، وكلما سُئلت تجيب من غير مناقشة، وأنت من الداخل صورة معاكسة للخارج هذا هو صاحب الدعوى.هناك أحوال: أقول كلام من الخارج ومن الداخل لست قادرة: لابد أن أفهم ما هو أكبر قيد يقيدنا: الدعاوى،ومشكلتها أنها تجعلك في الظاهر مع أهل الدعوى.يعني تريد أن تنجح في عملك، تريد أن تكون مجتهد في الدراسة، تصاحب من هم ممتازين في الكلية والجماعة كلهم يدرسوا ، وأنت جالس معهم، تقول :سبحان الله كيف يدرسوا ؟!تأتي لناس ناجحين في عملهم تخيلي ...افتحي ذهنك لكل الصور...وأول ما تأتيهم فرصة للانسلاخ، أكون أنا أول واحد:من جهة: الصورة أنا جيدة.لكن من الداخل: هل صار هناك حركة حقيقية للقلب؟ما دام أنكِ ادعيتِ: أنا أريد كذا... لابد من الداخل أن يكون مثل الخارج .من الخارج مع الناس الذين تريد أن تكون معهم، ومن الداخل يكون هناك تباين وتفاوت، وهو بالضبط قوله تعالى

{أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ  }
{ نعم كنتم معنا :{ وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ } أفعال جعلت هذا هو الفيصل بيننا وبينكم.

الآن أنا لا أريدك أن تنظري إلى إنجازاتك ولا نجاحاتك، ولا إلى فشلك أيضًا؛ أنا أحتاج أن أنظر إلى قلبي، حتى لا أكون صاحب دعاوى:1.سورة محمد ( 16 : 17 )


حتى أكون صادق والصدق هو شرط من شروط لا إله إلا الله

الشخص الذي يبذل جهده لابد أن يكون صادق، وليس صاحب دعوى وحتى تفهم
جهدك الذي ستبذله، هذا نوع من أنواع العبادة

طيب ما دمنا ننظر إلى قلوبنا، القلب ما ميزانه في الشريعة؟ ما مكانته ؟

( أَلا وَإِنَّ فِي الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلا وَهِيَ الْقَلْبُ )
وغيرها من النصوص ... هناك أحاديث كثيرة في القلب، ونحن نحفظها جيدًاطيب الآن، حتى تنجحي في الاتصال مع الآخرين، وتكوني مثلاً في مكتبك في العمل ، ما الذي يؤثر على نجاحك؟الله تعالى في سورة محمد يقول:
 { أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَنْ لَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ أَضْغَانَهُمْ }
هذه قاعدة في الاتصال:أن تتعامل مع الآخرين بقلبٍ سليم:

فأي أحد تتعامل معه وأنت في قلبك ضغينة عليه إلا تخرج هذه الضغينة: إذن اتصالك بالآخرين دون قلب سليم: يحصل أحياناً: أني أتصور أنني أنجح في التعامل مع الناس، وقلبي ليس صافيًا تجاههم؛ هذا ممكن لكنه لزمن؛ و لزمن محدود فقط. وكذلك أي أحد يعتقد أنه يمكنه التعامل مع الآخرين وسينجح في الاتصال بهم دون قلب.مثلاً: واحد يقول: أنا سمعت من أحد كلام، وأنا أحس أنه في قلبه شيء عليّ، أو ظهر له ما يفيد أنه عليه ضغينة:طيب لو قلت: أنا أحسست.. وكنت أنت مفترٍ عليه؛ هنا قلبك فيه إشكال-ولا تفهموا الكلام فهمًا خاطئًا-.لا تذهب لسوء الظن، أي أحد أحس أنه حامل عليّ ضغينة، أنا أحس أنه كذا وكذا...إذن هذا يريد بي سوء.طيب ممكن المشكلة فيك أنت، وإحساسك خطأ، أنا دائما أخشى من الفهم العكسي للأمور، أنا ما قصدت سوء الظن بالناس أبدا ما قصدت ذلك، واضح؟ هذه الضغينة سيخرجها الله في قسمات وجهه، وفي لحن القول، في لحظة؛ في فلتة من فلتات لسانك؛ ألم يقل الله تعالى في سورة محمد
{وَلَوْ نَشَاءُ لأرَيْنَاكَهُمْ فَلَعَرَفْتَهُمْ بِسِيمَاهُمْ وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ الْقَوْلِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ أَعْمَالَكُمْ }
إذن القلب هو سبب نجاحك في الاتصال بالآخرين

هو سبب نجاحك عمومًا: وهو معنى أن أكون شخص مبارك أينما كنت، والمبارك قيمة مختفية بالكلية؛ مفهوم مختفي غير موجود؛ هل فكرت بنفسي أن أكون مبارك أينما كنت؟ هذا التعبير سيصبغنا بصبغة مختلفة.طيب هذه البركةعمل بجوارحي أم أمر ينزله الله ؟هذا أمر ينزله الله عليكالآن ما هو الوعاء الذي سيحمل هذه البركة ؟ القلب.لو صلح هذا القلب سيكون وصفي أمام الناس مبارك أينما كنت: الاتصال الناجح هو فن ، سوف نخرج من هذا المفهوم، إلى مفهوم شرعي، ألا وهو مبارك أينما كنت إذن:
اتصال ناجح <<== مبارك أينما كنت

مبارك أينما كنت هذا المفهوم الرائع: من يحصل أن يكون مبارك أينما كان، أينما يذهب تحل البركة، ضعي يدك على الجرح ، القلب هو مصدر أن تكون مبارك أينما كنت، ألم نعبر أول اللقاء أننا سنخرج كل شيء إلى الخارج؟والآن إعادة لما سبق سريعًا إذن نخرج بمفهومين:أنا ماذا أحتاج ؟

1- الصدق2- مبارك أينما كنت.هذا مفهوم جديد: واليوم نحن نتكلم عن مفاهيم نحن بحاجة لفهمها،

 ننتقل إلى الآن إلى ورقة العمل الثانية:

1.البخاري / كتاب: الإيمان بَاب: فَضْلِ مَنْ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ

2. سورة محمد / 30 )



(الآن تم توزيع ورقة العمل الثانية ،والتي تحوي،كلام ابن تيمية،رحمه الله تعالى)

{ قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله تعالى: ( فإنَّ أسْرَ القلبِ أعظمُ من أسر البدن، واستعبادَ القلب أعظمُ من استعباد البدن؛فإن من استُعْبِد بدنُه، واستُرِقّ وأُسِر لا يبالي إذا كانَ قلبُه مستريحاً من ذلكمطمئناً، بل يمكنه الاحتيالُ في الخلاص؛ وأما إذا كان القلب _الذي هو مَلِك الجسم_ رقيقاً مستعبداً متيَّماً لغير الله؛ فهذا هو الذلُّ، والأسرُ المَحْضُ، والعبوديةُالذليلة لما استعْبَدَ القلبَ.وعبوديةُ القلب، وأسرُه هي التي يترتب عليهاالثواب والعقاب؛ فإن المسلمَ لو أسره كافرٌ أو استرقّه فاجرٌ بغير حق؛ لم يضرَّهذلك إذا كان قائماً بما يقدر عليه من الواجبات، ومن استُعْبِد بحق إذا أدّى حقَّالله وحقَّ مواليه فله أجران، و لو أُكره على التكلّم بالكفر وقلبه مطمئن بالإيمانلم يضرَّه ذلكوأما من استُعْبِد قلبُه، فصار عبداً لغير الله، فهذا يضره ذلك،ولو كان في الظاهر ملكَ الناس؛ فالحريةُ حريةُ القلب، والعبوديةُ عبودية القلب، كماأن الغنى غنى النفس}بناء على ما مضى<<<<  إذا أردت أن تفكي أسرك ،وتكسري قيودك ،فإلام تنظرين ؟)انتهت ورقة العمل،وتمت الإجابة من الحضور ،والآن الانتقال إلى ورقة العمل الثالثة({قال ابن القيم - رحمه الله تعالى - : الناس ثلاثة 
·         رجل قلبه ميت ،فذلك الذي لا قلب له. 
·         الثاني : رجل له قلب حي مستعد ،ولكنه مشغول ،فهو غائب القلب ليس حاضرا،فهذا لا تحصل له الذكرى مع استعداده ووجود قلبه.
·         الثالث : رجل حي القلب مستعد أحضر قلبه ،ولم يشغله بغير فهم ما سمعه ، فهو شاهد القلب ،ملق للسمع ، فهذا هو الذي ينتفع .
فالأول بمنزلة الأعمى الذي لا يبصر، والثاني بمنزلة البصير الطامح ببصره إلى غير جهة المنظور إليه، فكلاهما لا يراه، والثالث بمنزلة البصير الذي قد حدق إلى جهة المنظور إليه وأتبعه بصره وقابله على توسط من البعد والقرب ،فهذا هو الذي يراه }.هل تستطيعين أن تتصوري من كلام ابن القيم، من الذي يستطيع أن يعرف قيوده التي تمنعه؟الآن كلام ابن القيم واضح أي القلبين ؟ طبعًا القلب الثالث؛ لأن القلب الأول خلاص لا يبصر، بقي قلبين، صح ؟الآن لازم نفهم أنه الحياة من أولها إلى آخرها بلاءات ،كلها فتن ، ليست فتنة واحدة، وتعطيكِ نفس ترتاحي ، ثم تستمري لا ليس كذا الأمر.كل شيء حولك ابتليت به                                                                
 هنا قاعدة مهمة في مسالة الفتن : <<<<<<<الفتن ليس لها عنوان
يعني ماذا؟؟

ليس هناك فتنة تأتي وتقول لك: أنا فتنة، لا ....هي تهجم على الشخص؛ يعيشها ويخرج منها وهو ما يدري أنها فتنة، وممكن لا يخرج منها إلا بالموت.
الآن الأبناء ألا يعتبروا فتنة؟ ما هي فتنتهم ؟ طيب هم فتنة عليك ، ولكن ألست فتنة عليهم؟
الأبناء، الله-عز وجل-يختبرني بهم هل أحسن تربيتهم؟ هل أحسن القيام بمسؤوليتي تجاههم؟ وأنا فتنة عليهم كيف؟ الله-عز وجل-يختبرهم هل يبروني أم لا ؟
أعطيت مال، أعطيت صحة كلها فتن . لما أعطيت صحة هل كنت من الشاكرين الذاكرين؟ 
إذا كنت كذلك الله-عز وجل-وقت المرض يشكر لك شكرك له على نعمة الصحة؛ ويجعلك من الشاكرين الذاكرين.
وقت المرض يكتب لك أجرك كما كنت تذكره وأنت صحيح معافى؛ والله-عز وجل-شكور يعطي على العمل القليل الأجر الكثير، ولا حدود لكرم الله-عز وجل-.
البلاءات نحن تحتها تمامًا، ولا زمن من الأزمنة يخرج عن كونه بلاء، ولك أن تتصوري الآن، مرري شريط حياتك كلها: كل العباد بلاء عليك،كل ما تملكين بلاء، وافهمي...
قدراتك الخاصة البدنية والعقلية بلاء في نهاية المطاف.

ستجدي أنك ما خلقت إلا من أجل أن يبتليك الله-عز وجل-

الآن هذا المبتلى ماذا يحتاج من أجل أن يعرف البلاء ؟<<<يحتاج إلى قلب يقظان

لا تكن أعمى ما تفهم البلاء... يأتيك المال، تأتيك الصحة، تفتن بها هذا هو حال الأول والثاني، أما الثالث: قلبه بصير حي. الآن الثاني: ينظر لجهة أخرى لا بأس يغفل عن الطاعة ويريد أن يصل إلى الله، لكنه ماشي في الطريق الصائب ،ماذا يفعل؟ كل شيء لا يستطيعه، يقول: أنا بنفسي أقوم به، هذا واحد ينظر لكن هل ينظر في الطريق الصائب ؟ انشغل بغير ما يجب هذا القلب الثاني.
أولادي هم بلائي، وأنا اختبرت بهم، الآن ماذا أفعل؟ أحسن النية في تربيتهم، أصبر على ما ابتلاني الله بهم من مشاكل ، أجعلهم مصدر لنماء التوحيد في قلبي 
لابد أن يظهر جيدا اسم الله ( الحفيظ) :
هذا الاسم الحفيظ من الأسماء العظيمة التي يجب أن تستشعر، لا أحد يتصور أنه يستطيع أن يحفظ أبناؤه، لا يأتي أحد ويقول أنا أبغى أنعزل وأروح الصحراء، ما يريد تلفزيون ولا نت ولا غيره، ويتصور أنه لو فعل هذا، أنه بذلك سيصلح أبناؤه.
لا، هذا الشعور لابد أن ينزع من قلبك نزعًا...شعور أنك سبب لصلاحهم.
أنت تتعبد الله أن يخرج من نفسك أنك سبب لصلاح أبناءك

تعلق بالله أن يصلحهم حتى لا يكون في قلبك إلا واحد-سبحانه وتعالى-ولكن أنا ماذا أفعل؟

سوف تأتينا قاعدة عن السبب والأسباب. الآن بالاتفاق هؤلاء أبنائي هم بلاء عليّ، حتى لا أكون الشخص الثاني: البصير المشغول: الذي ينظر إلى جهة أخرى.. أتلمس البلاءات التي عندي.
حتى نكون الشخص الثالث: البصير الذي حدق في جهة المنظور إليه، وأتبعه بصره، وقابله على توسط من البعد والقرب.
أنت يا ابني بلاء عليّ وأنت سبب أن أزيد تعلقي بالله، أتوسل إلى الله، وإلى آخره من مفاهيم التوحيد لا أجد نفسي منكبة عليهم وأنسى الطاعة، ولا أتمنى الخلاص منهم، لابد أن أتوازن: لهم عليّ حقوق من قلب موحد صالح متعبد لله، أنظر لهم نظرة صحيحة صائبة.
كل الحياة كلها بلاءات... الآن البيت الذي أملكه هل هو شغلي الشاغل؟ هل أنت متصورة من الذي يعرف قيوده ؟
مثلاً: أعرف أن هذا البيت بلاء عليّ ، لماذا أنا أهتم به من أجل من؟ نحن دائمًا نقول للأولاد: لا تلعبوا انتبهوا لا تكسروا هذا.. واقع وموجود وفي النهاية نسيرهم على مسطرة؛ وهذا واقعي وموجود دائمًا همنا الناس.
الناس هذا القيد العظيم
                                                                                                                         
  لابد أن تنظري إلى قلبكوالقلب محط نظر الرب
ولكن هل كل الناس قلوبهم محط أنظارهم؟ والآن تأتي مشكلة أخرى: أنه ممكن أن يكون كل الناس بلاء عليّ وأحيانًا نوع من البلاءات أكون شديدة الحساسية تجاهه...
أكون شديدة الحساسية تجاه الناس وأحس أنه بلاء، ولكن لما تأتي الأموال ما أحس ببلائها، الإنسان لو شعر وكان حساس تجاه البلاءات، ما يتصور أنه في زمن ممكن يصحو وزمن لا، لا يخلو زمن من البلاءات.
(ورقة العمل الرابعة )

] قال ابن القيم  رحمه الله تعالى - :وصاحب التعبد المطلق له غرض في تعبده بعينه يؤثره على غيره ،بل غرضه تتبع مرضاة الله تعالى أين كانت ،فمدار تعبده عليها ،فهو لا يزال متنقلا في منازل العبودية،كلما رفعت له منزلة عمل على سيره إليها واشتغل بها حتى تلوح له منزلة أخرى. فهذا دأبه في سيره ،فإن رأيت العلماء رأيته معهم ،وإن رأيت العباد رأيته معهم وإن رأيت المجاهدين رأيته معهم ،وإن رأيت الذاكرين رأيتهم معه ،وإن رأيت المتصدقين المحسنين رأيته معهم،وإن رأيت أرباب الجمعية وعكوف القلب على الله رأيته معهم ، فهذا هو العبد المطلق ، الذي لم تملكه الرسوم ،ولم تقيده القيود ،ولم يكن عمله على مراد نفسه وما فيه لذتها وراحتها من العبادات ،بل هو على مراد ربه ولو كانت راحة نفسه ولذتها في سواه،فهذا هو المتحقق في (إياك نعبد وإياك نستعين )،حقا ، القائم بهما صدقًا ،ملبسه ما تهيأ، ومأكله ما تيسر، واشتغاله بما أمر الله به في كل وقت بوقته،ومجلسه حيث ينتهي به المكان ووجده خاليًا، لا تملكه إشارة ،ولا يتعبده قيد ،ولا يستولي عليه رسم ،حر مجرد ،دائر مع الأمر حيث دار،يدين بدين الآمر أنى توجهت ركائبه،ويدور معه حيث استقلت مضاربه ،يأنس به كل محق ،ويستوحش منه كل مبطل ،كالغيث حيث وقع نفع ،وكالنخلة لا يسقط ورقها ،وكلها منفعة حتى شوكها ،وهو موضع الغلظة منه على المخالفين لأمر الله ،والغضب إذا انتهكت محارم الله .
فهو لله، وبالله، ومع الله . قد صحب الله بلا خلق، وصحب الناس بلا نفس، بل إذا كان مع الله عزل الخلائق عن البين وتخلى عنهم ،وإذا كان مع خلقه عزل نفسه من الوسط وتخلى عنها.
فواهًا له !ما أغربه بين الناس ! وما أشد وحشته منهم ! وما أعظم أنسه بالله ،وفرحه به وطمأنينته وسكونه إليه !
والله المستعان ،وعليه التكلان[.

ورق العمل2
ماذا تتصوري أن تكون صورتك بعد أن تفكي أسرك، وتكسري قيدك ؟
الآن كلام ابن القيم النتيجة منه أن أكون عبد متقلب مع الأوامر حيث أمرني الله..
هو كالغيث أينما وقع نفع المبارك

هو لا يغرق مع الناس، يجلس معهم ويعاشرهم هذا الكلام يراد له تأمل شديد.
صحب الله بلا خلق لم يجعل الخلق بينه وبين الله


صحب الناس بلا نفس لم يعطهم كليته ،فنفسه ليست مشغولة بالناس

الآن المنشغل بطلب العلم، لابد أن يكون واصل لرحمه، آمر بالمعروف، ناهٍ عن المنكر؛ يعني لا تضع لنفسك صورة طالب علم وتمشي عليها أثناء سيرك في الطلب لا تقول أنا طالب علم فقط..
(الآن البطاقة الأولى)

إن الله إذا أراد شيئا هيأ له أسبابه

الآن هذه العبارة وردت في تفسير السعدي  رحمه الله تعالى -أين؟؟ في ذكر بعض الفوائد والعبر في قصة-موسى عليه السلام-.
أريدك أن تبحثي: أين تجدي عبارة من كلام من ابن القيم،مطابقة لمعنى البطاقة؟
كلما رفعت له منزلة عمل على سيره إليها واشتغل بها


حتى تلوح له منزلة أخرى

والآن من الذي يهيأ له منزلة العمل؟ الله-عز وجل-يهيأ له المنزلة
(البطاقة الثانية)



من العوائد القدرية ،، والحكم الإلهية :

أن من ترك ما ينفعه وأمكنه الانتفاع به فلم ينتفع **** ابتلي بالاشتغال بما يضره

الآن الله-عز وجل-يفتح لك باب من أبواب الطاعة لا ترسم لك صورة معينة المنزلة التي فتحت لك مثل: بر الوالدين وأنت يمكنك أن تعمل به، وأنت اشغلت عنه ستبتلى بما يضرك، لا أنت لحقت الباب الذي فتح لك، وابتليت بما يضرك.
فتح لك الله-عزوجل-باب الإحسان إلى الآخرين... منازل للطاعة...منازل للعلو...اغتنم الفرص... لا ترسم صورة لك وتقول هذه الصورة التي أريد...فتح لك باب الإحسان اشتغل فيه ولا تتركه...
الآن مراجعة سريعة لما سبق ذكره إذن نحن نحتاج أن نفهم ماذا؟
1- قيودك التي تقيدك هي دعاوى وربما لست صادقًا فيها.
2- القلب هو محط نظر الرب: المفروض أن يكون مكان نظرك؛ لأنه سبب لصلاحك، وقيودك لن تنكسر لو ما نظرت لقلبك ، لن يصلح حالك.
3- مفهوم مبارك أينما كنت.
4- البلاءات.
5- إن الله إذا أرد شيئا هيأ له أسبابه: أنت ما تكلف فوق طاقتك، أنت تُعلى ولكن بهدوء؛ خليك مركز في الذي هُيأ لك.
6- من العوائد القدرية والحكمة الإلهية: أن من ترك ما ينفعه وأمكنه الانتفاع به فلم ينتفع ،ابتلي بالاشتغال بمايضر.

انتهى اللقاء الأول.

***********
اكسر قيودك ( اللقاء الثاني )

اتفقنا بالأمس أن نخرج كل شيء في داخلنا.
وقلنا: أن هناك دعاوى ندعيها ولسنا صادقين فيها .
طيب الآن الله-سبحانه و تعالى-ذكر وصوفات المدعين في كتابه العزيز: ذكر ذلك في سورة البقرة ،وبعد ذكره لآيات الحج مباشرة، ماذا قال تعالى في سورة البقرة؟
3) سورة البقرة
قال تعالى:{ وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ (204) وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأرْضِ لِيُفْسِدَ فِيهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسَادَ هذا النص لابد من فهمه فهمًا دقيقًا؛ لأنه سيفيدنا في فهم قوم الدعاوى ومن هم أهل الدعاوى؟ وأنهم ليسوا ببعيدين عنا.
كلمة ( دعاوى ): أتينا بها من هذا النص.
الآن أنت مطلوب منك أن تستعرضي الدعاوى التي ادعيتها؛ مثلاً: أنا أريد أن أكون أمًا صالحة، وأربي أبنائي تربية صالحة...
طيب هو الآن صاحب دعوى جميلة، وليس هذا فقط بل ويشهد الله على ما قلبه؛ هو وصل لهذه الدرجة من الكذب على نفسه.
هو الآن صاحب دعوى ولما تجيء أبسط المواقف ما يستطيع أن يتغلب على شهواته.
هناك أناس إجاباتهم أحسن ما يكون ويتكلم أحسن ما يكون ويشهد الله على ما في قلبه؛ وإذا تولى عنك تتبين حقيقة حاله.
الآن الذي يدعي هذه الدعوى ممكن يكون يكذب على نفسه: بأنه لا يعلم أنه صاحب مجرد دعوى.


(سورة البقرة  )(204 : 205)

نحن أكثر شيء يمنعنا من الانتفاع: هو تخريج أنفسنا من هذا الخطاب

أخرج نفسي من أنني مدعي وأنني لست الشخص الموجه إليه الخطاب.وهذه أكبر مشكلة تواجهنا.
الآن الله-عز وجل-وصف المنافقين في كتابه العزيز وكرر وصوفاتهم في النصف المدني من القرآن؛ أكثر من ربع القرآن في أهل النفاق، لماذا تتصورين أنه أكثر من ربع القرآن في مسالة النفاق؟ هل يعرف الذي يمارس النفاق أنه منافق ؟ أم أنه لا يعرف ؟
هناك من المنافقين من لا يشعرون أنهم منافقين؛ بل هذه الفئة هي الفئة الأكبر، الفئة التي لا تشعر أنها واقعة في صفات أهل النفاق.
الفئة الأقل هي التي تشعر أنه تمارس النفاق.
الآن المنافقون وصفوا بصفات وردت في القرآن، ماذا قال الله تعالى عنهم في سورة النساء ؟
4) سورة النساء
قال تعالى
{إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُوا إِلَى الصَّلاةِ قَامُوا كُسَالَى يُرَاءُونَ النَّاسَ ولا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلا قَلِيلاً }
أنا الآن ليس قصدي الكلام عن النفاق أنا أقصد، هل أنا حقيقة عندي قيود على مرادي؟ أم أنني ليس عندي مراد من الأصل ؟
لو كان أصلا مرادك الله-عزوجل- إذن تعال نتفاهم:
كثيرٌ من يدعي أن مراده أن يصل إلى الله والدار الآخرة.
كثير منا يقول: أنا أبر والدي أبتغي من الله الأجر...لكن عندي عوائق ...ولكن...
طيب، الآن ممكن أن يكون هذا الكلام دعوى، وممكن أن يكون صحيح، لنرى:
من جهة الذكر: أنت تدفعي إليه دفعًا. وممكن تعيشي ساعات طويلة ولا يمر على خاطرك أن تذكري الله-تعالى-؛ ممكن تجلسي ساعات لا تذكري الله.
ننظر إلى الصلاة: لما تقومي إلى الصلاة، كيف تكون مشاعرك تجاه الصلاة ؟
لازالت توجد علامات كثيرة في القرآن... لكن المقصودأن النفاق ليس منا ببعيد.
الآن ردة الفعل المتوقعة الخوف.. الآن من الذي يستطيع أن يقول أنه ليس بمنافق؟
إذا كان عمر بن الخطاب  رضي الله عنه  نسي أنه بشر بالجنة من شدة خوفه من النفاق، وذلك عندما غمزه حذيفة ابن اليمان -تعرفون من حذيفة ابن اليمان؟ كاتم سر النبي صلى الله عليه وسلم- حتى لا يخرج خلف تلك الجنازة، خاف-رضي الله عنه-خوفًا شديدًا لدرجة انه نسي أنه بشر بالجنة، وقال لحذيفة بن اليمان: أستحلفك بالله هل سماني رسول الله منهم ؟
نوع تعبد أن تخاف من النفاق؛ نوع من أنواع العبادة..
لابد أن يكون هناك فيصل ما أن أخاف من شيء حتى أهرب منه بدون معالجة .
الخوف من النفاق نوع من أنواع العبادة

الآن ممكن واحد يطمئن ، وآخر يقول: النفاق قريب:
الذي يطمئن نفسه ويترك نفسه: يدخل في سلسلة من التنازلات عن الشريعة، هنا ماذا يكون القيد؟
المفروض أن يستفيد من معرفة الوصوفات؛ بأن يدفع الوصف عن نفسه، يبحث عن السبيل الذي يدفع فيه الوصف عن نفسه ، والسبيل موجود في كتاب الله، وسنة رسول الله-صلى الله عليه وسلم-.
الآن لو كان عندي خوف صحيح صائب، ولكني لا أعرف أتوازن أمامه؟ 
مثلاً: الآن ظاهرة المرض موجودة؛ أمراض ما كنا نسمع عنها أبداً لما تأتي أمراض معينة، لما يظهر مرض في العائلة، وخصوصًا أمراض الوراثة يقع قي القلب الخوف، أليس هذا صحيح؟
هذا البلاء الذي وقع عليك، لماذا وقع عليك؟ أنا لا أسأل ما سببه؟ أسأل ما النتيجة التي يبتليك الله من أجلها؟
حتى لا تتجه إلا إلى الله-عز وجل-

ألم يرد في حديث النبي-صلى الله عليه وسلم-أنه قال للرجل الذي قال له: أرني هذا الذي بظهرك فإني رجل طبيب.ماذا قال له الرسول صلى الله عليه وسلم؟ ( الله الطبيب، بل أنت رجل رفيق، طبيبها الذي خلقها )

ألم يرد هذا في السنة؟

سورة النساء / 142 )

سنن أبي داود / كتاب: الترجل بَاب: فِي الْخِضَابِ


نأتي الآن إلى أوائل سورة العنكبوت ماذا يقول الله تعالى فيها ؟؟

5) سورة العنكبوت): 
(تم توزيع ورقة العمل الأولى ، والتي تحوي آيات من سورة العنكبوت)

قال الله تعالى:{الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ (3) أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ أَنْ يَسْبِقُونَا سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ (4) مَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لآتٍ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (5) وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ (6) وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (7) وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْنًا وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8) وَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ (9) وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ وَلَئِنْ جَاءَ نَصْرٌ مِنْ رَبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللَّهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ (10) وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ }

في هذه الآيات يخبر الله-عز وجل- أنه من حكمته أن يبتلي الناس؛ يبتلي كل من قال أنه مؤمن؛ كل من ادعى الإيمان:{ أَنْ يَقُولُوا آَمَنَّا }: هذه دعوى لا يمكن لأحد أن يدعي بدعوة الإيمان ثم لا يصاب بفتنة.
إذن هناك: فتنة وبعدها ينقسموا الناس إلى: صادق وكاذب.الآن طابقي الآية فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ } مع الآية :{ وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ }:
في الآية (3): يخبر الله-تعالى-: أن الناس ينقسموا قسمين:صادق وكاذب: قال تعالىفَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ }.
الآية (11): يقول الله-تعالى-:{ وَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ }:
ما هي نتيجة المطابقة؟
هو ادعى ---< ابتلي ---<خرج أنه كاذب---< الآية (11) قالت: أنه منافق

إذن ...
كل صاحب دعوى لابد أن يبتلى في دعواه؛ نتيجة الابتلاء سيظهر من أي الفرقين هو:

الصادق ==< مؤمن والكاذب ==< منافق

الآن هذا المقطع القادم مليء تقارير تهمنا:
حددي الآية التي تبين المنافقين من المؤمنين؟؟
ما الفيصل الذي يظهر هذا صادق وهذا كاذب ؟؟
الشاهد هو : { وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ }

إذن.. كيف ينقسموا؟ بالجهاد؛ كيف يتميزون واقعيًا ؟؟ بالجهاد.
على قدر جهادك يتبين هل أنت من أهل النفاق أم من أهل الإيمان؟ على قدر مجاهدتك لتحقيق دعواك على قدر ما تثبت أنك صادق.
ليس الفيصل أن تحقق دعواك الفيصل أن تجاهد في تحقيقها:
إن الله إذا أراد شيء هيأ له أسبابه

يعني أنت الآن تبتلى ببلاء؛ والله-عز وجل- يهيأ لك أسباب الخروج من البلاء، والنجاة فيه:
- لو جاهدت وأصبحت صادقًا، ستتضح لك الصورة للمخرج؛ سيتضح لك كيف؟ هيأ الله-عز وجل-لك الخروج من المأزق. - ولو لم تجاهد لن تتضح لك الصورة؛ لو جاهدت ستتبين لك الأبواب، ولو لم تجاهد ستغلق عليك الأبواب.
يعني: يأتي البلاء، وتأتي معه أسباب الخروج: من الذي هيأ لك أسباب الخروج ؟؟ الله- عز وجل-.
ما هو الشيء الذي يمنعك من المجاهدة ؟
تخيل الآن أمامك صفحة مقسومة نصفين: سوداء، وبيضاء متدرجة:
- أنت لو ركزت على القسم الأسود: أنت لن ترى إلا الأسود. ستقول لا يوجد مخرج أمامي؛ إلا الوقوع في المنكر أو المعصية . ستقول: لايوجد حل إلا أن أغضب الله؛ إذن أنت أوقعت نفسك في الفشل في هذه الفتنة أو في هذا الابتلاء.أنت حكمت على نفسك ووقعت.
- ولو نظرت إلى البيضاء المتدرجة: لو تلمست المخرج في هذا الابتلاء بالمجاهدة؛ هيأ الله لك سبيل النجاة وبينه لك.وهذا هو الذي ذكره الله تعالى في آخر سورة العنكبوت: قال تعالى:{ وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }

والآن تأتي عندي صورتين في الآيات:
1- توصية الله- عز وجل-الإنسان بوالديه.
2- صورة الإيذاء.
الوصية بالوالدين : هل هي مثل بقية الوصايا بالوالدين؟ هنا الوالدين مشركين، الذين سوف تبرهم، هم يدعوك للإشراك بالله فقط. المجاهدة ، أين ستكون؟ 
هذا الآن بر الوالدين، وهم يأمروني بالإشراك، أيهما أسهل على الشخص
1-أن يأخذ اليمين فيترك برهما ولا يتعرض للشرك ؟
2- ياخذ اليسار ويدخل في الشرك معهما ؟
3- يبرهما ويدفع دعوتهما إياه للشرك؟
أيهما الأسهل؟ الأول أم الثاني أم الثالث؟
الأسهل: أن يأخذ أحد الطرفين: إما يمين وإما يسار؛ أن يبقى في الوسط هو الأصعب الوسط أي الاختيار الثالث هو الأصعب:
أن يبرهما ويسمع الدعوى للشرك فيردها هذه هي المجاهدة؛ هي التوازن:
المجاهدة ==< التوازن

لابد أن تكون الفتن عبارة عن طرفين يتنازعانك، وأنت تكون في الوسط.

سورة العنكبوت / 1 : 11 )




سورة العنكبوت / 69 )


مثال آخر:التوكل والأخذ بالأسباب:
أتصور نفسي متوكلة وأنا غرقانة في الأخذ بالأسباب؛ كل واحد يعتبر نفسه متوكل، كل واحد يقول: أنا متوكل هذه دعوى . والآن ما دام أنها دعوى إذن لابد من الابتلاء: لابد من المجاهدة؛ لابد أن يكون طرفان ووسط؛ لابد أن تتوازن بين أمرين:
الطرفان هما: التوكل والأخذ بالأسباب، وكثير من الأحيان يكون التوازن خطأ. واحد يقول: أنا عملت الذي عليّ.
الله سبحانه وتعالى ماذا يقول ؟   {فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ }

الآن عزمت فعل ماذا؟فعل القلب.
عزمت فعل المسألة: يعني وأنت نائم على فراشك أنه غدا سوف تفعل كذا كذافي هذه اللحظة هي لحظة التوكل هنا: فإذا عزمت فتوكل على الله : أن التوكل يسبق الأسباب.
نحن نقول المجتهد له نصيب، اجتهد تنجح، اجتهد هي السبب، صح؟ تنجح هي النتيجة
إذن الاجتهاد مطلوب من الإنسان، والنجاح هو المراد.
الاجتهاد الذي هو سبب للنجاح: هل أستطيع أن أفعله منفصلاً عن الاستعانة بالله والتوكل على الله؟
اجتهد أليس نتيجة؟ أم سبب؟
لما انظر للنجاح سيكون النجاح هو النتيجة، لكن لما أنظر للاجتهاد لوحده سيصير الاجتهاد نتيجة، هذا بنفسه الاجتهاد ألا يحتاج إلى عزم وتوكل؟ أنا آتي لابني وأطلب منه أن يجتهد، يعني هذا أصبح نتيجة؟ الاجتهاد بنفسه بحد ذاته هو نتيجة أريد الوصول إليها.
وأنت داخل هذه السلسلة؛ فكل الأسباب عبارة عن نتائج تحتاج إلى توكل.
مثالالسفر: أريد أن أسافر لأي مكان، أتصل احجز، الحجز هو سبب؛ وهو بنفسه نتيجة؛ لأني لن أقدر أن أصل إلى النتيجة النهائية إلا بسبب هذا الاتصال.
طيب وأنا ذاهبة إلى لتلفون أتصل ألست بحاجة للتوكل على الله أن ييسر لي الحجز؟
حجزت، وذهبت للمطار؛ ممكن أن لا أسافر، قد لا تطير الطيارة...وهذه أيضا نتيجة تحتاج إلى توكل حتى تحصل.
إلى أن وصلت إلى البلد وحصلت على النتيجة ولكن كل ما كان قبلها من أسباب؛ هي نتائج تحتاج إلى توكل؛ ما أن تنشأ لك حاجة: عليك أن تتوسل بالأول-سبحانه-الذي لا يسبقه أحد، وهو مهيأ الأسباب أن يهيأ لك السبب.
اطلب من الله أن يهيأ لك الأسباب، فالأسباب هي عطاء من عند الله، هو سبحانه الأول الذي سبق كل شيء، هو الذي يهيأ لك الأسباب، فأنت بحاجة أن تتوكل حتى تعطى السبب، وهنا تأتي الفتنة.
الآن أريد الذهاب إلى مشوار: والسيارة موجودة عندي تحت البيت، أنت ابتليت بملكك للسبب، هذا البلاء يحتاج منك إلى أن تجاهد نفسك حتى تسأل الله أن ييسر لك السبب؛ لأنك أمام نفسك أنك مالك للسبب.
ملكية السبب من أعظم البلاءات

لأنها تحجزنا عن الله أن نتوسل إلى الله أن نحصل السبب؛ فيحصل عندنا الاستغناء عن الله.كل الأسباب بلاء فهي حاجز بيننا وبين الله أن نتوسل إليه أن ييسر لنا الأسباب.
لو واحد غني يريد أن يزوج ابنه يقول: أنا عندي مال؛ هو متصور أنه نتيجة ملكيته للمال قادر أن يفعل ذلك
والآن نأتي إلى هذه القاعدة المهمة:
*يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد*
لا أحد في الحكم الحقيقي غني عن الله، ممكن تكون دعوى: أقول أنا لست غنية عن الله، وتأتي المواقف وأتعامل مع كل شيء على أني مالكة، متصرفة في كل شيء.
المطلوب منك إظهار فقرك لله؛ والتوكل هو الذي يشير إلى فقرك

كلما زادت قوة توكلك على الله كلما زادت دعواك بالفقر وأنت فاهم أنك لا تملك ولا شيء ، الصعوبة أين ؟
أنك تملك، وترى أنك تملك، وتعتبر نفسك فقير في نفس الوقت.
أنت الآن مبتلى بالأسباب، ومالك لها في نفس الوقت، ابتلاءك ما وضعه؟
أنت الآن يجب أن تتوازن: أنت تملك، وفي نفس الوقت تشعر أنك فقير ،وما تملك إلا إذا أعطاك الله ،والصعوبة أن تجمع الاثنان معاً.
الناس نوعان:
واحد فقير يقول: يا رب .
واحد غني لا يقول يا رب.
فالصعوبة أنه يكون عندك فعلاً، وفي نفس الوقت تعتبر نفسك فقير حقيقةً.
فالله-عز وجل -هو الأول:
الذي ابتدأك بالأسباب، وأعانك على الانتفاع بها، وهو الأول الذي يسبق الأسباب فسببها لك، وبعد أن سببها وسخرها لك نفعك بها.
وهو الآخر:
الذي تنتهي عنده الأسباب؛ وهو الآخر الذي لو انقطعت الأسباب لا ينقطع العطاء والنفع بالأسباب من الله؛ وهو الآخر الذي يعطي النتائج من دون أسباب.
على قدر ما تحضر ذهنك هذه المعاني على قدر ما يكون توكلك صحيح: أنت في الحقيقة لا تملكها؛ هي ليست ملكك الملك المطلق؛ هي ملك الله؛ ولن يقوى هذا المفهوم إلا بالتوحيد.
نحن نتكلم عن المجاهدةالتوازن هو الصعب :
توصية الأبناء بآبائهم مع شركهم هو الصعب، هنا التوازن صعب.
مثال: قوله تعالى:
{أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ }
المالك للبذرة على الحقيقة هو الله، والأرض التي تلقى فيها البذرة المالك لها هو الله، والماء الذي تسقى به البذرة من الله، والذي فلق الحبة هو الله، والله هو الذي يظهر الثمر، وفي النهاية كل شيء من الله.لكن انظري إلى مشاعر المزارع وعلى ذلك قيسي
سورة آل عمران / 159 )

سورة الواقعة / 64 )




القيد الأول: الأسبــــــــاب

في الآيات عندنا صورة أخرى:
قال تعالى: { وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آَمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ }
ساوى فتنة الناس بعذاب الله: أوذي في الله بسبب دينه؛ الله -عز وجل- سمى إيذاء الناس، لماذا؟ 
أنت ابتليت بهؤلاء الناسالعباد آلة يسلطهم الله عليك فتنة لك :
لا تركز نظرك عليهم إذا جاء منهم ما يضرك، توسل بمن سلطهم عليك أن يدفع أذاهم عنك، لذلك تأتي مسائل مثل الحجاب والنقاب.
ما سلطهم الله عليك إلا ليرى صدق دعواك في إرادة رضاه، إذا أنت مريد رضاه إذن سوف تتحمل أذاهم. أقل أذية في سبيل الله ما نرضى، الكلمة التافهة التي أجراها الله على لسانه، أجعلها كعذاب الله.
أنت ابتلاك الله بهم ليرى صدقك؛ وفي مثل هذا يأتي الشيطان في الوسط ويهول الكلام ويزيد عليك، يهول الفتنة، ويتخطف العباد الضعيفين؛ الضعيف يذهب معه، والذي يجاهد ويتوسل إلى الله سيهيأ الله له أسباب النجاة.
المجاهدة هي الفيصل

قلوبنا هي التي ستجاهد تمتلأ بالعلم عن الله لتقوية المجاهدة


(البطاقة الثانية)

أيها النــاس

إنما يراد الطبيب للوجع الشديد **** ألا فـلا وجـع أشـد من الجـهـل

ولا داء أخـبـث من الـذنـوب ****  ولا خـوف أخـوف من الـمـوت

القيد الثاني العظيم : النـاس


الأسباب أو الناس ما طريق مجاهدتهم ؟
العلم: ورأس العلم: العلم عن الله:
أنت يا عبد لن تكون قادر على كسر قيودك ، في كل أحوالك: وأنت عبد لله: في مأكلك في مشربك في كل الأحوال تريد أن تكون عبدًا صادقًا مطلقًا: أول الطريق: لا بد من العلم عن الله.
ما هو العلم عن الله؟أن أتعلم عن أسمائه وصفاته.
المصدر: الكتاب والسنة
ماذا يحتاج مني؟ هو أعظم أبواب الجهاد.
وكلما ارتفع صدقك في إرادة العلم كلما هيأت لك الأسباب من أجل أن تصل إلى ما كنت صادقًا فيه
ولذلك نضع قاعدة مهمة في طلب العلم :


* العلم رزق من الأرزاق يسوقها الله إليك على قدر تقواك *

الذي لم يستطع أن يجاهد نفسه على أن كل شيء رزق في حياته لما يأتي العلم سيصطدم بكل شيء فيه. هذه القاعدة ليست صعبة فقط في العلم هي صعبة في كل شيء.
اسم الرزاق:
لما يشرح ما هو الرزق؟ المال، الأولاد، الزوج، الجيران، العلم، الصحة، الدينار رزق؛ ولكن يتصور أنه ألف دينار رزق فقط .
فهم اسم : ( الرزاق ) فهم ضيق؛ المسألة محصورة في الأموال فقط؛ العلم هذا نوع من الأرزاق، إقبال الناس عليك رزق.
العباد آلة مسلطين عليك، يجري على أيديهم الأرزاق؛ لما تحرم ما تنقم منهم أنت حرمت بسبب.

مثال: غلو الأسعار: كل العالم الآن يعاني منه ألم يقل النبي-صلى الله عليه وسلم-( إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمُسَعِّرُ )1
ولما تنظري للأمر تنقمي على الحكومة؛ الذي رفع الأسعار هو الذي يملكها. لكن بدل أن يعكف على قلبه توبة ويصلح قلبه وعمله يقوم بالسب على هذا وهذا..والناس لازالوا قيد.
العلم رزق من الأرزاق: باب العلم عن الله رزق تبتلى به، قد يفتح لك يومًا ويغلق عليك يومًا، وتفهم يوم ويوم لا.
لو لم تستعمل الصبر وجاهدت به لن يفتح لك الباب؛ المجاهدة ليست فهم فقط ولكن الصبر عليه رزق، والصبر على فهمه رزق، واستحضاره رزق، والأرزاق تحتاج إلى تعلق بالله، صبر في انتظارها ومجاهدة للوصول إليها.
العباد ما حالهم تجاه الأرزاق؟.
العباد تجد منهم من يتحاسد بسبب ضعف إيمانهم بأن العلم رزق. ليس عندهم صبر ، ولا انتظار؛ فصارت المسألة حسد وصارت من أثقل القيود عليناما هو هذا القيد ؟؟
أن الأشياء لا تأتي إلا بتحصيلنا، وما الذي يكسره؟ الشعور بأن كل شيء رزق وعلى رأسها العلم عن الله

1.سنن أبي داود / كتاب: البيوع بَاب: فِي التَّسْعِيرِ






القيد الثالث:أن الأرزاق لن تصل إلينا إلا على قدر اجتهادنا


ولن يحله إلا العلم عن الله



(البطاقة الثالثة)

من كان وعاء للخيــر  *****  مــــلأ الله وعاءه



الله هو الرزاق سيملأ وعاءك على قدر ما أنت صادق سيملؤك خيرًا؛ على قدر ما أنت تجاهد الشر الذي فيك وكلما تكلمنا ازدادت القيود ظهورًا
أكون صادقة هذا رزق؛ قلبي يمتلأ بالصدق؛ اقترب من الله هو الذي يملأ قلبي صدقًا.
الذي قلبه وعاء للخير هو الذي أصلاً يكاد يتشقق شوقًا إلى الله

مكان الهموم لدى الإنسان هو القلب؛ وعاء الهموم هو القلب؛ وكلما كانت همومك عليا كلما كان الوعاء أنظف، وكلما كانت همومك دنية كلما كان الوعاء أكثر قذارة....
ماذا نحتاج أن نعدل حتى نكون أكثر وعاء للخير؟
عرفت أن:
المجاهدة هي الحل
والعلم عن الله هو الحل.
ووصلنا إلى من كان وعاء للخير ملأ الله وعاءه؛ وعلى قدر ما يكون قلبك نظيف على قدر ما يمتلأ خيرًا. والقلب وعاء الهموم؛ والهموم هي التي تكون علية؛ وعلى قدر همومك، يكون قلبك وعاء للخير.
أريد أن أجعل قلبي وعاء للخير أغيّر همومي

أسباب كثيرة تسبب صلاح القلب
ابدأ بالنقطة الأساسية: الهموم التي تحملها:
نرجع إلى النقطة الأساسية الدعاوى وتظل تدعي أنا أريد الله والدار الآخرة، وهمي أولادي، وهمي امتحانات، وهمي جمالي وهكذا ندور في سلسلة، ونزوجهم ونظل نحمل همهم... 
همي في قلبي فهو وعاء الهم؛ وعاءك القلب:
تغيير الهموم.
دفع الدني بالسوي:
وعندي على ذلك دليل .......
(ورقة العمل الثالثة)


]عن ابْنَ عُمَرَ قَالَ: قَلَّمَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ-صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-يَقُومُ مِنْ مَجْلِسٍ حَتَّى يَدْعُوَ بِهَؤُلاءِ الدَّعَوَاتِ لأصْحَابِهِ (( اللَّهُمَّ اقْسِمْ لَنَا مِنْ خَشْيَتِكَ مَا يَحُولُ بَيْنَنَا وَبَيْنَ مَعَاصِيكَ وَمِنْ طَاعَتِكَ مَا تُبَلِّغُنَا بِهِ جَنَّتَكَ وَمِنْ الْيَقِينِ مَا تُهَوِّنُ بِهِ عَلَيْنَا مُصِيبَاتِ الدُّنْيَا وَمَتِّعْنَا بِأَسْمَاعِنَا وَأَبْصَارِنَا وَقُوَّتِنَا مَا أَحْيَيْتَنَا وَاجْعَلْهُ الْوَارِثَ مِنَّا وَاجْعَلْ ثَأْرَنَا عَلَى مَنْ ظَلَمَنَا وَانْصُرْنَا عَلَى مَنْ عَادَانَا وَلا تَجْعَلْ مُصِيبَتَنَا فِي دِينِنَا وَلا تَجْعَلْ الدُّنْيَا أَكْبَرَ هَمِّنَا وَلا مَبْلَغَ عِلْمِنَا وَلَا تُسَلِّطْ عَلَيْنَا مَنْ لا يَرْحَمُنَا [1

نحن ندعو: يا رب لا تجعل الدنيا أكبر همنا ولا مبلغ علمنا، أليس كذلك؟ 
يصح أن تكون شيء من همومك، لكن الغلط أن تكون أكبر همومك، ليست هي أكبر همومك: أنت الآن صاحب دعوى ؛ تقول: أنا أريد الآخرة، صح؟؟
حرر همومك

ما معناه ؟
قلبك هذا يتحرك في المواقف، يتحرك شوقًا لشيء، أوخوفًا من شيء، أو حبًا في شيء أنت انظر لنفسك ما هو الشيء الذي يتحرك قلبك له؟
الذي أكبر همك له هو الذي تسال عنه.
مثلاً: واحد ابتلي بالذوق الرفيع؛ ما يقبل شيء ولا شيء، ماذا يفعل طول حياته ؟؟
يدور حول قيمته ذوقه الرفيع وأكبر هم عنده أن يحقق ذوقه الرفيع . ولما نسأله هل هذه هي الدعاوى؟
يقول: نعم، نعم ، ولكن كل تفكيره في الذوق الرفيع أصبحت الدنيا أكبر همه، والآخرة يحبها ولكنه ليست أكبر همه.
إذن أنت صاحب دعوى إذا لم تكن الآخرة أكبر همك؛ وهمك هو حركة قلبك.
مثال آخر: واحد مديون طول الوقت حامل هم قضاء دينه:
توكل على الله في قضاء دينك؛ والدعاء الذي علمه النبي-صلى الله عليه وسلم- لأصحابه في قضاء الدين، ماذا يقول ؟؟
اللهمَّ رب السماوات السبع، ورب العرش العظيم؛ ربنا ورب كل شيء، فالق الحب والنوى ومنزل التوراة والإنجيل والفرقان؛ أعوذ بك من شر كل شيء أنت آخذ بناصيته.
اللهمَّ أنت الأول فليس قبلك شيء، وأنت الآخر فليس بعدك شيء، وأنت الظاهر فليس فوقك شيء، وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عنا الدين وأغننا من الفقر.
ذكر أسماء الله-تعالى-الأول والآخر والظاهر والباطن ثم يأتي دعاء قضاء الدين؛ يعني: لو كان عبد عنده همّ فليس له إلا الأول والآخر والظاهر والباطن.
الآن الدين هم ابتليت به ستصادف أغنياء؛ حرر حركة قلبك وقت ما تلاقي أغنياء؟
الدين همَّ من همومك، لكن نحن لا نسأل عن هذا الهم؛ همّ تسديده همّ تحمله.لما لا يأتيك هذا الهم تتحرك لمن؟
أنت تقول: أتحرك إلى الأول والآخر، ولكن أنت تتحرك وكل همّك أن تجد غنيَا في طريقك ويميل قلبك إلى الغني؛ قبل أن تكلمه يميل قلبي على أنه هو الذي يقضي دينك.
إذن ارجع إلى الوراء ....
أنت صاحب دعوى وتعلم أن الله وحده هو مفرج الهمّ والكرب. ولكن حركة القلب اتجهت لغير الله طلبًا لتفريج الهمّ.
هموم موجودة وتتصل بالدنيا وابتليت بها حتى أنت لست صاحب دعوى صادقة: ما أن أتاك همّ حتى لجأت لغير الله.
1.سنن الترمذي / كتاب: الدعوات بَاب: مَا جَاءَ فِي عَقْدِ التَّسْبِيحِ بِالْيَدِ

 أعظم قيد: هو نفاذ الصبر .

لحظة نفاذ الصبر سيأتي الفرج ويكون العبد مخذول وسيعطي ظهره لله. ولكن لحظة الصبر الحقيقي لن يبدأ إلا عند لحظة نفاذ صبرك .........
اعلم أن العبد يخذل لما ينفذ صبره .
اعلم أن الله قادر أن يعطي كل العباد ولن ينقص من ملكه شيء.
اعلم أن الله مالك قادر رزاق؛ ماذا تتصور من مالك رزاق قادر حكيم ؟
سيخرجك بلطفه في الوقت المناسب وأنت إيمانك زائد وهذا هو المكسب: أن تخرج وإيمانك زايد.
لحظة نفاذ صبرك وأنت سالك والتجأت لغير الله ،، على طول سيأتيك الفرج وأنت مخذول.
ولذلك العبد لما يكون كذاب ستأتيه إثباتات تجعله يزداد كذبًا: يعني وهو ماشي في الطريق تأتيه إثباتات زائدة على أنه كذاب:
مثلاً: يقول لجأت إلى الله وما أعطاني، وذهبت للقبر وأعطاني.
الله-عز وجل-رباهم، أليس هو الرب الذي يربي عباده ؟
علمهم وفهمهم لكن ليسوا قادرين على أن يفهموا أن هذا هو الواقع، فالله-عز وجل-يخذلهم؛ لأنهم ما قبلوا تربية الله لهم
واحد ماشي بالباطل الله-عز وجل-يربيه يرجعه إليه، ويربيه مرارًا وتكرارًا؛ ما تربى، ما قَبِل تربية الله له يزيده الله خذلانًا ، تأتيه إثباتات زائدة على أن الطريق الذي يسير فيه صحيح.
الله-عزوجل-حكيم؛ هو كذاب ما قبل تربية الله له فالله يزيده بلاء على بلاء.
ماشي يطلب التفريج من غير الله والله يمنع عنه الناس الله يقطع فلان عنه؛ مثل: امرأة متعلقة بزوجها على قدر ما تحسن له يسيء لها: الله-عز وجل-يريد أن يربيها أن يقطع تعلقها به، وكلما قطع تعلقها ازدادت تعلقًا، والله يريد أن تقطع تعلقها به وإذا لم تتربى؟
يجعل الله هذا الزوج يتعلق بها وفي النهاية تصير عبدة له، وكذلك الدينار، الله يمنعه عنه وهو يزداد ركضًا وراءه وهو ما يتربى ، فلما لا يتربى ما الذي يصير؟ يعطيه الله ويصير عبدًا له .لما لا تقبل التربية يتركك الله
الله يربيك ليصلحك؛ لتكون عبدًا صالحًا لمجاورته في الجنة

]


البطاقة الرابعة[

يا ابن آدم مالك تأسى على مفقود لا يرده عليك الفوت

أو تفرح بموجود لا يتركه في يدك الموت

واحد عايش ما قبل تربية الله
من كان وعاء للخير ملأ الله وعاءه

أذكركم الآن بحال سحرة فرعون؛ سحرة فرعون ما حالهم؟ كيف اهتدوا؟ ماذا قال لهم موسى-عليه السلام- لما اجتمعوا؟
{ قَالَ لَهُمْ مُوسَى وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ وَقَدْ خَابَ مَنِ افْتَرَى }1
وقع في قلوبهم الخوف من الله ...
اعلم أن وعاء الخير من دلالاته: التأثر بكلام الله ولو بعد حين؛ هذا الكلام واضح في سورة طه ..
موسى هددهم : { وَيْلَكُمْ لا تَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ كَذِبًا فَيُسْحِتَكُمْ بِعَذَابٍ }، ماذا قال السحرة لفرعون ؟؟؟
{ وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ }2
وقع في قلوبهم الخوف من كلام الله الذي جرى على لسان موسى لما تبين لهم الأمر ما عاندوا مباشرة تقبلوا
اعلم أنه من كان وعاء للخير سيملأ الله وعاءه ولو بعد حين

وعاء الخير ممكن يكون في معاصي في الحقيقة ويمكن يمتلأ بتربية؛ وهذا الكلام للأمهات التي تشعر باليأس تجاه الأولاد.
كلما زاد بعدًا أزيد ذلاً وانكسارًا لله-عز وجل- إلى أن يربيه الله ويصلح في الوقت المناسب.
أنت مقيدة من الدعاء لأبنائك والتوسل إلى الله أن يصلحهم؛ بسبب اليأس ولو كنت متأمل بالله تدعو الله.
راجعي سورة طه حتى توضح لك الصورة أكثر لما أتى الموقف ظهرت الحقيقة قد لا يظهر الآن أنه وعاء للخير لأجل ذلك ليس من حقك أن تحكم على أحد من أهل الإسلام.
الآن البطاقة :

1.سورة طه / 61 )

2.سورة طه / 73 )


التوقيع :   لا تأس على مفقود

هذا حل لقيدالدنيا أكبر همنا




كيف أصبح وعاء للخير؟
]ما أتاك من أمر الدنيا وانتهى خلاص فاتك: لا تهتم به، ولكن ..
ما فاتك من أمر الدين: عالجه بالتوبة إلى الله، و الانطراح بين يدي الله؛ انكسر لله تبدل سيئاتك حسنات.
أمر الدنيا : اقطع التفكير عنه لا تقيد نفسك؛ لا يكن الماضي قيدًا ثقيلاً

مثل: أن تقول:أني جربت أن أحسن للناس وكلما أحسنت لأحد: إن أنت أكرمت اللئيم تمردا
هو الآن مبتلى بشيء قائم في قلبه أول ما يكلم أحد ينفروا منه، يقول: أنا أعاملهم طيب أحترمهم وهم ما يحترموني إلى أن يصير متكبر وينتهي به الأمر باغض للناس متقوقع على نفسه.
أحد من القيود العظيمة التي تقيدنا: التجارب الفاشلة التي مرت علينا

بدل أن ننتفع بها تقيدنا؛ وبالذات الإحسان إلى الناس. أو فرص ضاعت علينا.
واضح لكم زيادة التعلق بالدنيا: لا أحد يقول أنه هذا رزق، هذا ليس رزقي، ويندم على ما مضى من فوات الدنيا والأثر الذي سيحصل له سيكون من المسارعين للمستقبل، ويندم على الزهد في الماضي وعلى وضعه الحالي أنه ما استفاد من الفرص، وانه أخرج الدنيا من قلبه لحظة لما جرب لحظة واحدة،،لما لقي الناس ربحوا وهو ما ربح طلع هو يمثل على نفسه أن الدنيا ليس أكبر همه.
الندم على الدنيا جريمة في حق نفسي .....

ما فاتك من الدنيـــــــــا سُـمّ عصمك الله منه ......

أنت معصوم تجاه ما فقدته وما هو موجود عندك أنت مبتلى أنه كيف تكون محروم وهو مالك ؟؟
مثل: قارون فرح بما آتاه الله؛ قال له قومه: لا تفرح.
اعلمي أن الفرح بالدنيا المورث للبطر كبيرة من كبائر الذنوب ...

لأن الله تعالى ختم الآية بقوله : ( إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْفَرِحِينَ  [1].)
اكسري هذا القيد من جهتين :
1-على ما فاتك من الدنيا ==< لا تندم
2- على ما تملك من الدنيا ==< لا تفرح الفرح المورث للبطر.
الفرح بما تملك سيورثك استغناء عن الله

كيف نكسره ؟؟
1. كل ما منعت من الدنيا ==< فهو عصمة عصمك الله.
2. وكل ما بلغتيه من الدنيا ==< فهو بلاء.
ومن الذي فرح بالبلاء؟ الفرح به قد يجعلني نهمة له والآن قضية مهمة:
الأشياء التي مضت ومنعت منها الغالب أن المنع يأتي على يد الناس؛ مثل: فلان ما صرفك لك مكافأة وهكذا ..وهنا يتكون قيد لما تمنع ،،، والمانع هو الله.
تتركز مشاعرنا على البشر ويصير في قلبك عداوات على البشر الذين جرى على أيديهم المنع أو العطاء، ويأتي التعلق أو البغض، وتأتي أمراض القلوب المعقدة...... لذلك القيد هو ...
ترجمة أن المنع الذي جرى على أيدي الناس هم أهله وليس عصمة من الله لك من الدنيا

ما سبب هذا القيد؟ لأنني نظرت للناس على أنهم هم من منعوا ولم أفهم أني منعت من الله عصمة لك من الدنيا، وآخر نقطة هي .....
أن الأرزاق تجري على أيدي الناس هذه سنة الله في الكون

وأيضا تمتنع من الناس بسبب الناس، والمشكلة أننا ننظر للآلة المانعة ولا ننظر أن الله منعني عصمة لي، من ماذا؟؟
أنت لا تعلم ...
*المنع أتى من الحكيم الخبير :

فمن رضي فله الرضا.  ***  ومن سخط فله السخط  

إذن السخط لائق بمن سخط على قدر الله؛ ينزل كل ثقله على الآلة التي جرى عليها المنع .
أريد تقديم ترقية للعمل هل تقديمي للترقية مضاد لهذا الكلام؟؟
قدميها وقلبك غير معلق بها، لا تسلط تفكيرك على من منعك إذا منعت، لما تأتي الأزمة وتمنع من الترقية بسبب فلان استعمل هذه البطاقة....

(البطاقة الخامسة)
ليكن حظ المؤمن منك ثلاثة:


إن لم تنفعه فلا تضره***  وإن لم تفرحه فلا تغمه*** وإن لم تمدحه فلا تذمه

الناس آلات أنت ابتليت بهم : كل الناس آلات لا تتصور أنه مهما كان هذا الشخص يمكن أن يمنع عنك رزقك؛ لن تأخذ إلا ما كتب لك.
افهم أنه ابتلاء لك تعامل معه بما يجب عليك أن يكون؛ لو جرى المنع على يده هو آلة ما يحركها إلا الله أنت ابتليت به افعل ما يرضي الله فيه إذا هو لم يتق الله فيك اتق الله فيه.
لا تنظر إلى الناس على أنهم يشكلون أقدارك أو أرزاقك إنما يملك الرزق ويجري الأرزاق هو الله-عزوجل-.

1. سورة القصص / 76 )

كن موحدًا 

عالمًا
...

أن الله هو
:

الذي يجري لك الأرزاق
.

هو واحد المدبر


لا يوجد إلا التوحيد


هو الذي يكسر هذه القيود
...

لما تجمع قلبك على الله:
1- تتخطى كل العوائق
2- تستفيد من كل تهيئة للأسباب هيأها الله لك، وكلما تعلقت به هيأ لك الأسباب.
كن موحدا تنتفع من تربية الله لك

كيف ؟؟؟
لما يربيك الله.. لما تصبر: يعطيك الله لن تحتاج أن يعيد أحد عليك: أنت جربت؛ أعطاك الله بعد صبر .
اطرد الناس من قلبك ؛ لو علم أنك أخرجت من قلبك كل أحد أعطاك من غير حد.
لا تكذب على نفسك مادام تربيت انتفع ..
أنا وأنتم ... ما يحل مشاكلنا إلا أن تجتمع على الله حتى لو كانت مشكلنا إدارية فنية .
كل الأسباب ما أتى بها إلا الأول سبحانه
وكل المشاكل التي حلت ما حلها إلا اللطيف سبحانه
وكل الأسباب جراها الحكيم الخبير سبحانه
فاعلم أنك عبد ذليل منكسر لله وكلما تعلمت عن كمال صفاته كلما صلح حالك
ما انتشرت الرشاوى والبطالة إلا؛ لأن القلوب غير معلقة بالله.
وما ارتفعت الأسعار وما منعوا القطر والكلأ إلا بسبب اتجاه قلوبنا لغير الله سبحانه ..
المشكلة ظاهرة .... والحل أكثر من خفي وكل المشاكل تحل بعيدًا عن التوحيد ......وهو الأول والآخر والظاهر والباطن سبحانه



انتهى اللقاء الثاني بحمد الله وفضله
الأربعاء 
:
30 ذو الحجة 1428 هـ
9 يناير 2008 م

أسأل الله أن ينفع به ويشكر عمل كل من ساهم
 في إخراجه وأن يغفر لنا الزلل والخطأ.

جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.