بسم الله الرحمن الرحيم
تفسير الشيخ السعدي - رحمه الله - لسورة الغاشية
مصحوبًا بتعليقات الأستاذة أناهيد السميري حفظها الله تعالى
مصحوبًا بتعليقات الأستاذة أناهيد السميري حفظها الله تعالى
- تعليقات الأستاذة بين قوسين ( ) وباللون الأزرق -
سورة الغاشـــــية
{ هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ * عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ * تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً * تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ * لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ * لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ * وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاعِمَةٌ * لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ * فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ * لا تَسْمَعُ فِيهَا لاغِيَةً * فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ * فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ * وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ * وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ } .
يذكر تعالى أحوال يوم القيامة وما فيها من الأهوال الطامة، وأنها تغشى الخلائق بشدائدها، (لماذا سميت سورة الغاشية بهذا الاسم؟ لأنها تغشاهم فلا يستطيعون دفعها، تغشاهم عنوة وبقوة) فيجازون بأعمالهم، ويتميزون [إلى] فريقين: فريقًا في الجنة، (نسأل الله من فضله) وفريقًا في السعير. (نعوذ بالله من النار) فأخبر عن وصف كلا الفريقين، (وهذا من أكثر ما يهم قارئ كتاب الله ، أنه أمام الأوصاف: يخاف منها إذا كانت مخيفة، ويرغب فيها إذا كانت موطنًا للرجاء) فقال في [وصف] أهل النار: { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ } أي: يوم القيامة { خَاشِعَة } من الذل، والفضيحة والخزي.(وعلى ذلك يُعلم أن ما استقر في السرائر في الدنيا من الدسائس والباطل؛ يكون هو سببًا للذل والفضيحة والخزي الذي يكون على الوجوه، فالوجوه تكون يوم القيامة خاشعة من الذل والفضيحة والخزي الذي سببه سرائر الإنسان التي كانت في الدنيا)
{ عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ } أي: تاعبة في العذاب، تجر على وجوهها، وتغشى وجوههم النار.(يعني أنها في العذاب، العذاب نفسه سبب للتعب، وأيضًا العذاب بنفسه ألم، فهناك سببان للتعب:
أن الناس ينصبون يتعبون من تعذيبهم، أي أن نفس العذاب متعب،
وأيضًا نفس انتقالهم بين العذاب والآخر، هذا بنفسه آلام وعذاب، نسأل الله أن يسلّمنا، هذا قول،
{عاملة ناصبة}: تعمل في عذابها، فنفس العذاب الذي يُصبّ عليهم، هم بأنفسهم يقومون بجهد كي يُعذّبوا به، ومثل هذا أتى في سياق الترهيب، ليس لأنه ليس حقيقيًا، بل هو حقيقي لا شك في هذا، لكن الإنسان لا يتصور أن يعذِّب نفسه، لكن هم يعذبون أنفسهم)
ويحتمل أن المراد [بقوله:] { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ } في الدنيا لكونهم في الدنيا أهل عبادات وعمل، ولكنه لما عدم شرطه وهو الإيمان، صار يوم القيامة هباء منثورا، وهذا الاحتمال وإن كان صحيحًا من حيث المعنى، (أي أنه معنى صحيح) فلا يدل عليه سياق الكلام، (لا يدل على أن المقصود هنا هذا المعنى وإن كان المعنى نفسه صحيحًا) بل الصواب المقطوع به هو الاحتمال الأول، لأنه:
(ثلاثة أسباب جعلت الشيخ يرجح القول الأول)
(السبب الأول ) قيده بالظرف، (أي: {يومئذ}) وهو يوم القيامة،
(السبب الثاني ) ولأن المقصود هنا بيان وصف أهل النار عمومًا، وذلك الاحتمال جزء قليل من أهل النار بالنسبة إلى أهلها؛
(السبب الثالث ) ولأن الكلام في بيان حال الناس عند غشيان الغاشية، فليس فيه تعرض لأحوالهم في الدنيا
يذكر تعالى أحوال يوم القيامة وما فيها من الأهوال الطامة، وأنها تغشى الخلائق بشدائدها، (لماذا سميت سورة الغاشية بهذا الاسم؟ لأنها تغشاهم فلا يستطيعون دفعها، تغشاهم عنوة وبقوة) فيجازون بأعمالهم، ويتميزون [إلى] فريقين: فريقًا في الجنة، (نسأل الله من فضله) وفريقًا في السعير. (نعوذ بالله من النار) فأخبر عن وصف كلا الفريقين، (وهذا من أكثر ما يهم قارئ كتاب الله ، أنه أمام الأوصاف: يخاف منها إذا كانت مخيفة، ويرغب فيها إذا كانت موطنًا للرجاء) فقال في [وصف] أهل النار: { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ } أي: يوم القيامة { خَاشِعَة } من الذل، والفضيحة والخزي.(وعلى ذلك يُعلم أن ما استقر في السرائر في الدنيا من الدسائس والباطل؛ يكون هو سببًا للذل والفضيحة والخزي الذي يكون على الوجوه، فالوجوه تكون يوم القيامة خاشعة من الذل والفضيحة والخزي الذي سببه سرائر الإنسان التي كانت في الدنيا)
{ عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ } أي: تاعبة في العذاب، تجر على وجوهها، وتغشى وجوههم النار.(يعني أنها في العذاب، العذاب نفسه سبب للتعب، وأيضًا العذاب بنفسه ألم، فهناك سببان للتعب:
أن الناس ينصبون يتعبون من تعذيبهم، أي أن نفس العذاب متعب،
وأيضًا نفس انتقالهم بين العذاب والآخر، هذا بنفسه آلام وعذاب، نسأل الله أن يسلّمنا، هذا قول،
{عاملة ناصبة}: تعمل في عذابها، فنفس العذاب الذي يُصبّ عليهم، هم بأنفسهم يقومون بجهد كي يُعذّبوا به، ومثل هذا أتى في سياق الترهيب، ليس لأنه ليس حقيقيًا، بل هو حقيقي لا شك في هذا، لكن الإنسان لا يتصور أن يعذِّب نفسه، لكن هم يعذبون أنفسهم)
ويحتمل أن المراد [بقوله:] { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ خَاشِعَةٌ عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ } في الدنيا لكونهم في الدنيا أهل عبادات وعمل، ولكنه لما عدم شرطه وهو الإيمان، صار يوم القيامة هباء منثورا، وهذا الاحتمال وإن كان صحيحًا من حيث المعنى، (أي أنه معنى صحيح) فلا يدل عليه سياق الكلام، (لا يدل على أن المقصود هنا هذا المعنى وإن كان المعنى نفسه صحيحًا) بل الصواب المقطوع به هو الاحتمال الأول، لأنه:
(ثلاثة أسباب جعلت الشيخ يرجح القول الأول)
(السبب الأول ) قيده بالظرف، (أي: {يومئذ}) وهو يوم القيامة،
(السبب الثاني ) ولأن المقصود هنا بيان وصف أهل النار عمومًا، وذلك الاحتمال جزء قليل من أهل النار بالنسبة إلى أهلها؛
(السبب الثالث ) ولأن الكلام في بيان حال الناس عند غشيان الغاشية، فليس فيه تعرض لأحوالهم في الدنيا
وقوله: { تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً } أي: شديدًا حرها، تحيط بهم من كل مكان، { تُسْقَى مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ } أي: حارة شديدة الحرارة { وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ } فهذا شرابهم.
وأما طعامهم فـ { لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ } وذلك أن المقصود من الطعام أحد أمرين:
إما أن يسد جوع صاحبه ويزيل عنه ألمه،
وإما أن يسمن بدنه من الهزال،
وهذا الطعام ليس فيه شيء من هذين الأمرين، بل هو طعام في غاية المرارة والنتن والخسة نسأل الله العافية.
(وصف:
مكانهم: نارًا حامية
وشرابهم: تسقى من عين آنية
وطعامهم: ليس لهم طعام إلا من ضريع.
فهذه حال كفيلة بأهلها أن يطلبوا التقوى منها، بمعنى أن الإنسان لو تصور حقيقة ما عليه أهل النار؛ لما طلب مِن الدنيا إلا أن ينجو من النار، حتى أنّ فَهْمَ حالِهم على الحقيقة يوصل العبدَ إلى أنه لا يفكر إلا أن ينجو من النار، فلا يفكر في الجنة، ونحن على منهج أهل السنة بين الخوف والرجاء، لكن المقصود أن هذا يكاد العبد يبلغه من شدة هولها.
مقابلة حال أهل النار بأهل الجنة مِن فهمنا لكون كتاب الله عز وجل مثاني، يذكر فيه حال أهل الجنة ويقابله حال أهل النار، والعكس)
وأما طعامهم فـ { لَيْسَ لَهُمْ طَعَامٌ إِلا مِنْ ضَرِيعٍ لا يُسْمِنُ وَلا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ } وذلك أن المقصود من الطعام أحد أمرين:
إما أن يسد جوع صاحبه ويزيل عنه ألمه،
وإما أن يسمن بدنه من الهزال،
وهذا الطعام ليس فيه شيء من هذين الأمرين، بل هو طعام في غاية المرارة والنتن والخسة نسأل الله العافية.
(وصف:
مكانهم: نارًا حامية
وشرابهم: تسقى من عين آنية
وطعامهم: ليس لهم طعام إلا من ضريع.
فهذه حال كفيلة بأهلها أن يطلبوا التقوى منها، بمعنى أن الإنسان لو تصور حقيقة ما عليه أهل النار؛ لما طلب مِن الدنيا إلا أن ينجو من النار، حتى أنّ فَهْمَ حالِهم على الحقيقة يوصل العبدَ إلى أنه لا يفكر إلا أن ينجو من النار، فلا يفكر في الجنة، ونحن على منهج أهل السنة بين الخوف والرجاء، لكن المقصود أن هذا يكاد العبد يبلغه من شدة هولها.
مقابلة حال أهل النار بأهل الجنة مِن فهمنا لكون كتاب الله عز وجل مثاني، يذكر فيه حال أهل الجنة ويقابله حال أهل النار، والعكس)
وأما أهل الخير، (أول وصف: إذا نظرت إلى وجوههم):
فوجوههم يوم القيامة { نَاعِمَةٌ } أي: قد جرت عليهم نضرة النعيم، فنضرت أبدانهم، واستنارت وجوههم، وسروا غاية السرور.
(الساعي إلى أن يكون بدنه ناعمًا ووجهه نضيرًا؛ عليه أن يسعى فيما ينجيه يوم القيامة حتى لو كان هذا الذي ينجيه يوم القيامة لا يجعل بدنه في الدنيا ناعمًا، فطلب النعومة التي هي من عطايا الله يكون هذا يوم القيامة أعز المطالب)
{ لِسَعْيِهَا } (وليس : عن سعيها) الذي قدمته في الدنيا من الأعمال الصالحة، والإحسان إلى عباد الله، {رَاضِيَةٌ } (وهذا أمر عزيز أن يجمع العبد بين تقوى الله والإحسان إلى خلقه، ونحن في هذا بين مفْرِط أو مفَرِّط، إما عباد يرتفعون في عبادة الله دون إحسان للناس، أو العكس)
إذ وجدت ثوابه مدخرًا مضاعفًا، فحمدت عقباه، وحصل لها كل ما تتمناه، وذلك أنها:
{ فِي جَنَّةٍ } جامعة لأنواع النعيم كلها، { عَالِيَةٍ } في محلها ومنازلها، (والعلو الذي يحصل لأهل الجنة كان حال أهله في الدنيا ضد هذا العلو؛ كانوا أهل انكسار وذل لله، وكانوا من أهل البعد عن التكبر على عباد الله)
فمحلها في أعلى عليين، ومنازلها مساكن عالية، لها غرف ومن فوق الغرف غرف مبنية يشرفون منها على ما أعد الله لهم من الكرامة. (أهل الرفعة في الآخرة هم أهل الذل في الدنيا، فمن كان حريصًا أن يسكن جنات عالية؛ فعليه بالانكسار إلى ربه وعليه بالعناية بقلبه أن لا يدخله ذرة كبر تمنعه من دخول الجنة)
{ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ } أي: كثيرة الفواكه اللذيذة، المثمرة بالثمار الحسنة، (وحال هذه الثمار عكس حال ثمار الدنيا، لا تُبذَل لها الجهود في الزرع والسقي والتنقُّل بل على العكس: ) السهلة التناول، بحيث ينالونها على أي: حال كانوا، لا يحتاجون أن يصعدوا شجرة، أو يستعصي عليهم منها ثمرة. (وهذا حال أي نعيم، المتنعم في الدنيا بأي نعيم إلا ويحصل له من تنعمه من الكدر الشيء الكثير، أما في الآخرة فلا كدر).
{ لا تَسْمَعُ فِيهَا } أي: الجنة { لاغِيَةً } أي: كلمة لغو وباطل، فضلا عن الكلام المحرم، بل كلامهم كلام حسن [نافع] مشتمل على ذكر الله تعالى، وذكر نعمه المتواترة عليهم، و[على] الآداب المستحسنة بين المتعاشرين، الذي يسر القلوب، ويشرح الصدور. ( وكل مَن كان له نصيب في الدنيا من هذا؛ كان له أعلى نصيب في الآخرة منه، يعني كل مَن ترك كلام اللغو والباطل فضلاً عن الكلام المحرم؛ كل من كان أشد ذكرًا، كل من كان أكثر شكرًا، كل من زار إخوانه أو تزاور فعدّد معهم نعم الله عليه وعلى إخوانه أن يسّر لنا في هذا الزمان العمل الصالح والصحبة الطيبة التي تشجع على العمل الصالح - لاحِظوا أنهم في الآخرة مجتمعون بعضهم مع بعض - فكل من كان في الدنيا على هذه الحال، فله من ذلك نصيب في الآخرة، فسرور العبد في الدنيا بإخوانه بالتلاقي على الخير؛ يكون في الجنة أضعاف أضعافه، بدليل آية الصافات، وكيف أنه اطلع على قرينه، وكيف أنه يحمد الله على أنه لم يتابع هذا القرين)
{ فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ } وهذا اسم جنس أي: فيها العيون الجارية التي يفجرونها ويصرفونها كيف شاءوا، وأنى أرادوا. (مُلّكوا ما لم يتصوروا أن يملكوه فصار بأمرهم: العين الجارية!، فكل من آمن في الدنيا أن الملك ملك الله والعطاء عطاء الله والرزق رزق الله؛ مكّنه الله في الآخرة)
{ فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ } و " السرر " جمع " سرير " وهي المجالس المرتفعة في ذاتها، وبما عليها من الفرش اللينة الوطيئة.
{ وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ } أي: أوان ممتلئة من أنواع الأشربة اللذيذة، قد وضعت بين أيديهم، وأعدت لهم، وصارت تحت طلبهم واختيارهم، (فلا عناء ولا تعب، بل حمد وشكر على نعمائه) يطوف بها عليهم الولدان المخلدون. (فبعد أن كان العبد يبذل الجهود لرضوان ربه سبحانه وتعالى؛ أصبح مخدومًا!)
{ وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ } أي: وسائد من الحرير والاستبرق وغيرهما مما لا يعلمه إلا الله، قد صفت للجلوس والاتكاء عليها، وقد أريحوا عن أن يضعوها، و يصفوها بأنفسهم.(وهذا يقال لكل مَن ترك الحرص على تصفيف ما له في الدنيا من نمارق من أجل أن لا تشغله عن طاعة ربه، وينشغل بعبادة الله، فكل من خرج من قلبه العناية بها في الدنيا والرعاية لها؛ يُرزق من هذا، نسأل الله من فضله)
{ وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ } والزرابي [هي:] البسط الحسان، مبثوثة أي: مملوءة بها مجالسهم من كل جانب. (وهذا من الطبيعي أن يحب العبد أن يكون له خادم، وأن يكون قريبًا منه ما يتنعم به من مأكول ومشروب ومن الفرش الوثير.... ولكنه يترك هذا المحبوب لأنه موعود برزق لله له أول ولا آخر له، موعود بأن يمتع سمعه وبصره وقلبه بأضعاف أضعاف هذه النعماء.. نسأل الله من فضله).
فوجوههم يوم القيامة { نَاعِمَةٌ } أي: قد جرت عليهم نضرة النعيم، فنضرت أبدانهم، واستنارت وجوههم، وسروا غاية السرور.
(الساعي إلى أن يكون بدنه ناعمًا ووجهه نضيرًا؛ عليه أن يسعى فيما ينجيه يوم القيامة حتى لو كان هذا الذي ينجيه يوم القيامة لا يجعل بدنه في الدنيا ناعمًا، فطلب النعومة التي هي من عطايا الله يكون هذا يوم القيامة أعز المطالب)
{ لِسَعْيِهَا } (وليس : عن سعيها) الذي قدمته في الدنيا من الأعمال الصالحة، والإحسان إلى عباد الله، {رَاضِيَةٌ } (وهذا أمر عزيز أن يجمع العبد بين تقوى الله والإحسان إلى خلقه، ونحن في هذا بين مفْرِط أو مفَرِّط، إما عباد يرتفعون في عبادة الله دون إحسان للناس، أو العكس)
إذ وجدت ثوابه مدخرًا مضاعفًا، فحمدت عقباه، وحصل لها كل ما تتمناه، وذلك أنها:
{ فِي جَنَّةٍ } جامعة لأنواع النعيم كلها، { عَالِيَةٍ } في محلها ومنازلها، (والعلو الذي يحصل لأهل الجنة كان حال أهله في الدنيا ضد هذا العلو؛ كانوا أهل انكسار وذل لله، وكانوا من أهل البعد عن التكبر على عباد الله)
فمحلها في أعلى عليين، ومنازلها مساكن عالية، لها غرف ومن فوق الغرف غرف مبنية يشرفون منها على ما أعد الله لهم من الكرامة. (أهل الرفعة في الآخرة هم أهل الذل في الدنيا، فمن كان حريصًا أن يسكن جنات عالية؛ فعليه بالانكسار إلى ربه وعليه بالعناية بقلبه أن لا يدخله ذرة كبر تمنعه من دخول الجنة)
{ قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ } أي: كثيرة الفواكه اللذيذة، المثمرة بالثمار الحسنة، (وحال هذه الثمار عكس حال ثمار الدنيا، لا تُبذَل لها الجهود في الزرع والسقي والتنقُّل بل على العكس: ) السهلة التناول، بحيث ينالونها على أي: حال كانوا، لا يحتاجون أن يصعدوا شجرة، أو يستعصي عليهم منها ثمرة. (وهذا حال أي نعيم، المتنعم في الدنيا بأي نعيم إلا ويحصل له من تنعمه من الكدر الشيء الكثير، أما في الآخرة فلا كدر).
{ لا تَسْمَعُ فِيهَا } أي: الجنة { لاغِيَةً } أي: كلمة لغو وباطل، فضلا عن الكلام المحرم، بل كلامهم كلام حسن [نافع] مشتمل على ذكر الله تعالى، وذكر نعمه المتواترة عليهم، و[على] الآداب المستحسنة بين المتعاشرين، الذي يسر القلوب، ويشرح الصدور. ( وكل مَن كان له نصيب في الدنيا من هذا؛ كان له أعلى نصيب في الآخرة منه، يعني كل مَن ترك كلام اللغو والباطل فضلاً عن الكلام المحرم؛ كل من كان أشد ذكرًا، كل من كان أكثر شكرًا، كل من زار إخوانه أو تزاور فعدّد معهم نعم الله عليه وعلى إخوانه أن يسّر لنا في هذا الزمان العمل الصالح والصحبة الطيبة التي تشجع على العمل الصالح - لاحِظوا أنهم في الآخرة مجتمعون بعضهم مع بعض - فكل من كان في الدنيا على هذه الحال، فله من ذلك نصيب في الآخرة، فسرور العبد في الدنيا بإخوانه بالتلاقي على الخير؛ يكون في الجنة أضعاف أضعافه، بدليل آية الصافات، وكيف أنه اطلع على قرينه، وكيف أنه يحمد الله على أنه لم يتابع هذا القرين)
{ فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَةٌ } وهذا اسم جنس أي: فيها العيون الجارية التي يفجرونها ويصرفونها كيف شاءوا، وأنى أرادوا. (مُلّكوا ما لم يتصوروا أن يملكوه فصار بأمرهم: العين الجارية!، فكل من آمن في الدنيا أن الملك ملك الله والعطاء عطاء الله والرزق رزق الله؛ مكّنه الله في الآخرة)
{ فِيهَا سُرُرٌ مَرْفُوعَةٌ } و " السرر " جمع " سرير " وهي المجالس المرتفعة في ذاتها، وبما عليها من الفرش اللينة الوطيئة.
{ وَأَكْوَابٌ مَوْضُوعَةٌ } أي: أوان ممتلئة من أنواع الأشربة اللذيذة، قد وضعت بين أيديهم، وأعدت لهم، وصارت تحت طلبهم واختيارهم، (فلا عناء ولا تعب، بل حمد وشكر على نعمائه) يطوف بها عليهم الولدان المخلدون. (فبعد أن كان العبد يبذل الجهود لرضوان ربه سبحانه وتعالى؛ أصبح مخدومًا!)
{ وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ } أي: وسائد من الحرير والاستبرق وغيرهما مما لا يعلمه إلا الله، قد صفت للجلوس والاتكاء عليها، وقد أريحوا عن أن يضعوها، و يصفوها بأنفسهم.(وهذا يقال لكل مَن ترك الحرص على تصفيف ما له في الدنيا من نمارق من أجل أن لا تشغله عن طاعة ربه، وينشغل بعبادة الله، فكل من خرج من قلبه العناية بها في الدنيا والرعاية لها؛ يُرزق من هذا، نسأل الله من فضله)
{ وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ } والزرابي [هي:] البسط الحسان، مبثوثة أي: مملوءة بها مجالسهم من كل جانب. (وهذا من الطبيعي أن يحب العبد أن يكون له خادم، وأن يكون قريبًا منه ما يتنعم به من مأكول ومشروب ومن الفرش الوثير.... ولكنه يترك هذا المحبوب لأنه موعود برزق لله له أول ولا آخر له، موعود بأن يمتع سمعه وبصره وقلبه بأضعاف أضعاف هذه النعماء.. نسأل الله من فضله).
{ 17 - 26 } { أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ * وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ * وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ * وَإِلَى الأرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ * فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُسَيْطِرٍ * إِلا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ * فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الأكْبَرَ * إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ * ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ } .
يقول تعالى حثًا للذين لا يصدقون الرسول صلى الله عليه وسلم، ولغيرهم من الناس، أن يتفكروا في مخلوقات الله الدالة على توحيده، (إذًا التوحيد هو المراد من العباد، والله تعالى أقام على هذا التوحيد شواهد لا تُعدّ، ومعرفة هذه الشواهد لها طرق أيضًا, من بين هذه الطرق: التفكر، التفكر بماذا؟ ورد في كتاب الله أشكال للتفكر، وكلما وجد العبد في نفسه عدمَ تقدير الله حق قدره؛ فليتأمل في أقدار الله عليه، وعلى من حوله، وفي الأرزاق التي له ولغيره، بل وفي قلبه الذي لا يستطيع أن يملكه)
(أولاً: )
{ أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ } أي: ينظرون إلى خلقها البديع، وكيف سخرها الله للعباد، وذللها لمنافعهم الكثيرة التي يضطرون إليها. (مع عظم بدنها؛ سخرها الله وجعل العباد يستطيعون أن يستفيدوا منها، فـ: خلق بديع، مع تسخير وتذليل ومنافع كثيرة ينتفعون منها)
(ثانيًا: ) { وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ } بهيئة باهرة، حصل بها استقرار الأرض وثباتها عن الاضطراب، وأودع فيها من المنافع ما أودع. (النظر إلى الجبال وهيئتها الباهرة العالية العظيمة وكيف أنه حصل بها منافع في الأرض، وأودعت أيضًا كنوزًا، بعض أهل العلم قالوا أن العبد إذا نظر إلى الإبل فارتفع بصره؛ فأول ما يواجه ببصره في علو بصره: الجبال)
(ثالثًا: ){ وَإِلَى الأرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ } أي: مدت مدًا واسعًا، وسهلت غاية التسهيل، ليستقر الخلائق على ظهرها، ويتمكنوا من حرثها وغراسها، والبنيان فيها، وسلوك الطرق الموصلة إلى أنواع المقاصد فيها. (الشيخ عدَّد فوائد...، وكل هذا يحتاج إلى تأمل، فكلُّ بانٍ يحتاج أن ينظر كيف أعطاه الله هذا الفضاء!، وكل زارع ينظر كيف أعطاه الله هذا الباطن ومكّنه من زرعه وسقيه!... إلخ)
واعلم أن تسطيحها لا ينافي أنها كرة مستديرة، قد أحاطت الأفلاك فيها من جميع جوانبها (وهذا أمر عجيب)، كما دل على ذلك النقل والعقل والحس والمشاهدة، كما هو مذكور معروف عند أكثر الناس، خصوصًا في هذه الأزمنة، (يتكلم عن كروية الأرض)التي وقف الناس على أكثر أرجائها بما أعطاهم الله من الأسباب المقربة للبعيد، فإن التسطيح إنما ينافي كروية الجسم الصغير جدًا، الذي لو سطح لم يبق له استدارة تذكر. (لا يمكن أن يكون مسطحًا وفي الوقت نفسه يكون كرويًا) ، وأما جسم الأرض الذي هو في غاية الكبر والسعة، فيكون كرويًا مسطحًا، ولا يتنافى الأمران، كما يعرف ذلك أرباب الخبرة. (وهذا إنما هو من فقه الشيخ الدقيق أنه واسع الأفق متحرر في فكره من القيود التي لم تأت في الشريعة إنما هي قيود التقليد، فلا نقصد من (متحرر) أنه متحرر من قيود الشريعة، لا)
{ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ } أي: ذكر الناس وعظهم، وأنذرهم وبشرهم، (ذكِّرْ بعد أن علمتَ مِن حالِ أهل النار هذا، وعلمتَ من حال أهل الجنة هذا، وبعد أن علمتَ أن التوحيد حق؛ بعد ذلك ذكِّر) فإنك (الخطاب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، ادع الناس وقف أمام دعوتهم موقف الشخص المصرّ على نشر دعوة التوحيد لكن اعلم أنك لست عليهم بمصيطر) مبعوث لدعوة الخلق إلى الله وتذكيرهم، ولم تبعث مسيطرًا عليهم، مسلطًا موكلا بأعمالهم، فإذا قمت بما عليك، فلا عليك بعد ذلك لوم، كقوله تعالى: { وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ } . (وهذا أمر مهم، وهذا يحتاج درسًا منفصلاً، إذا قمت بما عليك؛ فلا عليك)
وقوله: { إِلا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ } (هذا ليس استثناء متصلاً، بل هو بمعنى: ) أي: لكن من تولى عن الطاعة وكفر بالله {فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الأكْبَرَ } أي: الشديد الدائم، { إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ } أي: رجوع الخليقة وجمعهم في يوم القيامة.
{ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ } فنحاسبهم على ما عملوا من خير وشر.
(إذًا؛ ذكِّرْ أنما أنت مذكِّر، ولن تكون عليهم وكيلاً في أعمالهم، ومَن كفر فاعلم أن الله لن يتركه، لأن النفوس تحترق لَمّا ترى الناس يكفرون بالله، واعلم أن كل الخليقة إلى الله مرجعها وجمعها، وعلى الله حسابها، فلا تحملْ همًا إلا أن تقوم بما عليك، فإذا قمت بما عليك؛ فلا عليك)
يقول تعالى حثًا للذين لا يصدقون الرسول صلى الله عليه وسلم، ولغيرهم من الناس، أن يتفكروا في مخلوقات الله الدالة على توحيده، (إذًا التوحيد هو المراد من العباد، والله تعالى أقام على هذا التوحيد شواهد لا تُعدّ، ومعرفة هذه الشواهد لها طرق أيضًا, من بين هذه الطرق: التفكر، التفكر بماذا؟ ورد في كتاب الله أشكال للتفكر، وكلما وجد العبد في نفسه عدمَ تقدير الله حق قدره؛ فليتأمل في أقدار الله عليه، وعلى من حوله، وفي الأرزاق التي له ولغيره، بل وفي قلبه الذي لا يستطيع أن يملكه)
(أولاً: )
{ أَفَلا يَنْظُرُونَ إِلَى الإبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ } أي: ينظرون إلى خلقها البديع، وكيف سخرها الله للعباد، وذللها لمنافعهم الكثيرة التي يضطرون إليها. (مع عظم بدنها؛ سخرها الله وجعل العباد يستطيعون أن يستفيدوا منها، فـ: خلق بديع، مع تسخير وتذليل ومنافع كثيرة ينتفعون منها)
(ثانيًا: ) { وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ } بهيئة باهرة، حصل بها استقرار الأرض وثباتها عن الاضطراب، وأودع فيها من المنافع ما أودع. (النظر إلى الجبال وهيئتها الباهرة العالية العظيمة وكيف أنه حصل بها منافع في الأرض، وأودعت أيضًا كنوزًا، بعض أهل العلم قالوا أن العبد إذا نظر إلى الإبل فارتفع بصره؛ فأول ما يواجه ببصره في علو بصره: الجبال)
(ثالثًا: ){ وَإِلَى الأرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ } أي: مدت مدًا واسعًا، وسهلت غاية التسهيل، ليستقر الخلائق على ظهرها، ويتمكنوا من حرثها وغراسها، والبنيان فيها، وسلوك الطرق الموصلة إلى أنواع المقاصد فيها. (الشيخ عدَّد فوائد...، وكل هذا يحتاج إلى تأمل، فكلُّ بانٍ يحتاج أن ينظر كيف أعطاه الله هذا الفضاء!، وكل زارع ينظر كيف أعطاه الله هذا الباطن ومكّنه من زرعه وسقيه!... إلخ)
واعلم أن تسطيحها لا ينافي أنها كرة مستديرة، قد أحاطت الأفلاك فيها من جميع جوانبها (وهذا أمر عجيب)، كما دل على ذلك النقل والعقل والحس والمشاهدة، كما هو مذكور معروف عند أكثر الناس، خصوصًا في هذه الأزمنة، (يتكلم عن كروية الأرض)التي وقف الناس على أكثر أرجائها بما أعطاهم الله من الأسباب المقربة للبعيد، فإن التسطيح إنما ينافي كروية الجسم الصغير جدًا، الذي لو سطح لم يبق له استدارة تذكر. (لا يمكن أن يكون مسطحًا وفي الوقت نفسه يكون كرويًا) ، وأما جسم الأرض الذي هو في غاية الكبر والسعة، فيكون كرويًا مسطحًا، ولا يتنافى الأمران، كما يعرف ذلك أرباب الخبرة. (وهذا إنما هو من فقه الشيخ الدقيق أنه واسع الأفق متحرر في فكره من القيود التي لم تأت في الشريعة إنما هي قيود التقليد، فلا نقصد من (متحرر) أنه متحرر من قيود الشريعة، لا)
{ فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ } أي: ذكر الناس وعظهم، وأنذرهم وبشرهم، (ذكِّرْ بعد أن علمتَ مِن حالِ أهل النار هذا، وعلمتَ من حال أهل الجنة هذا، وبعد أن علمتَ أن التوحيد حق؛ بعد ذلك ذكِّر) فإنك (الخطاب للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، ادع الناس وقف أمام دعوتهم موقف الشخص المصرّ على نشر دعوة التوحيد لكن اعلم أنك لست عليهم بمصيطر) مبعوث لدعوة الخلق إلى الله وتذكيرهم، ولم تبعث مسيطرًا عليهم، مسلطًا موكلا بأعمالهم، فإذا قمت بما عليك، فلا عليك بعد ذلك لوم، كقوله تعالى: { وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِجَبَّارٍ فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَنْ يَخَافُ وَعِيدِ } . (وهذا أمر مهم، وهذا يحتاج درسًا منفصلاً، إذا قمت بما عليك؛ فلا عليك)
وقوله: { إِلا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ } (هذا ليس استثناء متصلاً، بل هو بمعنى: ) أي: لكن من تولى عن الطاعة وكفر بالله {فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ الأكْبَرَ } أي: الشديد الدائم، { إِنَّ إِلَيْنَا إِيَابَهُمْ } أي: رجوع الخليقة وجمعهم في يوم القيامة.
{ ثُمَّ إِنَّ عَلَيْنَا حِسَابَهُمْ } فنحاسبهم على ما عملوا من خير وشر.
(إذًا؛ ذكِّرْ أنما أنت مذكِّر، ولن تكون عليهم وكيلاً في أعمالهم، ومَن كفر فاعلم أن الله لن يتركه، لأن النفوس تحترق لَمّا ترى الناس يكفرون بالله، واعلم أن كل الخليقة إلى الله مرجعها وجمعها، وعلى الله حسابها، فلا تحملْ همًا إلا أن تقوم بما عليك، فإذا قمت بما عليك؛ فلا عليك)
آخر تفسير سورة الغاشية، والحمد لله رب العالمين
انتهى... سائلين الله أن ينفعنا بما علّمنا.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.