الأربعاء، 27 يوليو 2011





القصد القصد تبلغوا

إنَّ الشيطان أحرص ما يكون على صرف المسلم عن الجادة وإبعاده عن الصراط المستقيم، إمَّا إلى غلو، أو إلى جفاء، ولا يبالي عدوَّ الله بأي الأمرين منهما ظفر، قال بعض السلف: "ما أمر الله –تعالى- بأمرٍ إلَّا وللشيطان فيه نزغتان: إمَّا إلى تفريط وتقصير، وإمِّا إلى مجاوزة وغلو، ولا يبالي بأيُّهما ظفر"، ولعدوِّ الله في هذا الأمر مكرٌ عجيب وكيدٌ غريب.
 
قال ابن القيم –رحمه الله– في كتابه العظيم (إغاثة اللهفان في مصايد الشيطان): "ومن كيده -أي: الشيطان أعاذنا الله وإياكم منه- أنه يشامُّ النفس حتى يعلم أي القوتين تغلب عليها، قوة الإقدام والشجاعة أم الانكفاف والإحجام والمهانة، فإنْ رأى الغالب على النفس المهانة والإحجام؛ أخذ في تثبيطه، وإضعاف همَّته وإرادته عن المأمور به، وثقَّله عليه، فهوَّن عليه تركه، حتى يتركه جملةً، أو يقصِّر فيه، ويتهاون به، وإنْ رأى الغالب عليه قوة الإقدام وعلو الهمة؛ أخذ يقلِّل عنده المأمور به، ويُوهِمه أنَّه لا يكفيه، وأنَّه يحتاج معه إلى مبالغة وزيادة، فيَقْصُرُ بالأول، ويتجاوز بالثاني... وقد اقتطع أكثر الناس إلَّا أقل القليل في هذين الواديين: وادي التقصير، ووادي التجاوز والتعدِّي، والقليل منهم جدًا الثابت على الصراط الذي كان عليه رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وأصحابه...".
 
 ثم أطال –رحمه الله- بضرب الأمثلة على ذلك، ثم قال: "وهذا بابٌ واسعٌ جدًا لو تتبعناه؛ لبلغ مبلغًا كثيرًا".
 
 وقد صحَّ في الحديث عن النبي –صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال: (القصد القصد تبلغوا)، أي: عليكم بالقصد من الأمور في الأقوال والأفعال، والقصد هو الوسط بين الطرفين، وصحَّ عنه –صلى الله عليه وسلم- أنَّه قال كما في المسند وغيره: (عليكم هديًا قاصدًا، فإنَّه من يشاد الدين يغلبه)، وكان ابن مسعود –رضي الله عنه– يقول: "اقتصاد في سنَّة خيرٌ من اجتهادٍ في بدعة".
 
 قال ابن القيم -رحمه الله-: "دين الله بين الغالي فيه والجافي عنه، وخير الناس النمط الأوسط الذين ارتفعوا عن تقصير المفرطين ، ولم يلحقوا بغلوِّ المعتدين، وقد جعل الله –سبحانه- هذه الأمة وسطًا، وهي الخيار العدل؛ لتوسطها بين الطرفين المذمومين، والعدل هو الوسط بين طرفي الجور والتفريط، والآفات إنَّما تتطرَّق إلى الأطراف والأوساط محميةٌ بأطرافها فخير الأمور أوسطهما".
 
 
 
 
 
المرجع: فقه الأدعية والأذكار
 للشيخ: عبد الرزاق البد -حفظه الله-

 
***********


حين يكون [ العلم ] غيـــــــــمة تسبح في الفضاء ، 
 
وعندما يحين وقت الهطول ، نتسارع - فرحًا - لجمعها ، 
 
لأننا أمة عطشى ، نحتاج .. ونحتاج كثيرًا لقطرات تحيينا ، 
 
فالعلم صيدٌ والكتــــآبة قيد ، وإذا ضاع القيد ذهب الصيد ! 
 
حللتنّ تحت غيمتنا الماطرة فأهلا بكنّ ، 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.