َإِنّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ,ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ,من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له , وأشهد أن لا إِله إِلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
أما بعد:انتهينا في المحاضرة السابقة من (سبيلنا إلى الاتباع ) عند فقرة:
ملحوظة:
كمقدمة لهذا البحث وقبل الدخول في دراسة تفاصيل المنهج, نتعرض لنقطتين:
الأولى: وقفات مع خطبة الحاجة لتبيان بعض معاني كلماتها.
الثانية: حديث سلمان الفارسيّ عن رحلته في طلب العلم والبحث عن الحق.
وهذا الحديث ورد بتعليقات:
الشيخ " حسين بن عَودِة العوايشة"
في كتابه " من مواقف الصحابة"
وذلك حثاً للقاريء على الصبر والمثابرة والاحتساب اثناء طلب العلم والتحري للوصول إلى الحق , عملاً بقول الرسول - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّم – في الحديث الثابت في َ .
" صحيح الجامع الصغير وزياداته" تحت حديث رقم( 3228) :
فعن أبي هريرة أن رسول الله - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّم- قال:
( إنما العلم بالتعلم , وإنما الحلم بالتحلم , ومن يتحر الخير يُعطه ومن يتق الشر يُوقه)
ونبدأ مستعينين بالله :
أما بعد:انتهينا في المحاضرة السابقة من (سبيلنا إلى الاتباع ) عند فقرة:
ملحوظة:
كمقدمة لهذا البحث وقبل الدخول في دراسة تفاصيل المنهج, نتعرض لنقطتين:
الأولى: وقفات مع خطبة الحاجة لتبيان بعض معاني كلماتها.
الثانية: حديث سلمان الفارسيّ عن رحلته في طلب العلم والبحث عن الحق.
وهذا الحديث ورد بتعليقات:
الشيخ " حسين بن عَودِة العوايشة"
في كتابه " من مواقف الصحابة"
وذلك حثاً للقاريء على الصبر والمثابرة والاحتساب اثناء طلب العلم والتحري للوصول إلى الحق , عملاً بقول الرسول - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّم – في الحديث الثابت في َ .
" صحيح الجامع الصغير وزياداته" تحت حديث رقم( 3228) :
فعن أبي هريرة أن رسول الله - صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّم- قال:
( إنما العلم بالتعلم , وإنما الحلم بالتحلم , ومن يتحر الخير يُعطه ومن يتق الشر يُوقه)
ونبدأ مستعينين بالله :
من مواقف الصحابة –رضى الله عنهم-
{ قصة إسلام سلمان الفارسى }
قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-:"لو كان الدين عند الثريا لذهب به رجل من فارس-أو قال-من ابناء فارس .حتى يتناوله."
مقدمة :
فهذه هى الرسالة السادسة "من مواقف الصحابة"
اخترتها فى قصة إسلام سلمان(1) -رضى الله عنه- لما فيها من الدروس والعبر:
- إنها قصة عظيمة,ينتفع منها العلماء وطلاب العلم والدعاة الى الله تعالى وعامة الناس.
- إنها قصة نستفيد منها دروسًا فى تربية النفس وتزكيتها وتهذيبها.
- إنها قصة نستفيد منها دروسًا فى التضحية والبذل والمجاهدة والصبر والإخلاص.
- إنها قصة تشحذ الهمم ,وتلهب المشاعر, وتجعلنا نمضى بجد مثابرةً للعمل بما يرضى الله تعالى.
- إنها قصة توقظ الضمائر ,وتبعث فيها معنى الحياة الحقيقى –بإذن الله- وتجعلنا ندرك سر السعادة والهناء.
- إنها قصة تبدد كل معانى الكسل والعجز والتوكل(2),
- إنها قصة تدعو إلى العلم والعمل والدعوة ؛ على المنهج القديم الذى يقوم على التمحيص والتحقيق والتثبت.
أسال الله تعلى ان ينفعنى وأمة الإسلام بهذه القصة,وأن يتقبل منى عملى, وأن يجعلنى ممن يعملون بما يعلمون إنه على كل شىء قدير.
"حسين بن عودة العوايشة"
فهذه هى الرسالة السادسة "من مواقف الصحابة"
اخترتها فى قصة إسلام سلمان(1) -رضى الله عنه- لما فيها من الدروس والعبر:
- إنها قصة عظيمة,ينتفع منها العلماء وطلاب العلم والدعاة الى الله تعالى وعامة الناس.
- إنها قصة نستفيد منها دروسًا فى تربية النفس وتزكيتها وتهذيبها.
- إنها قصة نستفيد منها دروسًا فى التضحية والبذل والمجاهدة والصبر والإخلاص.
- إنها قصة تشحذ الهمم ,وتلهب المشاعر, وتجعلنا نمضى بجد مثابرةً للعمل بما يرضى الله تعالى.
- إنها قصة توقظ الضمائر ,وتبعث فيها معنى الحياة الحقيقى –بإذن الله- وتجعلنا ندرك سر السعادة والهناء.
- إنها قصة تبدد كل معانى الكسل والعجز والتوكل(2),
- إنها قصة تدعو إلى العلم والعمل والدعوة ؛ على المنهج القديم الذى يقوم على التمحيص والتحقيق والتثبت.
أسال الله تعلى ان ينفعنى وأمة الإسلام بهذه القصة,وأن يتقبل منى عملى, وأن يجعلنى ممن يعملون بما يعلمون إنه على كل شىء قدير.
"حسين بن عودة العوايشة"
حديث سلمان الفارسيّ عن رحلته في طلب العلم والبحث عن الحق.
والذي ورد بتعليقات:
الشيخ " حسين بن عَودِة العوايشة"
في كتابه " من مواقف الصحابة"
=====
الحاشية : (1) هذا وقد لفت انتباهى أخى الفاضل:سمير الزهيرى-حفظه الله ونفع به –إلى ذكرعمر سلمان"رضى الله عنه",فأقول:ذكر بعضهم أنه عاش ثلاثمائة وخمسين سنة , وبعضهم مائتين وخمسين سنة , وفصل الذهبى القول فيه فى"سير أعلام النبلاء"فى المجلد الأول"قصة سلمان الفارسى -رضى الله عنه-" فقال: وقد ذكرت فى "تاريخى الكبير", أنه عاش مائتين وخمسين سنة وأنا الساعة لا أرتضى ذلك ولا أصححه". واستفاد الذهبى-رحمه الله- من قصة مرض سلمان وعيادة سعد له.ثم قال عقبها: "وهذا يوضح لك أنه من أبناء الثمانين" ولفظها عن أنس قال: "اشتكى سلمان فعاده سعد, فراه يبكى, فقال له سعد: مايبكيك ؟ يااخى! أليس قد صحبت رسول الله-صلى الله عليه وسلم-؟ أليس,أليس؟ قال سلمان:ماأبكى واحدة من اثنين , ماأبكى ضنًا للدنيا ولاكراهية للاخرة. ولكن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-عهد إلى عهدا,فما رانى(3)الا قد تعديت. قال: وما عهد إليك؟قال:عهد إلىأنه يكفى أحدكم مثل زاد الراكب, ولا أرانى إلا قد تعديت.وأما أنت ياسعد! فاتق الله عند حكمك إذاحكمت,وعند قسمك إذاقسمتوعند همك اذا هممت,. وهى من رواية ابن ماجه فى الزهد "صحيح سنن ابن ماجه (3312),وأبى يعلى, وأبى نعيم فى"الحلية" , والطبرانى فى"الكبير" وانظر "الصحيحة"(1716) . (3) الظاهر أنه تصحيف.... والصواب ماورد فى صحيح ابن ماجه رقم(1404) كتاب الزهد فى الدنيا/1- ولفظه:"أُرانى". (2) الظاهر أنه تصحيف..... ونظن أن الصواب هو:"التواكل" |
=======
========
"نتابع بإذن الله تعالى :
حديث سلمان الفارسيّ عن رحلته في طلب العلم والبحث عن الحق".
والذي ورد بتعليقات:
الشيخ " حسين بن عَودِة العوايشة" ....في كتابه " من مواقف الصحابة"
حديث سلمان الفارسيّ عن رحلته في طلب العلم والبحث عن الحق".
والذي ورد بتعليقات:
الشيخ " حسين بن عَودِة العوايشة" ....في كتابه " من مواقف الصحابة"
بسم الله الرحمن الرحيم
"حديث سلمان الفارسيّ "
"عن رحلته في طلب العلم والبحث عن الحق"
عن ابن عباس قال: حدثنى سلمان الفارسى حَدِيثَه من فِيِه قال:
" كنت رجلا فارسيًا من أهل أصبهان, من أهل قرية منها يقال لها(جيّ), وكان أبى دهقان قريته(1), وكنت أحب خلق الله
إليه, فلم يزل به حبه إياى حتى كنت قطن النار( 2) التى يوقدها,
لايتركها تخبو(3) ساعة.
قال: وكانت لأبى ضيعة(4) عظيمة, قال: فشغل فى بنيان له يوما, فقال لى:يابنى إنى قد شغلت فى بنيان هذا اليوم عن ضيعتى, فاذهب فاطلعها , وأمَرَنِى فيها ببعض ما يريد, فخرجت أريد ضيعته,فمررت بكنيسة من كنائس النصارى , فسمعت أصواتهم فيها وهم يصلون, وكنت لا أدرى ما أمر الناس لحبس أبى إياى فى بيته, فلما مررت بهم وسمعت أصواتهم , دخلت عليهم أنظر ماذا يصنعون .
قال:فلما رأيتُهم أعجبتنى صلاتهم, ورغبت فى أمرهم, وقلت هذا والله خير من الدين الذى نحن عليه, فوالله ماتركتهم حتى غربت الشمس , وتركت ضيعة أبى , ولم أتها, فقلت لهم أين أصل هذا الدين؟ فقالوا:بالشام, قال: ثم رجعت إلى أبى, وقد بعث فى طلبى, وشغلته عن عمله كله,
قال:فلما جئته قال:أى بنى أين كنت؟....ألم أكن عهدت إليك ماعهدت؟
قال: قلت ياأبت مررت بناس يصلون فى كنيسة لهم؛ فأعجبنى ما رأيت من دينهم , فوالله مازلت عندهم حتى غربت الشمس. قال: أى بنى ليس فى ذلك الدين خير, دينك خير ودين أبائك وأجدادك خير منه.
قال: قلت :كلا و الله , إنه خير من ديننا .
قال: فخافنى,فجعل فى رجلى قيدا, ثم حبسنى فى بيته.
قال:وبعثت إلى النصارى فقلت لهم :إذا قدم عليكم ركب من الشام تجار من النصارى فأخبرونى بهم,
فقدم عليهم ركب من الشام تجار من النصارى,
قال : فأخبرونى بهم ,
فقلت لهم إذا قضوا حوائجهم , وأرادوا الرجعة إلى بلادهم ,فآذنوني بهم .
فلما أرادوا الرجعة إلى بلادهم أخبرونى بهم ,
فالقيت الحديد من رجلى,
ثم خرجت معهم حتى إذا قدمت الشام,
فلما قدمتها قلت : من أفضل أهل هذا الدين؟ قالوا : الأسقُف(5) فى الكنيسة. قال: فجئته,
فقلت : إنى قد رغبت فى هذا الدين, وأحببت أن أكون معك أخدمك فى كنيستك , وأتعلم منك وأصلى معك,
قال: فادخل فدخلت معه,
قال:فكان رجل سوء, يأمرهم بالصدقة ويرغبهم فيها, فاذا جمعوا إليه منها أشياء اكتنزه لنفسه, ولم يعطه المساكين,,حتى جمع سبع قلال(6) من ذهب وورق(7).
قال:وأبغضته بغضا شديدًا لما رأيته يصنع, ثم مات فاجتمعت إليه النصارى ليدفنوه
فقلت لهم: إن هذا كان رجل سوء يأمركم بالصدقة, ويرغبكم فيها,
فاذا جئتموه بها اكتنزها لنفسه, ولم يعط المساكين منها شيئا.
قالوا: وماعلمك بذلك؟
قال: قلت : أنا أدلكم على كنزه.
قالوا: فدلنا عليه,قال: فأريتهم موضعه.,
قال: فاستخرجوا منه سبع قلال مملوءة ذهبا وورقا,
فلما رأوها قالوا: والله لا ندفنه أبدا, فصلبوه ,ثم رجموه بالحجارة.
ثم جاؤوا برجل آخر فجعلوه بمكانه .
قال: يقول سلمان : فما رأيت رجلا لايصلى الخمس أرى أفضل منه ,
أزهد فى الدنيا ولا أرغب فى الآخرة, ولاأداب ليلاً ونهارًا منه.
قال: فأحببته حبًا جمًا لم أحبه من قبله, وأقمت معه زمانا ثم حضرته الوفاة ,
فقلت له : يافلان إنى كنت معك , وأحببتك حبا لم أحبه من قبلك, وقد حضرتك ماترى من أمر الله, فإلى من توصى بى وما تأمرنى ؟
قال: أى بنى! والله ماأعلم أحدًا اليوم على ماكنت عليه , لقد هلك الناس ,وبدلوا, وتركوا أكثر ماكانوا عليه إلا رجل بالموصل , وهو فلان ,
فهو على ماكنت عليه فالحق به.......
========
الحاشية: (1)اى: رئيسها . (2)قطن النار:القيم على نار المجوس وموقدها,جمها اقطان,"الوسيط" (3) اى :تسكن ويخمد لهيبها. (4) الضيعة: القرية التى تزرع وتستغل "فيض القدير". (5) عالم رئيس من علماء النصارى ورؤسائهم,"فيض القدير" . (6) القلة: هى الجرار, والقلة التى يستخدموها, سميت قلة لانها تقل, ترفع وتحمل. (7) اى فضة. ==========
قال: أى بنى! والله ماأعلم أحدًا اليوم على ماكنت عليه , لقد هلك الناس ,وبدلوا, وتركوا أكثر ماكانوا عليه إلا رجل بالموصل , وهو فلان , فهو على ماكنت عليه فالحق به....... فنتابع بإذن الله تعالى ونقول: قال: أى بنى! والله ماأعلم أحدًا اليوم على ماكنت عليه , لقد هلك الناس ,وبدلوا, وتركوا أكثر ماكانوا عليه إلا رجل بالموصل , وهو فلان , فهو على ماكنت عليه فالحق به....... .قال : فلما مات وغُيِّبَ لحقت بصاحب الموصل , فقلت له : يافلان إن فلانا أوصانى عند موته أن ألحق بك , وأخبرنى انك على أمره. قال : فقال لى: أقم عندى, فأقمت عنده فوجدته خير رجل على أمر صاحبه, فلم يلبث أن مات , فلما حضرته الوفاة قلت له : يا فلان ! إن فلانا أوصى بى إليك , وأمرنى باللحوق بك , وقد حضرك من الله عز وجل ماترى ,فالى من توصى بى وماتأمرنى ؟ قال : أى بنى ! والله ما أعلم رجلا على مثل ما كنا عليه إلا رجلا بنصيبين, وهو فلان , فالحق به. فلما مات وغُيِّبَ , لحقت بصاحب نصيبين فجئتُه, فأخبرته بخبرى , وما أمرنى به صاحبى , قال : فأقم عندى, فاأمت عنده , فوجدته على أمر صاحبه , فأقمت مع خير رجل , فوالله مالبث أن نزل به الموت , فلما حُضر , قلت له : يا فلان ! إن فلانا كان أوصى بى إلى فلان ,ثم أوصى بى فلان إليك , فالى من توصى بى وماتأمرنى ؟ قال : أى بنى ! والله ما نعلم أحدًا بقى على أمرنا آمرك أن تأتيه, إلا رجلاً بعمورية, فإنه بمثل ما نحن عليه , فإن أحببت فأته قال : فإنه على أمرنا . قال : فلما مات وغُيِّب , لحقت بصاحب عمورية وأخبرته خبرى , فقال : أقم عندى , فأقمت مع رجل على هدى أصحابه وأمرهم . قال : قال: واكتسبت حتى كانت لى بقرات وغنيمة ,قال : ثم نزل به أمر الله , فلما حُضر , قلت له : يافلان ! إنى كنت مع فلان ,فأوصى بى فلان إلى فلان , وأوصى بى فلان إلى فلان ,ثم أوصى بى فلان إليك , فإلى من توصى وماتأمرنى ؟ قال : أى بنى ! ماأعلم أصبح على ماكنا عليه أحد من الناس آمرك ان تاتيه , ولكنه قد اظلك زمان نبىّ , هو مبعوث بدين ابراهيم , يخرج بارض العرب , مهاجرًا إلى أرض بين حرَّتين(1) ,بينهما نخل , به علامات لاتخفى ,يأكل الهدية ,ولا يأكل الصدقة ,بين كتفيه خاتم النبوة , فإن استطعت أن تلحق بتلك البلاد فافعل , قال : ثم مات وغُيِّب ,فمكثت بعمورية ماشاء الله أن أمكث , ثم مر بى نفر من كَلب تجارًا , فقلت لهم : تحملونى إلى أرض العرب وأعطيكم بقراتى هذه وغنيمتى هذه ؟ قالوا : نعم , فاعطيتموها (*), وحملونى , حتى إذا قدموا بى وادى القرى ظلمونى ,فباعونى من رجل من اليهود عبدًا , فكنت عنده , ورأيت النخل , ورجوت أن تكون البلد الذى وصف لى صاحبى, ولم يحق لى فى نفسى , فبينما أنا عنده , قدم عليه ابن عم له من المدينة من بنى قريظة , فإبتاعنى منه, واحتملنى إلى المدينة , فوالله ماهو إلا أن رأيتها فعرفتها بصفة صاحبى , فأقمت بها . وبعث الله رسوله ,فأقام بمكة ماأقام ,لاأسمع بذكر, مع ماأنا فيه من شغل الرق , ثم هاجر إلى المدينة , فوالله إنى لفى رأس عَذق (2) لسيدى أعمل فيه بعض العمل ,وسيدى جالس إذ أقبل ابن عم له حتى وقف عليه فقال :فلان !قاتل الله بنى قيلة , والله إنهم الآن لمجتمعون بقباء على رجل قدم عليهم من مكة اليوم يزعمون إنه نبى , قال : فلما سمعتها أخذتنى العرواء(3) حتى ظننت إنى سأسقط على سيدى . قال : ونزلت عن النخلة فجعلت أقول لابن عمه ذلك :ماذا تقول ماذا تقول ؟ قال : فغضب سيدى فلكمنى لكمة شديدة , ثم قال : مالك ولهذا ؟! أقبل على عملك, قال : قلت :لا شىء إنما أردت أن استثبت عما قال. وقد كان عندى شىء قد جمعته , فلما أمسيت أخذته , ثم ذهبت به إلى رسول الله-صلى الله عليه وسلم- وهو بقباء ,فدخلت عليه فقلت له: إنى قد بلغنى أنك رجل صالح , ومعك أصحاب لك غرباء ذوو حاجة ,وهذا شىء كان عندى للصدقة , فرأيتكم أحق به من غيركم , فقربته إليه و فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- لأصحابه :كلوا ,وأمسك يده فلم يأكل قال : فقلت فى نفسى :هذه واحدة , ثم انصرفت عنه , فجمعت شيئا , وتحول رسول الله-صلى الله عليه وسلم- إلى المدينه ثم جئت به فقلت : إنى رأيتك لاتأكل الصدقة وهذه هدية أكرمتك بها , قال : فأكل رسول الله-صلى الله عليه وسلم- منها و وأمر أصحابه فأكلوا معه , قال : فقلت فى نفسى : هاتان اثنتان . ثم جئت رسول الله-صلى الله عليه وسلم-وهو ببقيع الغرقد قال: وقد تبع جنازة من أصحابه ,عليه شملتان له , وهو جالس فى أصحابه فسلَّمت عليه , ثم استدرت أنظر إلى ظهره هل أرى الخاتم الذى وصف لى صاحبى , فلما رأنى رسول الله-صلى الله عليه وسلم-استدرته ,عرف إنى أستثبت فى شىء وُصِفَ لى , قال : فألقى رداءه عن ظهره, فنظرت إلى الخاتم , فعرفته , فانكببت عليه أقبله وأبكى , فقال لى رسول الله-صلى الله عليه وسلم- : تحول , فتحولت , فقصصت عليه حديثى –كما حدثتك يا ابن عباس - قال : فأعجب رسول الله-صلى الله عليه وسلم- أن يسمع ذلك أصحابه . ثم شغل سلمان الرق حتى فاته مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بدر وأُحد , قال : ثم قال لى رسول الله –صلى الله عليه وسلم- :كاتب يا سلمان ! فكاتبت صاحبى على ثلاثمائة نخلة أحييها له بالفقير(4) بأربعين أوقية , فقال رسول الله-صلى الله عليه وسلم- :" أعينو أخاكم " . فأعانونى بالنخل , الرجل بثلاثين ودية (5), والرجل بعشرين , والرجل بخمسة عشرة , والرجل بعشر , - يعنى الرجل بقدر ماعنده – حتى اجتمعت لى ثلاثمائة ودية فقال لى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- :"اذهب ياسلمان ففقِر(6)لها ,فاذا فرغت فأتنى أكون أنا أضعها بيدى", ففقرت لها ,وأعاننى أصحابى ,حتى إذا فرغت منها جئته , فأخبرته , فخرج رسول الله-صلى الله عليه وسلم-معى إليها ,نقرب له الودى , ويضعه رسول الله-صلى الله عليه وسلم- بيده , فوالذى نفس سلمان بيده ماماتت منها ودية واحدة , فأديت النخل , وبقى علىَّ المال , فأتى رسول الله-صلى الله عليه وسلم-بمثل بيضة من ذهب من بعض المغازى , فقال :"مافعل الفارسىّ المُكاتب ؟" قال : فدعيت له فقال : خذ هذه فأد بها ماعليك ياسلمان ! فقلت : وأين تقع هذه يارسول الله مما على ؟ قال : خذها فان الله –عزوجل- سيؤدى بها عنك . قال : فاخذتها فوزنت لهم منها – والذى نفس سلمان بيده - أربعين أوقية , فأوفيتهم حقهم , وعُتقت , فشهدت مع رسول الله-صلى الله عليه وسلم- الخندق ثم لم يفتنى معه مشهد ========
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.