الاثنين، 12 ديسمبر 2011

الفتنة






 
الحمد لله والصلاة والسلام على خليل الله  
هذه كلمات فقط لمن كمل عندها علم اليقين فامتلأ قلبها تصديقاَ بقول الحق ونظرت بعين قلبها لكلام الله الحق ورأت كل كلمة حقاَ فأعدت واستعدت بعون من الله واستهداءَ, حتى إذا صار عين اليقين عندها حق اليقين فرأت ما أخبر به الحق عيانا ولمسته واقعا في حياتها لم تكن من الغثاء الزبد الذي يذهب جفاء ولم تفتن وحفظها الحفيظ , فمن حفظ ربه في الرخاء حفظه في الشدة
هذه نصيحة من قلب محب مشفق يتمنى الخير لك أكثر مما يتمنى لنفسه أقول>>>> أخيتي الحبيبة تدبري هذه الآيات العظيمة من التفاسير التي بين يديك بقلب موقن مصدق لقول الحق جل وعلا واربطيها بواقعنا فما أنزل القرآن الكريم إلا لذلك , وليس للزينة على الرفوف والتعليق في الرقاب, انظري بعين قلبك :
((قُلْ إِن كَانَ ءَابَآؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَ‌ٰنُكُمْ وَأَزْوَ‌ٰجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَ‌ٰلٌ ٱقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَـٰرَةٌۭ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَـٰكِنُ تَرْضَوْنَهَآ أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ وَجِهَادٍۢ فِى سَبِيلِهِۦ فَتَرَبَّصُوا۟ حَتَّىٰ يَأْتِىَ ٱللَّهُ بِأَمْرِهِۦ ۗ وَٱللَّهُ لَا يَهْدِى ٱلْقَوْمَ ٱلْفَـٰسِقِينَ))

قال الله تعالى: ((وَإِن مِّن قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ ٱلْقِيَـٰمَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا عَذَابًۭا شَدِيدًۭا ۚ كَانَ ذَ‌ٰلِكَ فِى ٱلْكِتَـٰبِ مَسْطُورًۭا)) الإسراء 58 

**((قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعًا وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الْآَيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ)) الأنعام: 65

 **(( أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ أَوَ أَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلَا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا  الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ )) الأعراف 99 
                                                                                                                
** ((وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ * وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللّهِ إِلاَّ وَهُم مشركون* أَفَأَمِنُواْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللّهِ أَو تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ)) يوسف:105-107

**((وَلَنُذِيقَنَّهُم مِّنَ ٱلْعَذَابِ ٱلْأَدْنَىٰ دُونَ ٱلْعَذَابِ ٱلْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ* وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّن ذُكِّرَ بِـَٔايَـٰتِ رَبِّهِۦ ثُمَّ أَعْرَضَ عَنْهَآ ۚ إِنَّا مِنَ ٱلْمُجْرِمِينَ مُنتَقِمُونَ)) السجدة 21/22
 
 قال r( فوالله ما الفقر أخشى عليكم ولكني أخشى أن تبسط عليكم الدنيا كما بسطت على من كان قبلكم فتنافسوها كما تنافسوها وتهلككم كما أهلكتهم... )  صحيح البخاري
وقد أخبرنا المصطفى عليه صلوات الله وسلامه أن هذه الأمّة يكون في آخرها خسف ومسخ وقذف.. فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: قال رسول الله ـ صلّى الله عليه وسلّم ـ: " يكونفي آخر هذه الأمّة خسف ومسخ وقذف "، قالت: قلت: يا رسول الله، أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: نعـــــــــم، إذا ظهر الخبث "،
 أخرجه الترمذي،وصحّحه الألبانيّ.
 
وقال: (أمتي هذه أمة مرحومة ليس عليها عذاب في الآخرة إنماعذابها في الدنيا الفتن و الزلازل و القتل و البلايا( صححه الحاكم ووافقه الذهبي وصححه الألباني في صحيح الجامع

 
 وقال: (إن هذه الأمة أمة مرحومة عذابها بأيديها فإذا كان يوم القيامة دفع إلى كل رجل من المسلمين رجل من المشركين فيقال :هذا فداؤك من النار) صحيح تحقيق الألباني


وعن الزبير بن عدي قال: أتينا أنس بن مالك نشكو له ما نلقي من الحجاج؛ فقال: " اصبروا فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه حتى تلقوا ربكم"، سمعته من نبيكم r. البخاري

  فإن أردت النجاة من الفتن ما ظهر منها وما بطن , إليك حبيبتي أعظم أسبابها:
((إياك نعبد وإياك نستعين)) ,
إنها >>
العبادة والاستعانة بالقوي الصمد, ولننظر لوصية موسى عليه الصلاة والسلام لقومه حين اشتد بهم البلاء ونأخذ بما قاله لهم ونعمل به فما جاء ذكر القصص في القرآن العظيم إلا للعمل بما ذكر من أوامر فيها :  

((قَالَ مُوسَىٰ لِقَوْمِهِ ٱسْتَعِينُوا۟ بِٱللَّهِ وَٱصْبِرُوٓا۟ ۖ إِنَّ ٱلْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَآءُ مِنْ عِبَادِهِۦ ۖ وَٱلْعَـٰقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ))
 
للنجاة من الفتن التي أخبرنا عنها ربنا العليم جل وعلا في كتابه العظيم, وذكرها لنا حبيبنا المصطفى صلى الله عليه وسلم , فعرفها من عرفها, وجهلها من جهلها والتي لن ينجو منها إلا من عرفها , أقول لآاااابد من اتخاذ أسباب النجاة؛
 اتخاذ الأسباب الصحيحة التي وردت في الكتاب والسنة , لمعرفتها وهي مقبلة فينجو بتمسكه بما جاء في كتاب الله العظيم العزيز وبما جاء في سنة الحبيب صلى الله عليه وسلم, متذكرا قوله:
"إن من ورائكم أيام الصبر للمتمسك فيهن يومئذ بما أنتم عليه أجر خمسين منكم" , قالوا يا نبي الله: أو منهم؟ قال:  "بل منكم "صححه الألباني
ولذلك إذا لم يكن للإنسان مطية وهي مطية العبادة والاستعانة والصبر والتمسك بكتاب الله وسنته فإنه سيهلك لا محالة ، قال صلى الله عليه وسلم كما عند ابن ماجة من حديث معاوية رضي الله عنه:
( لم يبق من الدنيا إلا بلاء وفتنة فأعدوا للبلاء صبرا )

   



اللهم لا علم لنا إلا ماعلمتنا .. 
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا إنت أستغفرك وأتوب إليك

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.