إلى متى يدور المسلمون في حلقة مُفرغة يُقاسون مرارة الانقسام والاختلاف
بسم الله الرحمن الرحيم
أن الحمد لله .....وأشهدُ أن محمدا عبده ورسوله
{ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله حق.....وأنتم مسلمون} { يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة.... وكان عليكم رقيبا} {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا... فوزا عظيما}
أما بعد فإن أصدق الحديث...وكل ضلالة في النار ....وبعد رسول الله ماترك خيرا إلا دلنا عليه وما ترك شرا إلا حذرنا منه. ومن أعظم مادلنا عليه وحثنا عليه الاجتماع وعدم الفرقة. قال الله تعالى:
{واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا} .
وقال النبي:"إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية" . فإلى متى يدور المسلمون في حلقة مُفرَغةٍ يُقاسون مرارة الانقسام والاختلاف؟!! ياطلاب العلم المخلصين ألا من قلوب متآلفة وأيدٍ متكاتفة نرتفع عن ذواتنا وأشخاصنا وأغراضنا الدنيوية ونبذل الولاء والمحبة لكل مؤمن ونعمل مخلصين لنصرة دين الله؟!!
لاشك أن للشيطان وحظوظ أنفسنا سببا كبيرا في وجود هذه الفرقة. أيضا فلاشك أن الجهل بدين الله له نصيبٌ أكبر في تحقق هذه الفرقة ذلك أن الأمة منذ عهد أصحاب النبي قد وقع بينهم اختلاف في بعض المسائل ولم يكن هذا الاختلاف يُفضي إلى الفرقة إلا عندما يدخل الشيطان وأولياؤه من الجن والإنس, وإلا عندما يكون المفارقُ لاعلم عنده بالأدلة ومسائل الخلاف ومايُجوز الخلاف فيه ومالايجوز.وهذا أدى إلى تحول الخلاف الذي تحتمله الشريعة ويسعه أقوال الصحابة ومَنْ بعدهم من سلف هذه الأمة وأئمتهم إلى عداوة وفُرقة وتشاحن وتباغض...الخ
وترتيبا على ماسبق من معرفتنا بحال القرون الأولى الفاضلة فإن أهل السنة والجماعة-ونسألُ اللهَ أن نكون منهم-يعلمون يقينا أنه يمكن أن يقع بينهم اختلاف حول بعض المسائل؛لكن هذا لايؤدي مطلقا إلى اختلاف القلوب لعلمهم بأن هناك أسبابا كثيرة ترفع اللوم عن هذا وذاك مادام الكُل يدعو إلى كتاب الله وسنة رسول الله-صلى الله عليه وسلم-بفهم السلف الصالح.
لقد تاملت حالنا وماوصلنا إليه من فُرقة وشتات وربما تردٍ وانتكاس.ورددت مع نفسي في حسرة بعض الآيات التي تُنبئ وتحكي عن حالنا والتي تُرر بوضوح تام مسئوليتنا البينة تجاه حالنا هذا:
-- يقول الله-عزوجل-:
{ذلك بأن الله لم يكُ مُغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يُغيروا مابأنفسهم} (الأنفال:53).
-- ويقول سبحانه:{إن اللهَ لايُغيرُ ما بقوم حتى يُغيروا مابأنفسهم} (الرعد:11)
رددتُ في نفسي هذه الآيات وغيرها فوجدتني أحاول أن أفتش عن عثراتنا التي جعلتنا أهلا لهذه لمثل هذه الآيات !!! العثرات كثيرة ولكن قفز في ذهني تساؤلٌ أحببتُ أن أطرحه على نفسي وعليكم في هذا اللقاء علنا نتدارس معا سببا أراه من أهم أسباب وقوعنا تحت سنن الله في هذه الآيات>>>>> ماحالنا مع كتاب الله القرآن العظيم؟
ماأكثر اللاتي يقرأنه قديما وحديثا ويحفظن ويختمن بل ويحصُلن على إجازات لتدريسه!!
ولكن كم عدد من عملت بما فيه؟!!! كم عدد اللاتي اتخذنه شرعة ومنهاج حياة تام متكامل؟!! كم عدد من يتمثلنه كمال الدين وتمام النعمة فتمسكت به حَكَمَا فيصلا وفرقانا مبينا بين الحق والباطل؟!!
أليست هذه الهوة السحيقة بين القرآن وحياة المسلمين سببا كافيا لوقوعنا تحت سثنن التغيير وسلب النعم بل وربما الاستبدال في هذه الآيات وغيرها؟!!
{ذلك بأن الله لم يكُ مُغيرا نعمة أنعمها على قوم حتى يُغيروا ما بانفسهم}
ألسنا قد غيرنا بعد أن علمنا وأقيمت علينا الحجة؟!! واقعنا الآن يشهدبوجود انشقاق وتنافر وتدابر يُخيم علينا جماعة وفرادى.... وهروبا من هذا الواقع ولأن حجم مجالس العلم انكمش وعدد المعلمات تضاءل اتجه عدد ليس بالقليل من بناتنا وأخواتنا-طالبات العلم-إلى مقارئ ومعاهد ودور تحفيظ القرآن وتفرغن أو كدن يتفرغن لذلك تاركات باقي فروع العلوم الشرعية الأخرى !!!
وطبعا لابد هنا أن نتوقع شيئا رأيناه وعشناه مع كل أو جُل المسلمات اللاتي تفرغن لحفظ القرآن فقط أو معه اليسير من العلوم الشرعية التي لاتقوم بالتصفية والتربية المطلوبة.
ماشاء الله لاقوة إلا بالله اللي ختمت المصحف برواية كذا وحصلت على الإجازة في ذلك واللي ختمت المصحف بروايتين وماشية في الثالثة؛ وفي المقابل تقلص ٌ في حصيلة العلوم الشرعية التي تُصفي من الشر وتُربي على الخير.
ونتيجة طبيعية نسمع عن انتكاسة أختنا فلانة وتردي أختنا فلانة ,نسمع عن بيوت طالبات علم أصبحت مرتعا للفتن في النفس والأولاد والأهل..
طالبات علم بل ممكن يتصدرن للدعوة إلى الله وسواء اتجهن إلى حفظ القرآن أو لم يتجهن المهم والقاسم المشترك بين هذه وتلك تقلص حجم علوم التصفية والتربية في حياتها وحتى مع عدم تقلص حجم هذه العلوم تجد كثيرا مما كانت عاضة على دينها ؛صارت متهاونة أو مترخصة أو المسألة خلافية والأمر فيه سعة,أو,أو..
لاأحد يجرؤ بل مجرد يُفكر في التقليل من شأن القرآن كلام الله تلاوة وحفظا وما لهذا من الأجر والثواب الجليل فخيرنا من تعلم القرآن وعلمه...ولكن...تلاوة وحفظا فقط
اسمعن هذه الأحاديث:
1-عن أبي سعيد عن النبي:"يُقال لصاحب القرآن إذا دخل الجنة(1) إقرأ واصعد" (ص.ج-رقم8121) 2-وحديث آخر عن عبد الله بن عمرو عن النبي دون لفظ"إذا دخل الجنة" (صحيح أبي داود) وجاء في شرح الحديث الأخير في(عون المعبود-4-كتاب الصلاة-باب كيف يُستحب الترتيل في القراءة/351) "يُقال" أي عند دخول الجنة "لصاحب القرآن" أي من يُلازمه بالتلاوة والعمل لامن يقرأه ولايعمل به.. 3-والحديث الثالث عن النواس بن سمعان عن النبي قال:"يأتي القرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا....." الحديث (ص.ج-رقم/7994)
-------------------------
(1) إذا دخل الجنة :-
* إذن من حفظت القرآن عن ظهر قلب وبرواية واثنين وتلاتة وهي ممن قال النبي فيها: "كاسيات عاريات لايدخلن الجنة" ما موقفها؟!!
*من حفظت القرآن وأخذت إجازة فيه وهي ممن قال النبي فيها:"لايدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كِبر" مامصيرها؟!!
* "لايدخل الجنة قتات"
*"لايدخل الجنة الجواظ ولا الجعظري"
* "لايدخل الجنة قاطع"
* "لايدخل الجنة من لايأمن جاره بوائقه"
* "لايدخل الجنة منان ولا عاق" والأحاديث كلها في(ص.ج-اللام والألف) كل هؤلاء وغيرهم كثير ترى هل ينتفعون في آخرتهم بما حفظوه من القرآن أم أن هذه الكبائر ستحُول ولو إلى حين لايعلمه إلا الله دون انتفاعهم بهذا الحفظ؟!!
# تأملي وتنبهي:كلام الله أحسن الكلام حقه علينا ليس التلاوة والحفظ فقط بل هذه شرعا نافلة وليست فرضا إلا فاتحة الكتاب لركنيتها في الصلاة. حقه الواجب علينا--->تدبره والعمل به وإلا كان لنا نصيبٌ قل أو كثر من النصوص الآتية أو لِنَقُل من النُذر التالية بعد قليل
إلى أخواتي المعلمات والتلميذات إلى كل طالبة علم:
.جعلت كل همها حفظ القرآن برواياته وقراءاته فقط. . أو هجرت القرآن تلاوة فضلا عن هجره حفظا ونامت على كدة. .أو اكتفت باليسير من القرآن حفظا أو قراءة ليس إلا. إلى كل أخواتي أعيد السؤال ماحالنا مع القرآن الكريم الذي قال ربنا فيه: {اليوم أكملتُ لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيت لكمُ الإسلام دينا} {لقد أنزلنا إليكم كتابا فيه ذكركم أفلا تعقلون} أسوق هذه النصوص ثم نقف وقفة صدق وصراحة مع النفس على ضوء هذه النصوص:
{وإذا قرأت القرآن جعلنا بينك وبين الذين لايؤمنون بالآخرة حجابا مستورا}(2) (الإسراء:45)
{وننزل من القرآن ماهو شفاءٌ ورحمة للمؤمنين ولايزيدُ الظالمين إلا خسارة}(3)(الإسراء:82)
--------------------------
(2) الذين لايؤمنون بالآخرة: زي مين؟!!! {ولايحل لهن أن يكتُمن ما خلق الله في أرحامهن إن كُن يؤمن بالله واليوم الآخر} (البقرة:228) فصدور الكتمان منهن دليلٌ على عدم إيمانهن بالله واليوم الآخر وإلا فلو آمن بالله واليوم الآخر وعرفن أنهن مُجزيات عن أعمالهن ؛لم يصدر منهن شيء من ذلك."تفسير السعدي".
وعلى هذا فقس : "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلايؤذ جاره" "ص.ج-حديث رقم/6504" "لايحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تُسافر مسيرة يوم إلا مع ذي محرم" "ص.ج-حديث رقم/7653"
(3) القرآن مشتملٌ على الشفاء والرحمة: وليس ذلك لكل أحد وإنما ذلك للمؤمنين به ,المُصدقين بآياته,العاملين به,أما الظالمون بعدم التصديقُ به,أو عدم العمل به؛فلاتزيدهم إلا خسارا إذبه تقوم عليهم الحجة."تفسير السعدي" .
# عن أبي "مالك"الأشعري عن رسول الله-صلى الله عليه وسلم-قال: "الطهور شطر الإيمان والحمد لله تملأ الميزان وسبحان الله والحمد لله تملآن مابين السماء والأرض والصلاة نور والصدقةُ برهان والصبر ضياءٌ والقرآن حُجة لك او عليك,كل الناس يغدو فبائع نفسه فمعتقها أو موبقها"
(مسلم-كتاب الطهارة-حديث رقم/223) .
القرآن حُجة لك أو عليك؟ أي تنتفع به إن تلوته وعملت به وإلا فهو حجة عليك."شرح مسلم للنووي" . ربما يُقابل كلامي هذا بتساؤلات واستنكارات:
{ولايزيدُ الظالمين إلا خسارة} "والقرآن حجة لك أو عليك"
مالنا نحن وهذه النصوص , ماعلاقتنا بهذه النصوص؟ قلتُ سابقا :نحتاج وقفة صدقٍ وصراحة مع النفس. تعالين نُعرض أنفسنا على كتاب الله ثم نرى بمنتهى الإنصاف هل نصيبنا من القرآن : -- أنه هدى ورحمة أم أنه لا يزيدنا إلا خسارة؟!! -- هل نصيبنا من القرآن أنه حجة لنا أم علينا. -- السؤال بصيغة أخرى أم أننا من قرائه الذين يكثرون في آخر الزمان مع فِشو الجهل؟ نشوف . *{ولا يُبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن .....أو نسائهن} (النور:31) قرأتي الآية دي كام مرة ؟إن لم تكوني حافظة السورة كلها؟!! حالك معاها إيه؟!! بتظهري إزاي أمام محارمك ونسائك؟ بتديني بالله عورتك أمامهم إيه؟(4) .
*{ياأيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم ولاتجسسوا ولا يغتب بعضُكُم بعضا} (5) .
*{..وقل للمؤمنات يغضُضن من أبصارهن-وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يُكفر بها ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذن مثلهم إن الله جامع المنافقين والكافرين في جهنم جميعا} (6)
-----------------------------
(4)حتقولي العلماء مختلفين!! طيب درستي هذا الخلاف بتجرد وصدق ثم نفذت ما وصلت إليه وا للا قلدت مايوافق الأسهل والمصلحة؟!! الملابس الشفافة التي تُظهر بوضوح ماتحتها من فخذين وساقين وعضدين ...الخ الملابس المُحجمة.الملابس الكاشفة ما ممكن يكون الكم سابغا لكن إذا رفعتي إيدك يظهر الإبط وجزء من أسفل الإبط ممكن فتحة الصدر تكون معقولة لكن إذا انحنيتي يظهر ما الله أعلم به,وحدثي ولاحرج عن أزياء الأخوات في الأفراح والليالي الملاح !!هذا دين ومع ذلك يُقابل باستخفاف ولامبالاه وترخص.
(5) نسأل أنفسنا إذا صدر من أختي المسلمة تصرف له احتمالات عدة أي الاحتمتلات نركن إليها؟ الواقع يشهد بأننا نعتبر من الفطانة والفصاحة والفراسة أن نذهب إلى أسوأ احتمال !! وأشكال وألوان من صور سوء الظن: "أنا فهماها كويس وفاهمة حركاتها!!,بتسلم علىَّ بطراطيف صوابعها!!, شوفي بتبصلي إزاي!!,بتكلمني من وراء قلبها!!, فلانة أصلها غيرانة مني!!,فلانة بتحسدني!!,أما دي بقى فعيتنها وحشة وليَّ تجارب مريرة معها!!" والغيبة والنميمة اقرئ الكفاية عن هاتين الكبيرتين ثم راقبي نفسك كام مرة ستجدين نفسك مُتلبسة بهما؟!! والفضول والاهتمام بما لايعنيني إلى حد تتبع عورات المسلمين بل إلى حد التجسس والتحسس.!!
(6) أصبح عادي جدا الآن أن نسمع من المسلمات حكاوي عن القنوات الفضائية والشيخ فلان والعالم فلان ونشرات الأخبار قنوات الأخبار!! أمال فين غض البصر ياأيتها المسلمة؟!!
الفرجة على داعيات وسائل الإعلام الجالسات في اختلاط وتبرج وهن كاسيات عاريات.
------------------------
# {وماآتاكُم الرسول فخذوه ومانهاكم عنه فانتهوا} ماحجم هذه الآية في حياة المسلمين ؟ ما أقل مانتمثلها ونستحضرها ونعيشها؟!!! وما أكثر مانتجاهلها ونُدير لها ظهورنا بدعوى أن الزمن غير الزمن أو مستلزمات الحضارة المدنية!!!
ثم الذي آتانا الرسول والذي نهانا عنه مثل ماذا؟ *"اتقوا الدنيا-كُن في الدنيا كأنك غريبٌ أو عابرسبيل" . *"أيما امرأة استعطرت ثم مرت على الرجال ليجدوا ريحها فهي كذا وكذا". *"من تشبه بقوم فهو منهم-من تشبه بقوم فليس منا". * عن حذيفة قال:قلتُ يارسول الله ! هل بعد هذاالخير شر؟ قال"فتنة وشر",قال:قلتُ:يارسول الله هل بعد هذا الشر خير؟ قال:
"ياحذيفة تعلم كتاب الله واتبع مافيه(ثلاث مرار)....." (7)
(صحيح أبي داود-3- رقم/3571)
---------------------------
(7) كيف نتبع مافي القرآن؟ عن ابن عمر عن النبي قال:"لاحسد إلا في اثنتين رجلٌ آتاهُ الله ُ القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار......" الحديث (متفقٌ عليه) قال الشارح:"لاحسد إلا في اثنتين" "الحسد" هنا قال العلماء:معناه الغبطة يعني:لاشيء فيه غبطة إلاهاتين الاثنتين وذلك لأن الناس يغبط بعضهم بعضا في أمور الدنيا وفي أمور الآخرة فتجد مثلا بعض الناس يغبط هذا الرجل حين أعطاه اللهُ المالَ والأولاد والأهل والقصور والسيارات وماأشبه ذلك ,يُغبط بعض الناس على ماأتاه الله من الصحة وسلامة البنيان وغير ذلك أو ماأتاه الله من الشرف والجاه في قومه لكن النبي بيَّنَ أن الذي يُغبط مَنْ حصل على هاتين الاثنتين: الأولى:"الذي آتاه اللهُ القرآن فهو يقوم به آناء الليل وآناء النهار" آتاهُ اللهُ تعالى القرآن,حفظه,وفهمه, وعمل به آناء الليل والنهار,يقوم به,يُفكر: * ماذا قال الله-عزوجل-عن الصلاة؟قال:{أقيموا الصلاة} --->فيُقيمها. *ماذا قال عن الزكاة ؟ قال:{آتوا الزكاة}--->فيؤتها. * ماذا قال عن الوالدين؟ قال تعالى: {وبالوالدين إحسانا}--->فيُحسن بهما. *ماذا قال عن الأرحام؟ قال سبحانه:{والذين يصلون ماأمر الله به أن يوصل}--->فيصل رحمه. * ماذا قال عن الجيران؟قال تعالى:{الجار ذي القربى والجار الجنب}. *إلى آخر مافي كتاب الله من أوامر ونواه ---->فنجده يقوم بالقرآن آناء الليل والنهار,هذه هي الغنيمة والحظ وهذا الذي يُغبط. "شرح رياض الصالحين-العثيمين-حديث رقم7/997-ص165-المجلد الثالث-دار البصيرة بتصرف"
-------------------------
# {..وإذا سألتُموهُن متاعا فاسألوهُن من وراء حجاب} هذه الآية للمسلمين والمسلمات ولكن أين هؤلاء من هذه الآية؟ وماميزانها في واقع حياتهم؟ الآية تُحرم الاختلاط ,والأسواق والمواصلات العامة,حتى بيتنا تعُجُ بالاختلاط غير المشروع,المدارس والجامعات والدروس الخصوصية؛اختلاط وربما خلوة محرمة....كبائر!!
#{وقرن في بُيُوتكُن ولاتبرجن تبرجَ الجاهلية} *عادي دلوقت نسمع عن أختنا المنتقبة وأخينا الملتحي مع الأولاد في الملاهي,المجمعات التُجارية اللي كلها عري وموسيقا ودور سينما ومعروضات تخدش الحياء,في النوادي,على الشواطئ المُزدحمة بالعاريات والعُراه!! . * بميزان الإسلام ؛خروجاتك شرعية واللا عند الله خراَّجة ولاَّجة.
# {ألهاكُمُ التكاثر حتى زرتُمُ المقابر} التكاثر في الزينة"الذهب والموجوهرات",العفش,الملابس, الأطعمة والأشربة,التسابق والتنافس على تحصيل الدرجات العلمية والشهادات والمجاميع وكليات القمة لبناتنا ولو كان المكان فيه اختلاط أو خلوة محرمة أو غير ذلك من التجاوزات الشرعية!!.
# {يا أيها الذين آمنوا لاتتولوا قوما غضِبَ اللهُ عليهم} المدارس الأجنبية,مدارس إسلامية لغات!!! مناهج وضعها الكفرة لأبنائنا وبناتنا وفي هذه المناهج مافيها مايُصادم بل وينتهك لاأقول الدين فقط بل عاداتنا وتقليدنا!!
# {وبالوالدين إحسانا-ولاتقُل لهما أفٍ ولاتنهرهما-وصاحبهما في الدنيا
معروفا-واخفض لهما جناح الذل من الرحمة......}
كل واحدة مع نفسها وبصدقٍ وإنصاف تشوف حالها إيه مع والديها؟ وما مكانها من هذه الآيات الكريمات ؟ليس بميزانها وإنما بميزان الشرع وميزان الوالدين والله شهيدٌ عليها.
# { يا أيها الذين آمنوا إن جاءكُم فاسقٌ بنبإ فتبينوا أن تُصيبوا قوما بجهالة-وإذا جاءهم أمرٌ من الأمن أو الخوف أذاعوابه ولو ردوه إلى الرسولوأولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم}
كيف نتلقى الأخبار والشائعات؟ وإلى أي مدى نُسارع بنقلها ونشرها دون تحقق أو تبين أو تحر؟!!
# {في قلوبهم مرضٌ فزادَهُمُ اللهُ مرضا-يوم لاينفعُ مالٌ ولابنين إلا مَنْ أتى اللهَ بقلبٍ سليم} (8)
---------------------------
(8) القلب هو سيد الأعضاء: فبفساده تفسد سائرُ الأعضاء وبصلاحه يصلُح الجميع. فبصلاح القلب؛تصلح النيات والمقاصد,وتصلح العين فلاتنظر إلا لمرضاة الله,وتصلح الأذن فلاتسمع إلا مايُرضي الله,ويصلح اللسان فلاينطق ولاينفلت إلا إلى مافيه مرضات الله,وتصلح اليد فلاتبطش إلا فيما يُحبُه اللهُ,وتصلح الرجل فلاتخطو إلا إلى مايُرضي الله,وبالجملة يصلح كل كيان الإنسان ظاهرهُ وباطنهُ فلا يتحرك إلا في نور الله. هذا في الدنيا أما في الآخرة فهذا هو القلب الذي ينفع صاحبه يومَ لاينفعُ مالٌ ولابنون.وهذا القلب على عِظم شأنه؛إلا أننا كثيرا ما ننساهُ ونتشاغل عنه بالأعمال الظاهرة وهذه وإن كانت مطلوبة إلا أنه لابد أن يكون لأعمال الجوارح أصلٌ من مُنطلق إيماني قلبي. والمقصود أن هناك تفريطٌ في التفتيش عن القلوب وأمراضها ودسائسها في الوقت الذي نجد مَنْ أصيب ببعض هذه الآفات قد حافظ على الأعمال الظاهرة لدرجة التورع عن بعض الصغائر والمشتبهات!! ويحسب أن الذي ينقصه هو هذه فقط ومادري المسكين أن لديه في قلبه من الأمراض مايوجب عليه التورع عنها وتقديم معالجتها على غيرها.ولايعني هذا أن يترك المسلم الورع في الصغائر والمشتبهات؛كلا فهذا شيءٌ مطلوب ولكن الذي نُنبهُ عليه هو أن الذي يتورع عن شيءٍ صغير قد يكون من الأمور المباحة قد فرط في واجبٍ صريح أو ارتكب محرما صريحا.
فأعمالنا القلبية من أهم الأمور التي يجب أن نلتفت إليها ونتعهدها لأن إهمال هذا الأمر؛يُفرز لنا مسلمين يُحسنون الحديث عن الإسلام ,ويُجيدون الوعظ والتدريس والخطابة,ويُظهرون الحُرقة على هذا الدين حتى يُخيل للسامع أنهم عمالقة صادقون على حين أنك تجد في قلوب بعضهم إن لم يكن جُلهم من الأمراض مالايعلمه الناس والله به عليمٌ!!.
وتزداد خطورة أمر القلب حين نستحضر قول الرسول-صلى الله عليه وسلم-: "إن الرجلَ ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار" فهو يبدو للناس أنه من أهل الجنة بما يُظهر لهم من أعماله الصالحة ووعظه ودعوته ؛في الوقت الذي يكون في قلب هذا الرجل دسيسة من شبهة أو شهوة لايعلمها الناس ولكن يعلمعها علام الغيوب!! وقد يعلم بها صاحبها لكنه يتغافل عنها أو يُبررها,وقد لايحس بها أصلا لأنه لم يتعهد قلبه بالتفتيش والتنقيب ومن هنا يتبين خطورة هذه الدسائس القلبية وما قد تؤدي إليه من سوء خاتمة لصاحبها(9)
(9) فلنُفتش أخواتي في قلوبنا عن هذه الأمراض قبل فوات الآوان ولانتصور أننا بريئون منها وغيرنا هم الواقعون فيها. وإن من أهم أمراض القلوب إن لم يكن أهمها---->مرض الحسد. هذا المرض قل من يسلم منه ولكن بين مُقلٍ ومُكثر.هذا المرض الذي قد يتصور أحدنا أنه مُعافي منه؛لكن ما أن يمر عليه موقف يتطلب منه سلامة القلب وحب الخير للغير؛حتى يكتشف هذا المرض في نفسه. والحسد هو تمني زوال النعمة عن صاحبها أو كراهية نعمة الله على الغير وإن لم يتمنَّ زوالها. فإذا أنعم الله على أحدٍ من المسلمين بنعمة في الدين أو الدنيا؛فليتفقد أحدنا قلبه تجاه هذا المسلم!! هل يجد في قلبه شعور الارتياح والغبطة أم يجد بداخله من الغم والضيق مايتمنى به أن لو لم تأت هذا المسلم هذه النعمة؟!! وماهو شعور أحدنا لو زالت عن هذا المسلم هذه النعمة ؟هل هو شعور الفرح والشماتة أم شعور التألم والأسى لما أصابه؟!! فإن كان الأول؛فهو الحسد بعينه.
إن المحاسبة والمسآلة للنفس لابد منها إذا أردنا التخلص من آفات قلوبنا وعليننا أن نتحمل نتيجة هذه المحاسبة ولوكانت في غير صالحنا باكتشاف وجود هذه الآفات. فإن مشوار العلاج لايبدأ إلا باكتشاف الداء,وأخطر من المرض نفسه؛جهلنا بوجوده . وهناك رذائل قلبية كثيرة حذر منها الإسلام تختلف في مظاهرها لكن تعود إلى داء الحسد فالحقد, والكذب, والافتراء على الأبرياء,وقول الزور,والغيبة والنميمة,والشحناء,والبغضاء كل ذلك وغيره ثمرة من ثمار الحسد الذي هو في الحقيقة اعتراض واتهام لعلم الله-عزوجل-وحكمته وتقديره. فعلينا بمراقبة قلوبنا,وتصفيتها,وتربيتها؛فبذلك تصلح شئوننا كلها ويكون لدعوتنا حينئذ دور وأثر في حياة الناس وإلا فما قيمة أن ندعو الناس للتخلص والحذر من آفات قلوبهم؛ونحن بدورنا لم نُعالج قلوبنا منها؟!! بل ما أسرع ما سيتسرب الإيمان من هذه القلوب المنافقة المُرائية ذات الوجهين. وعند ذلك لايكون في أداء الطاعات خيرٌ ولابركة,ولاتستفيد منها النفس تقوى ولاعصمة,ولايستفيد منها الغير استجابة ولاعلما نافعا. "وقفات تربيوية-ابن ناصر الجليل-من ص97"
-----------------------------------
# {يا أيها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة} يوجد من الدعاة إلى الله-عزوجل-أو من طلبة العلم من يتساهل في أمر مسئوليته تجاه بيته وأهله فلا يحكم فيهم بشرع الله وهو الداعية المُتصدر لإرشاد الناس وتوجيههم,فنجد مثلا من يتساهل في اقتناء شتى أنواع أجهزة الإعلام الهدامة مع ما فيها من شر مستطير وإثم كبير يُغضب رب العالمين بدعوى أنها تُمثل مرجعا علميا ثريا ووسيلة اتصال نافعة في تحصيل العلم ونشره. فبالله كيف يرضى هذا لنفسه؟!! طالبُ علم أو داعية يخاف حساب الله ويرجو ثوابه ويُريد هداية الناس ؟!! كيف يُطاوع نفسه الأمارة بالسوء أو يرضخ لرغبات أهله في اقتناء هذه الأجهزة التي غلب حرامها على حلالها؟!! ثم بعد ذلك كيف ينتظر إذا دعا الناس وأرشدهم للخير أن يتسجيب الناس ويقبلون دعوة من يُناقض قوله فعله ؟!! والأخطر من ذلك إذا اقتدى الناس به تضليلهم وتحبيب هذه النمكرات إليهم بدعوى أنه لو كان مُنكرا لما أبقاهُ فلان وفلان من الدُعاة وطلبة العلم!!
أيضا قد يتساهل بعض الدعاة وطلبة العلم في وجود صور ذوات الأرواح عند أهليهم ومن ولاهم الله عليهم حتى أصبح ذلك الأمر طبيعيا في حياة الناس دُعاتهم وعوامهم إلا من رحم الله.
ومعلوم أن أولى الناس بالمعروف والدعوة والانتفاع بما لدينا من علم ؛هم أهل الإنسان وخاصته ولكن للأسف نجد الإهمال الشديد في هذا الجانب عند الكثير منا.ومن مظاهر هذا الإهمال ترى الداعية نشيطا ومتحركا في الخارج وفي جميع الاتجاهات بينما لا ينعم من استرعاه الله عليهم برؤيته إلا قليلا وأثناء هذا القليل ليس عنده وقت ولاطاقة ذهنية أو جسدية ليتفقد أحوالهم ويُتابع أخطاءهم لتقويمها فتراهم يجهلون الكثير من أحكام دينهم ويقعون في مخظورات ومنهيات فلا يهتم بها,ولايأمرهم ولاينهاهم لأنه لايجد الفرصة التب بها وفيها يُعلمهم ويُربيهم!!!
فهذا بلاشك تفريط من طالب العلم رجلا كان أو امرأة نحو الأهل والرعية وفي المقابل هناك إفراط من طالب العلم نحو أهله ورعيته بحيث أنك لاتجده إلا وهو يدور في فلك تطلعاتهم واهتماماتهم المنحرفة عاملا مساعدا لهم على التمادي والانغماس في ذلك لدرجة قد تؤثر على استقامة منهجه وسلوكه الدعوي بل على استمرارية وقوة دعوته. "وقفات تربيوية-من ص 109-بحذف وإضافة"
# {إنا جعلنا ما على الأرض زينة لها لنبلوَكُم أيُكُم أحسنُ عملا وإنا لجاعِلون ما عليها صعيدا جُرُزا}- {وما الحياةُ الدُنيا إلا متاعُ الغرور} إن شهوة حب الدنيا والركون إليها رغم كثرة النصوص التي تُحذر من ذلك ؛لمَرضٌ من أخطر الأمراض التي استشرت في حياة المسلمين خواصهم فضلا عن عوامهم وبأشكال كثيرة وأودية مُتشعبة قد لانشعر بها أو نشعر بها ولكنها أصبحت من الثقل بحيث لانستطيع التغلب عليها.وعلى أي حال فحب الدنيا واللهث وراءها,وامتلاء القلب بها,واستحواذها على همنا وتفكيرنا؛هو الواقع المُر الذي يجب أن نتعرف به إلا من رحم الله ولو وازن أحدنا بين هَمْ الدنيا والحيز الذي يشغله من قلبه وتفكيره وبين هَمْ الأخرة وهم هذا الدين لوجد البون شاسعا والفرق كبير ولوجد أن الدعوة وطلب العلم وأمر هذا الدين يظهر على اللسان والأعمال الظاهرة أما القلوب فلم يشغل منها إلا القليل وأما الهم الأكبر؛إنما هو لهذه الدنيا ومتاعها الزائل الغرور!!!
وإن هذا المرض لتشتد بشاعته حينما نجده مستحوذا على قلوب حملة العلم والدعاة إلى الله الذين تصدوا لقيادة المسلمين وتوجيههم.فبالله العظيم كيف يُمكن لمن ملأت الدنيا قلبه أن يدعو الناس للآخرة؟!! إن وجود هذه الشهوة في قلوب حملة العلم من أكبر العوائق التي تعوق الدعوة إلى الله عن تحقيق أهدافها ليس هذا فحسب بل قد تؤخرها إلى الوراء إن لم تقض عليها وإلا فليسأل كلٌ منا نفسه كم من الأقوال والأفعال ندعو الناس إليها ومنها إيثار الآخرة على الدنيا وهي تُخالف ما تعلقت به قلوبنا بل وجوارحنا؟ فنُعرض أنفسنا دون أن ننتبه لمقت الله سبحانه حيثُ يقول:
{ كَبُرَ مقتا عندَ اللهِ أن تقولوا مالاتفعلون}
إن مرض إيثار العاجلة على الآخرة قد طمَّ وعمَّ في حياة كثير من حملة العلم حيث نجد الكثرة الكاثرة منهم قد حصر انتماءه إلى الدعوة بإلقاء محاضرة,أو خطبة,أو موعظة,أو حضور جلسة,أو درس اسبوعي أو شهري؛ثم ينصرف بعد ذلك بقلبه وقالبه إلى دنياه للتمتع بملذاتها,ومساكنها,ومراكبها, ويتوسع في ذلك بشكل يوحي للمتأمل فيمن هذه حاله أنه سيخلد في هذه الدنيا,وأنه ليس عنده مايشغل قلبه وجوارحه إلى متاعها الزائل الغرور!! بل قد يصل الأمر ببعضنا إلى حد التردي في هوة الإسراف والمخيلة والعُجب وحب الشهرة فيما يتعلق بمظهره في اللباس والهيئة والمسكن والمأكل والمركب وكل مُنصفٍ أعلم بنفسه وحاله.
ولايُفهم من هذا الكلام الدعوة إلى الامتناع عما أحل اللهُ من الطيبات ولكن أن تطغى الدنيا على قلب الداعي ومنهج حياته وأولوياته واهتماماته ويبدأ الداعي إلى الله يعيش حياة المُترفين المُنعَّمين المُرفهين فهذا هو المذموم وهذا هو الذي استشرى في حياة حملة العلم اليوم وهنا بداية الانزلاق(9) "وقفات تربوية-من ص 105-بحذفٍ وإضافة"
-------------------------
(9) حتى فلذات أكبادنا لم يسلموا من هذا الداء المستحكم"حب الدنيا واللهث وراءها"!! فهاهي المحاميل ذات الأغاني والموسيقى وكاميرات التصوير ومحطات الإذاعة تنتشر دون ترشيد او رقابة وهاهي أجهزة الكومبيتر وتوابعه, والتلفاز وتوابعه,النت وقنوات الفضاء أو البث المباشر ..الخ قد أصبحت في متناول أيدي أبنائنا دون قيود أوضوابط حتى أن بناتنا أصبح لهن مواقع خاصة بهم على النت لتراسل من شاءت متى شاءت!!! *فتنٌ كقطع الليل المظلم . * أبواب شر نفتحها ولايعلم عواقبها إلا اللطيف الرحيم. *جبهات قتال نخوضها دون ضرورة أو مبرر مقبول.!!
-----------------------
وبعد فهذا هو القرآن كلام الله خير الكلام وأصدقه هذا هو حقه وحق تلاوته : أن تزني حياتك كلها دقها وجُلها وتُطوعيها على وفق آياته تدبرا وتحكيما وانقيادا واستسلاما وتمسكا ,...و...و
وإلا {ولايزيد الظالمين إلا خسارا} الظالمين الذين يعلمونه ولا يعملون به . "والقرآن حُجة لك أو عليك" حُجة على الذين يعلمونه ولايعملون به. فأين نحن من كل ما ذكر من الآيات البينات الهاديات إلى الصراط المستقيم !! أين واقع المسلمين من القرآن الذي بين أيديهم وعلى ألسنتهم بينما لم يتجاوز حناجرهم إلى القلوب والأبدان؟!!
# آخر شاهد علينا من الآيات الكريمة: ** {ولاتكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ماجاءتهُمُ البينات} نهى الله المسلمين عن التشبه بأهل الكتاب في تفرقهم واختلافهم. ومن العجيب أن اختلافهم جاء من بعد ما جاءتهم البينات الموجبة لعدم التفرق والاختلاف!! فهُم أولى من غيرهم بالاعتصام بالدين وعدم الفرقة ولكنهم عكسوا الآمر مع علمهم بمخالفتهم أمرَالله فاستحقوا العذاب البليغ."تفسير السعدي"
**{وأطيعوا الله ورسوله ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحُكُم}
**{واعتصموا بحبل الله جميعا ولاتفرقوا} أتوجه بهذه الآيات فأنصح نفسي وأخواتي المسلمات عامتهم وخاصتهم بأن نُصلح ذات بيننا,ونُزيل الشحناء والبغضاء من نفوسنا,وأن ننتبه ونتعلم أن نِِعَمَ الله-عزوجل-ورحمته لاتنزلان على قلوبٍ مُتنافرة مُتباغضة. **قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم-:"ألا أخبركُم بأفضل من درجة من الصيام والصلاة والصدقة؟"قالوا بلى قال:"إصلاحُ ذات البين فإن فساد ذات البين هو الحالقة,ولاأقول تحلق الشعر ولكن تحلق الدين" (صحيح الأدب المفرد).
** وقال:"لاتقاطعوا ولا تدابروا ولاتباغضوا ولاتحاسدوا وكونوا عبادَ اللهِ إخوانا" (البخاري). ** وقال:" تُعرض الأعمال كل اثنين وخميس فيغفر الله-عزوجل-في ذلك اليوم لكل امرئ لايُشرك بالله شيئا إلا امرأ كانت بينه وبين أخيه شحناء فيقول: اتركوا هذين حتى يصطلحا"(مسلم).
-"وقفات تربيوية –ص 102"
اللهم أعنا على أنفسنا وارحم ضعفنا وألهمنا رُشدنا. سبحانك اللهم وبحمدك أشهدُ أن لاإله إلا أنت أستغفرُكَ وأتوب إليك وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
----------------------------
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.