مقدمــــة
========
========
إن الحمـد لله ، نحمـده ونسـتعينه ونسـتغفره ، ونعـوذ بالله مـن شـرور أنفسـنا ومـن سـيئات أعمالنـا ، مـن يهـده الله فـلا مضـل لـه ، ومـن يضلـل فـلا هـادي لـه ، وأشـهد أن لا إله إلا الله وحـده لا شـريك لـه ، وأشـهد أن محمـدًا عبـده ورسـوله.
" يـَا أَيُّهَـا الَّذيِـنَ آمَنُـوا اتَّقُـوا اللهَ حَـقَّ تُقَاتِـه وَلا تَمُوتُـنَّ إِلاَّ وَأَنَتُـم مُّسْـلِمُونَ "
{سورة آل عمران / آية : 102}
" يـَا أَيُّهَـا النَّـاسُ اتَّقُـوا رَبَّكُــمُ الَّـذِي خَلَقَكُـم مِّـن نَّفْـسٍ وَاحِـدَةٍ وَخَلَـقَ مِنْهَـا زَوْجَهَـا وَبَـثَّ مِنْهُمَـا رِجَـالاً كَثِيـرًا وَنِسَـاءً وَاتَّقُـوا اللهَ الَّـذِي تَسَـاءَلُونَ بِـه وَالأَرْحَـامَ إِنَّ اللهَ كَـانَ عَلَيْكُـمْ رَقِيبـًا "
{سورة النساء / آية : 1 }
" يـَا أَيُّهـَا الَّذِيــنَ آمَنـُـوا اتَّقُـوا اللهَ وَقُولُـوا قَــولاً سَـدِيدًا يُصلِـحْ لَكُـمْ أَعْمَالَكُـمْ وَيَغْفِـرْ لَكُـمْ ذُنُوبَكُـم وَمَـن يُطِـعِ اللهَ وَرَسُـولَهُ فَقَـدْ فَـازَ فَـوزًا عَظِيمـًا "
سورة الأحزاب / آية : ( 70 ، 71 )
أمــا بعـــد :
فـإن أصـدقَ الحديـثِ كتـابُ اللهِ ، وخيـرَ الهـدي هــديُ محمـدٍ ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، وشـرَّ الأمـورِ محدثاتُهَـا ، وكـلَّ محدثـةٍ بدعـةٌ ، وكـلَّ بدعـةٍ ضلالـةٌ ، وكـلَّ ضلالـةٍ فـي النـار .
ثــم أمــا بعــد.........
وقـت الإنسـان هـو عمـره فـي الحقيقـة ، ومـادة حياتـه الأبديـة فـي النعيـم المقيـم ، وهـو يمـر أسـرع مـن السـحاب ، فمـا كـان مـن وقتـه وعملـه لله (1) ، وبالله (2) ، وفـي الله (3) ، فيكـون عملـه خالصـًا موافقـًا لشـريعة الله علـى وجـه الاسـتعانة بـه سـبحانه فهـو حياتـه وعمـره ، ومـا كـان غيـر ذلـك فليـس محسـوبًا مـن حياتـه وإن عـاش طويـلاً فهـو يعيـش عيشـة البهائـم .
• قـال ابـن القيـم فـي فوائـد الفوائـد / المبحـث العاشـر : فـي أعمـاق النفـس / ( 1 ) فصـل : كيـف تصلـح حالـك / ص : 323 :
" ... وذلـك أنـك فـي وقـتٍ بيـن وقتيـن ، وهـو فـي الحقيقـة عمـرُك ، وهـو وقتـك الحاضـرُ بيـن مـا مضـى ومـا تسـتقبل ، فالـذي مضـى تصلحُـهُ بالتوبـة والنـدم والاسـتغفار ، وذلـك شـيء لا تعـب عليـك فيـه ولا نصـب ولا معانـاةَ عمـلٍ شـاق ، إنمـا هـو عمـلُ القلـب ، وتمتنـعُ فيمـا تسـتقبلُ مـن الذنـوب ، وامتناعـك تـركٌ وراحـةٌ ، ليـس هـو عمـلاً بالجـوارح يشـق عليـك معاناتُـه ، وإنمـا هـو عـزم ونيـة جازمـة ..." .
وقـال ابـن القيـم فـي فوائـد الفوائـد / المبحـث العاشـر ... / ( 9 ) فصـل : جمـع الهمـم علـى الله وحـده / ص : 337 :
علامـة صحـة الإرادة أن يكـونَ هـمُّ المريـدِ رضـا ربـه ، واسـتعدادَهُ للقائـه ، وحُزنَـهُ علـى وقـتٍ مـرَّ فـي غيـر مرضاتـه ، وأسـفَه علـى ] فـوْتِ ] قُربـهِ والأنـسِ بـه .
وجُمَّـاعُ ذلـك : أن يصبـحَ ويمسـي وليـس لـه هـمٌّ غيـرَه .
{ ا .هـ . }
•ويقـول ابـن القيـم ـ رحمه الله ـ :
كـل نَفَـسٍ أو كـل عـرَقٍ سـيخرج فـي الدنيـا فـي غيـر طاعـة الله أو فائـدة فـي الحيـاة ـ
[ تعيـن علـى حسـنة ] ـ ( بين المعكوفتين تصرف) سـيخرج يـوم القيامـة حسـرة وندامـة .
ويقـول عمـار بـن رجـاء : سـمعت عبيـد بـن يعيـش " شـيخ البخـاري ومسـلم " يقـول :
" أقمـتُ ثلاثيـن سـنة مـا أكلـتُ بيـدي بالليـل ، كانـت أختـي تُلَقِّمُنـي وأنـا أكتـب الحديـث " .
ا .هـ .
عندمـا يخلـص الإنسـان لربـه وخالقـه ويشـتغل بكـل دقيقـة مـن وقتـه وعمـره فـي طاعـة ربـه يُبـارك الله لـه فـي عمـره وإن كـان قصيـرًا ، والرجـال لا يقاسـون بطـول أعمارهـم ، وإنمـا يقاسـون بأعمالهـم ، والله عـز وجـل تعبدنـا بحسـن الأعمـال وذلـك فـي مقدورنـا وفـي إمكاننـا بـإذن ربنـا ، ولـم يتعبدنـا بطـول أعمارنـا فـإن ذلـك ليـس بمقدورنـا ولا بإرادتنـا .
فالإنسـان الـذي يعـرف حـق وقتِـه وقيمتـه ينبغـي عليـه أن يعمِّـر وقتَـه بالخيـرات ما اسـتطاع إلـى ذلـك سـبيلاً ويسـارع فيهـا ، فكلمـا تيسـر إليـه خيـر بـادر إليـه تطبيقـًا للآيـة :
قـال الله تعالـى :
" .... وَعَجِلْـتُ إِلَيْـكَ رَبِّ لِتَرْضَـى " . سورة طه / آية : 84 .
وللحديـث :
احـرص علـى ما ينفعـك .
* فعـن أبـي هريــرة قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" المؤمـن القـوي خيـر مـن المؤمـن الضعيـف وفـي كـل خيـر ، احـرِص علـى مـا ينفعــك واسـتعن بالله ولا تعجِــز ، وإن أصابـك شـيء فـلا تقـل : لـو أنـي فعلـتُ كـان كـذا وكـذا ، ولكـن قـل : قَـدَرُ الله ، ومـا شـاء فعـل ، فـإن لـو تفتـح عمـلَ الشـيطانِ " .
{ صحيح مسلم . متون / ( 46 ) ـ كتاب : القدر/ ( 8 ) ـ باب : في الأمر بالقوة وترك العجز ، .. /
حديث رقم :34 ـ (2664) / ص : 677 .
والمـراد بالقـوة هنـا عزيمـة النفـس والقريحـة فـي أمـور الآخـرة .
احـرِص علـى مـا ينفعـك .... ولا تعجِـز : احـرص علـى طاعـة الله تعالـى والرغبـة فيمـا عنـده ، واطلـب الإعانـة مـن الله تعالـى علـى ذلـك ، ( ولا تعجِـز ) ولا تكسـل عـن طلـب الطاعـة ولا عـن طلـب الإعانـة .
صحيح مسلم شرح النووي / ج : 16 / ( 46 ) ـ كتاب : القدر / ( 8 ) ـ باب : في الأمر بالقوة و ... / ص : 329.
قـال صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم :
* " افعلـوا الخيـرَ دهركـم ، وتعرضـوا لنفحـاتِ رحمـة الله ، فـإن لله نفحـاتٍ مـن رحمتـه ، يصيـب بهـا مـن يشـاء مـن عبـاده ، وسـلوا الله أن يسـتر عوراتِكـم ، وأن يؤمِّـن رَوعاتِكـم " .
أخرجه الطبراني في الكبير . وحسنه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في سلسلة الأحاديث الصحيحة /
ج : 4 / حديث رقم : 1890 / ص : 511 .
إن مـن رحمـة الله بعبـاده وإكرامـه لهم سـبحانه أن هيـأ لهـم فرصـًا وأوقاتـًا خصهـا بالأجـر الوفيـر ، أوقـات فاضلـة . فكمـا فضـل سـبحانه بعـض الأماكـن علـى بعـض ، كذلـك فضـل الأزمنـة علـى بعـض .
فلقـد فضـل سـبحانه مـن الشـهور " شـهر رمضـان " الـذي أنـزل فيـه القـرآن وجعـل لمـن فـاز بصيامـه وقيامـه إيمانـًا واحتسـابًا الجائـزة العظيمـة وهـي غفـران مـا تقـدم مـن الذنـب ، ونفـس الجائـزة لمـن فـاز بليلـة القـدر بـأن قامهـا إيمانـًا واحتسـابًا .
وفضـل سـبحانه مـن أيـام العـام : " أيـام العشـر مـن ذي الحجـة " .
وخـص فيهـا يـوم عرفـة بجائـزة عظيمـة لمـن فـاز بصيامـه .
* قـال صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم :
" أفضـل أيـام الدنيـا أيـام العشـر " .رواه البزار عن جابر . صححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في : صحيح الجامع الصغير وزيادته / الهجائي /
ج : 1 / حديث رقم : 1133 / ص : 253 .
أيـام العشـر : أي عشـر ذي الحجـة . فيـض القديـر ... / ج : 2 / ص : 71 .
وهكـذا هـذا على سـبيل المثـال لا الحصـر . فلنتحـر الأوقـات الفاضلـة ليربـو عملُنـا ولتغْفـر ذنوبُنَـا ، ولنفـوز بجنـة ربِّنـا .
" أوقاتنـا أعمارنـا "
وهـو يحـوي عـدة مباحـث موضحـة بفهـرس موضوعـات البحـث .
نسـأل الله أن تنفعنـا هـذه الرسـالة وإياكـم ، يـوم لا ينفـع مـال ولا بنـون إلا مـن أتـى الله بقلـب سـليم .
ـ فاللبيـب الـذي يفطـن إلـى هـذا فيجتهـد فـي فعـل مـا يسـتغل بـه أوقاتـه وقوتـه ، يجتهـد فـي أن يجعـل كـل لحظـة مـن لحظاتـه عبوديـة يزيـد بهـا إيمانـه ، فإن فاتـه العمـل فلا تفوتـه النيـة ، حتـى لا يكـون فـي هـذه اللحظـة مغبونـًا ، فـإن رأس مـال العبـد صحتـه وفراغـه .
* فعـن ابـن عبـاس ـ رضي الله عنهما ـ قـال : قـال النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
* فعـن ابـن عبـاس ـ رضي الله عنهما ـ قـال : قـال النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" نعمتـان مغبـونٌ فيهمـا كثيـرٌ مـن النـاس : الصحـة ، والفـراغ " .
{ صحيح البخاري 0 متون / ( 81 ) ـ كتاب : الرقاق / ( 1 ) ـ باب : لا عيش إلا عيش
الآخرة / حديث رقم : 6412 / ص : 752 .}
{ صحيح البخاري 0 متون / ( 81 ) ـ كتاب : الرقاق / ( 1 ) ـ باب : لا عيش إلا عيش
الآخرة / حديث رقم : 6412 / ص : 752 .}
يعنـي أن هذيـن الجنسـين مـن النعـم مغبـون فيهمـا كثيـر مـن النـاس ، أي مغلـوب فيهمـا ، وهمـا الصحـة والفـراغ .
فـإذا كـان الإنسـان فارغـًا صحيحـًا فإنـه يغبـن كثيـرًا فـي هـذا ، لأن كثيـرًا مـن أوقاتنـا تضيـع بـلا فائـدة ونحـن فـي صحـة وعافيـة وفـراغ ومـع ذلـك تضيـع علينـا كثيـرًا ، ولكننـا لا نعـرف هـذا الغبـن فـي الدنيـا ، إنمـا يعـرف الإنسـان الغبـن إذا حضـره أجلـه ، وإذا كـان يـوم القيامـة ، وممـا يـدل علـى ذلـك قـول الله تعالـى :
" حَتَـى إِذَا جَـاءَ أَحَدَهُـمُ الْمَـوْتُ قَـالَ رَبِّ ارْجِعُـونِ * لَعَلِّـي أَعْمَـلُ صَالِحـًا فِيمَـا تَرَكْـتُ .... " . { سورة المؤمنون / آية : 99 ، 100 }.
وقـال عـز وجـل :
"........ مِّـن قَبْـلِ أَن يَأْتِـيَ أَحَدَكُـمُ الْمَـوْتُ فَيَقُـولَ رَبِّ لَـولا أَخَّرْتَنِـي إِلَـى أَجَـلٍ قَرِيـبٍ فَأَصَّـدَّقَ وِأَكُـن مِّـنَ الصَّالِحِيـنَ " . { سورة المنافقون / آية : 10}.
الواقـع أن هـذه الأوقـات الكثيـرة تذهـب علينـا سُـدَى لا ننتفـع منهـا ، ولا ننفـع أحـدًا مـن عبـاد الله ، ولا ننـدم علـى هـذا إلا إذا حضـر الأجـل ؛ يتمنـى الإنسـان أن يُعْطَـى فرصـة ولـو دقيقـة واحـدة لأجـل أن يسـتعتب ، ولكـن لا يحصـل ذلـك .
ثـم إن الإنسـان قـد لا تفوتـه هـذه النعمـة ، بـل قـد لا تفوتـه هاتـان النعمتـان : الصحـة والفـراغ بالمـوت بـل قـد تفوتـه قبـل أن يمـوت ، قـد يمـرض ويعجـز عـن القيـام بمـا أوجـب الله عليـه ، قـد يمـرض ويكـون ضيـق الصـدر لا ينشـرح صـدره ويتعـب ، وقـد ينشـغل بإيجـاد النفقـة لـه ولعيالـه حتـى تفوتـه كثيـر مـن الطاعـات .
ولهذا ينبغـي للإنسـان العاقـل أن ينتهـز فرصـة الصحـة والفـراغ بطاعـة الله عز وجل بقدر ما يسـتطيع.
{ شرح رياض الصالحين / للشيخ العثيمين / ج : 1 / ( 11 ) ـ باب : المجاهدة / شرح حديث
رقم : ( 3 / 97 ) / ص : 451 }.
وقـال عـز وجـل :
"........ مِّـن قَبْـلِ أَن يَأْتِـيَ أَحَدَكُـمُ الْمَـوْتُ فَيَقُـولَ رَبِّ لَـولا أَخَّرْتَنِـي إِلَـى أَجَـلٍ قَرِيـبٍ فَأَصَّـدَّقَ وِأَكُـن مِّـنَ الصَّالِحِيـنَ " . { سورة المنافقون / آية : 10}.
الواقـع أن هـذه الأوقـات الكثيـرة تذهـب علينـا سُـدَى لا ننتفـع منهـا ، ولا ننفـع أحـدًا مـن عبـاد الله ، ولا ننـدم علـى هـذا إلا إذا حضـر الأجـل ؛ يتمنـى الإنسـان أن يُعْطَـى فرصـة ولـو دقيقـة واحـدة لأجـل أن يسـتعتب ، ولكـن لا يحصـل ذلـك .
ثـم إن الإنسـان قـد لا تفوتـه هـذه النعمـة ، بـل قـد لا تفوتـه هاتـان النعمتـان : الصحـة والفـراغ بالمـوت بـل قـد تفوتـه قبـل أن يمـوت ، قـد يمـرض ويعجـز عـن القيـام بمـا أوجـب الله عليـه ، قـد يمـرض ويكـون ضيـق الصـدر لا ينشـرح صـدره ويتعـب ، وقـد ينشـغل بإيجـاد النفقـة لـه ولعيالـه حتـى تفوتـه كثيـر مـن الطاعـات .
ولهذا ينبغـي للإنسـان العاقـل أن ينتهـز فرصـة الصحـة والفـراغ بطاعـة الله عز وجل بقدر ما يسـتطيع.
{ شرح رياض الصالحين / للشيخ العثيمين / ج : 1 / ( 11 ) ـ باب : المجاهدة / شرح حديث
رقم : ( 3 / 97 ) / ص : 451 }.
ـ وقـد كـان السـلف ـ رضي الله عنهم ـ أحـرص (1) ما يكونـون علـى أوقاتهـم لأنهم كانـوا أعـرف النـاس بقيمتهـا . وكانـوا يحرصـون كـل الحـرص علـى ألاَّ يمـر يـوم أو بعـض يـوم أو برهـة مـن الزمـان وإن قصـرت دون أن يتـزودوا منهـا بعلـم نافـع أو عمـل صالـح أو مجاهــدة للنفـس أو إسـداء نفـع للغيـر حتـى لا تتسـرب الأعمـار سـدى وتضيـع هبـاء وتذهـب جُفـاءً وهـم لا يشـعرون.
قـــال الشـــاعر :
إذا مــر بــي يــوم ولـم أقتبـس هــدى
ولـم أسـتفد علمــًا فمـا ذاك مـن عمــري .
{رسالة اقتربت الساعة / محمود المصري / بتصرف . ا . هـ }.
* عـن ابـن عبـاس قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" اغتنـم خمسـًا قبـل خمـسٍ : حياتـك قبـل موتـك ، وصحتـك قبـل سـقمك ، وفراغـك قبـل شـغلك ، وشـبابك قبـل هرمـك ، وغنـاك قبـل فقـرك " .
{ رواه الحاكم والبيهقي عن ابن عباس ـ وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح
الجامع..../ الهجائي / ج : 1 / حديث رقم : 1077 / ص : 244 }.
* عـن أبـي الـدرداء قـال : قـال رسـول الله :
" لـو تعلمـون مـا أعلـمُ ، لبكيتـم كثيـرًا ، ولضحكتـم قليـلاً ، ولخرجتـم إلـى الصُّعـدات ؛ تجـأرون إلـى الله تعالـى ..... ".
{ أخرجه الحاكم ..... وحسنه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في صحيح الجامع الصغير وزيادته /
الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 5262 / ص : 933 }.
* عـن عبـد الله بـن عمـرو ، قـال : مَـرَّ بـي رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، وأنـا أُطَيِّـنُ حائطـًا لـي ! أنـا ، وأمـي ، فقــال :
" مـا هـذا يـا عبـد الله " ؟ فقلـت : يـا رسـول الله أُصلحـه ، فقـال : " الأمـرُ أسْـرَعُ مِـنْ ذاكَ " .
{ سنن أبي داود [ المجلد الواحد ] / تحقيق الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ / ( 35 ) ـ أول كتاب الأدب / ( 172 ) ـ باب : [ ما جاء ] في البناء / حديث رقم : 5235 / ص : 946 / صحيح .
* عـن الأعمـش قـال :
مَـرَّ علـيَّ رسـول الله ، ونحـن نعالـج خُصـًا لنا وَهَـى ، فقـال : " ما هـذا " ؟ .
فقلنـا : خـصٌّ لنـا وَهَـى فنحـن نُصْلِحـه. فقـال رسـول الله : " ما أرى الأمـرَ إلاَّ أعجـل مـن ذلـك " .
{سنن أبي داود [ المجلد الواحد ] /( 35 ) ـ أول كتاب الأدب / ( 172 ) ـ باب : [ ما جاء ] في البناء /
حديث رقم : 5236 / ص : 946 / صحيح }.
مـا يقصـد صلـوات الله وسلامـه عليـه ، أنْ يمنعهـم مـن إصـلاح ذلـك الخـص ( البيـت ) ، ولكـن يقصـد يذكرهـم بـأن الآخـرة هـي المتـاع ، وبـأن المـوتَ آتٍ لا مَحالـة ، وبـأن العاقـل اللبيـب هـو الـذي يصلـحُ هنالِـك قبـل أن يهتـم بإصـلاح هـذا الفانـي .
ولاشـك أن نصيحتَـهُ أيضـًا تتضمـنُ عـدم الانشـغال الزائـد بالدنيـا ، الـذي يُلْهِـي المؤمـن ، ويجعــل الدنيـا فـي النهايـة كأنهـا الهـدف وكأنهـا الغايـة ، وكأنهـا هـي المقصـودة المُــرَادة .
" إن الأمــرَ أعجـلُ مـن ذلـك <<<<يعنـي إن المـوت آتٍ لا مَحَالـة ، ولابـد أن تسـتعدوا للقـاء الله عـز وجـل ، أي لا تبالِغُــوا فـي إصـلاح دنياكـم ، ولا تُبالِغُــوا فـي الاهتمـام بهـا ، كمـا هـو الحـالُ الآن ، النـاسُ يهتمـون بالدنيـا اهتمامـًا مُبَالَغـًا فيـه . الدنيـا عنـد المؤمـن لابـد أن تكـون بِقَــدَر ، ولابـد فعـلاً أنْ تكـون وسـيلة ، وإذا كانـت وسـيلة قطعـًا لـن يهتـم المؤمـن بالمظاهـر الكاذبـة ، وبالأُمـور التـي يُقصَـدُ بهـا التفاخـر والتباهِـي ، المؤمـن سـيكون فعـلاً قَصْـدُهُ أن يسـتعينَ بهـا علـى حَسَـنَة ، هـذا قـدر الدنيـا عنـده ، أنهـا توصلـه ، هـي مَعْبَـر ، هـي جِسـر ، فلـن يهتـم المؤمـنُ بهـا فـي هـذه الحالــة إلا مـا يُعيـن منهـا علـى طاعــة اللهِ عـز وجـل .
فقولـه صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم " إن الأمـر أعجـل مـن ذلـك " ---> أي لا تُبَالِغُـوا فـي الاهتمـام بأموركـم الدنيويـة . وفـي الحديـث الصحيـح أيضـًا : " مـا قـلَّ وكفَـى خيـرُ ممـا كَثُـرَ وألْهَـى " .
{ مسند أبي يعلي ، عن أبي سعيد . وصححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع الصغير وزيادته / ج : 2 / حديث رقم : 5653 / ص : 987 . [ السلسلة الصحيحة تحت رقم : 945 ] }.
هـذا الحديـث واضـح الدلالـة فـي أن الإنسـان كلمـا كَثُـرَ انشـغاله بالدنيـا كلمـا كانـت سـببًا فـي إلهائـه وانشـغاله.
{أشرطة شرح رياض الصالحين} .
ـ لا عيـش إلا عيـش الآخـرة :
* .... قـال : حدثنـا سـهل بـن سـعد السـاعديُّ كنـا مـع رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ فـي الخنـدق وهـو يحفـر ونحـن ننقُـلُ التـراب ويمـرُّ بنـا فقـال :
" اللهـم لا عيـش إلا عيـش الآخـرة فاغفـر للأنصـار والمهاجـرة " .
{صحيح البخاري . متون / ( 81 ) ـ كتاب : الرقاق / ( 1 ) ـ باب : لا عيش إلا عيش الآخرة / حديث رقم : 6414 / ص : 752. }
ـ ملعونـة الدنيـا :
.... قـال سـمعتُ أبـا هريـرة يقـول : سـمعتُ رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقـول :
" ألا إن الدنيـا ملعونـة (1) ، ملعـونٌ مـا فيهـا ، إلا ذكـرُ الله ومـا والاه (2) وعالـمٌ أو متعلـم " .
{ سنن الترمذي [ المجلد الواحد ] / تحقيق الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ / ( 33 ) ـ كتاب : الشهادات عن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ / ( 14 ) ـ باب منه / حديث رقم : 2322 / ص : 525 / حديث حسن .}
( 1 ) ملعونـة : أي مبغوضـة.
( 2 ) ومـا والاه : أي قاربـه مـن الطاعـة الموصلـة لمرضـات الله .
ولا يُفهـم مـن هـذا الحديـث سـب الدنيـا مطلقـًا ولعنهـا ، بـل الملعـون ـ المبغـوض ـ منهـا مـا يبعـد عـن الله تعالـى ويُشـغل عنـه .
ـ عـن البـراء قـال :
كنـا مـع رسـول الله فـي جنـازة فجلـسَ علـى شـفيرِ القبـرِ فبكـى حتـى بـلَّ الثـرى ، ثـم قـال : " يـا إخوانـي لمثـل هـذا فأعـدُّوا " .
{ سنن ابن ماجه / [ المجلد الواحد ] / ( 37 ) ـ كتاب : الزهد / ( 19 ) ـ باب : الحزن والبكاء / حديث رقم : 4195 / ص : 696 . حسن }.
فلنُعِـد أنفسـنا لذلـك اليـوم العصيـب ، الـذي لا ينفـع فيـه مـال ولا بنـون ، وكـل منـا آتيـه وحـده ، نسـأل الله التثبيـت .
نتابع معًا قريبًا بإذن الله تعالى...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
---------------------------------------------------------
الحاشية:
( 1 ) لله<<<<المراد به الإخلاص ، أي إخلاص العمل لله
( 2 ) بالله <<<< المراد به الاستعانة به سبحانه ، فلا يعتد بنفسه ولا يعتمد عليها وإنما يستعين بالله
( 3 ) في الله <<< أي في شرعه ، فلا يتجاوز الشرع ، ولا يبتدع في دين الله ما ليس منه
شرح القواعد المثلى / ص : 322
( 4) وقد كان السلف ـ رضي الله عنهم ـ أحرص مايكونون .... :
سيأتي نماذج ذلك في المبحث الخامس تحت عنوانه : وقفات مع السلف .
سيأتي نماذج ذلك في المبحث الخامس تحت عنوانه : وقفات مع السلف .
نتابع معا ....أوقاتنــــا أعمارُنــــا ..
المبحـــث الثانـــي
===============
انتبـــه الحســـاب فـــردي
====================
إن الحسـاب عنـد الله فـردي .
قـال تعالـى :
" يَـوْمَ تَأْتِـي كُـلُّ نَفْـسٍ تُجَـادِلُ عَـن نَّفْسِـهَا .... " . سورة النحل / آية : 111.
يأتـي كـل إنسـان يجـادل عـن ذاتـه ، لا يهمـه غيـره مـن النـاس ، وإنمـا سـيأتي يـوم القيامـة ، ويُسـأل عـن حالـه ، عـن عملـه ، عـن نفسـه هـو ، لـن يُسـأل عـن غيـره .
وقـال سـبحانه :
" كُـلُّ نَفْـسٍ بِمَـا كَسَـبَتْ رَهِينَـةٌ " . سورة المدثر / آية : 38 .
وقـال سـبحانه :
" وَكُلُّهُـمْ آتِيـهِ يَـوْمَ الْقِيَامَـةِ فَـرْدًا " . سورة مريم / آية : 95 .
فالحسـاب حسـاب فـردي ، ولـن ينفـع أحـدٌ أحـدًا .
قـال تعالـى :
" ضَـرَبَ اللهُ مَثَـلاً لِّلَّذِيـنَ كَفَـرُوا امْـرَأَتَ نُـوحٍ وَامْـرَأَتَ لُـوطٍ كَانَتَـا تَحْـتَ عَبْدَيْـنِ مِـنْ عِبَادِنَـا صَالِحَيْـنِ فَخَانَتَاهُمَـا فَلَـمْ يُغْنِيَـا عَنْهُمَـا مِـنَ اللهِ شَـيْئًا وَقِيـلَ ادْخُـلاَ النَّـارَ مَـعَ الدَّاخِلِيـنَ " . سورة التحريم / آية : 10 .
وقـال سـبحانه :
" فَـإِذَا جَـاءَتِ الصَّاخَّـةُ * يَـوْمَ يَفِـرُّ الْمَـرْءُ مِـنْ أَخِيـهِ * وَأُمِّـهِ وَأَبيـهِ * وَصَاحِبَتِـهِ وَبَنِيـهِ * لِكُـلِّ امْـرِئٍ مِّنْهُـمْ يَوْمَئِـذٍ شَـأْنٌ يُغْنِيـهِ " . سورة عبس / آية : 33 ـ 37 .
وقـال سـبحانه :
" وَمَـا أَدْرَاكَ مَـا يَـوْمُ الدِّيـنِ * ثُـمَّ مَـا أَدْرَاكَ مَـا يَـوْمُ الدِّيـنِ * يَـوْمَ لاَ تَمْلِـكُ نَفْـسٌ لِّنَفْـسٍ شَـيْئًا وَالأَمْـرُ يَوْمَئِـذٍ للهِ " . سورة الانفطار / آية : 17 ـ 19.
" وَكُـلُّ صَغِيـرٍ وَكَبِيـرٍ مُّسْـتَطَرٌ " . سورة القمر / آية : 53 .
عـن عـدي بـنِ حاتـمٍ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" مـا منكـم أحـدٌ إلا سـيكلمه ربُّـهُ ليـس بينـه وبينـه تُرجُمَـان ، فينظـرُ أيمـنَ منـه فـلا يـرى إلا مـا قَـدَّمَ مـن عملِـه ، وينظـرُ أشـأمَ منـه فـلا يـرى إلا مـا قـدَّم ، وينظـرُ بيـن يديـه فـلا يـرى إلا النـار تلقـاء وجهـه ، فاتقـوا النـارَ ولـو بشـقِ تمـرةٍ " .
صحيح البخاري .متون / ( 97 ) ـ كتاب : التوحيد / ( 36 ) ـ باب : كلام الرب عز وجل يوم
القيامة مع الأنبياء وغيرهم / حديث رقم : 7512 / ص : 871 .
النجـــاة :
ـــــــ
فهيـا نلتمـس طريـق النجـاة ، ونبحـث عـن معالـم هـذا الطريـق لنكـون مـن أهلـه . وأول الطريـق تعاهـد القلـب وتحسـسـه فـي كـل وقـت وحيـن .
المبحـــث الثالــث
==============
حيـــاة القلـــب وأغذيتــه
===================
اعلـم أن أي طاعـات فرضهـا ونفلهـا إذا خلـت مـن أعمـال القلـوب فهـي أجسـاد بـلا أرواح ، أجسـاد لا خيـر فيهـا ، بـل قـد تكـون وبـالاً علـى صاحبهـا ، فـإن أول مـن تسـعر بهـم النـار ثلاثـة : قـارئ ، وشـهيد ، ومُنفـق ، عملـوا أعظـم الأعمـال ظاهـرًا لكـن لـم يوافقهـا مـا تعظـم بـه باطنـًا ، بـل وافقهـا عكـس ذلـك فكـان صاحبهـا مـن أول مـن تُسَـعَّر بهـم النـار .
(مختصر غاية الرفق في تربية النفس 000 / ص : 58 )
* فعـن سُـليمان بـن يسـارٍ ، قـال : تفـرق النـاسُ عـن أبـي هريـرة فقـال لـه ناتِـلُ أهـلِ الشـام : أيهـا الشـيخ ! حدثنـا حديثـًا سـمعته مـن رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، قـال : نعـم ، سـمعتُ رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقـول :
" إن أولَ النـاس يُقضـى يـومَ القيامـةِ عليـه ، رجـلٌ اسـتُشـهد فأُتـيَ به فعرَّفَـهُ نِعمَـهُ فعرفهـا.قـال : فمـا عمِلـتَ فيهـا : قـال : قاتلْـتُ فيـك حتـى اسـتُشـهِدتُ. قـال : كذبـتَ ، ولكنـك قاتلـتَ لأن يُقــالَ جـريءٌ ، فقـد قيـل . ثـم أُمِـرَ بـه فسُـحِبَ علـى وجهـهِ حتـى أُلقـيَ فـي النـار .
ورجـلٌ تعلَّـمَ العلْـمَ وعلَّمَـه وقـرأ القـرآن . فأُتـيَ بـه ، فعرَّفـه نِعَمَـهُ فَعَرَفَهـا . قـال : فمـا عملـتَ فيهـا ؟ . قـال : تعلمـتُ العلـمَ وعلمتُـهُ وقـرأتُ فيـك القـرآن . قـال : كَذَبْـتَ ، ولكنـك تعلمـتَ العلـمَ ليُقَـال عالـمٌ ، وقـرأت القـرآن ليُقَـال هـو قـارئ . فقـد قِيـل ، ثـم أُمـر بـه فسُـحِبَ علـى وجهـه حتـى أُلقـيَ فـي النـار .
ورجـلٌ وسَّـعَ اللهُ عليـه وأعطـاه مـن أصنـاف المـال كلـه ، فأتـيَ به ، فعرَّفَـهُ نعمَـهُ فعرَفَهـا . قـال : فمـا عَمِلـتَ فيهـا ؟ . قـال : مـا تركـتُ مـن سـبيلٍ تحـبُّ أن يُنفـقَ فيهـا إلا أنفقـتُ فيهـا لك . قـال : كذَبـتَ ، ولكنَّـكَ فعلـتَ ليقـالَ هـو جَـوَادٌ ، فقـد قيـل . ثـم أُمِـرَ بـه فَسُـحِبَ علـى وجهـه . ثـم أُلقـيَ فـي النـار.
( صحيح مسلم [ المجلد الواحد ] / ( 33 ) ـ كتاب : الإمارة / ( 43 ) ـ باب : من قاتل للرياء والسمعة استحق النار / حديث رقم : 152 ـ ( 1905 ) / ص : 499 ).
ـ لـذا قـال صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم :
" لا تعجبـوا بعمـل عامـل ، حتـى تنظـروا بـمَ يختـمُ لـه " .
رواه الطبراني عن أبي أمامة . وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في : صحيح الجامع الصغير وزيادته /
مرتب هجائيًا / ج : 2 / حديث رقم : 7366 / ص : 1229 .
ورد شـرح الحديـث فـي : فيـض القديـر شـرح الجامـع الصغيـر للأحاديـث النبويـة بالترتيـب الأبجـدي ، للعلامـة المنَـاوي / ج : 6 / ص : 536 / شـرح حديـث رقـم : 9828 :
( لا تعجبـوا بعمـل عامـل ) : أي لا تعجبـوا عجبًـا يفضـي إلـى القطـع بنجاتـه ، .....
( حتـى تنظـروا بمـا يختـم لـه ) : لأن الخاتمـة بالخيـر والشـر تفيـد قـوة الرجـاء والخـوف لا القطـع بحالـه الـذي لا يعلمـه إلا الله ، فـإن العمـل علـى الخاتمـة وهـي غيـب عنـا . ا. هـ .
لذلـك يجـب تعاهـد القلـب وتحسـسـه فـي كـل وقـت وحيـن ، فـإن أعمـال القلـوب أخطـر وأعظـم مـن أعمـال الجـوارح .
ـ يقـول شـيخ الإسـلام ـ رحمه الله ـ :
" واعلـم أن أعمـال القلـوب هـي الأصـل المـراد المقصـود ، وأعمـال الجـوارح تبـع لهـا ومكملـة ومتممـة " . ا . هـ .
ـ يقـول العـز بـن عبـد السـلام ـ رحمه الله ـ :
" صـلاح الأجسـاد موقـوف علـى صـلاح القلـوب ، وفسـاد الأجسـاد موقـوف علـى فسـاد القلـوب " .
لذلـك قـال النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" ........... ، ألا وإن فـي الجسـدِ مُضغـةً ، إذا صَلَحَـت صَلَـحَ الجسـدُ كلُّـه ، وإذا فسـدتْ ، فسـد الجسـدُ كلُّـه ، ألا وهـي القلـبُ ".
صحيح مسلم 0 متون / ( 22 ) ـ كتاب : المساقاة / ( 20 ) ـ باب : أخذ الحلال وترك الشبهات /
حديث رقم : 107 ـ ( 1599 ) / ص : 418 .
فالقلـب ملِـك والأعضـاء جنـوده ، فإذا طـاب الملـك طابـت جنـوده ، وإذا خبـث الملِـك خبثـت جنـوده .
مختصر غاية الرفق في تربية النفس والأسرة والمجتمع بالدين الحق / ص : 59 / بتصرف .
أقســـام القلـــوب
=============
القلـوب علـى ثلاثـة أقسـام :
1 ـ القلـــب الســـليم :
-----------------
وهـو القلـب الـذي سَـلِمَ مـن كـل شـهوة تخالـف شـرع الله ، ومـن كـل شـبهة تُعـارض خبـره ، سَـلم مـن عبوديـة غيـر الله وخلصـت عبوديتـه لله : إرادة ومحبـة ، وتوكـلاً وإنابـة وإخباتـًا ، ورجـاء وخشـية ، فـإن أحـب أحـب لله ، وإن أبغـض أبغـض لله ، وإن أعطـى أعطـى لله ، وإن منـع منـع لله ، يقـدم محبـة الله ومحبـة رسـوله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ علـى محبـة مـن سـواهما .
2 ـ القلـــب الميـــت :
----------------
وهـو القلـب الـذي لا يعـرف ربـه ، ولا يعبـده بأمـره ، ولا بمـا يحبـه ويرضـاه ، بـل هـو عبـد لهـواه ، يـدور مـع شـهواته ولذاتـه حيـث دارت ، وإن أوردتـه مـوارد سـخط الله وغضبـه .
3 ـ القلـــب المريــض :
-----------------
وهـو قلـب لـه حيـاة وبـه علـة ، تمـده هـذه مـرة وهـذه مـرة وهـو لِمـا غلـب عليـه منهمـا ، وهـو بيـن داعييـن : داع يدعـوه إلـى الله ورسـوله والـدار الآخـرة ، وداع يدعـوه إلـى العاجلـة وهـو بحسـب أقربهمـا منـه بابـًا .
)مختصر غاية الرفق ... / ص : 60 .(
علامـــات صحــة القلــب
=================
1 ـ إيثـار مـا يحبـه الله ويرضـاه علـى مـا يدعـوه إليـه هـواه .
2 ـ العـزوف عـن الدنيـا وشـهواتها وملذاتهـا . ( بـأن تكـون الدنيـا فـي يـده وليسـت فـي قلبـه ) .
3 ـ ومـن علاماتهـا : أنـه إذا فاتـه ورده مـن الطاعـة تألـم أشـد الألـم أعظـم مـن تألُّـم الحريـص بفـوات مالـه وفقـده .
4 ـ أن يكـون شـحيحًا بوقتـه أن يذهـب سـدى كأشـد النـاس شُـحًا بمالـه .
5 ـ أن يكـون اهتمامـه بتصحيـح العمـل أعظـم منـه بالعمـل ؛ فيحـرص علـى الإخـلاص فيـه ، والمتابعـة ، والإحسـان ، وشُـهود مِنَّـة الله عليـه وتقصيـر نفسـه وتفريطـه .
6 ـ ألاَّ يفتـر عـن ذكـر ربـه ، ولا يأنـس بغيـره إلا مـن يدلـه عليـه ويذكـره بـه .
مختصر غاية الرفق ... / ص : 60 .
============
أســباب حيــاة القلــب وأغذيتــه النافعــة
=============================
أسـباب حيـاة القلـب هـي الطاعـات والمداومـة عليهـا ، والبعــد عـن المعاصـي والمداومـة علـى ذلـك .
..... قـال حذيفـة :
سـمعتُ رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يقـول :
" تُعـرضُ الفتـنُ علـى القلـوب كالحصيـر عـودًا عـودًا ، فأيُّ قلـبٍ أُشـرِبَهَا نُكِـتَ فيـه نُكْتَـةٌ سـوداءُ .
وأيُّ قلـب أنكَرَهـا نُكِـتَ فيـه نُكتـةٌ بيضـاءُ ، حتـى تصيـرَ علـى قلبيـن ، علـى أبيـضَ مثـل الصفـا ، فـلا تضـرُّهُ فتنـةٌ مـا دامـتِ السـماوات والأرضُ
والآخـرُ أسـودُ مُرْبـادًا كالكـوزِ مُجَخِّيـًا لا يعـرِف معروفـًا ولا ينكـرُ منكـرًا ، إلا مـا أُشـرِبَ مـن هـواه " .
(صحيح مسلم . متون / ( 1 ) ـ كتاب : الإيمان / ( 65 ) ـ باب : بيان أن الإسلام بدأ غريبًا ... / حديث رقم : 144 / ص : 45 . )
ففعـل الطاعـات والبعـد عـن المعاصـي والشـهوات يصقـل القلـب يومـًا بعـد يـوم ، ويمـده بمـادة حياتـه يومـًا بعـد يـوم حتـى يقـوى ويشـتد فـلا تضـره فتنـة .
مختصر غاية الرفق في تربية النفس والأسرة والمجتمع بالدين الحق / د . محمد إبراهيم منصور / ص:/63
)بتصرف) .
المبحـــث الرابـــع
==============
محاســـبة النفـــس
==============
محاسـبة النفـس أمـر عظيـمٌ جـدًا ، والمحاسـبة لا تصلـح النفـس إلا بهـا ، والمحاسـبة هـي التـي مـن قـام بهـا اليـوم أَمِـنَ غـدًا ، المحاسـبة أن تنظـر فـي نفسـك وتتأمـل فيهـا وتعـرف عيوبهـا ، المحاسـبة لا نجـاة إلا بهـا .
ومحاسـبة النفـس طريقـة المؤمنيـن وسِـمة الموحديـن وعنـوان الخاشـعين ، فالمؤمـن متـقٍ لربـه محاسـب لنفسـه مسـتغفرٌ لذنبـه ، يعلـم أن النفـس خطرهـا عظيـم ، ومكرهـا كبيـر ، فهـي أمـارة بالسـوء ميالـة إلـى الهـوى ، .......
فمـن تـرك سـلطان النفـس حتـى طغـى فإنـه لـه يـوم القيامـة مـأوى مـن الجحيـم . قـال تعالـى :
{ فَأَمَّـا مَـن طَغَـى * وَآثَـرَ الْحَيَـاةَ الدُّنْيَـا * فَـإِنَّ الْجَحِيـمَ هِيَ الْمَـأْوَى * وَأَمَّـا مَنْ خَافَ مَقَـامَ رَبِّـهِ وَنَهَـى النَّفْـسَ عَـنِ الْهَـوَى * فَـإِنَّ الْجَنَّـةَ هِـيَ الْمَأْوَى } .
سورة النازعات / آية : 37 ـ 41 .
وقـال تعالـى :
{ يَـا أَيُّهَـا الَّذِيـنَ آمَنُـوا اتَّقُـوا اللهَ وَلْتَنظُـرْ نَفْـسٌ مَّـا قَدَّمَـتْ لِغَـدٍ ... } .
سورة الحشر / آية : 18 .
قـال الشـيخ عبـد الرحمـن السـعدي فـي تفسـير هـذه الآيـة :
" وهـذه الآيـة الكريمـة أصـل فـي محاسـبة العبـد لنفسـه وأنـه ينبغـي لـه أن يتفقدهـا فـإن رأى زلـلاً تداركـه بالإقـلاع عنـه والتوبـة (1) النصـوح والإعـراض عـن الأسـباب الموصلـة إليـه ، وإن رأى نفسـه مقصـرًا فـي أمـرٍ مـن أوامـر الله بـذل جهـده واسـتعان بربـه فـي تتميمـه وتكميلـه وإتقانـه ، ويقايـس بيـن مِنـن الله عليـه وإحسـانه وبيـن تقصيـره هـو فـي حـق الله ، فـإن ذلـك يوجـب الحيـاء لا محالـة ، والحرمـان كـل الحرمـان أن يغفـل العبـد عـن هـذا الأمـر ..... " .
سلسلة أعمال القلوب / محمد بن صالح المنجد / ص : 263 / بتصرف .
أقســـام النفـــس
=============
قـد وصـف الله النفـس فـي القـرآن الكريـم بثلاثـة أوصـاف :
المطمئنـــة ، واللوامـــة ، والأمـــارة بالســـوء .
أ ـ النفــس المطمئنــة :
----------------
فالنفـس إذا سـكنت إلـى الله واطمأنـت بذكـره وأنابـت إليـه واشـتاقت إلـى لقائـه وأنسـت بقربـه فهـي نفـس مطمئنـة ، وهـي التـي يقـال لهـا عنـد الوفـاة :
{ يَـا أَيَّتُهَـا النَّفْـسُ الْمُطْمَئِنَّـةُ * ارْجِعِـي إِلَـى رَبِّـكِ رَاضِيَـةً مَّرْضِيَّـةً * فَادْخُلِـي فِـي عِبَـادِي * وَادْخُلِـي جَنَّتِـي } . سورة الفجر / آية : 27 ـ 30 .
وحقيقـة الطمأنينـة : " السـكون والاسـتقرار" ، فسـكنت إلـى ربهـا نتيجـة لطاعتـه وذكــره واتبـاع أمـره ، ولـم تسـكن إلـى سـواه .
ب ـ النفــس الأمــارة بالســوء :
----------------------
وهـي علـى الضـد مـن النفـس المطمئنـة ، فهـي تأمـر صاحبهـا باتبـاع الشـهوات مـن الغـي والباطـل فهـي مـأوى كـل سـوء ، تقـوده إلـى القبيـح والمكـروه .
والنفـس أصـلاً خُلقـت ظالمـة جاهلـة إلا مـن رحمـة الله ، قـال تعالـى :
{ إِنَّا عَرَضْنَـا الأَمَانَـةَ عَلَـى السَّـمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَـالِ فَأَبَيْـنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَـا الإِنسَـانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومـاً جَهُـولاً } . سورة الأحزاب / آية : 72 .
ولكـن أوجـد عندهـم الاسـتعداد الفطـري لقبـول الحـق إذا عُـرِض عليهـم بغيـر مؤثـرات خارجيـة مفسـدة { ... فِطْـرَةَ اللهِ الَّتِـي فَطَـرَ النَّـاسَ عَلَيْهَـا ... } . سورة الروم / آية : 30 .
لكـن بـدون تعلـم ؛ النفـس تبقـى جاهلـة فيهـا هـوى ، ولـو تركـت بـدون تربيـة وترويـض تدعـو إلـى الطغيـان وتميـل إلـى الشـر .
فالإنسـان ظلـوم جهـول ، إلا مـن رفـع الجهـل بالعلـم ، ورفـع الظلـم بالعـدل ، وألـزم نفسـه العلـم والعـدل فقـام عليهـا بهمـا فعنـد ذلـك تُلْهـم رشـدها وتتوقـى الظلـم والجهـل ، ولـولا فضـل الله ورحمتـه علـى المؤمنيـن مـا زكـى منهـم نفـس واحـدة .
قـال تعالـى :
{ يَـا أَيُّهَـا الَّذِيـنَ آمَنُـوا لاَ تَتَّبِعُـوا خُطُـوَاتِ الشَّـيْطَانِ وَمَـن يَتَّبِـعْ خُطُـوَاتِ الشَّـيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُـرُ بِالْفَحْشَـاء وَالْمُنكَـرِ وَلَـوْلاَ فَضْـلُ اللهِ عَلَيْكُـمْ وَرَحْمَتُـهُ مَـا زَكَـا مِنكُـم مِّـنْ أَحَـدٍ أَبَـداً وَلَكِـنَّ اللهَ يُزَكِّي مَـن يَشَـاءُ وَاللهُ سَـمِيعٌ عَلِيـمٌ } .
سورة النور / آية : 21 .
فـإذا أراد الله بهـا خيـرًا جعــل لهـا اتجاهـًا إلـى العلــم ومجاهـدة فـي العـدل . وسـبب الظلـم فـي النفـس الأمـارة بالسـوء إما الجهـل وإما الحاجـة ، ولـذا كـان أمرهـا بالسـوء لصاحبهـا لازمـًا لهـا إلا إذا أدركتـه رحمـة الله ، وبذلـك يعلـم العبـد أنه مضطـرٌ إلـى الله دائمـًا محتـاج إلـى ربـه قـال تعالـى :
{ ... إِنَّ النَّفْـسَ لأَمَّـارَةٌ بِالسُّـوءِ إِلاَّ مَـا رَحِـمَ رَبِّـيَ ... } .
سورة يوسف / آية : 53 .
فـإذًا الإنسـان محتـاج إلـى الـرب حتـى يُكْفـى شـر نفسـه ، لـذا كـان الرسـول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يكـرر فـي خطبـة الحاجـة :
" ونعـوذ بالله مـن شـرور أنفسـنا ومـن سـيئات أعمالنـا ..... " .
سلسلة أعمال القلوب / ... المنجد / ص : 265 / بتصرف .
• النفــس اللوامــة :
--------------
قـال تعالـى :
{ وَلاَ أُقْسِـمُ بِالنَّفْـسِ اللَّوَّامَـةِ } . سورة القيامة / آية : 2 .
قـال بعضهـم : مـن التلُّـوم وهـو التلـون والتـردد ـ بيـن الخيـر والشـر ـ ، وقـال بعضهـم مـن اللـوم ؛ وهـذا أرجـح . تلـوم صاحبهـا علـى الخيـر والشـر ، حتـى يـوم القيامـة يمكـن أن تلومـه نفسـه ، إن كـان محسـنًا لمـاذا لـم يـزدد إحسـانًا ، وإن كـان مسـيئًا ، لمـاذا عمـل السـوء .
..... والنفـس قـد تكـون تـارة أمـارة بالسـوء ، وتـارة لوامـة ، وتـارة مطمئنـة . والحكـم للغالـب عليهـا مـن أحوالهـا .
سلسلة أعمال القلوب / محمد بن صالح المنجد / ص : 266 .
صــور مــن محاســبة الصالحيــن لأنفســهم
==============================
علـى كـل مسـلم أن يقـف مـع نفسـه وقفـة يحاسـبها فـي الدنيـا علـى كـل فعلـة فعلهـا وعلـى كـل كلمـة قالهـا ، فـإن مـن حاسـب نفسـه فـي الدنيـا خـفَّ عليـه الحسـاب فـي الآخـرة .
ولقـد كـان سـلفنا الصالـح يحاسـبون أنفسـهم حتـى عنـد سـكرات المـوت !!! .....
* عـن ابـن شُمـاسـةَ المَهْـرِيِّ ، قـال :
حَضَرْنَـا عمـرو بـنَ العـاصِ وهـو فـي سـياقةِ المـوتِ ، فبكـى طويـلاً وحـوَّلَ وَجْهَـهُ إلـى الجـدار . فجعـل ابنُـهُ يقـول : يـا أبتـاهُ أمـا بشـركَ رسـولُ اللهِ بكـذا ؟ أمـا بشـرك رسـول الله بكـذا ؟ . قـال : فأقبـل بوجهـه فقـال : إن أفضـلَ مـا نُعِـدُّ شـهادة أن لا إله إلاَّ الله وأن محمـدًا رسـولُ اللهِ ، إنـي قـد كنـتُ علـى أطبـاقٍ ثـلاثٍ ، لقـد رأيتُنِـي ومـا أحـدٌ أشـدَّ
بُغضـًا لرسـول الله مِنِّـي ، ولا أحــبَّ إلـيَّ أن أكـونَ قـد اسـتمكَنْـتُ مِنـهُ فقتلتُــهُ ، فلـو مُـتُّ علـى تلـك الحـال لكنـتُ مـن أهـل النـار . فلمـا جعـل اللهُ الإسـلامَ فـي قلبـي أتيـتُ النبـيَّ فقلـتُ : ابْسُـطْ يمينَـكَ فَـلأُ بايِعْـكَ ، فبسـط يمينـه . قـال : فقبضـتُ يـدي .
قـال صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم : " مـا لَـكَ يـا عمـرو ؟ " .
قـال : قلـت : أردتُ أنْ أشـترطَ .
قـال : " تشـترط بمـاذا ؟ " . قلـتُ : أن يُغْفَـرَ لـي .
قـال : " أمـا علمـت أن الإسـلام يهـدمُ مـا كـان قَبْلَـهُ ؟ وأن الهجـرةَ تهـدمُ مـا كـان قبلهـا ؟ وأن الحـجَّ يهـدمُ مـا كـان قبلـه ؟ " .
ومـا كـان أحـدٌ أحـبَّ إلـيَّ مِـنْ رسـول الله ولا أجَـلَّ فـي عينـي مِنْـهُ ، ومـا كنـتُ أُطِيـقُ أنْ أمـلأ عينـي منـه إجـلالاً لـه ، ولـو سُـئِلْتُ أن أصِفَـهُ مـا أطَقْـتُ ، لأنـي لـم أكـنْ أمـلأُ عَيْنَـىَّ منـه ، ولـو مُـتُّ علـى تلـك الحـال لرجـوتُ أن أكـون مـن أهـلِ الجنـة .
ثـم ولينـا أشـياءَ مـا أدرِي مـا حالـي فيهـا ، فـإذا أنـا مُـتُّ ، فـلا تَصْحَبْنِـي نائحـةٌ ولا نـارٌ ، فـإذا دفنتمونـي فَشُـنُّوا علـيَّ التـرابَ شَـنّاً 0 ثـم أقِيمـوا حـول قبـري قَـدْرَ مـا تُنْحَـرُ جـزور ، ويُقْسَـمُ لحْمُهَـا ، حتـى أسـتأنِسَ بكـم ، وأنظُـرَ مـاذا أُراجِـعُ بـه رُسُـلَ ربِّـي .
صحيح مسلم . متون / ( 1 ) ـ كتاب : الإيمان / ( 54 ) ـ باب : كون الإسلام يهدم ماقبله ..... / حديث رقم : 192 ـ ( 121 ) / ص : 39 .
* عـن أبـي عثمـان النهـدي ، عـن حنظلـةَ الأسـدي قـال : ( كـان مـن أصحـاب رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ) قـال : لقينــي أبـو بكـر فقــال : كيـف أنـت ؟ يـا حنظلــة ! قـال :
قلـتُ نافـق حنظلـة . قـال : سـبحان الله ! ما تقـول ؟ قـال : قلـتُ : نكـونُ عنـد رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يذكرنـا بالنـار والجنـة حتـى كأنـَّـا رأيَ عيـنٍ . فـإذا خرجنـا مـن عنـد رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، عَافسـنا الأزواج والأولاد والضيعـات ، فنسـينا كثيـرًا . قـال أبـو بكـر : فواللهِ إنَّـا لنلقـى مثـل هـذا . فانطلقــتُ أنـا وأبـو بكــر ، حتـى دخلنـا علـى رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ . قلـتُ : نافـق حنظلـة ، يـا رســول الله ! فقـال رسـولُ الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" مـا ذاك ؟ " . قلـت : يـا رسـول الله ! نكـون عنـدَك ، تذكرنـا بالنـار والجنـة ، حتـى كأنـا رأيُ عيـنٍ ، فـإذا خرجنـا مـن عنـدِك ، عَافسـنا الأزواجَ والأولاد والضيعـاتِ ، نسـينا كثيـرًا . فقـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" والـذي نفسـي بيـده ! إنْ لـو تدومـون علـى مـا تكونـون عنـدي ، وفـي الذكـر ، لصافحتكـم الملائكـة علـى فُرُشِـكُم ، وفـي طُرُقِكُـم ، ولكـن ، يـا حنظلـة ! سـاعة وسـاعة " ثـلاث مـرات .
صحيح مسلم . متون / ( 49 ) ـ كتاب : التوبة / ( 3 ) ـ باب : فضل دوام الذكر والفكر في أمور الآخرة ، والمراقبة وجواز ترك ذلك في بعض الأوقات والاشتغال بالدنيا / حديث رقم : 12 ـ 2750 / ص : 695 .
المبحـــث الخامـــس
==============
وقفــات مــع الســـلف الصالــح
======================
ـ كانـوا رضـوان الله عليهـم يسـارعون بالخيـرات ، ويمتثلـون للحـق دون تـردد ، وينتهـون عـن الباطـل دون تـردد ولا تسـويف ذلـك لأن قلوبهـم أيقنـت وأذعنـت لقـول الله ـ جـل وعـلا ـ :
{ مَّـن كَـانَ يُرِيـدُ الْعَاجِلَـةَ عَجَّلْنَـا لَـهُ فِيهَـا مَـا نَشَـاء لِمَـن نُّرِيـدُ ثُـمَّ جَعَلْنَا لَهُ جَهَنَّـمَ يَصْلاهَـا مَذْمُومـاً مَّدْحُـوراً * وَمَـنْ أَرَادَ الآخِـرَةَ وَسَـعَى لَهَـا سَـعْيَهَا وَهُـوَ مُؤْمِـنٌ فَأُولَئِـكَ كَانَ سَـعْيُهُم مَّشْـكُوراً } . { سورة الإسراء / آية : 18 ، 19 }
ـ وأيقنـت وأذعنـت لقـول رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
* عـن أنـس قـال : قـال رسـول الله :
" مـن كانـت الآخـرة همـه جعـل الله غنـاه فـي قلبـه ، وجمـع لـه شـمله وأتتـه الدنيـا وهـي راغمـة ، ومـن كانـت الدنيـا همـه جعـل الله فقـره بيـن عينيـه ، وفـرَّقَ شـمله ، ولـم يأتـه مـن الدنيـا إلا مـا قُـدِّرَ لـه " .
سنن الترمذي [ المجلد الواحد ] / تحقيق الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ / حديث رقم : 2465 / ص : 556 / صحيح .
ـ وكانـو يشـعرون مـع كـل هـذا بـأن أعمالهـم ضئيلـة لا تصلـح أن يقفـوا بهـا بيـن يـدي الله ـ جـل وعـلا ـ وذلـك لأنهـم يعلمـون أن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال :
" لـو أن رجـلاً يُجـر علـى وجهـه مـن يـوم وُلـد إلـى يـوم يمـوت هَرَمـًا فـي مرضـاة الله تعالـى لحقَـره يـوم القيامـة " .
{ رواه أحمد عن عتبة بن عبد . حسنه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في : صحيح الجامع ..... /
الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 5249 / ص : 931 }.
ـ وكـل ذلـك جعـل قلوبهـم رقيقـة ودموعهـم غزيـرة مـن خشـية الله تعالـى :
* عـن أنـس ـ رضي الله عنه ـ قـال : خطـب رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ خطبـة مـا سـمعتُ مثلهـا قـط قـال :
" لـو تعلمـون مـا أعلـم لضحكتـم قليـلاً ولبكيتـم كثيـرًا " . فغطـى أصحـاب رسـول الله وجوهَهُـم لهـم خنيـن .
{صحيح البخاري . متون / ( 65 ) ـ كتاب : تفسير القرآن / ( 12 ) ـ باب : قوله " لا تسألوا عن أشياءَ إن تُبد لكم تسؤكم " سورة المائدة / آية : 101 / حديث رقم : 4621 / ص : 544 }.
* عـن هانـئ مولـى عثمـانَ قـال : كـان عثمـان بـن عفــانَ ـ رضي الله عنه ـ إذا وقــف علـى قبــر يبكـي حتـى يبُـل لحيتـه ، فقيـل لـه : تذكـر الجنـة والنـار ! فـلا تبكـي ، وتبكـي مـن هـذا ؟ ! .
فقـال : إن رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال :
" إن القبـر أول منـازِلِ الآخــرةِ ، فـإن نجـا منـه فمـا بعـدَه أيســرَ منـه ، وإن لـم ينـجُ منـه فمـا بعـدَه أشـدُّ منـه " .
قـال : وقـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى وآله وسلم ـ :
" مـا رأيـتُ منظـرًا قـطُّ إلا والقبـرُ أفظـعُ منـه " .
سنن ابن ماجه [ المجلد الواحد ] / تحقيق الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ / ( 37 ) ـ كتاب : الزهد /
( 32 ) ـ باب : ذكر القبر والبلى / حديث رقم : 4267 / ص : 707 / حسن .
يـروي سـالم بـن عبـد الله ـ رحمه الله ـ أن عمـر بـن الخطــاب كـان يُدخــل يـده فـي دَبَــر ـ ( أي قرحـة البعيـر ) ---> ( والمفـرد الدبـرة ) ـ البعيـر ويقـول : إنـي لخائـفٌ أن أسـأل عمـا بـك .
خبر صحيح ، أخرجه ابن سعد وابن عساكرعن طريقه .
صحيح التوثيق في سيرة وحياة الفاروق عمر بن الخطاب / ص : 142 .
وكـان ـ ( أي عمـر بـن الخطـاب ) ـ يبكـي مـن خشـية الله تعالـى ، وربمـا مـرَّ بالآيـة مـن ورده بالليـل فتخنقـه ، فيبقـى فـي البيـت أيامـًا ، يُعـاد يحسـبونه مريضـًا !! .
خبر حسن لغيره . أخرجه أحمد في الزهد ، وابن عساكر ..... .
صحيح التوثيق في سيرة وحياة الفاروق عمر بن الخطاب / ص : 142 .
يقـص علينـا أبـو رافـع ـ رضي الله عنه ـ فيقـول :
كـان أبـو لؤلـؤة عبـدًا للمغيـرة بن شـعبة ـ ( وكـان مجوسـيًّا ) ـ ، وكـان يصنـع الأرحـاء ـ ( جمـع رَحَـا ، وهـي التـي يطحـن بها ) ـ ، وكان المغيـرة يسـتغله كل يـوم أربعـة دراهـم ، قـال : فلقـي أبـو لؤلـؤة عمـر ، فقـال : يا أميـر المؤمنيـن ، إن المغيـرة قد أثقـل عليَّ غلتـي ، فكلمـه أن يخفـف عنـي .
فقـال لـه عمـر : اتـق الله ، وأحسـن إلـى مـولاك ، ومـن نيـة عمـر أن يلقـى المغيـرة فيكلمـه يخفـف عنـه ، فغضـب العبـد . وقـال : وسـع النـاس كلهـم عدلـه غيـري ؟ ! .
فأضمـر علـى قتلـه (1) ، فاصطنـع خنجـرًا لـه رأسـان ، وشـحذه ، وسـمَّه ، ثـم أتـى بـه الْهُرْمُـزان ،
فقـال : كيـف تـرى هـذا ؟ . قـال : أرى أنـك لا تضـرب بـه أحـدًا إلا قتلتــه ، قــال : فتحيَّـن أبـولؤلـؤة عمـر ، فجـاءه فـي صـلاة الغـداة (2) حتـى قـام وراء عمـر ، وكـان عمـر إذا أقيمـت الصـلاة يتكلـم يقـول :
أقيمـوا صفوفكـم ، فقـال كمـا يقـول ، فلمـا كبَّـر ، وجـأه ـ أي ضربـه ـ أبـو لؤلـؤة وجـأةً فـي كتفـه ، ووجـأهُ فـي خاصرتـه ، فسـقط عمـر ، وطعـن بخنجـره ثلاثـة عشـر رجـلاً منهـم ، فهلـك منهـم سـبعة ، وأفـرق ـ أي : بـرأ ـ منهـم سـتة ، وحُمـل " عمـر " فذُهِـبَ بـه إلـى منزلـه ، وهـاج النـاس حتـى كـادت تطلـع الشـمس ، فنـادى عبـد الرحمـن بـن عـوف ، فصلـى بهـم بأقصـر سـورتين فـي القـرآن .
فلمـا قضـى صلاتَـه توجهـوا إلـى " عمـر " ، فدعـا بشـراب لينظـر مـا قـدْر جُرحـه ، فأتـي بنبيـذ فشـربه ، فخـرج مـن جرحـه ، فلـم يـدر أنبيـذ هـو أو دم جرحـه ، فدعـا بلبـن فشـربه ، فخـرج مـن جرحـه ، فقالـوا : لا بـأس عليـك يـا أميـر المؤمنيـن .
فقـال ـ ( أي عمـر ) ـ إن يكـن القتـل بأسًـا فقـد قُتلـت ، فجعلـوا يثنـون عليـه يقولـون :
جـزاك الله خيـرًا يـا أميـر المؤمنيـن ، كنـتَ وكنـتَ ، ثـم ينصرفـون ، ويجـيء قـوم آخـرون فيثنـون عليـه ، فقـال عمـر : أمـا والله علـى مـا يقولـون ، وددتُ أنـي خرجـتُ منهـا كفافًـا ، لا علـيَّ ولا لـي ، وأن صحبـة رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـد سـلمت لـي .
فتكلـم " عبـد الله بـن عبـاس " ، وكـان عنـد رأسـه ، وكـان خليطَـه كأنـه مـن أهلـه ، وكـان ابـن عبـاس يقـرأ القـرآن ، وتكلـم ابـن عبـاس فقـال :
والله لا تخـرج منهـا كفافًـا ، لقـد صحبـت رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، فصحبتـه بخيـر مـا صحبـه صاحـب ، كنـتَ لـه وكنـتَ لـه ، حتـى قُبـض رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ وهـو عنـك راضٍ ، ثـم صحبـتَ خليفـة رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ وكنـت تنفـذ أوامـره ، وكنـتَ لـه ، وكنـتَ لـه ، ثـم وليتهـا يـا أميـر المؤمنيـن أنـت ، فوليتهـا بخيـر مـا وليهـا والٍ ، كنـت تفعـل وكنـت تفعـل ، فكـان عمـر يسـتريح إلـى حديـث ابـن عبـاس .
فقـال " عمـر " : يـا ابـن عبـاس ، كـرر علـيَّ حديثـك ، فكـرر عليـه .
فقـال " عمـر " أمـا والله علـى مـا تقولـون ، لـو أن لـي طِـلاع ـ ( أي : ملؤهـا ) ـ الأرض (3) ذهبًـا لافتديـتُ بـه اليـوم مـن هـول المطلـع .
صحيح التوثيق في سيرة وحياة الفاروق ... / ص : 369 : 371 .
وكـان الفـاروق ـ رضي الله عنه ـ فـي حالتـه تلـك يثعـب ـ يجـري ـ جرحـه دمًـا ، كمـا روى المسـور ـ رضي الله عنه ـ : أن عمـر لمـا طُعـن جعـل يغمـى عليـه ، فقيـل : إنكـم لـن تفزعـوه بشـيء مثـل الصـلاة إن كانـت بـه حيـاة ، فقـال ابـن عبـاس : الصـلاة يـا أميـر المؤمنيـن ، الصـلاةُ قـد صُليـت ، فانتبـه ، فقـال : نعـم الصـلاة ، ولا حـظ فـي الإسـلام لمـن تـرك الصـلاة ، فصلـى والجــرح يثعـبُ دمًـا .
صحيح التوثيق في سيرة وحياة الفاروق ، عمر بن الخطاب / ص : 377 .
ويقـول عثمـان بـن عفـان ـ رضي الله عنه ـ :
أنـا آخركـم عهـدًا " بعمـر " ، دخلـتُ عليـه ، ورأسـه فـي حجـر ابنـه عبـد الله بـن عمـر فقـال لـه : ضـع خـدي بالأرض . قـال : فهـل فخـذي والأرض إلا سـواءٌ ؟ ! . قـال : ضـع خـدي بالأرض لا أم لـك ، فـي الثانيـة أو فـي الثالثـة ، ثـم شـبك بيـن رجليـه ، فسـمعته يقـول : ويلـي ، وويـلُ أمـي إن لـم يغفـر اللهُ لـي ، حتـى فاضـت روحـه .
وفـي لفـظ آخـر ، قـال عثمـان ـ رضي الله عنه ـ :
آخـر كلمـة قالهـا عمـر حتـى قضـى : ويلـي وويـل أمـي إن لـم يغفـر الله لـي ، ويلـي وويـل أمـي إن لـم يغفـر الله لـي ، ويلـي وويـل أمـي إنْ لـم يغفـر الله لـي .
خبر صحيح . صحيح التوثيق في سيرة ... / ص : 383 .
يقـول جريـر بـن عبـد الله :
كنـتُ عنـد معاويـة بـن أبـي سـفيان ، فقـال : توفـي النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، وهـو ابـن ثـلاث وسـتين سـنة ، وتوفـي أبـو بكـر ، وهـو ابـن ثـلاث وسـتين سـنة ، وقُتـل عمـر وهـو ابـن ثـلاث وسـتين سـنة .
[ حديث صحيح أخرجه البخاري في التاريخ الصغير ( 1 / 30 ) ] .
صحيح التوثيق ... / ص : 386 .
ـ طُعـن " عمـر بـن الخطـاب " ـ رضي الله عنه ـ ..... يـوم الأربعـاء لأربـع بقيـن مـن ذي الحجـة ، سـنة ثـلاث وعشـرين ، ودُفـن يـوم الأحـد صبـاح هـلال المحـرم سـنة أربـع وعشـرين .
صحيح التوثيق ... / ص : 385 .
هـذا هـو الخـوف الإيجابـي الـذي يعيـن المـرء علـى المزيـد مـن طاعـة الله ، فليـس الخائـف مـن يبكـي وتسـيل دموعـه علـى خديـه ، ثـم يمضـي قُدمـًا فـي معاصـي الله ، وإنمـا الخائـف هـو مَـنْ يتـرك مـا يخـاف منـه ابتغـاء مرضـاة الله .
وهــذه نمــاذج مضيئــة علـى طريــق الجنــة :
=================================
* عـن إبراهيـم التيمـي ، عـن أبيـه ، قـال : قـال أبـو مسـعود البـدريُّ : كنـتُ أضـربُ غلامـًا لـي بالسـوط ، فسـمعتُ صوتـًا مـن خلفـي " اعلـم أبـا مسـعودٍ " فلـم أفهـم الصـوت مـن الغضـب ، قـال :
فلمـا دنا منـي ، إذا هـو رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، فـإذا هـو يقـول :
" اعلـم أبـا مسـعودٍ ! اعلـم أبـا مسـعودٍ ! " . قـال : فألقيـتُ السـوط مـن يـدي , فقـال : " اعلـم أبـا مسـعودٍ ! أن الله أقـدرُعليـك منـك علـى هـذا الغـلام " . قـال : فقلـتُ : لا أضـربُ مملوكـًا بعـده أبـدًا .
صحيح مسلم . متون / ( 27 ) ـ كتاب : الأيمان / ( 8 ) ـ باب : صحبة المماليك ،
وكفارة لطم عبده / حديث رقم : 34 ـ ( 1659 ) / ص : 428 .
* عـن أبـي مسـعود الأنصــاري ، قــال : كنـتُ أضــربُ غلامـًا لـي ، فسـمعتُ مـن خلفـي صوتًـا:
" اعلـم ، أبـا مسـعودٍ ! لَلَهُ أقـدرُ عليـك منـك عليـه " ، فالتفـتُّ فـإذا هـو رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ ، فقلـتُ يا رسـول الله ! هـو حُـر لوجـه الله . فقـال : " أمـا لـو لـم تفعـل ، للفحتـك النـار ، أو لمسـتك النـار " .
صحيح مسلم . متون / ( 27 ) ـ كتاب : الأيمان / ( 8 ) ـ باب : صحبة المماليك
وكفارة لطم عبده / حديث رقم : 35 ـ ( 1659 ) / ص : 428 .
* عـن عبـد الله بـن عبـاس ـ رضي الله عنهما ـ ؛ أن رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ رأى خاتمـًا مـن ذهـب فـي يـد رجـل ، فنزعـه فطرحـه وقـال :
" يعمـد أحدكـم إلـى جمـرة مـن نـار فيجعلهـا فـي يـده " .
فقيـل للرجـل بعـد مـا ذهـب رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ خـذ خاتمـك انتفـع بـه . قـال : لا ، والله ! لا آخـذه أبـدًا وقـد طرحـه رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ .
صحيح مسلم . متون / ( 37 ) ـ كتاب : اللباس والزينة / ( 11 ) ـ باب : تحريم خاتم الذهب على الرجال ،
ونسخ ما كان من إباحته في أول الإسلام / حديث رقم : 52 ـ ( 2090 ) / ص : 547 .
* عـن أبـي هريـرة ؛ أن رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال يـومَ خَيبـرَ : " لأُعطيـن هـذه الرايـة رجـلاً يحـبُّ الله ورسـولَه ، يفتـح الله علـى يديـه " .
قـال عمـرُ بـنُ الخطـابِ : مـا أحببـتُ الإمـارةَ إلا يومئـذٍ ، قـال : فتسـاورتُ (4) لهـا رجـاء أن أُدعـى لهـا . قـال : فدعــا رســول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ علـيَّ بـنَ أبـي طالـب ، فأعطــاه إياهـا ،
وقـال :
" امـشِ ولا تلتفـت حتـى يفتـحَ اللهُ عليـكَ " , قـال : فسـارَ علـيّ شـيئًا ثم وقـف ولم يلتفـت ،
فصـرخَ :
يـا رسـول الله ! علـى مـاذا أُقاتـلُ النـاسَ ؟
قـال : " قاتلهـم حتـى يشـهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمـدًا رسـولُ الله ، فـإذا فعلـوا ذلـك فقـد مَنَعُـوا منـك دِماءَهـم وأموالهـم , إلا بحقهـا ، وحسـابهم علـى الله " .
صحيح مسلم . متون / ( 44 ) ـ كتاب : فضائل الصحابة / ( 4 ) ـ باب : من فضائل علي بن أبي طالب / حديث رقم : 33 ـ ( 2405 ) / ص : 618 .
س : مـن هـو أبـو تـراب ؟ !
* عـن سـهل بـن سـعدٍ قـال : اسـتُعملَ علـى المدينـة رجـل مـن آل مـروان : قـال :
فدعـا سـهلَ بـن سـعدٍ ، فأمـره أن يشـتم عليـًّا قـال : فأبـى سـهل فقـال لـه : أمَّـا إذا أبيـتَ فَقُـلْ : لعـن اللهُ أبـا التـراب ، فقـال سـهل : مـا كـان لعلـي اسـمٌ أحـبَّ إليـه مـن أبـي التـراب ، وإن كـان ليفـرحُ إذا دُعـيَ بهـا 0 فقـال لـه : أخبرنـا عـن قصتـه ، لِـمَ سُـميَ أبـا تُـراب ؟ قـال : جـاء رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ بيـت فاطمـة ، فلـم يجـد عليًّـا فـي البيـت ، فقـال : " أيـن ابـنُ عمـكِ " .
فقالـت : كـان بينـي وبينـه شـيء فغاضَبَنـي فخـرج ، فلـم يَقِـلْ عنـدي (5) .
فقـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ لإنسـان : " انظـر أيـن هـو ؟ " . فجـاء فقـال : يـا رسـول الله ! هـو فـي المسـجد راقـد .
فجـاء رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ وهـو مضطجـع قـد سـقط رداؤه عـن شِـقهِ ، فأصابـه تُـراب ، فجعـل رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ يمسـحُهُ عنـه ويقـول : " قُـم أبـا التـراب ! قـم أبـا التـرابِ " .
صحيح مسلم . متون / ( 44 ) ـ كتاب : فضائل الصحابة ... / ( 4 ) ـ باب : من فضائل
على بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ / حديث رقم : 38 ـ ( 2409 ) / ص : 619 .
* عـن أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ عـن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ قـال :
" مـن غـدا إلـى المسـجد أو راح أعـد الله لـه نُزُلَـهُ مـن الجنـة كلمـا غـدا أو راح " .
صحيح البخاري . متون / ( 10 ) ـ كتاب : الأذان / ( 37 ) ـ باب : فضل من
غدا إلى المسجد ومن راح / حديث رقم : 662 / ص : 79 .
وظاهـر الحديـث أن مـن غـدا إلـى المسـجد أو راح ، سـواء غـدا للصـلاة أو لطلـب علـم أو لغيـر ذلـك مـن مقاصـد الخيـر ، أن الله يكتـب لـه فـي الجنـة نُـزُلاً ، والنُّـزُل : مـا يقـدّم للضيـف مـن طعـام ونحـوه علـى وجـه الإكـرام ، أي أن الله تعالـى يُعـد لهـذا الرجـل الـذي ذهـب إلـى المسـجد صباحـًا أو مسـاءً ، يُعـد لـه فـي الجنـة نـزلاً إكرامًـا لـه .
ففـي هـذا الحديـث إثبـات هـذا الجـزاء العظيـم لمـن ذهـب إلـى المسـجد أول النهـار أو آخـره ، وفـي بيـان فضـل الله عـز وجـل علـى العبـد ، حيـث يعطيـه علـى مثـل هـذه الأعمـال اليسـيرة هـذا الثـواب الجزيـل .
رياض الصالحين / شرح العثيمين / ج : 1 / ( 13 ) ـ باب : كثرة طرق الخير / شرح حديث رقم : 7 / 123 / ص : 525 .
* وقـال ابـن أبـي شـيبة عـن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ :
" كـلُّ معـروف صدقـةٌ " .
صحيح مسلم . متون / ( 12 ) ـ كتاب : الزكاة / ( 16 ) ـ باب : بيان أن اسم الصدقة يقع على كل نوع
من المعروف / حديث رقم : 52 ـ 1005 / ص : 239 .
المعــروف<<<< مـا يتعـارف النـاس علـى حسـنه ، أو مـا عُـرف فـي الشـرع حسـنة إن كـان ممـا يتعبـد بـه لله . وفـي هـذا الحديـث " كـل معـروف " يشـمل هـذا وهـذا . ـ فكـل عمـل تتعبـد بـه إلـى الله فإنـه صدقـة كمـا ورد فـي الحديـث : " ..... إن بكـل تسـبيحة صدقـة ، وكـلُّ تهليلـة صدقـة ، وأمـر بالمعـروف صدقـة ، ونهـي عـن منكـر صدقـة ، وفـي بُضـع أحدكـم صدقـة ..... " . صحيح مسلم . متون / ( 12 ) ـ كتاب : الزكاة / ( 16 ) ـ باب : أن اسم الصدقة يقع على كل نوع من المعروف / حديث رقم : 53 ـ ( 1006 ) / ص : 239 / دار ابن الهيثم . قـال الشـيخ العثيميـن فـي شـرح ريـاض الصالحيـن / ج : 1 / ( 13 ) ـ بـاب بيـان كثـرة طـرق الخيـر / ص : 450 / شرح حديث رقم : 18 / 134 : ـ وأمـا مـا يتعـارف النـاس علـى حُسـنه فهـو أيضـًا مـا يتعلـق بالمعاملـة بيـن النـاس ، فكـل مـا تعـارف النـاس علـى حسـنه فهـو معـروف ، مثـل الإحسـان إلـى الخلـق بالمـال ، أو بالجـاه ، أو بغيـر ذلـك مـن أنـواع الإحسـان . فلـو أن أحـدًا يجلـس إلـى جنبـك ورأيتـه محتـرًّا يتصبـب العـرق مـن جبينـه ، فروحـت عليـه بالمروحـة ، فإنـه لـك صدقـة ؛ لأنـه معـروف . لـو قابلـت الضيـوف بالانبسـاط وتعجيـل الضيافـة لهـم ومـا أشـبه ذلـك فهـذا صدقـة . وهـذا إبراهيـم ـ عليه السلام ـ ضـرب المثـل فـي حُسـن الضيافـة ، وحُسـن الضيافـة مـن المعــروف ، وتوضيـح ذلـك فـي : [ الذاريات / آية : 26 ، هود / آية : 69 ] ـ . * " كـل معـروف صدقـة ، وإن مـن المعـروف أن تلقَـى أخـاك وجهُـكَ إليـه منبسـطٌ ، وأن تصـب مـن دلـوِكَ فـي إنـاءِ جـارِكَ " . رواه الترمذي ، وأحمد عن جابر ـ صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 4557 / ص : 837 / حديث حسن . * " كـل معـروفٍ صدقـةٌ ، والـدال علـى الخيـر كفاعلـه ..... " . شعب الإيمان للبيهقي عن ابن عباس ـ صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 4556 / ص : 837 / صحيح . * " مـن رحـم ولـو ذبيحـة عصفـورٍ ، رحمـه اللهُ يـومَ القيامـة " . سنن ابن ماجه عن أنس . صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 6261 / ص : 1074 / حسن . * " أثقـل شـيء فـي الميـزان ، الخلـق الحسـن " . أخرجه ابن حبان عن أبي الدرداء . صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 1 / حديث رقم : 134 / ص : 89 / صحيح . * " إذا أراد الله بأهـل بيـتٍ خيـرًا أدخـل عليهـم الرفـق " . رواه أحمد عن عائشة . صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 1 / حديث رقم : 303 / ص : 117 / صحيح . * " لا تحقِـرَنَّ مـن المعـروف شـيئًا ، ولـو أن تلقـى أخـاكَ بوجـه طلـق " . رواه مسلم والترمذي عن أبي ذر . صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 7245 / ص : 1213 . * " مـا منكـم مـن أحـدٍ يتوضـأ ، فيسـبغ الوضـوءَ ، ثـم يقـول حيـن يفـرغ مـن وضوئِـه : أشـهد أن لا إله إلا الله وحـده لا شـريك له ، وأن محمـدًا عبـده ورسـولُه ، إلا فُتحـت له أبـواب الجنـة الثمانيـة ، يدخـل مـن أيهـا شـاء " . رواه أحمد ومسلم عن عمر وأبو داود ، صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 5803 / ص : 1010 / صحيح . * " مـا مـن مسـلم يغـرس غرسـًا إلا كـان مـا أُكِـلَ منـه لـه صدقـةٌ ، ومـا سُـرِقَ منـه لـه صدقـةٌ ، ومـا أكـلَ السـبعُ منـه فهـو لـه صدقـة ، ومـا أكلـت الطيـور فهـو لـه صدقـة ، ولا يـرزؤه ( 6) أحـدٌ إلا كـان لـه صدقـة " . رواه مسلم ( 1552 ) عن جابر . صحيح الجامع الصغير ... / الهجائي / ج: 2 / حديث رقم : 5768 / ص : 1005 / صحيح . * " كـل قـرض صدقـة " . رواه الطبراني في الأوسط عن ابن مسعود . صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 4542 / ص : 835 / حسن . * " مـا مـن مسـلم يقـرضُ مسـلمًا قرضـًا مرتيـن ، إلا كـان كصدقتهـا مـرة " . رواه ابن حبان ، ابن ماجه عن ابن مسعود . صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 5769 / ص : 1005 / صحيح . * " مـن عـاد مريضـًا ، أو زار أخـًا لـه فـي الله ، نـاداه منـادٍ : أن طبـتَ وطـابَ ممشـاكَ ، وتبـوأتَ مـن الجنـةِ منـزلاً " . رواه الترمذي وابن ماجه عن أبي هريرة . صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 6387 / ص : 1091 / حسن . * " مـا مـن مسـلم يعـودُ مسـلمًا غُـدوةً ، إلا صلـى عليـه سـبعون ألـف ملـكٍ حتـى يمسـي ، وإن عـادهُ عشـيةً صلـى عليـه سـبعون ألـف ملـكٍ حتـى يصبـح ، وكـان لـه خريـفٌ فـي الجنـة " . رواه الترمذي عن علي . صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 5767 / ص : 1005 / صحيح . * مـا اجتمـع قـوم علـى ذكـر فتفرقـوا عنـه إلا قيـل لهـم : قومـوا مغفـورًا لكـم " . رواه الطبراني ، وأحمد . صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 5507 / ص : 967 / صحيح . متابعة وختام ..."أوقاتنا ...أعمارنا" وصلنا في المقابلات السابق إلى: المبحـــث الســـادس =============== كثـــرة طــرق الخيـــر ================== ونستكمل بعون الله تعالى ... * " ما مـن قـومٍ يذكـرون الله إلا حُفَّـت بهـم الملائكـة ، وغشـيتهم الرحمـةُ ، ونزلـت عليهـم السـكينة ، وذكرهـم الله فيمـن عنـده " . رواه الترمذي ، وابن ماجه عن أبي هريرة وأبي سعيد . صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 5748 / ص : 1002 / صحيح . * " مـن نفَّـس عـن مؤمـنٍ كُربـةً مـن كُـربِ الدنيـا نفـس الله عنـه كربـةً مـن كُـربِ يـوم القيامـة ، ومـن يسـر علـى معسـر ، يسـر الله عليـه فـي الدنيـا والآخـرة ، ومـن سـتر مسـلمًا ، سـتره الله فـي الدنيـا والآخـرة ، والله فـي عـون العبـد ، مـا كـان العبـد فـي عـونِ أخيـه ، ومـن سـلك طريقـًا يلتمـس فيـه علمـًا ، سـهل الله لـه طريقـًا إلـى الجنـة ، ومـا اجتمـع قـومٌ فـي بيـتٍ مـن بيـوت الله ، يتلـون كتـاب اللهِ ويتدارسـونه بينهـم ، إلا نزلـت عليهـم السـكينة ، وغشـيتهم الرحمـة ، وحفتهـمُ الملائكـةُ ، وذكرهـمُ اللهُ فيمـن عنـده ، ومـن أبطـأ بـه عملُـه لـم يسـرع بـه نسـبُه " . ( رواه الترمذي ، وابن ماجه ، ومسلم ، وأبو داود ، وأحمد ) عن أبي هريرة . صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 6577 / ص : 1119 / صحيح . * " مـن نفَّـس عـن غريمـه ، أو محـا عنـه ، كـان فـي ظـل العـرش يـومَ القيامـة " . رواه أحمد ومسلم عن أبي قتادة . صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 6576 / ص : 1119 / صحيح . * " مـن لا يشـكر النـاس ، لا يشـكر الله " . رواه الترمذي عن أبي هريرة . صحيح الجامع ... / ج : 2 / حديث رقم : 6601 / ص : 1122 / صحيح . * " المؤمنـون هينـون لينـون ، كالجمـل الأنـف إن قِيـدَ انقـاد ، وإذا أُنيـخ علـى صخـرةٍ اسـتناخ " . شعب الإيمان للبيهقي عن ابن عمر . صحيح الجامع ... / ج : 2 / حديث رقم : 6669 / ص : 1132 / حسن . * " مـن كـان سـهلاً هينـًا لينـًا ، حرمـه الله علـى النـار " . رواه الحاكم عن أبي هريرة . صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 6484 / ص : 1105 / صحيح . * " معلـم الخيـر يسـتغفر لـه كـل شـيء ، حتـى الحيتـان فـي البحـر " . رواه البزار عن عائشة ـ الترمذي عن أبي أمامة . صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 5883 / ص : 1023 / صحيح . * " مـا سـأل رجـل مسـلم الله الجنـة ثلاثـًا ، إلا قالـت الجنـة : اللهـم أدخلـه الجنـة ، ولا اسـتجار رجـل مسـلم مـن النـار ثلاثـًا ، إلا قالـت النـار : اللهـم أجـره منـي " . سنن ابن ماجه عن أنس . صحيح الجامع ... / الهجائي / ج :2 / حديث رقم : 5630 / ص : 984 / صحيح . * " كُـفَّ شَـرَّك عـن النـاس ، فإنهـا صدقـةٌ منـك علـى نفسـك " . ابن أبي الدنيا عن أبي ذر . أحمد . صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 4490 / ص : 828 / صحيح . ـ مـن القربــات التـي تكـون سـبب لحـب الله للعبـد ( الحـب فـي الله ) : * عـن أبـي هريـرة ـ رضي الله عنه ـ ، قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : إن الله يقـول يـوم القيامـة أيـن المتحابـون بجلالـي ، اليـوم أظلهـم فـي ظلـي ، يـوم لا ظـل إلا ظلـي " . صحيح مسلم . متون / ( 45 ) ـ كتاب : البر والصلة والآداب / ( 12 ) ـ باب : في فضل الحب في الله / حديث رقم : 37 ـ ( 2566 ) / ص : 656 . * عـن أبـي هريـرة ، عـن النبـي ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " أن رجـلاً زارَ أخـًا لـه فـي قريـةٍ أخـرى ، فأرصـد الله لـه علـى مَدْرَجَتِـه ملكـًا ، فلمـا أتـى عليـه قـال : أيـن تريـد ؟ قـال : أريـد أخـًا لـي فـي هـذه القريـة . قـال : هـل لـك عليـه مـن نعمـةٍ تَرُبُّهَـا ؟ . قـال : لا . غيـرَ أنـي أحبيتُـه فـي الله عـز وجـل . قـال : فإنـي رسـول الله إليـك ، بـأن الله قـد أحبـك كمـا أحببتَـهُ فيـه " . صحيح مسلم . متون / ( 45 ) ـ كتاب : البر والصلة والآداب / ( 12 ) ـ باب : في فضل الحب في الله / حديث رقم : 38 ـ ( 2567 ) / ص : 656 . * قـال صلـى الله عليـه وعلـى آله وسـلم : " والله ، لا يلقـي اللهُ حبيبـه فـي النـار " . رواه الحاكم عن أنس . وصححه الشيخ الألباني ـ رحمه الله ـ في : صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 7095 / ص : 1193 . * مـن ضـنَّ بالمـالِ أن ينفقَـهُ ، وبالليـل أن يكابـدَه ، فعليـه بسـبحان الله وبحمـده " . ( رواه أبو نعيم في المعرفة ) عن عبد الله بن خبيب . صحيح الجامع ... / الهجائي / ج : 2 / حديث رقم : 6377 / ص : 1090 / صحيح . ـ مـن أراد بحبوحـة الجنـة فليلـزم الجماعـة : * فعـن ابـن عمـر ، قـال : خطبنـا عمـرُ بالجابيـة ، فقـال : يـا أيهـا النـاسُ إنـي قمـتُ فيكـم كمقـام رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ فينـا فقـال : " أوصيكـم بأصحابـي ثـم الذيـن يلونهـم ثـم الذيـن يلونهـم ثـم يفشـو الكـذبُ حتـى يحلـف الرجـل ولا يُسـتحلف ، ويشـهد الشـاهد ولا يُسـتشـهدُ ، ألا لا يخلُـونَّ رجــل بامـرأةٍ إلا كــان ثالثهمـا الشـيطان ، عليكـم بالجماعـة وإياكـم والفُرقـةَ فـإن الشـيطانَ مـع الواحـد وهـو مـع الاثنيـن أبعـدُ ، مـن أراد بحبوحـة الجنـة فليلـزم الجماعـة ، مـن سـرتهُ حسـنته وسـاءتُه سـيئتَهُ فذلـك المؤمـن " . سنن الترمذي [ المجلد الواحد ] / ( 31 ) ـ كتاب : الفتن عن رسول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ / ( 7 ) ـ باب : ما جاء في لزوم الجماعة / حديث رقم : 2165 / ص : 489 / صحيح . ـ قـال ابـن ماجـه فـي سـننه : * حدثنـا زيـادُ بـنُ يحيـى أبـو الخطـاب ، قـال : حدثنـا مالـكُ بـنُ سُـعيرٍ ، قـال : حدثنـا الأعمـش ، عـن أبـي صالـح ، عـن أبـي هريـرة ؛ قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " مـن أقـالَ (1) مسـلمًا أقـال اللهُ عثرتَـهُ (2) يـوم القيامـة " . سنن ابن ماجه [ المجلد الواحد ] / تحقيق الشيخ الألباني / ( 12 ) ـ كتاب : التجارات / ( 26 ) ـ باب : الإقالة / حديث رقم : 2199 / ص : 378 / صحيح . ( 1 ) مـن أقـال مسـلمًا : أي وافقـه علـى نقـض البيـع والإقالـة تجـري فـي البيعـة والعهـد أيضًـا . ( 2 ) عثرتـه : ذنبـه وخطيئتـه . حاشية سنن ابن ماجه / ... / ص : 378 . * عـن ابـن عمـر قـال : قـال رسـول الله ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ : " مـا مـن جُرعـةٍ أعظَـمَ أجــرًا عنـد اللهِ مـن جُرعـةِ غيـظٍ كظمهـا عبـدُ ابتغــاءَ وجـهِ الله عـز وجـل " . سنن ابن ماجه [ المجلد الواحد ] / تحقيق الشيخ الألباني / ( 37 ) ـ كتاب : الزهد / ( 18 ) ـ باب : الحلم / حديث رقم : 4189 / ص : 696 / صحيح . ---------- الحاشية: ==== ( 1 ) أي أضمر ونوى أبو لؤلؤة على قتل عمر . ( 2) صلاة الغداة : أي صلاة الفجر . ( 3 ) طلاع الأرض : ملؤها حتى يطالع أعلاه أعلاها فيساويه . ( 4 ) فتساور ---> أي رفع نفسه ليظهر فيراه الرسول ـ صلى الله عليه وعلى آله وسلم ـ فيدعوه للإمارة .
( 5 ) ( فلـم يَقِِـلْ عنـدي ) : هـو بفتـح اليـاء ، وكسـر القـاف مـن القيلولـة ، وهـي النـوم نصـف النهـار ، وفيـه جـواز النـوم فـي المسـجد ، واسـتحباب ملاطفـة الغضبـان ، وممازحتـه والمشـي إليـه لاسـترضائه .
صحيح مسلم بشرح النووي / ج : 15 / كتاب فضائل الصحابة / ( 4 ) ـ باب : من فضائل علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ / شرح حديث رقم : 38 ـ ( 2409 ) / ص : 258 .
( 6 ) يرزؤه : أي ينقصه ويأخذ منه . صحيح مسلم بشرح النووي / ج : 10 / ( 22 ) ـ كتاب : المسافاة / ( 2 ) ـ باب : فضل الغرس والزرع / شرح حديث رقم : 1552 / ص : 305 .
الفهـــــرس
==========
الموضــــوع
مقدمـــة
المبحـــث الأول
أوقاتنـا أعمارنـا
المبحـــث الثانـــي
انتبـه الحسـاب فـردي
المبحــث الثالــث
حيـاة القلـب وأغذيتـه
أقســـام القلــوب
علامـات صحـة القلـب
أسـباب حيـاة القلـب وأغذيتـه النافعـة
المبحــث الرابـــع :
محاســبة النفــس
أقســـام النفــس
صـور مـن محاسـبة الصالحيـن لأنفسـهم
المبحـــث الخامـــس :
وقفــات مـع الســلف الصالــح
المبحـــث الســـاس :
كثـــرة طـــرق الخيــر
الفهـــــرس
جزاكم الله خيرًا.... وبارك فيكم .....وإلى لقاء قريب بإذن الله تعالى....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.