الأربعاء، 25 مايو 2011



هَاااام تذكره




قال الرسول صلى الله عليه وسلم

((("نضر الله امرأ سمع مقالتي فوعاها فأداها إلى من يسمعها فرب حامل فقه غير فقيه ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه"))) . 


قال ابن القيم في شرح ذلك الحديث مراتب العلم الأربع-: (نضَّر الله امرءًا سمع مقالتي، فوعاها، فبلغها كما سمعها، فرب حامل فقه إلى من هو أفقه منه )
أي: 



حسَّن الله صورته، وجمَّل الله وجهه، بعض الناس شكله ليس بحسن، لكن الناس تحب منظره، وتحب الجلوس معه، وتحب مخالطته. قال: (نضَّر الله امرءاً سمع مقالتي ) هذه أول مراتب العلم: السماع






 عن إبراهيم والحسن


قالا: "كفى بالمرء شرًّا أن يُشار إليه بالأصابع في دين أو دنيا إلا من عصم الله".

وقال الفضيل بن عياض: "إن قدرت أن لا تـُعرف فافعلْ وما عليك إن لم يُثنَ عليك، وما عليك أن تكون مذمومًا عند الناس إذا كنت عند الله محمودًا".


وقال مخلد بن الحسين: "قال أيوب: ما صدق عبد قط فأحب الشهرة".

وعن سفيان الثوري قال: "السلامة في أن لا تُحِب أن تعرف".
وعنه أنه كتب إلى أخ له: "واحذر حب المنزلة فإن الزهادة فيها أشد من الزهادة في الدنيا".


وقال ابن المبارك -رحمه الله-: "قال لي سفيان: إياك والشهرة، فما أتيتُ أحدًا (أي من العلماء) إلا وقد نهى عن الشهرة".

وقال: "كَتَبَ إليَّ سفيان الثوري: بُث علمك واحذر الشهرة".
وعن الفضل بن مهلهل قال: "قال لي سفيان فيم السلامة؟ قلت: أن لا تعرف. قال: هذا ما لا يكون، ولكن السلامة في أن لا تحب أن تعرف". وكان يقول: "مَن أَحَبَّ أن يُذكَر لم يُذكرْ، ومَن كره أن يذكَر ذُكِر".
 
وقال أبو بكر بن عياش: "أدنى نفع السكوت السلامة، وكفى بالسلامة عافية، وأدنى ضرر النطق الشهرة، وكفى بالشهرة بلية".




وعن بشر بن الحارث قال: "لا أعلم رجلاً أحبَّ أن يُعرف إلا ذهب دينه وافتضح". 
وعنه قال: "لا يجد حلاوة الآخرة رجل يحب أن يعرفه الناس".
وقال الإمام الشافعي: "وددت أن كل علم أعلمه يعلمه الناس أؤجر عليه ولا يحمدوني".
وعن عطاء بن مسلم الحلبي قال: "كان محمد بن يوسف الأصبهاني يختلف إليَّ عشرين سنة لم أعرفه، يجيء إلى الباب فيقول: رجل غريب، يسأل ثم يخرج، حتى رأيته يومًا في المسجد فقيل هذا محمد بن يوسف الأصبهاني؛ فقلت هذا يختلف إليَّ عشرين سنة لم أعرفه!" .
وقال المروذي: "قال لي أحمد: قل لعبد الوهاب: أخملْ ذكرك فإني أنا قد بليت بالشهرة".


وقد أُثر عنهم الكثير غير ذلك لولا خشية الإطالة، فأين نحن منهم؟! ولسان حال البعض كهذا الذي أمسكوا به وهو يبول في بئر زمزم خلال أيام الحج؛ فتعجب الناس وسألوه: لم فعلت ذلك؟! فقال: "وددتُ أن يذكرني الناس ولو باللعنات!".


وإنما كان بغضهم للشهرة نابعًا من خوفهم أن يكون سعيهم مع مرور الوقت لرضى الناس والمحافظة على حبهم حتى لو أدى ذلك إلى المداهنة والسكوت عن الباطل، ومن خوفهم أن يدخل الإعجاب بالنفس إلى قلوبهم ونسيان فضل الله عليهم، ومن غير ذلك من أمراض القلوب التي تترتب على الشهرة




آداب طالب العلم:

1/5 إخلاص النية لله تعالى:
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تعلّم علماً مما يبتغَى به وجه الله عز وجل لا يتعلمه إلا ليصيب به عرضاً من الدنيا لم يجد عرف الجنة يوم القيامة)) يعني ريحها[1].

قال الإمام أحمد: "العلم لا يعدله شيء لمن صحّت نيته"، قالوا: كيف ذلك؟ قال: "ينوي رفع الجهلَ عن نفسه وعن غيره"[2].

وعن عمر بن ذر أنه قال لوالده: يا أبي، ما لك إذا وعظت الناس أخذهم البكاء، وإذا وعظهم غيرك لا يبكون؟! فقال: يا بني، ليست النائحة الثكلى مثل النائحة المستأجرة[3].

وقال ابن جماعة الكناني بعدما بيّن فضل العلم: "واعلم أن جميع ما ذكر من فضل العلم والعلماء إنما هو في حقّ العلماء العاملين الأبرار المتقين، الذين قصدوا به وجه الله الكريم، والزلفى لديه في جنات النعيم، لا من طلبه بسوء نية وخبث طوية، أو لأغراض دنيوية، من جاه أو مال أو مكاثرة في الأتباع والطلاب"[4].

وقال أبو يوسف: "أَريدوا بعلمكم اللهَ تعالى، فإني لم أجلس مجلساً قطّ أنوي فيه أن أتواضع إلا لم أقم حتى أعلُوَهم، ولم أجلس مجلساً قط أنوي فيه أن أعلوهم إلا لم أقم حتى افتَضَح"[5].

2/5 العمل بالعلم ودوام المراقبة والخشية:
قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (هتف العلم بالعمل، فإن أجابه وإلا ارتحل)[6].

وقال الشافعي: "ليس العلم ما حفِظ، العلم ما نفع"[7].

وقال بعض السلف: "يا حملة العلم، اعملوا فإنما العالم من عمل بما علم، ووافق علمه عمله، وسيكون أقوام يحملون العلم لا يجاوز تراقيَهم، يخالف عملهم علمهم، ويخالف سريرتهم علانيتهم، يجلسون حِلقاً يباهي بعضهم بعضاً، حتى إنّ الرجل ليغضب على جليسه أن يجلس إلى غيره ويدَعَه، أولئك لا يصعد أعمالهم في مجالسهم تلك إلى الله تعالى"[8].

ومن ذلك دوام مراقبة الله تعالى في السر والعلن، وملازمة خشيته سبحانه، قال الإمام أحمد: "أصل العلم الخشية".

وقال الزهري: "إن للعلم غوائل، فمن غوائله أن يترك العمل به حتى يذهب، ومن غوائله النسيان، ومن غوائله الكذب فيه، وهو شر غوائله"[9].

وسئل سفيان الثوري: طلب العلم أحبّ إليك أو العمل؟ فقال: "إنما يراد العلم للعمل، فلا تدع طلب العلم للعمل، ولا تدع العمل لطلب العلم"[10].

3/5 صيانة العلم:

وذلك بأن لا يتّخذه سلما يتوصل به إلى أغراض دنيوية وأطماع أرضية من جاه أو مال أو سمعة أو شهرة أو خِدمة أو تقدم على الأقران.

قال الشافعي: "ودِدت أن الخلقَ تعلموا هذا العلم على أن لا ينسب إليّ حرف منه"[11].

4/5 القيام بشعائر الإسلام وظواهر الأحكام:

ومن ذلك المحافظة على الصلاة في مساجد الجماعات، وإفشاء السلام للخواص والعوام، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإظهار السنن، وإخماد البدع، وغير ذلك من الأحكام الظاهرة ليحصل التأسّي به، وليصون عرضه عن الوقيعة والظنون المكروهة.

5/5 المحافظة على المندوبات الشرعية القولية والفعلية:

ومن ذلك تلاوة القرآن الكريم بتفكّر وتدبّر، والإكثار من ذكر الله تعالى بالقلب واللسان، والإلحاح في الدعاء والتضرع بإخلاص وصدق، والاعتناء بنوافل العبادات من الصلاة والصيام والصدقة وحج بيت الله الحرام، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وغير ذلك من فضائل الأقوال والأعمال التي يراد العلم لأجلها.

6/5 التواضع والسكينة ونبذ الخيلاء والكبر:

قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (تعلّموا العلم، وتعلّموا له السكينةَ والوقار، وتواضعوا لمن تعلّمون، وليتواضع لكم من تعلِّمون، ولا تكونوا جبابرة العلماء، ولا يقوم علمكم مع جهلكم)[12].

وكتب الإمام مالك إلى الرشيد: "إذا علمت علماً فليُرَ عليك أثره وسكينته وسمته ووقاره وحلمه"[13].

وقال الإمام الشافعي: "لا يطلب أحد هذا العلم بالملك وعز النفس فيفلح، ولكن من طلبه بذلّ النفس وضيق العَيش وخدمة العلماء أفلح"[14].

7/5 القناعة والزهادة:

قال ابن جماعة الكناني: "أقلّ درجات العالم أن يستقذر التعلق بالدنيا؛ لأنه أعلم الناس بخستها وفتنتها وسرعة زوالها وكثرة تعبها ونصبها، فهو أحقّ بعدم الالتفات إليها والاشتغال بهمومها"[15].

وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي: "لقد جئت من بلاد شنقيط ومعي كنز قلّ أن يوجد عند أحد، وهو القناعة، ولو أردت المناصب لعرفت الطريق إليها، ولكني لا أوثر الدنيا على الآخرة، ولا أبذل العلم لنيل المآرب الدنيوية"[16].

8/5 التحلّي بمكارم الأخلاق وجميل الخصال والخلال:

قال ابن سيرين: "كانوا يتعلمون الهدي كما يتعلمون العلم"[17].

وعن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد قال: قال لي أبي: "يا بني، ائت الفقهاء والعلماء، وتعلّم منهم، وخذ من أدبهم وأخلاقهم وهديهم، فإنّ ذاك أحبّ إليّ لك من كثير من الحديث"[18].

وعن أبي زكريا العنبري قال: "علم بلا أدب كنار بلا حطب، وأدب بلا علم كجسم بلا روح"[19].

وأشرف الليث بن سعد على بعض أصحاب الحديث فرأى منهم شيئاً فقال: "ما هذا؟ أنتم إلى يسير من الأدب أحوج منكم إلى كثير من العلم"[20].

9/5 تطهير الباطن والظاهر من الأخلاق الرديئة:


فمن ذلك الغلّ والحسد والبغي والغضب لغير الله تعالى والغش والكبر والرياء والعجب والسمعة والشهرة والبخل والشحّ والبطر والطمع والفخر والخيلاء والمداهنة والتزين للناس وحب المدح والثناء والعمى عن عيوب النفس والاشتغال عنها بعيوب الخلق والغيبة والنميمة والبهتان والكذب والفحش في القول واحتقار الناس.

قال ابن جماعة: "فالحذر الحذر من هذه الصفات الخبيثة والأخلاق الرذيلة؛ فإنها باب كل شر، بل هي الشر كله، وقد بلي بعض أصحاب النفوس الخبيثة من فقهاء الزمان بكثير من هذه الصفات إلا من عصم الله تعالى، ولا سيما الحسد والعجب والرياء واحتقار الناس، وأدوية هذه البلية مستوفاة في كتب الرقائق، فمن أراد تطهير نفسه منها فعليه بتلك الكتب"[21].

10/5 التفرغ والمحافظة على الأوقات:

وذلك بأن لا يضيع شيئاً من أوقات عمره في غير ما هو بصدده من العلم والعمل إلا بقدر الضرورة، وقد كان بعضهم لا يترك الاشتغالَ بالعلم لعروض مرض خفيف أو ألم لطيف، بل كان يستشفي بالعلم، ويشتغل به بقدر الإمكان.

قال الشافعي: "لو كلفت شراءَ بصلة لما فهمت مسألة"[22].

وقال بعضهم: "لا يَنال هذا العلم إلا من عطّل دكّانه، وخرّب بستانه، وهجر إخوانَه، ومات أقرب أهله فلم يشهد جنازته"[23].

11/5 الجدّ والاجتهاد ودوام الحرص على الازدياد:

قال الشافعي: "حقّ على طلبة العلم بلوغ غاية جهدهم في الاستكثار من علمه، والصبر على كلّ عارض دون طلبه"[24].

وقال سعيد بن جبير: "لا يزال الرجل عالماً ما تعلّم، فإذا ترك التعلم وظن أنه قد استغنى واكتفى بما عنده فهو أجهل ما يكون"[25].

12/5 حسن اختيار رفقاء الطلب:
قال ابن جماعة الكناني: "الذي ينبغي لطالب العلم أن لا يخالط إلا من يفيده أو يستفيد منه... فإن شرع أو تعرض لصحبة من يضيع عمره معه ولا يفيده ولا يستفيد منه ولا يعينه على ما هو بصدده فليتلطّف في قطع عشرته من أول الأمر قبل تمكّنها، فإن الأمور إذا تمكّنت عسرت إزالتها"[26].

13/5 إجلال الشيخ والتأدّب عنده وتعظيم حرمته:
قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (من حقّ العالم عليك إذا أتيته أن تسلِّم عليه خاصَّة، وعلى القوم عامّة، وتجلس قُدَّامه، ولا تشِر بيديك، ولا تغمِز بعينَيك، ولا تقُل: قال فلان خلافَ قولك، ولا تأخذ بثوبِه، ولا تُلحَّ عليه في السؤال، فإنّه بمنزلة النخلة المُرطبة التي لا يزال يسقط عليك منها شيء)[27].

وعن سعيد بن المسيب أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: (إن من حق العالم ألا تكثر عليه بالسؤال، ولا تُعنِّته في الجواب، وألا تُلحَّ عليه إذا كسل، ولا تأخذ بثوبه إذا نهض، ولا تفشينّ له سرًّا، ولا تغتابنّ عنده أحدًا، ولا تطلبنّ عثرته، وإن زلّ قبلت معذرته، وعليك أن توقّره وتعظّمه لله ما دام يحفظ أمر الله، ولا تجلس أمامه، وإن كانت له حاجةٌ سبقت القوم إلى خدمته)[28].

وقال الشافعي: "كنت أصفح الورقة بين يدي مالك صفحاً رفيقاً هيبة له، لئلا يسمع وقعها"[29].

وقال طاوس: "إنّ من السنة أن توقِّر العالم"[30].

14/5 احترام العلماء من غير تقديس، واتباعهم من غير تقليد:

قال الشيخ ابن عثيمين: "إن على طلبة العلم احترام العلماء وتقديرهم، وأن تتسع صدورهم لما يحصل من اختلاف بين العلماء وغيرهم، وأن يقابلوا هذا بالاعتذار عمن سلك سبيلاً خطأ في اعتقادهم، وهذه نقطة مهمة جداً، لأن بعض الناس يتتبع أخطاء الآخرين، ليتخذ منها ما ليس لائقاً في حقهم، ويشوّش على الناس سمعتهم، وهذا من أكبر الأخطاء، وإذا كان اغتياب العامّي من الناس من كبائر الذنوب، فإن اغتياب العالم أكبر وأكبر، لأن اغتياب العالم لا يقتصر ضرره على العالم بل عليه وعلى ما يحمله من العلم الشرعي"[31].

15/5 رحابة الصدر في مسائل الخلاف:

قال ابن عثيمين في معرض بيان آداب طالب العلم: "أن يكون صدره رحباً في مواطن الخلاف الذي مصدره الاجتهاد؛ لأن مسائل الخلاف بين العلماء إما أن تكون مما لا مجال للاجتهاد فيه، ويكون الأمر فيها واضحاً، فهذه لا يعذَر أحد بمخالفتها، وإما أن تكون مما للاجتهاد فيها مجال، فهذه يعذر فيها من خالفها"[32].


(((معنى لا اله الا الله")))
لا معبود يستحق العبادة إلا الله، فهي تتكون من ركنين أساسيين
، الأول: نفي الألوهية الحقيقية عن غير الله سبحانه،
والثاني: إثبات الألوهية الحقيقية له سبحانه دون من سواه.
شروط لااله الا الله


1- العلم بمعناها: وذلك بأن يعلم الناطق بها معنى هذه الكلمة وما تضمنته من نفي الألوهية عن غير الله وإثباتها له سبحانه، قال تعالى : { فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاَ إِلَـهَ إِلأ اللَّهُ } [محمد:19].

2- اليقين: بمعنى ألا يقع في قلب قائلها شك فيها أو فيما تضمنته، لقوله تعالى: { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُواْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَـئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } [الحجرات:15] وقال صلى الله عليه وسلم: « أشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله لا يلقى الله بهما عبد غير شاك فيهما إلا دخل الجنة » رواه مسلم.

3- القبول لما اقتضته هذه الكلمة بقلبه ولسانه: والمراد بالقبول هنا هو المعنى المضاد للرد والاستكبار، ذلك أن الله أخبرنا عن أقوام رفضوا قول لا إله إلا الله، فكان ذلك سبب عذابهم، قال تعالى: { إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِالْمُجْرِمِينَ.إِنَّهُمْ كَانُواْ إِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ اللَّهُ يَسْتَكْبِرُونَ } [الصافات:34-35]

4- الانقياد لما دلت عليه: بمعنى أن يكون العبد عاملاً بما أمره الله به، منتهياً عما نهاه الله عنه، قال تعالى: { وَمَن يُسْلِمْ وَجْهَهُ إِلَى اللَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى وَإِلَى اللَّهِ عَاقِبَةُ الأَمُورِ } [لقمان:22]، قال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما: " العروة الوثقى هي لا إله إلا الله ".

5- الصدق: ومعناه أن يقولها صادقاً من قلبه، يوافق قلبه لسانه قال تعالى: { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالْيَوْمِ الآخِرِ وَمَا هُم بِمُؤْمِنِينَ.يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنْفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ } [البقرة:8-9].

6- الإخلاص: وهو إرادة وجه الله تعالى بهذه الكلمة، قال تعالى: { وَمَآ أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَآءَ وَيُقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُواْ الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ القَيِّمَةِ } [البينة:5].

7- المحبة لهذه الكلمة ولأهلها العاملين بها الملتزمين بشروطها، وبُغض ما ناقضها، قال تعالى: { وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً للَّهِ } [البقرة:165].

فهذا هو معنى هذه الكلمة، وهذه هي شروطها التي بها تكون سبب النجاة عند الله سبحانه. وقد قيل للحسن إن أناساً يقولون: من قال لا إله إلا الله دخل الجنة. فقال: من قال: لا إله إلا الله فأدى حقها وفرضها دخل الجنة.

فلا إله إلا الله لا تنفع قائلها إلا أن يكون عاملاً بها، آتيا بشروطها، أما من تلفظ بها مع تركه العمل بما دلت عليه، فلا ينفعه تلفظه حتى يقرن بالقول العمل، نسأل الله العلي العظيم أن يجعلنا من أهل لا إله إلا الله العاملين بها ولأجلها.
فضل  كلمة التوحيد
ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك.

قال الامام النووى
وظاهر إطلاق الحديث أنه يحصل هذا الأجر المذكور في هذا الحديث من قال هذا التهليل مائة مرة في يومه، سواء قاله متوالية أو متفرقة، في مجالس، أو بعضها أول النهار، وبعضها آخره، لكن الأفضل أن يأتي بها متوالية في أول النهار ليكون حرزا له في جميع نهاره
الواجب
اوصيكم ونفسى بكلمة التوحيد
اللهم احينا على التوحيد وامتنا على التوحيد


((ذكر اليوم هو لاحول ولاقوة الا بالله ))
معناها
1 – قول عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في (( لا حول ولا قوة إلاّ بالله)) أي: (( لا حول بنا على العمل بالطاعة إلاّ بالله، ولا قوة لنا على ترك المعصية إلاّ بالله )) رواه ابن أبي حاتم .
2 – وروي عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنَّه قال في معناها أي (( لا حول عن معصية الله إلاّ بعصمته، ولا قوة على طاعته إلاّ بمعونته )) .
3 – وروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه في معناها أي: (( أنا لا نملك مع الله شيئاً، ولا نملك من دونه، ولا نملك إلاّ ما ملكنا مما هو أملك به منا )) .
4 – وسئل زهير بن محمد عن تفسير (( لا حول ولا قوة إلاّ بالله )) فقال: ((لا تأخذ ما تحبّ إلاّ بالله، ولا تمتنع مما تكره إلاّ بعون الله )) رواه ابن أبي حاتم .
5 – وسئل أبو الهيثم الرازي ( ت276هـ ) وهو إمام في اللغة عن تفسير ((لا حول ولا قوة إلاّ بالله )) فقال: (( الحول: الحركة، يقال حال الشخص إذا تحرك، فكأنّ القائل إذا قال: لا حول ولا قوة ، يقول: لا حركة ولا استطاعة إلاّ بمشيئة الله

ومن المواضع التي تقال فيها هذه الكلمة ما يلي :


-  إذا تقلب في الليل :
فعَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ تَعَارَّ مِنْ اللَّيْلِ فَقَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي أَوْ دَعَا اسْتُجِيبَ لَهُ فَإِنْ تَوَضَّأَ وَصَلَّى قُبِلَتْ صَلاتُه ) رواه البخاري / 1086
-  إذا قال المؤذن حي على الصلاة أو حي على الفلاح :
فعن حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( إِذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ فَقَالَ أَحَدُكُمْ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ثُمَّ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ثُمَّ قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ ثُمَّ قَالَ حَيَّ عَلَى الصَّلاةِ قَالَ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ ثُمَّ قَالَ حَيَّ عَلَى الْفَلاحِ قَالَ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ ثُمَّ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ قَالَ اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ ثُمَّ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ قَالَ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مِنْ قَلْبِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ ) رواه مسلم في صحيحه / 578 ، وأبو داوود في سننه / 443 .
-  إذا خرج من بيته :
فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( مَنْ قَالَ - يَعْنِي إِذَا خَرَجَ مِنْ بَيْتِهِ - بِسْمِ اللَّهِ تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ يُقَالُ لَهُ كُفِيتَ وَوُقِيتَ وَتَنَحَّى عَنْهُ الشَّيْطَانُ ) رواه الترمذي في سننه / 3348 ، وقال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه . وانظر صحيح الجامع للألباني / 6419
ورواه أبو داوود في سننه / (4431)  وزاد : ( فيقول له شيطان آخر : كيف لك بِرَجُلٍ قد هُدِيَ وكُفِيَ ووُقِيَ ) .
-  بعد الصلاة :
فعَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ قَالَ كَانَ ابْنُ الزُّبَيْرِ يَقُولُ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاةٍ حِينَ يُسَلِّمُ : ( لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلا بِاللَّهِ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَلا نَعْبُدُ إِلا إِيَّاهُ لَهُ النِّعْمَةُ وَلَهُ الْفَضْلُ وَلَهُ الثَّنَاءُ الْحَسَنُ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ) وَقَالَ : " كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُهَلِّلُ بِهِنَّ دُبُرَ كُلِّ صَلاةٍ " رواه مسلم في صحيحه / 935.
فضلها
وثبت في سنن أبي داود والنسائي والدار قطني وغيرهم عن ابن أبي أوفى رضي الله عنهما قال:جاء رجلٌ إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني لا أستطيع أن أتعلم القرآن فعلّمني شيئاً يجزيني قال:" تقول: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلاّ الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله "، فقال الأعرابي هكذا وقبض يديه فقال: هذا لله فما لي، قال:"تقول: اللهم اغفر لي وارحمني وعافني وارزقني واهدني" فأخذها الأعرابي وقبض كفيه،فقال النبي صلى الله عليه وسلم:" أمَّا هذا فقد ملأ يديه بالخير
وروى ابن جرير عن ابن عمر رضي الله عنهما أنَّه سئل عن " الباقيات الصالحات " فقال: لا إله إلاّ الله، والله أكبر، وسبحان الله، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله .
وعن سعيد بن المسيب قال: (( الباقيات الصالحات:سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلاّ الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلاّ بالله )) .
الواجب
(اوصيكم ونفسى بالباقيات الصالحات))


ذكر  ((الله اكبر))
التكبير
التكبير هو تعظيم الرب تبارك وتعالى وإجلاله ، واعتقاد أنه لاشيء أكبر ولا أعظم منه 
فيصغر دون جلاله كل كبير ، فهو الذي خضعت له الرقاب وذلت له الصعاب الجبابرة ، وعنت له الوجوه 
وقهر كل شيء ، ودانت له الخلائق ، وتواضعت لعظمة جلاله وكبريائه وعظمته وعلوه وقدرته الأشياء 
واستكانت وتضاءلت بين يديه وتحت حكمه وقهره المخلوقات .
والتكبير معناه التعظيم ، لكن ينبغي ان يعلم أن التعظيم ليس مرادفا في المعنى للتكبير 
فالكبرياء أكمل من العظمة ، لأنه يتضمنها ويزيد عليها في المعنى ..

نرددها وراء المؤذن فى بداية الأذان 

فهذا نداء من الله تعالى لعباده للإسراع لتلبية نداء الصلاة 

فالله أكبر من كل شىء تكون مشغولا به وقتها
نقولها حين نشرع فى الصلاة ونرفع اليدين 
نقول الله أكبر
فنتذكر بذلك أن الله أكبر من كل شىء نشغل به أنفسنا أثناء الصلاة 
وأننا إذا دخلنا فى الصلاة فيجب أن نستحضر عظمة الله ولا ننشغل بسواه 
نقولها عند الصعود
فنتذكر بأن الله أكبر منا ومن كل شىء فلا يأخذنا الكبر والاستعلاء 
عن جابر رضى الله عنه : كنا إذا صعدنا كبرنا وإذا نزلنا سبـّحنا . البخارى
واجب اليوم
هو ان نستحضر عظمة الخالق ونستشعر معنى الله اكبر   وهى من الذكر الغير مقيد بعدد  فهى من الباقيات الصالحات واذكر نفسى واياكن بالباقيات الصالحات((((سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله اكبر ولا حول ولاقوة الا بالله





اذكار الصباح والمساء

فضل وقت الصباح
قال ابن القيم : ومن المكروه عندهم - أي السلف رحمهم الله - النوم بين صلاة الصبح وطلوع الشمس ، فإنه وقت غنيمه ، وللسير عند السالكين مزيةً عظيمه ، حتى لو ساروا طول ليلهم لم يسمحوا بالقعود عن السير ذلك الوقت حتى تطلع الشمس ، فإنه أول النهار ومفتاحه ، ووقت نزول الأرزاق 
شرح الذكر


( أصبحنا وأصبح الملك لله ، والحمد لله ، لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيءً قدير ، ربِّ أسألك خير ما في هذا اليوم وخير ما بعده وأعوذ بك من شر هذا اليوم وشر ما بعده ، ربِّ أعوذ بك من الكسل وسوء الكبر ، ربِّ أعوذ بك من عذابٍ في النار وعذابٍ في القبر )
رواه مسلم ، ( وإذا أمسى قال: أمسينا وأمسى الملك لله)

أصبحنا وأصبح الملك لله ، والحمد لله : أي : دخلنا في الصباح متلبسين بنعمة وحفظ من الله تعالى واستمر دوام الملك كائناً لله ، ومختصاً به 

لا إله إلا الله وحده لا شريك له : أي لا معبود بحق إلا هو ( وحده ) فيه تأكيد للإثبات (لا شريك له ) فيه تأكيد للنفي
وهذا تأكيد من بعد تأكيد إهتماماً بمقام التوحيد وتعلية لشأنه ، ولما أقر لله بالوحدانيه أتبع ذلك بالإقرار له بالملك والحمد والقدره على كل شيء فقال :



له الملك وله الحمد ، وهو على كل شيءً قدير : فالملك كله لله ، وبيده سبحانه ملكوت كل شيء والحمد كله له ملكاً وإشتقاقاً ، وهو سبحانه على كل شيء قدير ، فلا يخرج عن قدرته شيء قال تعالى : { وما كان الله ليعجزه من شيءٍ في السماوات ولا في الأرض إنه كان عليماً قديراً }  سور فاطر 44 


وفي الإتيان بهذه الجمله المتقدمه بين يدي الدعاء فائده عظيمه ، فهو أبلغ في الدعاء ، وأرجاء للإجابه ثم بدأ بعد ذلك بذكر مسألته وحاجاته فقال :


ربِّ أسألك خير ما في هذا اليوم - أو هذه الليله - : أي أسألك الخيرات التي تحصل في هذا اليوم من خيرات الدنيا والأخره ، أما خيرات الدنيا : فهي حصول النعم والأمن والسلامه من طوارق الليل وحوادثه ونحوهما ، وأما خيرات الأخره : فهي حصول التوفيق لإحياء اليوم والليله بالصلاه والتسبيح وقراءة القرآن ونحو ذلك 

وخير ما بعده - أو ما بعدها - : أي أسألك الخيرات التى تعقب هذا اليوم أو هذه الليله


وأعوذ بك من شر هذا اليوم وشر ما بعده : أي واعتصم بك وألتجىء إليك من شر ما أردت وقوعه فيه من شرور ظاهره أو باطنه 

ربِّ أعوذ بك من الكسل : المراد بالكسل : عدم إنبعاث النفس للخير مع ظهور القدره عليه ، ومن كان كذلك فإنه لا يكون معذوراً بخلاف العاجز ، فإنه معذور لعدم قدرته

وسوء الكبر : أي ما يورثه كبر السن من ذهاب العقل وإختلاط الرأي وغيره ذلك مما يسوء به الحال

ربِّ أعوذ بك من عذابٍ في النار وعذابٍ في القبر : أي أستجير بك ياالله من أن ينالني عذاب النار وعذاب القبر ، وإنما خصصهما بالذكر من بين سائر أعذبة يوم القيامه لشدتهما ، وعظم شأنهما ، فالقبر أول منازل الأخره ، ومن سلم فيه سلم فيما بعده ، والنار ألمها عظيم وعذابها شديد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.