فأيّ الفَريقيْن أحَقُ بالرَد ؟!!
بين الفينة والأخرى تنطلق في الآفاق شبهات تتخطف القلوب السائرة على طريق الحق ، وترمي بها في مهاوي الضلالة والغي . فالمؤمن محاط بفتنتين ما حيِيَ : فتنة الشبهات والشهوات ، فالأولى تهدم الأديان ، والأخرى تهدم الأبدان ، ولا يشك عاقل أن الأولى فسادها أعظم وعاقبتها أشنع ،يقول ابن القيم رحمه الله تعالى : واشتد نكير السلف والأئمة للبدعة ، وصاحوا بأهلها من أقطار الأرض ، وحذروا فتنتهم أشد التحذير ، وبالغوا في ذلك بما لم يبالغوا في إنكار الفواحش والظلم والعدوان ، إذ مضرة البدع وهدمها للدين ومنافاتها له أشد . مدراج السالكين 1 / 327 .
وكلما لبس الضلال لباس الدين والتقوى ، واتشح بوشاح الفضل والعلم فدرؤه أصعب وكشفه يستحيل إلا على العلماء الربانيين يقول الشوكاني رحمه الله : وقد تكون مفسدة اتباع أهوية المبتدعة أشد على هذه الملة من مفسدة اتباع أهوية أهل الملل ، فإن المبتدعة ينتمون إلى الإسلام ، ويظهرون للناس أنهم ينصرون الدين ويتبعون أحسنه ، وهم على العكس من ذلك والضد لما هنالك فلا يزالون ينقلون من يميل إلى أهويتهم من بدعة إلى بدعة ويدفعونه من شنعة إلى شنعة ، حتى يسلخوه من الدين ويخرجونه منه ، وهو يظن أنه منه في الصميم ، وأن الصراط الذي هو عليه هو الصراط المستقيم . فتح القدير 1 / 169 .
لذا فإن السلف رضوان الله عليهم قد اجتهدوا في كشف عوار المبتدعة أكثر من اجتهادهم في بيان ضلال أهل الإلحاد و الملل الأخرى ، واشتد نكيرهم على الأولين أكثر من الآخرين، يقول ابن الجوزي رحمه الله : قال أبو الوفاء علي بن عقيل الفقيه : قال شيخنا أبو الفضل الهمذاني : مبتدعة الإسلام و الواضعون للحديث أشد من الملحدين ، لأن الملحدين قصدوا إفساد الدين من خارج ، و هؤلاء قصدوا إفساده من داخل ، فهم كأهل بلد سعوا في إفساد أحواله ، و الملحدون كالمحاصرين من خارج ، فالدخلاء يفتحون الحصن ، فهم شر على الإسلام من غير الملابسين له . الموضوعات 1 / 51 ، الصارم المسلول 2 / 329 .
وكلما لبس الضلال لباس الدين والتقوى ، واتشح بوشاح الفضل والعلم فدرؤه أصعب وكشفه يستحيل إلا على العلماء الربانيين يقول الشوكاني رحمه الله : وقد تكون مفسدة اتباع أهوية المبتدعة أشد على هذه الملة من مفسدة اتباع أهوية أهل الملل ، فإن المبتدعة ينتمون إلى الإسلام ، ويظهرون للناس أنهم ينصرون الدين ويتبعون أحسنه ، وهم على العكس من ذلك والضد لما هنالك فلا يزالون ينقلون من يميل إلى أهويتهم من بدعة إلى بدعة ويدفعونه من شنعة إلى شنعة ، حتى يسلخوه من الدين ويخرجونه منه ، وهو يظن أنه منه في الصميم ، وأن الصراط الذي هو عليه هو الصراط المستقيم . فتح القدير 1 / 169 .
لذا فإن السلف رضوان الله عليهم قد اجتهدوا في كشف عوار المبتدعة أكثر من اجتهادهم في بيان ضلال أهل الإلحاد و الملل الأخرى ، واشتد نكيرهم على الأولين أكثر من الآخرين، يقول ابن الجوزي رحمه الله : قال أبو الوفاء علي بن عقيل الفقيه : قال شيخنا أبو الفضل الهمذاني : مبتدعة الإسلام و الواضعون للحديث أشد من الملحدين ، لأن الملحدين قصدوا إفساد الدين من خارج ، و هؤلاء قصدوا إفساده من داخل ، فهم كأهل بلد سعوا في إفساد أحواله ، و الملحدون كالمحاصرين من خارج ، فالدخلاء يفتحون الحصن ، فهم شر على الإسلام من غير الملابسين له . الموضوعات 1 / 51 ، الصارم المسلول 2 / 329 .
ويقول ابن القيم رحمه الله : فهم أعظم ضررًا على الإسلام وأهله من أولئك لأنهم انتسبوا إليه وأخذوا في هدم قواعده وقلع أساسه ، وهم يتوهمون ويوهمون أنهم ينصرونه .الصواعق المرسلة 3 / 821 .
ويخرج بعد هذا البيان قائلهم : أليس الأولى بكم الرد على العلمانيين واليهود والنصارى ؟!! من أن تردوا على إخوانكم المسلمين !! وعجبًا لقولهم !! أيرضى أحدهم أن تعيش بلاده بلا شرطة ، بحجة أن الجيش يكفي لصد العدو الخارجي !! ألا يرون في ذلك فساد البلاد والعباد بل وفساد الجيش نفسه الذي يقف على ثغور الإسلام في الوقت الذي تحمي أعراض الجند و تحفظ بيوتهم الشرطة !! ما أسوأ وأقبح أن تخالف العقل والنقل . يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : إذ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعته ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين ، ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين ، وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب ، فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعًا ، وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداءً ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ، وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم . مجموع الفتاوى 28 / 232 .
وقد حلت اللعنات الإلهية على بني إسرائيل لاجتنابهم إنكار المنكر إذا رأوه يقع من أقوامهم وأهليهم يقول الله تعالى عن سبب لعنهم : " كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يصنعون " 79 المائدة . فلا بد من تنقية الصف الإسلامي مما يشوبه من براثن البدع والخرافات ليصفو ويقوى على مواجهة العدو الخارجي ، ولكي يكون نموذجًا يحتذى لراغبي الهداية إلى الحق . يقول ابن تيمية رحمه الله : المؤمن للمؤمن كاليدين تغسل إحداهما الأخرى ، وقد لا ينقلع الوسخ إلا بنوع من الخشونة ، لكن ذلك يوجب من النظافة والنعومة ما نحمد معه ذلك التخشين . 28 / 53 .
وإنه لمن مضار السكوت على المخالف ( 1 ) :
1- تعطيل الأصل الأصيل الذي هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومجاهدة المبطلين .2- ارتفاع أهل الأهواء على أهل السنة . 3- مد المخالفة وامتداد رواقها وانتشارها .4- فشو الشبهة ومداخلتها للاعتقاد الحق . 5- تحريك العقيدة الحقة عن ثباتها وتضعيفها.6- ظهور المبطلين في المجامع وعلى درجات المنابر ومشاغبة المصلحين والتحريش بهم .7- إسقاط العقوبة الشرعية لأهل الأهواء . 8- إغراء الغزاة لاجتياح ديار الإسلام بعد هوان العقيدة الصافية وضعفها على أيدي أهل الأهواء .9- موات الغيرة على حرمات الدين واستعصاء إصلاح الدهماء على العلماء .10- تحجج العامة بالسكوت على نسبة الأهواء والشهوات إلى الدين .
وهذه جملة من آثار السلف ( 2 ) في تعظيم المخالفة لأهل البدع ومجانبتهم وإظهار أن خطرهم على المسلمين أشد من العدو الخارجي وأشد من خطر أهل امعاصي والفسق :
* قال أبو موسى : لأن أجاور يهوديًا ونصرانيًا ، وقردة وخنازير ، أحب إلي من أن يجاورني صاحب هوى يمرض قلبي . الإبانة 2 / 468 .
* قال يونس بن عبيد لابنه : أنهى عن الزنى والسرقة وشرب الخمر ، ولئن تلقى الله - عز وجل - بهذا أحب من أن تلقاه برأي عمرو بن عبيد وأصحاب عمرو . الإبانة 2 / 466 .
* قال العوام بن حوشب في حق ابنه عيسى : والله لأن أرى عيسى يجالس أصحاب البرابط والأشربة والباطل أحب إلي من أن أراه يجالس أصحاب الخصومات أهل البدع .البدع والنهي عنها لابن وضاح 56 .
* قال يحيى بن عبيد : لقيني رجل من المعتزلة فقال ، فقمت فقلت : إما أن تمضي وإما أن أمضي ، فإني أن أمشي مع نصراني أحب إلي من أن أمشي معك . البدع والنهي عنها لابن وضاح 59 .
* قال سعيد بن جبير : لأن يصحب ابني فاسقًا شاطرًا سنيًا ، أحب إلي من أن يصحب عابدًا مبتدعًا . الإبانة لابن بطة 132 .
* قال أبو حاتم : سمعت أحمد بن سنان يقول : لأن يجاورني صاحب طنبور أحب إلي من أن يجاورني صاحب بدعة ، لأن صاحب الطنبور أنهاه وأكسر طنبوره ، والمبتدع يفسد الناس والجيران والأحداث . الإبانة لابن بطة 2 / 469 .
* قال الشافعي : لأن يلقى العبد الله بكل ذنب ما خلا الشرك خير من أن يلقاه بشيء من الهوى . الاعتقاد للبيهقي 158 .
* قال أحمد بن حنبل : قبور أهل السنة من أهل الكبائر روضة ، وقبور أهل البدعة من الزهاد حفرة ، فساق أهل السنة أولياء الله وزهاد أهل البدعة أعداء الله . طبقات الحنابلة 1 / 184 .
وأختم بفتوى للعلامة الصالح محمد بن صالح بن عثيمين درج فيها على فقه السلف واعتقادهم ، فهو من بقيتهم رحمه الله وقدس روحه :
سائل يقول : هل من الحكمة العمل مع الأحزاب الإسلامية التي تواجه العلمانية والشيوعية وغيرها من المبادئ الهدَّامة ؛ أم الحكمة ترك هذه الأحزاب وترك العمل السياسي مطلقًا ؛ جزاكم الله خيرًا ؟
الجواب : الحكمة في هذه الأحزاب ؛ أن نعمل بما كان عليه السلف الصالح من سلوك الطريق الصحيح في أنفسنا أولاً ؛ ثم في إصلاح غيرنا ؛ ( وفي هذا كفاية في رد الأعداء ) ، والعمل مع الفرق الأخرى الضالة التي تنتسب إلى الإسلام قد لا يزيد الأعداء إلاَّ شدة ( ! ) لأنهم سوف يدخلون علينا من البدع الضالة ؛ ويقولون : أنتم تقولون كذا وكذا ؛ لأننا أمامهم طائفة واحدة !! ؛ فيحصل لنا الضرر في هذا الاجتماع المشتمل على البدع والسُنة ، لكننا نجانب هذا كله وندعُو من طريق واحد ؛ وهو طريق السلف الصالح وكفى به كفاية ؛ وما هذا الفكر الذي يقول نجتمع كلنا من أهل السُنة وأهل البدع في مقابلة الأعداء ؛ ما هذا النظر إلاَّ كنظر من يقول : هات الأحاديث الضعيفة واجمعها في الترغيب ؛ واجمع الأحاديث الضعيفة في الترهيب من أجل أن يرْغب الناس في الطاعة وأن يرْهبوا من المعصية ، وهذا خطأ ( !! ) . ولهذا لا نرى إيراد الأحاديث الضعيفة لا في الترغيب ولا في الترهيب ؛ لا نرى إيرادها إطلاقًا ( ! ) ؛ إلاَّ مقرونة ببيان الضعف ؛ لأن في الأحاديث الصحيحة الكفاية . كذلك في طريق السلف الصالح ( الخالص ) من شوائب البدع فيه كفاية .اهـ ( 3 (
____________________________________________( 1 ) با ختصار وإيجاز من كتاب الرد على المخالف لبكر بن عبدالله أبو زيد ، ص 81 - 83 . دار العاصمة بالرياض .
( 2 ) الآثار مستفادة من كتاب لم الدر المنثور من القول المأثور لجمال بن فريحان الحارثي ، ص 47 - 49 . مكتبة الهداية بالجزائر .
( 3 ) الفتوى على شبكة الإنترنت صوتيًا ومقاليًا .
وكتبه أبو عبدالله عمرو بن صلاح الدين الأسريجي
ويخرج بعد هذا البيان قائلهم : أليس الأولى بكم الرد على العلمانيين واليهود والنصارى ؟!! من أن تردوا على إخوانكم المسلمين !! وعجبًا لقولهم !! أيرضى أحدهم أن تعيش بلاده بلا شرطة ، بحجة أن الجيش يكفي لصد العدو الخارجي !! ألا يرون في ذلك فساد البلاد والعباد بل وفساد الجيش نفسه الذي يقف على ثغور الإسلام في الوقت الذي تحمي أعراض الجند و تحفظ بيوتهم الشرطة !! ما أسوأ وأقبح أن تخالف العقل والنقل . يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : إذ تطهير سبيل الله ودينه ومنهاجه وشرعته ودفع بغي هؤلاء وعدوانهم على ذلك واجب على الكفاية باتفاق المسلمين ، ولولا من يقيمه الله لدفع ضرر هؤلاء لفسد الدين ، وكان فساده أعظم من فساد استيلاء العدو من أهل الحرب ، فإن هؤلاء إذا استولوا لم يفسدوا القلوب وما فيها من الدين إلا تبعًا ، وأما أولئك فهم يفسدون القلوب ابتداءً ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم ، وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم . مجموع الفتاوى 28 / 232 .
وقد حلت اللعنات الإلهية على بني إسرائيل لاجتنابهم إنكار المنكر إذا رأوه يقع من أقوامهم وأهليهم يقول الله تعالى عن سبب لعنهم : " كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يصنعون " 79 المائدة . فلا بد من تنقية الصف الإسلامي مما يشوبه من براثن البدع والخرافات ليصفو ويقوى على مواجهة العدو الخارجي ، ولكي يكون نموذجًا يحتذى لراغبي الهداية إلى الحق . يقول ابن تيمية رحمه الله : المؤمن للمؤمن كاليدين تغسل إحداهما الأخرى ، وقد لا ينقلع الوسخ إلا بنوع من الخشونة ، لكن ذلك يوجب من النظافة والنعومة ما نحمد معه ذلك التخشين . 28 / 53 .
وإنه لمن مضار السكوت على المخالف ( 1 ) :
1- تعطيل الأصل الأصيل الذي هو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ومجاهدة المبطلين .2- ارتفاع أهل الأهواء على أهل السنة . 3- مد المخالفة وامتداد رواقها وانتشارها .4- فشو الشبهة ومداخلتها للاعتقاد الحق . 5- تحريك العقيدة الحقة عن ثباتها وتضعيفها.6- ظهور المبطلين في المجامع وعلى درجات المنابر ومشاغبة المصلحين والتحريش بهم .7- إسقاط العقوبة الشرعية لأهل الأهواء . 8- إغراء الغزاة لاجتياح ديار الإسلام بعد هوان العقيدة الصافية وضعفها على أيدي أهل الأهواء .9- موات الغيرة على حرمات الدين واستعصاء إصلاح الدهماء على العلماء .10- تحجج العامة بالسكوت على نسبة الأهواء والشهوات إلى الدين .
وهذه جملة من آثار السلف ( 2 ) في تعظيم المخالفة لأهل البدع ومجانبتهم وإظهار أن خطرهم على المسلمين أشد من العدو الخارجي وأشد من خطر أهل امعاصي والفسق :
* قال أبو موسى : لأن أجاور يهوديًا ونصرانيًا ، وقردة وخنازير ، أحب إلي من أن يجاورني صاحب هوى يمرض قلبي . الإبانة 2 / 468 .
* قال يونس بن عبيد لابنه : أنهى عن الزنى والسرقة وشرب الخمر ، ولئن تلقى الله - عز وجل - بهذا أحب من أن تلقاه برأي عمرو بن عبيد وأصحاب عمرو . الإبانة 2 / 466 .
* قال العوام بن حوشب في حق ابنه عيسى : والله لأن أرى عيسى يجالس أصحاب البرابط والأشربة والباطل أحب إلي من أن أراه يجالس أصحاب الخصومات أهل البدع .البدع والنهي عنها لابن وضاح 56 .
* قال يحيى بن عبيد : لقيني رجل من المعتزلة فقال ، فقمت فقلت : إما أن تمضي وإما أن أمضي ، فإني أن أمشي مع نصراني أحب إلي من أن أمشي معك . البدع والنهي عنها لابن وضاح 59 .
* قال سعيد بن جبير : لأن يصحب ابني فاسقًا شاطرًا سنيًا ، أحب إلي من أن يصحب عابدًا مبتدعًا . الإبانة لابن بطة 132 .
* قال أبو حاتم : سمعت أحمد بن سنان يقول : لأن يجاورني صاحب طنبور أحب إلي من أن يجاورني صاحب بدعة ، لأن صاحب الطنبور أنهاه وأكسر طنبوره ، والمبتدع يفسد الناس والجيران والأحداث . الإبانة لابن بطة 2 / 469 .
* قال الشافعي : لأن يلقى العبد الله بكل ذنب ما خلا الشرك خير من أن يلقاه بشيء من الهوى . الاعتقاد للبيهقي 158 .
* قال أحمد بن حنبل : قبور أهل السنة من أهل الكبائر روضة ، وقبور أهل البدعة من الزهاد حفرة ، فساق أهل السنة أولياء الله وزهاد أهل البدعة أعداء الله . طبقات الحنابلة 1 / 184 .
وأختم بفتوى للعلامة الصالح محمد بن صالح بن عثيمين درج فيها على فقه السلف واعتقادهم ، فهو من بقيتهم رحمه الله وقدس روحه :
سائل يقول : هل من الحكمة العمل مع الأحزاب الإسلامية التي تواجه العلمانية والشيوعية وغيرها من المبادئ الهدَّامة ؛ أم الحكمة ترك هذه الأحزاب وترك العمل السياسي مطلقًا ؛ جزاكم الله خيرًا ؟
الجواب : الحكمة في هذه الأحزاب ؛ أن نعمل بما كان عليه السلف الصالح من سلوك الطريق الصحيح في أنفسنا أولاً ؛ ثم في إصلاح غيرنا ؛ ( وفي هذا كفاية في رد الأعداء ) ، والعمل مع الفرق الأخرى الضالة التي تنتسب إلى الإسلام قد لا يزيد الأعداء إلاَّ شدة ( ! ) لأنهم سوف يدخلون علينا من البدع الضالة ؛ ويقولون : أنتم تقولون كذا وكذا ؛ لأننا أمامهم طائفة واحدة !! ؛ فيحصل لنا الضرر في هذا الاجتماع المشتمل على البدع والسُنة ، لكننا نجانب هذا كله وندعُو من طريق واحد ؛ وهو طريق السلف الصالح وكفى به كفاية ؛ وما هذا الفكر الذي يقول نجتمع كلنا من أهل السُنة وأهل البدع في مقابلة الأعداء ؛ ما هذا النظر إلاَّ كنظر من يقول : هات الأحاديث الضعيفة واجمعها في الترغيب ؛ واجمع الأحاديث الضعيفة في الترهيب من أجل أن يرْغب الناس في الطاعة وأن يرْهبوا من المعصية ، وهذا خطأ ( !! ) . ولهذا لا نرى إيراد الأحاديث الضعيفة لا في الترغيب ولا في الترهيب ؛ لا نرى إيرادها إطلاقًا ( ! ) ؛ إلاَّ مقرونة ببيان الضعف ؛ لأن في الأحاديث الصحيحة الكفاية . كذلك في طريق السلف الصالح ( الخالص ) من شوائب البدع فيه كفاية .اهـ ( 3 (
____________________________________________( 1 ) با ختصار وإيجاز من كتاب الرد على المخالف لبكر بن عبدالله أبو زيد ، ص 81 - 83 . دار العاصمة بالرياض .
( 2 ) الآثار مستفادة من كتاب لم الدر المنثور من القول المأثور لجمال بن فريحان الحارثي ، ص 47 - 49 . مكتبة الهداية بالجزائر .
( 3 ) الفتوى على شبكة الإنترنت صوتيًا ومقاليًا .
وكتبه أبو عبدالله عمرو بن صلاح الدين الأسريجي
--
شبكة الإمام الآجري
۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩ فوائــــد: ۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩۞۩
قال البربهاري:( وإذا رأيت الرجل يجلس مع أهل الأهواء فحذره وعرفه، فإن جلس معه بعد ما علم فاتقه؛ فإنه صاحب هوى) (شرح السنة للبربهاري ص:121).
قال ابن تيمية:(ومن كان محسناً للظن بهم، وادعى أنه لم يعرف حالهم عُرِّف حالهم، فإن لم يباينهم ويُظهر لهم الإنكار وإلا: ألحِق بهم وجُعِل منهم). (مجموع الفتاوى (2/133)).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ( ولا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا) . انظر مجموع الفتاوى (4/149).ذكر شيخ الإسلام ابن تيميه في الفتاوى (4/155) أن ((شعار أهل البدع : هو ترك انتحال السلف الصالح))؛ فلا تجد خَلَفِيًّا لا سيما المنتسبون إلى الجماعات الدعويَّة الحديثة الظاهرة في الساحة اليوم والمناوئة لأهل السنة والجماعة إلاَّ وهو يكرهُ السلفية، ويكره الانتساب إلى السلف
قال ابن تيمية:(ومن كان محسناً للظن بهم، وادعى أنه لم يعرف حالهم عُرِّف حالهم، فإن لم يباينهم ويُظهر لهم الإنكار وإلا: ألحِق بهم وجُعِل منهم). (مجموع الفتاوى (2/133)).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ( ولا عيب على من أظهر مذهب السلف وانتسب إليه واعتزى إليه بل يجب قبول ذلك منه بالاتفاق فإن مذهب السلف لا يكون إلا حقا) . انظر مجموع الفتاوى (4/149).ذكر شيخ الإسلام ابن تيميه في الفتاوى (4/155) أن ((شعار أهل البدع : هو ترك انتحال السلف الصالح))؛ فلا تجد خَلَفِيًّا لا سيما المنتسبون إلى الجماعات الدعويَّة الحديثة الظاهرة في الساحة اليوم والمناوئة لأهل السنة والجماعة إلاَّ وهو يكرهُ السلفية، ويكره الانتساب إلى السلف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
ملحوظة: يمكن لأعضاء المدونة فقط إرسال تعليق.